كُلُّ الذين أحببناهم
اشتهوا الموت في أحضان الآخرين ..

كُلّما عانقتكْ
ألتقطُ السماء بقبلةٍ واحدة
وأبتلُ ..

نحنُ نواقيس غياب
ننطفئ من الخطوة
نُترك على صفيح بارد
معلّقين على جدرانِ المدينة
يكسينا الغُبار
وعلى دمعتنا ذكريات الراحلين
نخبو مثلَ الذاكرة
وننتحب من دمار الأتي ..

جئتُ أتفقدُ غيابكْ
أمسحُ السراب عن جبينكْ
وأُخبرك عن الذي فاتكْ
من رحلة طويلة ولهاث القلب في الصحراء
أزرعُ ياسمينة بجوارِ خُطاكْ
أُسقي الأرض الذي نبتت بين أصابعِ قدميكْ
أبكي رثاكْ
ألوم ارتباكك ساعة وداع
هروبك صوب المُستعار
أسقطُ ملئ هذهِ الروح
على كفّك الأيسر
لادوّن كُلَّ الأوجاعْ
وأعود بقافلةٍ من العتب المعتق
في ماء القلب ينساب
ويُنسى مع آخرِ شهقةٍ واعتراف . .

كان دمعكَ قاس
والجُرح في بداية البلوغ
لا .. لست أنتَ من بكيت مثل هشيم الريح
في ليلةِ البرد تلك
أنتَ عبءٌ على الزمان الغريب
وضيفاً ثقيل الحضور في حضرة الغياب الطويل

أبكي
مِثل شمعة في ظلام الآخرين ..

من لم يأت بهِ الشوق
سيبقى بعيداً
حتى ولو كان البُعد
قيد أُنملة ..

أنا المُحاصرُ بالشكوك
ذاتي أرى نفسي في المرايا غيري
و لو دللّت علي بأصبعي
أُحسُ أن الدّال علي واشٍ
ومُخادع ..

كلانا يستطيع خلقَ ماضياً أنيقاً
مادام ليس هنالك معرفة شخصيّة من العمق
وكُلُّ هذا الحديث مرَّ عابراً ،بلغة ركيكة وسردٍ مُتقطع
من مللٍ تولد الجوانب المؤقتة
في رحلةِ القطار صوبَ مَهربٍ من ماضٍ مفتوحٍ للتعدّد. .

كُلّما شربت الفودكا
أشعرُ بالندم
وكُلّما ندمت أبكي
على أشياءٍ لم اقترفها يوماً ..