عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-26-2010, 03:04 PM
الصورة الرمزية المهندس
المهندس غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 226
المهندس is on a distinguished road
افتراضي

ببيت داراس


قرية بيت داراس قرية عربية يعني اسمها مكان دراسة الحنطة. وتقع في الشمال الشرقي من مدينة غزة على مسافة 46 كم منها. نشأت في موضع سهلي منبسط يعلو 45 م عن سطح البحر، ويرتفع في الجهة الغربية والجنوبية الغربية ليكون تلة تعلو 60 م عن سطح البحر. وقد أقام الصليبيون فوق هذه التلة قلعة تتحكم في المسالك والدروب التي كانت تلتقي في بيت داراس. ويمر وادي قريقع بالأراضي الشرقية للقرية، وينتهي في وادي الجرف أحد روافد وادي صقرير. وتقع بجوارها خرب كثيرة مثل خربة بردغة، وخربة غيّاضة، وخربة عودة.
ترتبط القرية بالقرى المجاورة مثل أسدود والسوافير الشمالية والشرقية والغربية وجولس والبطاني بشبكة من الدروب الترابية التي أعطت بيت داراس أهمية خاصة كتجمع سكاني ريفي مركزي. ولا عجب في أن القرية كانت في عهد الممالي كمركزاً من مراكز البريد بين غزة ودمشق. وقد ساهم الموقع الجغرافي في نمو القرية وامتدادها العمراني نحو الجنوب الغربي على طول طريق بيت داراس – جولس. وتطور حجمها إلى 88 دونماً وزاد عدد سكانها فبعد أن كان عدد السكان 1,670 نسمة عام 1922 أصبح عددهم 2,750 نسمة عام 1945. وكان جميع سكانها عرباً يمارسون أعمال الزراعة وتربية المواشي والدواجن ويعمل بعضهم في حرفة التجارة في حوانيتهم الواقعة في قلب القرية.
تبلغ مساحة الأراضي التابعة للقرية 16,357 دونماً. ومعظم هذه الأراضي قابلة للزراعة. وأما المستغل منها فإنه يزرع حبوباً وخضراً وأشجاراً مثمرة، وأكثرها الحمضيات. والزراعة ناجحة لانبساط الأرض وخصب التربة وتوافر مياه الآبار.
لكن مساحات رئيسة من الأرض الزراعية تعتمد على الأمطار التي تهطل شتاء بكمية تصل في معدلها السنوي إلى 420 مم تقريباً.
وفي عام 1948 تعرضت بيت داراس كغيرها من القرى الفلسطينية لهجمات مستمرة من العصابات الصهيونية انتهت أخيراً إلى احتلال القرية وطرد سكانها العرب منها. ثم قام الصهيونيون بتدمير القرية ومحوها من الوجود حيث قامت هناك مذبحة حيث هاجمها الصهيونيون لأول مرة يوم 16/3/1948 بقوة كبيرة ولكن هذا الهجوم مني بفشل ذريع إذ تصدى له مناضلو القرية رغم قلة عددهم وأسلحتهم بعنف وتصميم وأوقعوا خسائر عديدة بين المهاجمين الذين فضلوا الانسحاب بعد أن نسفوا منزلين من القرية.
وفي 13/4/1948 عاود الصهيونيون هجومهم على القرية بقوة أكبر معززة بأربع مصفحات، ولكنهم اكتفوا بقصف المنازل بالمدفعية من بعد، ثم تراجعوا إلى مستعمراتهم .
ولقد صمم أهل القرية على النضال وقامت العصابات الصهيونية بمهاجمة القرية مرة أخرى في 1/5/1948 فقد وصلت قوة كبيرة من المستعمرات المجاورة للقرية فجر ذلك اليوم إلى موقع يدعى نصار حيث توقفت وبدأت تقصف القرية بمدافع الهاون تمهيداً لمهاجمتها، ثم تحركت قوة من المشاة وهاجمت القرية من الجانب الغربي حيث المدرسة، فاحتلها وتابعت تقدمها نحو قلب القرية في الوقت الذي كانت قذائف الهاون تمطر الجانب الشرقي من القرية.
خاض المناضلون معركة عنيفة ضد المعتدين الصهاينة ولهذا عاودوا الكرة مرة أخرى على القرية ولكن القوات المقاومين استطاعوا رد الطغاة وبعد هذا النجاح بدأ المناضلون يجمعون صفوفهم ووصلتهم النجدات من القرى المجاورة مثل أسدود وحمامة والسوافير والمجدل وبيت طيما والفالوجة وحاولوا مطاردة فلول المعتدين الهاربين إلا أن القائد الصهيوني استنجد بالجيش البريطاني الذي أرسل ثلاث مصفحات منعت العرب من المطاردة.
زاد الفشل من حقد الصهاينة على سكان القرية فحشدوا بعد ثلاث أسابيع أعداداً كبيرة من القوات عززوها بالمصفحات، وهاجموا القرية يوم 21/5/1948 من جهاتها الربع بآن واحد.
وصلت هذه القوة عند الفجر وطوقت القرية لمنع وصول النجدات إليها. ثم بدأت تقصفها بنيران المدفعية والهاونات بغزارة كبيرة. شعر المناضلون بحرج الموقف وقرروا الصمود والدفاع عن منازلهم مهما كلف الأمر، لذلك طلبوا من النساء والأطفال والشيوخ مغادرة القرية بهدف تخفيف الخسائر بين العزل، وتحرك هؤلاء عبر الجانب الجنوبي من القرية، ولم يكونوا على علم بأن القرية مطوقة من مختلف الجهات، وما أن بلغوا مشارف القرية الخارجية حتى تصدى لهم الصهيونيون بالنيران رغم كونهم نساء وأطفالا وشيوخاً عزلاً فقتلوا عدداً كبيراً منهم في مذبحة لا تقل عن فظاعة عن مذبحة دير ياسين وسواها، ثم أحرقوا بيادر القرية وبعض منازلها ونسفوا بعضها الاخر مستغلين انشغال المناضلين بالمذبحة التي حلت بعائلاتهم.
أدى هذا العمل الوحشي والإجرامي إلى تصميم المناضلين على القتال فاندفعوا نحو العدو ويملأ قلوبهم الغضب وكبدوا الصهاينة خشائر كبيرة جداً وأجبروهم على التراجع وسلمت القرية من الاحتلال.
ولكن الخسائر البشرية والمادية ووقعها الليم على المناضلين أثرت في المعنويات بالإضافة إلى الذخائر قد نفذت تقريباً وانقطع الأمل في الحصول على الأسلحة والذخيرة. فبدأ السكان ينزحون عن منازلهم ولم يبق في القرية إلا النزر اليسير منهم وعلى الرغم من ذلك لم يتجرأ الصهيونيون على دخولها إلا في يوم 5/6/1948 بعد أن تأكدوا من عدم وجود أية مقاومة.
واحتلها الصهاينة وأقاموا فوق أراضيها مستعمرتي "زموروت" و "جبعاني".
رد مع اقتباس