عرض مشاركة واحدة
  #68  
قديم 06-26-2010, 03:17 PM
الصورة الرمزية المهندس
المهندس غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 226
المهندس is on a distinguished road
افتراضي

بيت نبالا

قرية عربية تقع على مسافة 15 كم شمالي شرق الرملة وعلى بعد نحو 11كم إلى الشمال الشرقي من مدينة اللد. يتميز موقعها بأهميته لسهولة اتصالها بالمدن المجاورة كاللد والرملة بطريق معبدة رئيسية. وهي تقع أيضاً على مفترق الطريقين المعبدتين الرئسيتين المؤديتين إلى الشمال نحو يافا وحيفا، وقد أقامت سلطة الانتداب البريطاني بالقرب من نقطة تقاطع هاتين الطريقين معسكراً للجيش البريطاني. ويرتبط خط سكة حديد رفح – حيفا بوصلة فرعية مع بيت نبالا، مما يزيد في أهمية موقع القرية. وهناك دروب ممهدة تصل بيت نبالا بقرى دير طريف وبدرس الحديثة وجنداس.
نشأت قرية بيت نبالا فوق رقعة منبسطة في الطرف الشرقي للسهل الساحلي الأوسط ترتفع 100م عن سطح البحر. وتنحصر بين وادي شاهين جنوباً زاحداً روافده شمالاً، لذا فإن النمو العمراني للبيت نبالا كان يتجه نحو الغرب والشرق بعد أن وصل امتداد القرية شمالاً وجنوباً إلى ضفتي الواديين. واتخذ مخطط القرية التنظيمي شكل المستطيل تعامد فيه الشارعان الرئيسان وسط القرية، وتوازت بقية الشوارع الأخرى مه هذين الشارعين الممتدين إلى أطراف القرية. اشتمل وسط بيت نبالا على سوق صغيرة تضم بعض المحلات التجارية، إلى جانب مسجد القرية ومدرستها الابتدائية التي تأسست عام 1921. وفي أواخر فترة الانتداب وصلت مساحة بيت نبالا إلى 123 دونماً معظمها بيوت القرية التي شيدت باللبن والحجر
وترتفع 100م عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضيها 15,051 دونماً. وتحيط بها · أراضي قرى قبية · وبدرس. · ودير طريف · والحديثة · وجنداس · والعباسية. قُدرعدد سكانها · عام 1922 1,324 نسمة. وفي عام 1931 إزداد عدد السكان إلى 1,758 نسمة كانوا يقيمون في 471 بيتاً، · وفي عام 1945 ازداد عدههم بنحو 2,310 نسمة. وتقع إلى الجنوب منها خربة الدالية وخربة الركوب. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 2,680 نسمة. وكان ذلك في 13/7/1948. ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي 16,466 نسمة.

إن دراسة التراث الشعبي لأي مجتمع سواء كان مجتمع المدينة أو مجتمع القرية لهي دراسة صعبة ومعقدة بسبب عدم وجود المادة التراثية المكتوبة وكذلك بسبب قلة العينات التراثية للدراسة واندثار الكثير منها جراء الحروب والهجرات والتطور الطبيعي الذي أصاب المجتمع. وفي مجتمعنا الفلسطيني نرى أن المحافظة على التراث في القرية أقوى منه في المدينة حيث يعتز سكان القرى بتراثهم وتقاليدهم من اللباس والمأكل والحياة العامة.
وقريتنا "بيت نبالا" وبحكم موقعها المتوسط في فلسطين تأثرت وأثرت في التراث الاجتماعي الشعبي لهذه المنطقة القروية. وبسبب قربها الشديد من مدينتي اللد والرملة كانت السباقة في المنطقة في التعليم، دون أن تتخلى عن أثرها وتأثرها الاجتماعي بالبيئة الفلاحية. ولسوف نتحدث هنا عن التراث والحياة الشعبية لبيت نبالا في عدة مجالات مثل المأكل والتراث الفني والأغنية الشعبية والزراعة والأدوات المنزلية واستعمالاتها، ولسوف يكون هذا مختصرا قدر الإمكان بهدف تذكير أبناءنا ببيئة آبائهم وأجدادهم خاصة بعد الغزو التكنولوجي وتطور الصناعات للأدوات المنزلية واندثار العديد مما كان مستعملا عندنا قبل هجرة 1948. إن الاعتماد الحالي على الأدوات الأخف حملا والأسهل صناعة والأقل كلفة نظرا لتكرار الرحيل من بلد إلى آخر ومن مدينة أو قرية إلى أخرى طلبا للرزق.
التراث الشعبي في الألعاب:
كان أبناء بيت نبالا بالرغم من العناء والتعب في كثير من الأوقات يمارسون بعض الألعاب الشعبية، فكانوا يتجمعون في الحارة أو حوش المنزل ويلعبون: "أولك يا اسكندراني"، و "التشورة"، و "السبع شقفات"، و "البنانير". وكانت تلعب فتيات القرية لعبة "الكال" وهي خمسة حجارة صغيرة مكعبة الشكل أو متناسقة، ولعبة "بيش كموش" ويكون المطلوب فيها معرفة كم حبة في اليد المغلقة، فمن يعرف يكسبها ومن لا يعرف يخسر بقدر ما في اليد المغلقة، ولعبة "المكامشة" في خميس البيض وهو موسم سنوي، ولعبة "طاق طاق طاقية" حيث يجلس الأطفال على شكل دائرة، ويدور حولهم من يحمل "المحرمة" ويضعها خلف أحد الفتية، وعلى الفتى الذي وضعت خلفه المحرمة أن يطارد واضعها حتى يلمسه أو أن يجلس مكانه في الحلقة الدائرية، وهكذا. ولعبة "عرب ويهود"، ولعبة "البزم" و "الحجلة" و "نط الحبل" ولعبة "عريس وعروس" وهي لعبة مشتركة بين الفتيان والفتيات معا، ولعبة "شفت القمر" و "بالتونة يا ربع (جماعة)".
ومن ألعاب الكبار "السيجة"، و "الدامة" و "الصينية"، وكانت "الصينية" تلعب ليلا عند السهر في المقعد أو المضافة وهي إخفاء خاتم تحت فنجان مقلوب على صينية مع فناجين أخرى، وكان يلعبها فريقان.
وكان من أدوات الترفيه في بيت نبالا الأرجوحة الخشبية و "الشقليبة" التي يلعبونها في الأعياد الدينية، وصندوق العجب والسباقات الرياضية مثل "النط" وسباق الخيل و "السبع شقفات" و "التشورة"، ونلاحظ أن هناك ألعابا عالمية حديثة نواتها تشبه هذه الألعاب التي كانت تمارس في بلدتنا.



التراث الشعبي في المثل الشعبي:
كانت الأمثال في بيت نبالا متداولة بشكل كبير وهي جمل قصيرة تدل على عمل أو حكمة أو أخبار تداوله الناس في كثير من نواحي حياتهم اليومية، ومن الأمثال ما كان مخصصا للقرية مثل "ينزل على جنداس حافي، صرمايته عند السكافي" و "جنداس" هي خربة من خرب بيت نبالا، ومن الأمثال "من سرى باع واشترى" وكذلك "من الشجر للحجر" وكان هذا يدلل على شروط جودة نوع الزيت في بيت نبالا لتقليل نسبة الحموضة فيه، و "البيضة على من باضها" و "خذ فالها من أطفالها" و "ما بحرث الأرض إلا عجولها" و "عليك بالطريق ولو دارت، وبنت العم ولو بارت" و "شغل المتجدد يهدد" و "حط الجرة على ثمها (فمها) بتطلع البنت لأمها" و "أعور لا إداكر وأقرع لا إتناكر". وهناك الكثير من الأمثال المتداولة في القرية كما هي متداولة في القرى المجاورة.
البيت الشعبي في بيت نبالا:
بنيت البيوت في بيت نبالا من الطين والتبن في البداية وكان يكسوها الحجر وتتراوح مساحة البيت من 70 إلى 100 متر مربع، وتكون مفتوحة على بعضها ويبلغ الارتفاع حوالي خمسة أمتار ويتألف البيت من:
1- قاع الدار. ويرتفع منه درج يؤدي إلى:
2- المصطبة.
3- الراوية.
ويفصل بين المصطبة والراوية صف من "الخوابي" المصنوعة من الطين والتبن وتخزن فيها الحبوب بأنواعها. أما الراوية وتقع في العادة خلف المصطبة فيخزن فيها التبن، وكانت النساء في البلدة تعد الطعام إما على المصطبة أو خلف "الخوابي" في الراوية وقد يكون في قاع البيت، أما الولائم الكبيرة فتكون في الحوش أو في قاع البيت الذي كان يستعمل للدواب والدواجن.
وكان سمك الجدار (المدماك) في الدار لا يقل في العادة عن متر طولي، ويكون فيه عادة "قوس" لخزن الفراش. وكانت البيوت متصلة ومتلاصقة تماما بحث أنك تستطيع المشي على أسطح المنزل كما لو كنت تمشي في طرق القرية، وكانت الشبابيك في الدار ثلاثة تعلوها "هلالات" للتهوية، ويستطيع الرجل أن يجلس على حافة الشباك وقد ينام دون أن يخشى وقوعه. وكانت الشبابيك تستخدم أيضا أباريق الماء و "الشربات".
غنى أهالي البلدة في البناء فقالوا:
لولانا مقدرين ما عقدنا لـعقود لا جبنا من الأجاويد ولا بعنا زيــتون
لولانا مقدرين ما عقدنا البيتين لا جبنا من الأفنــدي ولا استدنا دين
وفي العمل والبناء قالوا:
يا معلم حلـــــــنا وإلا بنهرب كلـــنا
وإن هربتوا كلــــكم الطبخة بتلــــمكم
ويا معلم هات البغشيـش وإلا بكرة ما بنيـجيش

رد مع اقتباس