عرض مشاركة واحدة
  #78  
قديم 06-26-2010, 03:26 PM
الصورة الرمزية المهندس
المهندس غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 226
المهندس is on a distinguished road
افتراضي


بير السبع

مدينة عربية من مدن اللواء الجنوبي لفلسطين، وهي قاعدة قضاء بير السبع وعاصمة النقب.
مرت بالمدينة أحداث كثيرة، وناضل سكانها ضد الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، واشتركوا في جميع الثورات، وسقط منهم الشهداء. وقد وقفوا عام 1948 في وجه القوات الإسرائيلية محاولين منعها من احتلال المدينة والتقدم جنوباً في النقب. لكن القوات الصهيونية تغلبت على المقاومة العربية، واحتلت بير السبع في 21/10/1948، وطردت سكانها العرب وأحلت مكانهم مهاجرين يهودا
تقع مدينة بير السبع في النقب الشمالي، وتكاد تكون في منتصف المسافة بين البحر الميت شرقاً والبحر المتوسط غرباً. وهي تتوسط قاعدة المثلث الصحراوي للنقب، إذ تبعد نحو 75كم غربي البحر الميت، ونحو 85 كم شرقي البحر المتوسط. اكتسبت موقعها أهمية خاصة لأنه يربط بيئات ثلاثاً هي:
البيئة الصحراوية جنوباً والبيئة الجبلية شمالاً بشرق، والبيئة السهلية الساحلية شمالاً بغرب. ومن الطبيعي أن تلتقى في هذا الموقع منتجات هذه البيئات، وأن يصبح سوقاً رائجة يؤمها البدو والحضر على حد سواء.
تعد بير السبع مدينة الحافة الصحراوية التي يحتم عليها موقعها الهامشي أن تستقطب أعداداً كبيراً من البدو للاستيطان فيها. كما أن موقعها جذب أعداداً من تجار الخليل وغزة للاقامة فيها. وفي هذه الحالات كلها ساعدت الطرق البرية التي تربط بير السبع بالمواقع الأخرى على استمرار الاستيطان البشري في المدينة وزيادة الحركة التجارية.
وقد زادت أهمية موقع بير السبع في العصور الحديثة من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، فالمدينة تعد بحق البوابة الجنوبية لفلسطين من جهة النقب، والبوابة الشمالية للنقب، والبوابة الشرقية لسيناء.
ففي الحروب العربية – الاسرائيلية التي نشبت منذ عام 1948 كانت بير السبع بموقعها الاستراتيجي الهام محط أنظار الجيوش المتحاربة. وقد حرص الجيش المصري عام 1948 على السيطرة على بير السبع للتحكم بصحراء النقب، ثم تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلال بير السبع وانطلقت منها لاحتلال النقب بأكمله. وفي حروب 1956 و1967 و1973 كانت مدينة بير السبع قاعدة لانطلاق الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وسيناء وقناة السويس، لذا اهتمت (إسرائيل) بربط المدينة بجميع جهات فلسطين بمختلف المواصلات.
هكذا أصبحت بير السبع عقدة مواصلات هامة منذ عام 1948، تربطها بجميع أجزاء فلسطين شبكة مواصلات كثيفة، فالطرق المعبدة من الدرجة الولى تربطها بمدن السهل الساحلي في الشمال والغرب مثل حيفا (200 كم) ويافا – تل أبيب (107 كم) وأسدود والمجدل (عسقلان) وغزة (65 كم) كما تربطها أيضاً بالمدن الجبلية في الشمال والشرق مثل الخليل والقدس (85 كم) ونابلس (150 كم) وبالمدن الصحراوية في الشرق والجنوب والغرب مثل عراد وأسدود وديمونا وإيلات والعوجا وغيرها، وتنتهي في بير السبع السكة الحديدية التي تصلها بمحطة النعاني الواقعة على خط يافا – القدس الحديدي. وتم سنة 1965 تمديد هذا الخط الحديدي من بير السبع إلى ديمونا وإلى حقول الفوسفات في النقب وقد أقيم في بير السبع مطار حربي، وفي بير السبع أكبر وأهم محطات الضخ على خط النفط بين إيلات وحيفا. وبعد عام 1967 أصبحت بير السبع أحد ممرات الرئيسية التي يعبرها المسافرون العرب بين الضفة الغربية وغزة.

إقليم بير السبع

يقع إقليم بير السبع في الجزء العلى من حوض تصريف وادي غزة الذي تألف من أودية الشريعة والشلالة وبير السبع. وتقوم مدينة بير السبع على الضفة اليمنى (الشمالية)، لوادي بير السبع فوق رقعة منبسطة من الأرض ترتفع في المتوسط نحو 236م عن سطح البحر. وإلى الشرق قليلاً من بير السبع يلتقي رافداً وادي بير السبع، وهما وادي الخليل ووادي المشاش القادمان من مرتفعات الخليل وعراد.
وتوجد في بعض هذه الأودية الجافة ينابيع ماء وآبار تعرف بأسماء مختلفة كالعدّ والعين والمشاش وغيرها.
وإقليم بير السبع منخفض يتخذ شكل المثلث الذي توازى قاعدته شاطيء البحر المتوسط في الغرب، ويتوغل رأسه كإسفين بين مرتفعات النقب والخليل في الشرق. وتنحدر الأرض بصفة عامة من الشرق إلى الغرب، وتتجه مجاري الأودية وفقاً لهذا الانحدار في طريقها نحو البحر المتوسط. ولذا تتفاوت ارتفاعات الأرض في الإقليم فتصل إلى 500م عن سطح البحر في الجزء الشرقي في حين تحوم حول 250م بجوار مدينة بير السبع، وتهبط إلى ارتفاعات تراوح بين 50 و 100 م في الجزء الغربي.
تتوافر مقومات الخصب في تربة إقليم بير السبع التي تتألف من ترسبات من طبقات اللوس يصل ثخنها إلى 30م، لكنها تفتقر إلى المواد العنضوية وغلى الرطوبة، هذا يقلل إنتاجها الزراعي وتؤثر الخواص الميكانيكية لهذه التربة في عملية اللانجراف السطحي، وفي تكوين الأراضي الرديئة ذات السطوح الوعرة. وفي الإقليم شبكة من الأخاديد يلتقي بعضها ببعض فتكون أودية ذات مجار أكثر عمقاً واتساعاً.
عندما تجف تربة اللوس خلال الصيف تنكمش وتتشقق وتتفكك ذراتها بسبب ارتفاع الحرارة ولما كانت هذه الذرات ناعمة خفيفة فإن الرياح ترفعها وتطيرها في زوابع ترابية معروفة في هذا الفصل. وتمتد الكثبان الرملية فوق مساحات واسعة تقدر بنحو 500 كم مربع في القسمين الغربي والجنوبي من إقليم بير السبع، أي زهاء ثلث سطح أرض الإقليم.
مناخ مدينة بير السبع شبه صحراوي بصفة عامة، وهو جزء من المناخ السائد في النقب الشمالي أما القسم الجنوبي من إقليم بير السبع فإن مناخه صحراوي قاري متطرف، أي أنه حار صيفاً بارد شتاء. ويصل المدى الحراري في بير السبع إلى 15ْ خلال شهري آيار وحزيران، المر الذي يؤكد صفة تطرف المناخ، ويراوح متوسط درجات الحرارة بين 12ْ في شهر كانون الثاني و 33,7ْ في نهاية شهر آب. وأدنى درجة سجلت في بير السبع كانت 1ْ في نهاية كانون الثاني 1925. ويبلغ المعدل السنوي للرطوبة النسبية في بير السبع 58% وتتفاوت المعدلات الشهرية ما بين 41% في نيسان و73% في آيار.
بلغ متوسط كمية الأمطار السنوية بين عامي 1920 و1965 نحو 195 مم. وتراوحت هذه الكمية ما بين نهاية صغرى مقدارها 42مم ونهاية عظمى مقدارها 339 مم خلال الفترة نفسها، أي أن مدى التغير في كمية المطار بلغ 152% وهي نسبة مرتفعة في فلسطين. أما معامل التغير فإنه وصل إلى 35. ويبلغ عدد اليام المطيرة في بير السبع نحو 33 يوماً في السنة. وتهطل نصف كمية المطار السنوية في شهري كانون الول وكانون الثاني، وثلث كمية المطار السنوية في شهري تشرين الثاني وشباط أي أن 80% من مجموع كمية الأمطار السنوية تهطل خلال هذه الشهور الأربعة وقد هطلت كمية أمطار مقدارها 64 مم (ثلث مجموع المطار) خلال 24 ساعة بتاريخ 5/12/1934.

رد مع اقتباس