جريمة قتل الحلقة 3
لحظة تلامس ايدين لبنى وفريد بالسلام
رن موبايل عاصم...راح بعيد يرد
لقطات سريعة مرت فى خيال الاتنين
يوم ماشيين فيه والدنيا بتمطر وايديهم فى ايدين بعض
يوم قاعدين فيه فى سينما وايديهم فى ايدين بعض
يوم الفراق ودموعهم فى عينيهم وايديهم فى ايدين بعض
كل ده مر فى لحظات ولسه ايديهم فى ايدين بعض
سحبت لبنى ايدها لما حست بدموع فى عينيها
رجع كل واحد منهم خطوة لورا... لبنى مسكت ادم
فريد وقف بعيد وضهره للبنى وعاصم الابعد منه
علشان يحاول يضبط اعصابه
خلص عاصم المكالمة
"انا اسف كان تليفون شغل ولازم امشى حالا... اسيبك يا لبنى
تتفقى مع البشمهندس على كل اللى انتى عايزاه"
لبنى"لا انا مش قادرة استنى عايزة اروح"
فريد"مفيش مشكلة يادكتور اى وقت تحت امرك...بعد اذنك"
وسلم فريد على عاصم... وهز راسه للبنى...وخرج بسرعة
فريد خرج بسرعة وكأن ذكرياته بتطارده
حاول يهرب منها...بس صورة لبنى الجديدة مفارقتش خياله لحظه
عاصم بعد ما خرج فريد...اخد لبنى يوصلها ولما وصلوا عند البيت
"انا رايح المستشفى اقابل دكتور جديد علشان خلاص هنفتتحها
قريب وبعدين هروح لخديجة وورايا كام مشوار متقلقيش لو اتأخرت"
هزت لبنى راسها من غير ماترد...لبنى عايزة تبقى لوحدها علشان
تسترجع لحظة لقائها بفريد تانى وتالت ورابع
عاصم راح على المستشفى... مبنى كبير وجاهز حتى الاسم مكتوب
عليها...بس الباب كان مقفول والامن قاعد جوا...لما شاف عربية عاصم فتح له
"فيه دكتور هييجى يسأل عليا اسمه شهاب...خليه يطلع لى المكتب"
"جه يادكتور ولما عرف انك مش موجود قال ربع ساعة وهييجى تانى"
عاصم فى مكتبه... مكتب فاخر جدا وعلى المكتب مكتوب
"د.عاصم فواز...... مدير المستشفى"
بعد حوالى 5 دقايق ...سمع صوت حد طالع السلم
وبيقرب من المكتب... الباب كان مفتوح
ظهر شاب فى نهاية العشرينات...مظهره بيدل على انه
متوسط اجتماعيا يميل للفقر
"مساء الخير يادكتور "
"مساء النور...اتفضل"
قعد شهاب قدام المكتب وهو مرتبك
"سلطان كلمنى وفهمنى انك عارف وفاهم
هنعمل ايه بالظبط"
"عارف يادكتور"
"العمليات دى محدش هيعرف عنها حاجة غير انا وانت بما انك دكتور
التخدير وخلاص طقم التمريض اللى هيبقى معانا فى العمليات دى اختارته ...
غير كده المستشفى هتمشى طبيعى زى اى مستشفى تانى"
"ان شاءالله... احنا هنبدأ شغل امتى"
"افتتاح المستشفى هيكون كمان 3 ايام... هيحضره وزير الصحة وشخصيات
معروفة كبيرة... وهنعمل اعلانات فى الجرايد والتليفزيون...
احنا عايزين المستشفى تبقى عادية جدا وتتزحم علشان شغلنا
يدارى فى الزحمة"
"ان شاءالله يادكتور"
فتح عاصم درج المكتب... طلع 2 باكو فلوس
"خد دول 20 الف جنيه... ظبط مظهرك على قد ماتقدر وبعد مانبدأ شغل
ابقى جيب عربية ...مظهرك مهم علشان انت واجهه للمستشفى"
قام شهاب وقف وهو بياخد الفلوس.. نظراته للفلوس نظرة محروم
"انت ساكن فين ياشهاب"
"فى شقة ايجار فى السيدة زينب"
"انت مش من هنا"
"لا من قرية صغيرة تبع الغربية"
"طيب انا هخليهم يجهزولك سكن هنا فى المستشفى لحد ما
تسكن فى مكان ارقى من كده..عندك مانع"
رد شهاب بفرحة
"مانع ايه... ياريت طبعا"
عاصم بيرن جرس باب... الباب بيتفتح
ست فى الخمسينات بتفتح الباب
"عاصم... اهلا وسهلا...اهلا اهلا"
ويسلموا على بعض بحرارة...يدخل عاصم لبيت يعرفه كويس
"ازيك ياخديجة... وحشتينى اوى"
"انت كمان ياعاصم... حمدالله ع السلامة جيت امتى"
"لسه من يومين بس... وهستقر هنا فى القاهرة"
"بجد... كويس علشان ابقى اشوفك...واحشنى والله"
"وانتى كمان ياخديجة...ازى صحتك عاملة ايه"
وبص لصورة محطوطة فى برواز صغير على ترابيزة صغيرة بين الكنبة
اللى قاعد عليها واللى عليها خديجة
"الصورة ابيض واسود لاب وام وطفلين"
مسك عاصم الصورة
"يااااااه...الله يرحمه ...اومال ولادك اخبارهم ايه"
"الحمدلله...استنى انادى على سمر...بقالها كام يوم قافلة على
نفسها ومش بتكلمنى ولا بتاكل معايا....زعلانة ومخاصمانى علشان
رفضت عريس اتقدم لها...طيب بذمتك انت اقبل واحد جاى يتقدم لها
ولا عنده شقة ولا معاه يجيب ولسه بادئ يشتغل"
خديجة حكت الكلام كله ورا بعض من غير ما يسألها
هى دى طبيعتها... وخصوصا مع عاصم
من وهما صغيرين وهما يعتبروا زى الاخوات
هى بنت عمته بس اتربوا فى بيت العيلة رغم انها اكبر منه بشوية
بس كانوا وهما صغيرين قريبين من بعد... وبعد مااتجوزت وسابت
المنصورة بقى كل اللى بينهم زيارات حسب الظروف
قامت خديجة...وهى قايمة بتنادى على سمر
دخلت اوضة سمر لقيتها ممدة على السرير والاوضة ضوءها خافت
حاطة السماعات فى ودنها...وبتعيط
"قومى سلمى على خالك عاصم"
مسمعتهاش سمر...قربت منها وشاورت على السماعات...
شالت سمر السماعة اليمين من غير ما تقفل الاغانى
"فى ايه"
"قومى سلمى على خالك عاصم"
"هو رجع من بره"
"اه ...قومى اغسلى وشك وغيرى هدومك دى...وافتحى الاوضة
خليها تتهوا شوية بدل الكتمة دى"
قامت سمر وهى بتنفخ...دخلت الحمام ورجعت تغير هدومها
خديجة وعاصم قاعدين بيفتكروا حكايات قديمة
دخلت عليهم سمر وبفرحة حقيقية
"ازيك ياخالو...حمدالله ع السلامة"
واتفاجئ عاصم
"مين دى...مش معقول... سمر"
وسلم عليها وهو بيبص لها وبيتفحصها من راسها لرجلها
"انا مش مصدق... القمر ده سمر العيلة الصغيرة"
سمر"عيلة ايه انا مخلصة جامعة من سنتين...انت اللى مش بتجيلنا من زمان"
عاصم"تعالى اقعدى واحكيلى خلصتى ايه وبتعملى ايه"
خديجة"اقوم انا احضر العشا...علشان نتعشا مع بعض"
ولما قامت خديجة وبقت فى ضهر سمر
شاورت لعاصم...بمعنى علشان سمر تاكل
عاصم بيبص لسمر وهو مبتسم
"مستغربنى ليه بس ياخالو"
"متفاجئ بيكى مكنتش فاكر انك بقيتى بالجمال ده"
ووطا صوته وقرب عليها
"مامتك وهى صغيرة كانت حلوة بس بعد ماشفتك اثبتى ان
مامتك كانت وحشة جنب القمر ده"
سمر بتضحك فرحانة
"ربنا يخليك"
"ها احكيلى بتعملى ايه ف حياتك"
واتنهدت سمر بضيق
"ولا حاجة...قاعدة اللى ابات فيه اصبح فيه لما بقت عيشة تخنق"
"مش بتشتغلى ليه"
"دورت كتير ملقيتش لحد مازهقت وبطلت ادور"
"انتى خريجة ايه"
"تجارة"
"تشتغلى معايا"
"اشتغل ايه"
"فى المستشفى بتاعتى...تبقى سكرتيرتى بالمرتب
اللى تحدديه...ايه رأيك"
جت خديجة على الجملة الاخيرة
"شغل بصحيح والنبى"
عاصم"بصحيح يا خديجة"
خديجة"طيب قوم واحنا بناكل ابقى احكى بالتفصيل"
سمر"قبل ماتحكى انا موافقة على الشغل حتى لو من غير فلوس
خالص انا زهقانة اوى من قعدة البيت"
بعد يومين من مقابلة فريد ولبنى
فريد من لحظة ماقابلها وهو حاسس احاسيس متلخبطة
فرحان انه شافها ومتضايق لانها بعيدة اوى عنه
بيفكر يسيب الشغل معاها بس الشغل ده مش قراره لوحده ده
شغل كبير وجاى للمكتب وميقدرش يرفضه
كل دقيقة بتمر بيتمنى تتصل بيه علشان يشوفها تانى حتى
لو مقابلتهم هتكون فى شغل بس...يكفيه انه يشوفها تانى
لبنى من لحظة ماقابلت فريد وهى فرحانة انها شافته واتطمنت عليه
وندمانة انها بعدت عنه ووافقت على عاصم فى لحظة ضعف
من لحظة مااتقابلوا وهى بتسترجع الدقايق البسيطة اللى اتقابلوا فيها..
.حفظت كل ثانية مرت فى الدقايق البسيطة دى
حيرانة ومش عارفة تكلمه ولا متكلموش...هى مشتاقة انها تكلمه بس
خايفة ومش عارفة ممكن يتكلموا ازاى وهما بقوا اغراب عن بعض
حسم تفكيرها...عاصم
بعد يومين تفكير
"عملتى ايه مع مهندس الديكور"
"معملتش حاجة"
"وده اسمه كلام يا لبنى... يومين معملتيش اى حاجة ولسه
لحد ما الفيلا تخلص هتاخد وقت...شوفى انا ف يومين عملت ايه
وانتى بتقولى ولا حاجة...فى يومين خلصت اللى ناقص فى المستشفى
وجبت لك الشغالين اللى طلبتيهم...وانتى مش قادرة تتحملى
مسئولية الاشراف على توضيب الفيلا"
"خلاص ياعاصم انت مكبر الحكاية كده ليه"
"عايز استقر فيها بسرعة انا اخدت الشقة شهرين ومش ناوى اطول
عن كده...بقولك ايه خلى المهندس يجيب عمال يشتغلوا ليل
نهار علشان نخلص"
"حاضر"
"اتفضلى اتصلى بيه دلوقتى"