إلى امرأة (نبيلة )
كنادمٍ على الخُسران
أرتجف
أبكي كما لو أني وحيد
على مقعدٍ من زجاجٍ مطحون
تبعثُرني الريح في كلِّ اتجاه
لئلا أصِلك وأكون فيك
أنا المُتعثرُ من كلِّ ذكرى
وقُبلة
ووعد
القتيلُ من كلِّ لمسةٍ وضمةٍ
وود
المقتولُ في كلِّ حرب
والتأبين مؤجل
والهوية ضائعة في السِجل الرسمي
أجرُ نفسي كعربةٍ قديمةٍ إلى أطرافِ المدينة
وأَهملُ نفسي أدعُها تبكي
وأعودُ مُختل التوازن
أسير ،أطيرُ وأسقطُ على عتبابِ الأبواب
أعرفُ مسبقاً أنّني أهذي
وأني أشرب حدّ الرشفةِ الأخيرة من الجنون
مستنجٍ النّسيان مُمّسك ظلّ فراغ النواقيس المُعطلة
وأني أضعفُ من قشةٍ علي شباكِ غُرفتكِ المُغلق
المُنسدل الستائر
تاركاً لك الحُلم مضاء الدرب
أنتِ المنفردة الوحيدة
في أحضان ذاتك
تُدلكين نهديك بعطرٍ قديم
تتحسسين جسدك كاملاً
(لم تَنقُصي بريقاً بعد)
يفصلني عنك أكثرُ من مُجرد مسافة
وبحرٌ هائجٌ
وصحراء قاتلة
وصوت المدفعية وصراخ المنتصرين وهماً
بين كهنوت الله
ونخّب المُدن القتيلة بأيد الغريب
كأنك لست لي
وليست لي
إلا ما كُتب خطأً في استمارة الولادة
أول صراخ طبيعي
وعليّ أن أَحمل وزر العواطف
ومقصلة الانتماء
وشتائم الغرباء
وشفقة الغرباء
وودٍ لا يُحتمل
والدمع الجاف
ولهيب الصحراء
وركاكة اللغة الجديدة
وأمضي صوب بكائي الاخير
لكنّ القلب شهيدك في أول الليل الطويل
غفى كطفلٍ على صورتك الوحيدة
دون صراخ
كان يكفيه ضمةٌ واعتراف بالتبني ليكون
لكنّك أبعد من ذلك
وأقسى من أن تقتُليه ليستسلم
وتغفين وحيدةً
في سريرك المُشترك
كم مرة سأموت فيك
أنتِ التي دربتي هذا القلب على النبض
وعلى النطق
*والحُلم، والأغنيات من باب حزيران
وأمُوت فيك
أنتِ التي سكنّتي الفؤاد كلِّ ليل
واستوطنتي الجوارح كالمستحيل
أنا قتيلك في الهوى
وما مِنْ دليل
ما مِنْ دليل…
__________________
إنســان عــادي
|