أُدخل رجل كبير السن الى المستشفى بسبب كبر سنه وهرم جسده،
وكان كل يوم يأتي شاب لزيارته والجلوس معه لفترة طويلة يساعده فيها على
أكل طعامه وغسل ثيابه ، ومن ثم يتجولا معا بحديقة المستشفى ،
ثم يعيده لغرفته ويساعده على الاستلقاء حتى ينام ومن ثم يذهب
بعد أن يطمئن عليه .
دخلت الممرضة الى الرجل الكبير لتعطيه الدواء وتفقد حاله فقالت له:
" ما شاء الله عليك يا عم لما يقوم به ولدك من عناية لك ، فقليل ان تجد هذه
الايام ابن بار بوالده هكذا كولدك " .
...
(نظر إليها الرجل الكبير ولم ينطق وأغمض عينيه ، وقال لنفسه : ليته
كان أحد أبنائي)
ثم قال لها : هذا الشاب ليس ولدي كما تعتقدين ولكنه كان طفل يتيم يسكن
في الحي الذي كنا نسكن فيه ، فرأيته مرة يبكي عند باب بيته بعدما توفي
والده فهدأته .. واشتريت له الحلوى ، ولم احتك به منذ ذلك الوقت .
وعندما علم بوحدتي أنا وزوجتي أخذ يزورنا كل يوم ويتفقد أحوالنا حتى وهن
جسدي، فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج .
وكلما أسأله (لماذا كل هذا التعب معنا يا ولدي ؟)
يبتسم ويقول: (ما زال طعم الحلوى في فمي يا عم !!)
"أيها الأحباء، لنحب بعضنا بعضا، لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد
ولد من الله ويعرف الله. 8 ومن لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة." (1يو 4 :7,8)