أُحِلَّتْلَكُمْبَهِيمَةُٱلاٌّنْعَامِإِلاَّمَايُتْلَىٰعَلَيْكُمْغَيْرَمُحِلِّىٱلصَّيْدِوَأَنتُمْحُرُمٌإِنَّٱللَّهَيَحْكُمُمَايُرِيدُ}
. {
أُحِلَّتْلَكُمْبَهِيمَةُٱلاٌّنْعَامِإِلاَّمَايُتْلَىٰعَلَيْكُمْ} لميبينهناماهذاالذييتلىعليهمالمستثنىمنحليةبهيمةالأنعام. ولكنهبينهبقوله: {حُرِّمَتْعَلَيْكُمُٱلْمَيْتَةُوَٱلْدَّمُوَلَحْمُٱلْخِنْزِيرِ}،إلىقوله: {وَمَاذُبِحَعَلَىٱلنُّصُبِ} ،فالمذكوراتفيهذهالآيةالكريمةكالموقوذةوالمتردية،وإنكانتمنالأنعام. فإنهاتحرمبهذهالعوارض.
والتحقيق
أنالأنعامهيالأزواجالثمانية،كماقدمنافيسورةآلعمران،وقداستدلابنعمر،وابنعباس،وغيرواحدمنالعلماءبهذهالآيةعلىإباحةأكلالجنينإذاذكيتْأمهووجدفيبطنهاميتاً.
وجاء
عنالنَّبيصلىاللهعليهوسلمۤ «أنذكاةأمهذكاةله» كماأخرجهأبوداود،والترمذي،وابنماجهمنحديثأبيسعيد.
وقال
الترمذي: إنهحسن،ورواهأبوداودعنجابرعنالنَّبيصلىاللهعليهوسلم. قولهتعالى:
{
يَـٰأَيُّهَاٱلَّذِينَءَامَنُواْلاَتُحِلُّواْشَعَآئِرَٱللَّهِوَلاَٱلشَّهْرَٱلْحَرَامَوَلاَٱلْهَدْىَوَلاَٱلْقَلَـٰئِدَوَلاۤءَامِّينَٱلْبَيْتَٱلْحَرَامَيَبْتَغُونَفَضْلاًمِّنرَّبِّهِمْوَرِضْوَٰناًوَإِذَاحَلَلْتُمْفَٱصْطَـٰدُواْوَلاَيَجْرِمَنَّكُمْشَنَآنُقَوْمٍأَنصَدُّوكُمْعَنِٱلْمَسْجِدِٱلْحَرَامِأَنتَعْتَدُواْوَتَعَاوَنُواْعَلَىٱلْبرِّوَٱلتَّقْوَىٰوَلاَتَعَاوَنُواْعَلَىٱلإِثْمِوَٱلْعُدْوَانِوَٱتَّقُواْٱللَّهَإِنَّٱللَّهَشَدِيدُآلْعِقَابِ * حُرِّمَتْعَلَيْكُمُٱلْمَيْتَةُوَٱلْدَّمُوَلَحْمُٱلْخِنْزِيرِوَمَآأُهِلَّلِغَيْرِٱللَّهِبِهِوَٱلْمُنْخَنِقَةُوَٱلْمَوْقُوذَةُوَٱلْمُتَرَدِّيَةُوَٱلنَّطِيحَةُوَمَآأَكَلَٱلسَّبُعُإِلاَّمَاذَكَّيْتُمْوَمَاذُبِحَعَلَىٱلنُّصُبِوَأَنْتَسْتَقْسِمُواْبِٱلاٌّزْلاَمِذٰلِكُمْفِسْقٌٱلْيَوْمَيَئِسَٱلَّذِينَكَفَرُواْمِندِينِكُمْفَلاَتَخْشَوْهُمْوَٱخْشَوْنِٱلْيَوْمَأَكْمَلْتُلَكُمْدِينَكُمْوَأَتْمَمْتُعَلَيْكُمْنِعْمَتِىوَرَضِيتُلَكُمُٱلأِسْلاَمَدِيناًفَمَنِٱضْطُرَّفِىمَخْمَصَةٍغَيْرَمُتَجَانِفٍلإِثْمٍفَإِنَّٱللَّهَغَفُورٌرَّحِيمٌ * يَسْأَلُونَكَمَاذَآأُحِلَّلَهُمْقُلْأُحِلَّلَكُمُٱلطَّيِّبَـٰتُوَمَاعَلَّمْتُمْمِّنَٱلْجَوَارِحِمُكَلِّبِينَتُعَلِّمُونَهُنَّمِمَّاعَلَّمَكُمُٱللَّهُفَكُلُواْمِمَّآأَمْسَكْنَعَلَيْكُمْوَٱذْكُرُواْٱسْمَٱللَّهِعَلَيْهِوَٱتَّقُواْٱللَّهَإِنَّٱللَّهَسَرِيعُٱلْحِسَابِ}
.
وَإِذَاحَلَلْتُمْفَٱصْطَـٰدُواْيعنيإنشئتم،فلايدلهذاالأمرعلىإيجابالاصطيادعندالإحلال،ويدللهالاستقراءفيالقرآن،فإنكلشيءكانجائزاً،ثمَّحرِّملموجب،ثمأمربهبعدزوالذلكالموجب،فإنذلكالأمركلهفيالقرآنللجوازنحوقولههنا: {وَإِذَاحَلَلْتُمْفَٱصْطَـٰدُواْ} وقوله: {فَإِذَاقُضِيَتِٱلصَّلَوٰةُفَٱنتَشِرُواْفِىٱلاٌّرْضِ} ،وقوله: {فَٱلـنَبَـٰشِرُوهُنَّ} ،وقوله: {فَإِذَاتَطَهَّرْنَفَأْتُوهُنَّ} .
ولا
ينقضهذابقولهتعالى: {فَإِذَاٱنسَلَخَٱلأَشْهُرُٱلْحُرُمُفَٱقْتُلُواْٱلْمُشْرِكِينَحَيْثُوَجَدتُّمُوهُمْوَخُذُوهُمْوَٱحْصُرُوهُمْوَٱقْعُدُواْلَهُمْكُلَّمَرْصَدٍفَإِنتَابُواْوَأَقَامُواْٱلصَّلَوٰةَوَءاتَوُاْٱلزَّكَوٰةَفَخَلُّواْسَبِيلَهُمْإِنَّٱللَّهَغَفُورٌرَّحِيمٌ} . فَإِذَاٱنسَلَخَٱلأَشْهُرُٱلْحُرُمُفَٱقْتُلُواْٱلْمُشْرِكِينَلأنقتلهمكانواجباًقبلتحريمهالعارضبسببالأشهرالأربعةسواءقلنا: إنهاأشهرالإمهالالمذكورةفيقوله: {فَسِيحُواْفِىٱلاٌّرْضِأَرْبَعَةَأَشْهُرٍ} ،أوقلنا: إنهاالأشهرالحرمالمذكورةفيقولهتعالى: {مِنْهَآأَرْبَعَةٌحُرُمٌ} .
وبهذا
تعلمأنالتحقيقالذيدلعليهالاستقراءالتامفيالقرآنأنالأمربالشيءبعدتحريمهيدلعلىرجوعهإلىماكانعليهقبلالتحريممنإباحةأووجوب،فالصيدقبلالإحرامكانجائزاًفمُنعللإحرام،ثمأُمربهبعدالإحلالبقوله: {وَإِذَاحَلَلْتُمْفَٱصْطَـٰدُواْ} فيرجعلماكانعليهقبلالتحريم،وهوالجواز،
وقتلالمشركينكانواجباًقبلدخولالأشهرالحرم،فمنعمنأجلها،ثمأمربهبعدانسلاخهافيقوله: {فَإِذَاٱنسَلَخَٱلأَشْهُرُٱلْحُرُمُ}،فيرجعلماكانعليهقبلالتحريم،وهوالوجوب.
وهذا
هوالحقفيهذهالمسألةالأصولية.
قال
ابنكثيرفيتفسيرهذهالآية: وهذاأمربعدالحظر،والصحيحالذييثبتعلىالسبرأنهيردالحكمإلىماكانعليهقبلالنهي،فإنكانواجباًرده،واجباً،وإنكانمستحباًفمستحب،أومباحاًفمباح.
ومن
قال: إنهللوجوبينتقضعليهبآياتكثيرة. ومنقال: إنهللإباحةيردعليهبآياتأخرى،والذيينتظمالأدلةكلهاهذاالذيذكرناهكمااختارهبعضعلماءالأصول،واللهأعلم،انتهىمنهبلفظه.
وفي
هذهالمسألةأقوالأخرعقدهافي (مراقيالسعود) بقوله: والأمرللوجوببعدالحظروبعدسؤالقدأتىللأصل
أويقتضيإباحةللأغلبإذاتعلقبمثلالسبب
إلافذيالمذهبوالكثيرلهإلىإيجابهمصير
وقدتقررفيالأصولأنالاستقراءالتامحجةبلاخلاف،وغيرالتامالمعروف. بـ «إلحاقالفردبالأغلب» حجةظنية،كماعقدهفيمراقيالسعودفيكتاب (الاستدلال) بقوله: ومنهالاستقراءبالجزئيعلىثبوتالحكمللكلى
فإنيعمغيرذيالشقاقفهوحجةبالاتفاق
وهوفيالبعضإلىالظنانتسبيسمىلحقوقالفردبالذيغلب
فإذا
عرفتذلك،وعرفتأنالاستقراءالتامفيالقرآندلعلىمااخترنا،واختارهابنكثير،وهوقولالزركشيمنأنالأمربعدالحظريدلعلىرجوعالحكمإلىماكانعليهقبلالتحريم،عرفتأنذلكهوالحق،والعلمعنداللهتعالى. قولهتعالى: {وَلاَيَجْرِمَنَّكُمْشَنَآنُقَوْمٍأَنصَدُّوكُمْعَنِٱلْمَسْجِدِٱلْحَرَامِأَنتَعْتَدُواْ}.
نهى
اللهالمسلمينفيهذهالآيةالكريمةأنيحملهمبغضالكفارلأجلأنصَدوهمعنالمسجدالحرامفيعمرةالحديبيةأنيعتدُواعلىالمشركينبمالايحللهمشرعاً.
كما
روىابنأبيحاتمفيسببنزولهذهالآيةعنزيدبنأسلم،قال: «كانرسولالله
صلىاللهعليهوسلموأصحابهبالحديبيةحينصدهمالمشركونعنالبيت،وقداشتدذلكعليهم،فمرَّبهمأناسمنالمشركينمنأهلالمشرقيريدونالعمرة،فقالأصحابالنَّبيصلىاللهعليهوسلم: نصدهؤلاءكماصدَّناأصحابُهم،فأنزلاللههذهالآية»،بلفظهمنابنكثير.
ويدل
لهذاقولهقبلهذا: {وَلاۤءَامِّينَٱلْبَيْتَٱلْحَرَامَ} ،وصرحبمثلهذهالآيةفيقوله: {وَلاَيَجْرِمَنَّكُمْشَنَآنُقَوْمٍعَلَىۤأَلاَّتَعْدِلُواْٱعْدِلُواْ} ،وقدذكرتعالىفيهذهالآيةأنهمصدوهمعنالمسجدالحرامبالفعلعلىقراءةالجمهور {أَنصَدُّوكُمْ} بفتحالهمزة،لأنمعناها: لأجلأنصدوكم،ولميبينهناحكمةهذاالصد،ولميذكرأنهمصدوامعهمالهديمعكوفاًأنيبلغمحله،وذكرفيسورةالفتحأنهمصدوامعهمالهدى،وأنالحكمةفيذلكالمحافظةعلىالمؤمنينوالمؤمنات،الذينلميتميزواعنالكفارفيذلكالوقت،بقوله: {هُمُٱلَّذِينَكَفَرُواْوَصَدُّوكُمْعَنِٱلْمَسْجِدِٱلْحَرَامِوَٱلْهَدْىَمَعْكُوفاًأَنيَبْلُغَمَحِلَّهُوَلَوْلاَرِجَالٌمُّؤْمِنُونَوَنِسَآءٌمُّؤْمِنَـٰتٌلَّمْتَعْلَمُوهُمْأَنتَطَئُوهُمْفَتُصِيبَكمْمِّنْهُمْمَّعَرَّةٌبِغَيْرِعِلْمٍلِّيُدْخِلَٱللَّهُفِىرَحْمَتِهِمَنيَشَآءُلَوْتَزَيَّلُواْلَعَذَّبْنَاٱلَّذِينَكَفَرُواْمِنْهُمْعَذَاباًأَلِيماً} . وفيهذهالآيةدليلصريحعلىأنالإنسانعليهأنيعاملمنعصىاللهفيه،بأنيطيعاللهفيه.
وفي
الحديث: «أدِّالأمانةإلىمنائتمنك،ولاتخنمنخانك».
وهذا
دليلواضحعلىكمالدينالإسلام،وحسنمايدعوإليهمنمكارمالأخلاق،مبينأنهدينسماويلاشكفيه.
وقوله
فيهذهالآيةالكريمة {وَلاَيَجْرِمَنَّكُمْ} معناه: لايحملنكمشنآنقومعلىأنتعتدوا،ونظيرهمنكلامالعربقولالشاعر: ولقدطعنتأباعيينةطعنةجرمتفزارةبعدهاأنيغضبوا