عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-08-2011, 10:10 PM
الصورة الرمزية لارا
لارا غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: سوريا الشام مخيم اليرموك
المشاركات: 328
لارا is on a distinguished road
99999

الفصل السادس


وقفت `انجريد´ تتنفس بعمق امام الصخور التي تنحدر بطريقة شديدة حتى تصل إلى البحر وكان المكان خاليأ ويائسأ .
وكما لو كان لا يمكن لاي شىء ان يوقفها او يمنعها ، تسللت `انجريد` نحو الخليج حيث تختفي الصخور اسفل النباتات الكثيفة القصيرة فتعطي اشكالا والوانا رائعة تميل إلى الاحمر والبنفسجي. كادت انفاسها تتوقف وتترقرق في عينيها الدموع ، صعدت الفتاة على الحافة الخشبية فوق الامواج ووصلت إلى حرفها وجلست تتامل الافق وهي تحاول ان تجد تسلسلا منطقيا لهذه الاحداث الاخيرة وتمني نفسها بالأمل مرة ثانية . . كان كل شيء مشوشا في راسها وفي قلبها وكانت كلمات ´يانيس ´ الاخيرة اشبه بالضربة القاضية . لقد وافقت على كل شيء حتى الآن وتحملت العذاب دون تمرد والأن يبدو لها الموقف واضحا وجليا .
كيف عجزت عن ان تفهم نواياه! وفجاة ، بدا لها كحقيقة جلية ان `يانيس ´ لم يكن ينوي ابدأ الاعتراف بها كامراته .

اغمضت عينيها وهي ترتجف ورفعت يدها نحو فمها لتكتم نحيبها، وفجاة وجدت نفسها وحيدة فوق هذه الحافة الخشبية التي تشبه
الجسر العائم حيكث الهواء شديد وكانت قدماها عاريتين وعيناها
زائغتين ووجهها احمر وهي ترتدي هذا الثوب البالي ، بينما كان
شعرها يتناثر حول وجهها ... رات نفسها وكانها تائهة ومجنونة .
لابد لها من التفكير والمواجهة وتخفيف حدة هذه الماساة .
واهم شيء الأن ان تحتفظ ببرود اعصابها والا تترك الفرصة
لمشاعرها ان تتحدث بدلا منها .
ومن المؤكد ان `يانيس ´ سيمل هذه اللعبة القاسية التي يلعبها معها
اجلا ام عاجلا وسيتركها ترحل بعد ذلك .
فالمسالة مسالة وقت وصبر وقوة تحمل ليس اكثر وعلى الرغم
منها ، تحسست ´انجريد´ خاتم الزواج فشعرت انه اكثر ثقلا من اثقل هلب في العالم . ..
وظلت ساهمة بعض الوقت كانها تحلم وهي ترى احد الزوارق يمر
امامها .. تقلصت يداها ، كلا إنها لا تحلم وليس ذلك سرابا ، إنه شراع ابيض يسير ببطء فوق المياه على الطرف الأخر من الجزيرة .
اغمضت ´انجريد` عينيها بعض الشيء حتى تستطيع مواجهة ضوء
الشمس المبهر فلاحظت وجود رجل على مقدم الزورق . من المؤكد ان
احدأ لا يقيم في جزيرة ´ليناكاريا` ولكن الجزر المجاورة ماهولة
بالسكان .
لو كانت تنجح فقط في تاكيد وجودها فسياتي الزورق لنجدتها .:
وسيتم إنقاذها !
لوحت ´انجريد´ بذراعيها في كل الاتجاهات وهي تصيح بصوت عال .
- توقفوا ! ارجوكم .. هنا !
ولكن صوت الرياح اشتد وغطى صوتها بينما اختفى الزورق في
الأفق .
فقالت ´انجريد´ لنفسها في رعب .
` ياإلهي ، لقد انتهيت حقا هذه المرة ´ .
نادت الفتاة بصوت عال للمرة الثانية وهي تلوح بيديها بقوة
فاندفعت إلى الوراء بشدة وعندئذ صرخت ولكن الوقت تاخر ! فقد
ارتخى الخشب فجاة محدثا صوتا شديدأ .. ووجدت `انجريد´ نفسها
في الهواء ، فحاولت الإمساك بالحافة او المرسى الخشبي وهو ينكسر
ولكن هيهات . اغمضت الفتاة عينيها وغطست في الماء براسها ...
وفي هذه اللحظة بالضبط ، امسكت يدان قويتان بها ورفعتاها إلى
اعلى وكانت الصدمة شديدة على ´انجريد´ مما جعلها عاجزة عن إدراك
الموقف ولكنها شعرت بقدميها عاجزتين بينما وجدت نفسها فجاة فوق المرسى من جديد وهنا تنفست بعمق .
ومع ذلك كاد قلبها يقفز من صدرها من جديد عندما رفعت عينيها
ورات الرجل الذي يقف بجانبها ... وكان `يانيس ` لا يزال يمسك بها
حتى يساعدها على الاحتفاظ بتوازنها .
تمتمت الفتاة بصوت ضعيف :
- انا .. اتركني ..
- هيا اهدئي ! إياك وان تفعلي ذلك ثانية !
كان يبدو حقا مهتما بها وكان صوته يدل على قلقه المتحفظ ثم تركها وعندئذ ارتجفت الفتاة بشدة وتارجحت وهنا امسك بها ´يانيس
من جديد والتصق بها ، فاغمضت `انجريد` عينيها وشعرت بان جسده
يشع قوة ودفئأ لاول مرة تشعر بهما منذ زمن بعيد ، فهدات بعض
الشىء . وبينما كان قلباهما يدقان بعنف حاولت `انجريد´ ترتيب افكارها حتى تستطيع السيطرة على نفسها .
هل هي حقا بين ذراعي الرجل الذي كان يحتقرها منذ اقل من ساعة ؟
لابد لها من ان تكون حذرة .
سالها برفق :
- هل انت على مايرام ؟ ما الذي جعلك .. جعلك تقفزين ؟ نظرت إليه في دهشة :
- اقفز ؟ انا كنت اريد فقط السباحة كما انني اعشق الغطس ، ولم
اكن اعرف ان ذلك ممنوع ولا ان المرسى الخشبي يمكن ان ينكسر ,
قالت `انجريد´ جملتها الاخيرة في تهكم ملحوظ ، فاجابها بصوت اجش .
- اعتقد ان هناك تفسيرأ اخر ، انظري إلى نفسك ... إنني اشك في انك كنت تنوين السباحة بكامل ملابسك .
- ولم لا ؟ فملابسي التي اتيت بها إلي تجعلني اكره ارتداء ملابس البحر !
- وهل اخترت السباحة والغطس فوق هذه الصخور ايضا اعتقد ان الشاطئ اكثر ملاءمة وهو على بعد ..2متر فقط من هنا حيث الرمال الناعمة ...

######################

هزت الفتاة راسها في تحد :
- هذه مسالة تخصني وحدي 0
قال لها وهو يضبط شعرها المتناثر إثر شدة الرياح :
- يبدو انك تفضلين الحياة في ماساة .
- اعتقد ان هذا التشبيه يليق بك اكثرمنى ايها الجبار العزيز ! وضع ´يانيس يده على رقبتها ليعيد راسها إلى الوراء وكانت عيناه تبرقان بالشرر .
- انت تكذبين كثيرأ منذ ان حضرت إلى هنا ! فعندما وصلت إلى هنا ، كنت على وشك دك راسك فوق الصخور
خفض ´يانيس ` صوته ، ثم تابع حديثه بحزن واضح :
- كاد يكون الفرق فى التوقيت اقل من ثانية ، ولا اعرف هل حقا كنت سانجح فى إنقاذك فى عدم وجود هذا المرسى الخشبى ...
كان `يانيس ´ شاحب الوجه يحاول إخفاء اضطرابه ، ولكن ´انجريد كانت كانها تتحداه فى هذه المرة .
- لانك تعرف انني اريد وضع حد لحياتي بسببك ، بسبب كل ما تفعله منذ ان اصبحت تحت رحمتك ! يالها من اوهام ياعزيزي ، ولكن مهما فعلت ومهما قلت ، فلن تدفعني إلى العنف ثانية
ظل ´يانيس ` صامتا ولكنه دهش جدأ فقد قالت ´انجريد´ هذه الكلمات بحدة كانها تعيش اهم لحظات حياتها و تتخذ اهم قراراتها ، وهنا خفف ´يانيس ´ قبضته عليها وخطا عدة خطوات على المرسى وهو يولي ظهره لـ ´انجريد´ ، ثم اغمض عينيه وقال كانه يوجه حديثه إلى السماء .
- ´انجريد´ يجب ان تعرفي انني كنت قلقا جدا عليك عندما اختفيت في التيار ...
- اه لكنني لم اشك في ذلك دقيقة واحدة ، فالسيد غالبا ما يشعر بالقلق على خادمه اذا هرب منه !
- كلا . لم ارد قول ذلك ، عندما تحدثت الأن . كنت اقصد ... لم تترك له الفرصة ليكمل جملته وقالت .
- اسمعني ! اعترف انني فوجئت بتصرفك وقولك ، ولكن الشيء الوحيد الحقيقي هنا هو ذلك الكلام الذي قلته لي عندما تزوجتنى !
توقفت قليلا لتأخذ أنفاسها وتتمالك اعصابها وكان يانيس قد اقترب منها وهو لا يزال صامتا .
- انا لا احتمل هذا الفراغ فيه الذي أعيش فيه وأريد ان أعود كما كنت , اريد ان اعرف ما هذا الذي يحدث بيننا وما الذي تشعر به نحوي ... اذا كنت حقا قادرا على ان تشعر بأحساس ما ؟
- احساس ما ؟
امسك ´يانيس´ بقبضة يدها ، ثم جذبها نحوه بعنف ، وفي هذه اللحظة سيطرت على ´انجريد´ الرغبة في معرفة الحقيقة ومعرفة المستقبل اكثر . من رغبتها فيه شخصيا ، فابتعد عنها ´يانيس´ . ومن الطبيعي ان تستخدم ´انجريد´ جاذبيتها كالعاده لتثنيه عن عزمه وتهدئ من حقده ولكن الآن هاهو ذا يقرأ التحدي في عينيها ويقرأ مطالبها ايضا ، لقد اضعف من نفسه امامها عندما تركها تشعر بتمسكه بها . ورده قايين
ومن الآن فصاعدا ، ستمتلك انجريد السلاح الذي يجعلها تنجح
في تغيير مسار المعركة ، وستنجح ايضا في جعله يتولى الدفاع عن نفسه .
وبدا `يانيس ´ يشعر بذلك ولكنه يرفض الاعتراف به ، وهنا استخدم كل قوته ليلصق ´انجريد´ بجسده وهو يعلم جيدأ مدى خطورة هذه اللعبة .
حاولت ´انجريد` الخلاص من قبضته فمجرد لمسه لجسدها النحيل كاف لان يفقدها اعصابها

وعندئذ قبلها ´يانيس ´ بحرارة كانه يحارب نفسه , وعندما لمست
شفتاه شفتيها شعر بمدى قوة الرباط الذي يجمع بينهما . وان هذا
الرباط اقوى من انجذابه لها واقوى من الماضي واقوى من الحقد .
شعرت ´انجريد´ انها تكاد تفقد إرادتها وان غضبها يتحول إلى رغبة
جامحة ، فعجزت عن المقاومة والتصقت به وكان من السهل جدأ ان
تنسى كل شيء فيما عدا إحساساتها المجنونة التي تولدت بداخلها...
وعندما شعر ´يانيس ` برد فعلها ، كاد يفقد رشده وكادت شفتا ´انجريد´ تجعلانه ينسى جميع قراراته .
ثم قال بهدوء وهو ينظر إلى عينيها اللتين تكشفان عن رغبتها والى
خصلات شعرها المتناثرة :
- إحساس ما ؟ هل اقنعتك هذه الإجابة ؟
- نعم ولا ... فانا لن اعرف الإجابة إلا إذا اصبحنا عشيقين .
همست ´انجريد` بهذه الكلمات الصريحة وهي ترتجف بشدة .
- هل انت متاكدة من ذلك ؟ هل تريدين ذلك حقا ؟
- نعم يا `يانيس ´ والآن ...
وفجاة عادت جميع الصور التي يحاول طردها من ذاكرته إلى
مخيلته ، نعم إنه لايزال يرغبها كما كان يرغبها منذ ان راها اول مرة .. رغبة مجنونة , إنه يريدها بين ذراعيه .. يريد ان يحبها .. ان يذوب
بين ذراعيها ، وكانت `انجريد´ ترى هذه الرغبة واضحة في عينيه ، فشعرت بالانتصار لمدة دقيقة ولكن ´يانيس ` دفعها فجاة بعيدأ عنه .
- لا تحاولي جعل الموقف اكثر تعقيدأ مما هو عليه ...
لثم ارتسمت ملامح غريبة على وجهه وهو يهمس قائلا كانه يتحدث إلى نفسه :
- نفس الطبيعة ، متهورة وقاسية كما عرفتك ، نفس القدرة
على البحث عن العيب في الأخرين حتى تتمكنى من السيطرة عليهم .
- ´يانيس ` !
امسكت ´انجريد´ يده بعنف ، فبدا كانه عاد إلى الواقع واخذ ينظر إليها فقالت له .
- `يانيس ` ، الهذه الدرجة تكرهنى ؟
- انا لا اكرهك حتى لو كنت اريد ذلك ، ولكنني اطلب منك الصبر
فقط والانتظارقليلا .
- حسن ... وخلال هذه الفترة لا تنتظر مني شيئا غير ان اكون خادمة مطيعة .؟
- اطمئني .. انا لا انوي غير ذلك ...
اجابها وهو ساهم وعيناه مسلطتان على إحدى يدي الفتاة ، ثم
سالها وهو يقترب منها ليرى اكثر وضوحا :
- لقد جرحت يدك !
- اعتقد انه لا خطورة في ذلك ولن يعوقني اي شيء عن القيام بعملي .. لقد جرحت في الخشب الذي يحتاج إلى أصلاح هو الأخر .
- ربما ولكن من الضروري الأن تطهير الجرح لنعد إلى المنزل ،
اعتقد انني احضرت معي بعض الضمادات والمطهرات ... عادا معا إلى المنزل وهما يسيران جنبا إلى جنب في صمت خلال
الطرقات الضيقة للجزيرة المهملة ، وكانت ´انجريد` تجري بجانبه حتى
تلاحق خطواته الواسعة ولكن عندما لاحظت ان المسافة تطول بينهما قالت له في ضيق :
- الا يمكننا ان نسير بهدوء بعض الشىء ؟
وهنا لاحظ ´يانيس ` الامر واستدار نحوها وهو يبتسم في سخرية . ثم مد ذراعه نحوها ليساعدها ، لكن ´انجريد´ تجاهلت هذه الدعوة
لعلمها ان مجرد لمس جسده يسبب لها تدميرا كاملا ثم سارا معا ببطء قليل وفي صمت تام . وضعت ´انجريد´ يدها على مائدة المطبخ واخذت تفحصها .
- هل تؤلمك ؟
هزت الفتاة راسها :
- كلا دعني اهتم بنفسي ، فيمكنني عمل ذلك وحدي .

##########################################

ابتسم `يانيس ´ قائلا :
- استطع ايضا ان اكون رقيقا !
امسك يانيس يدها واخذ ينظر إلى الجرح ، فهو عميق حقا ،
ثم بدا يطهره بهدوء ووضع عليه ضمادة بطريقة محترفة .
وعندئذ لم تستطع ´انجريد` ان تمسك نفسها عن التأثر بهذه الرقة
غير المتوقعة ، ياله من شخصية متناقضة هذا الرجل احيانا مزعج واحيانا قاس ، واحيانا لطيف ، واحيانا عاشق ، إنه يسبب لها حيرة دائما ...
واخيرأ قال بصوت دافئ بعد ان انتهى من وضع الضمادة .
- ها هي ذي ، اعتقد ان عليك الانتظار لمدة ايام قبل ان تذهبي للاستحمام .
ابعدت ´انجريد´ المقعد ونهضت من مكانها ، فنظر `يانيس ` إليها نظرة قاسية مما جعلها تشعر بالضيق فقد اصبح الأن اكثر تهديدأ واكثر حزما عما كان عليه منذ ساعات قليلة ، تراجعت الفتاة إلى الخلف بخجل ثم غادرت الحجرة بسرعة شديدة . وفي الايام التالية ، لم تحاول ´انجريد´ ان توجه إليه كلمة واحدة او ان تخترق عازل الوحدة الذي فرضه كل منهما على نفسه ... فهذا الرجل الذي تزوجها ، هذا الرجل ، الذي لم تعد تعرف إن كانت تريده ام لا ، عزلها عن العالم كله .
وعلى عكس ما كانت تتوقع ، لم يحاول الاقتراب منها ولو لمرة واحدة .
وردة قايين
وفي المناسبات النادرة التي كانت تجمع بينهما كان البرود والحقد يسيطران عليه ...
تجرعت الفتاة هذه الألام بصبر ، ولحسن الحظ كانت اعمال المنزل تشغلها دائما وكانت تجد في ذلك سلواها طوال اليوم فذلك افضل من ان تجلس تندب حظها .
وبعد محاولات عديدة طوال الاسبوع ، نجحت اخيرأ في حلب ´مينلوب ` ، واصبحت `انجريد` تاتي باللبن منها كل يوم وشيئا فشيئا اصبحت تشفق على هذه العنزة الهادئة وتكن لها الحب . وفي كل يوم ، بدات الفتاة تكتشف الجديد في مواهبها كسيدة منزل وظلت العلب المحفوظة التي اتى بها ´يانيس ليستعملاها في اليوم الذي يفشل فيه في الصيد في مكانها كما هي دون استعمال . وتبقت امامهما مشكلة عويصة وهي مشكلة الخبز ... وكان على
´انجريد` عمل خبز الـ´بيتا ولكنها فشلت في ذلك وعجزت عن الحصول
على هذا الخبز ، فتارة تضع دقيقا كثيرأ وتارة تضع ماء كثيرأ وتارة
تنسى الخبز فيحترق ولكن مع الإصرار ، نجحت بعض الشيء
ووصل بها الامر إلى انها اعتقدت ان نجاحها في صنع هذا الخبز متعلق بخروج `يانيس ` عن عزلته هذا إذا ما نجحت فعلا في صنع
الخبز كما كانت والدته تفعل .
ومنذ مشهد المرسى الخشبي ، لم يعد `يانيس ´ كريها كما كان ، كان
يستيقظ في الفجر ويقضي معظم يومه في الخارج ، وفي الصباح قبل
ارتفاع درجة الحرارة كان يهتم باعمال المنزل حتى اصبح للمنزل بريق نوعا ما وساعد في ذلك لون الجدران البيضاء .
وبعد الظهيرة ، كان يختفي دون ان ينطق بكلمة واحدة ولم يحاول
ابدأ ان يعرض على `انجريد´ فكرة الذهاب معه للصيد في زورقه التقليدي .
اما في المساء عقب غروب الشمس ، فكان يعود إلى المنزل ويجلس
ليتناول طعامه وحيدأ .
اما `انجريد´ فكانت تصعد إلى حجرتها وهي عاجزة عن تحمل بروده
وقسوته وخشونة فمه الذي يتناول الطعام بطريقة الية وجسده الذي يرفض منحها الحنان .
وكم من الليالي بقيت الفتاة مستيقظة وهي تستمع إلى صوت انفاسه وحركاته ، ولم ينجح النوم ابدأ في بعث الهدوء والطمانينة
إلى نفسها .
ولم تعد تشعر انها مرعوبة او انها تتفق حتى مع نفسها وقد غيرتها كثيرأ الحياة في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس الحارقة
للبحر المتوسط ، واصبح جسدها ينعم بالصحة واخذ جلدها
الضعيف اللون الذهبي الجميل مما اضفى عليها جمالا اخاذا بجانب
غموض عينيها الزرقاوين .
نعم إن الإقامة في `ليناكاريا` كانت تضفي عليها إكسير الحياة على
الرغم من كل شيء ...
وكلما كان الوقت يمر كانت ´انجريد` تعتاد هذه الحياة وفي كل
يوم يذهب فيه ~يانيس ~ كانت تبدا في اكتشاف الجزيرة من حولها ،

######################################3

فاكتشفت خلجانأ صفغيرة رائعة ذات رمال بيضاء وبدات تاخذ
حمامها في احد هذه الخلجان ، كما كانت تجلس لتتامل الجزيرة
الاخرى على الجانب الآخر التي كانت تبدو براكينها كانها تتحدى سماءها .
ولكن هذه الجزيرة للاسف كانت خالية ايضا ومع ذلك من المؤكد ان الزورق الذي راته منذ فترة كان اتيا من جزيرة اخرى
ولاحظت ´انجريد` وجود صخرة ملساء ، ياله إذن من مكان رائع
حيث يمكن ان تجفف نفسها اسفل اشعة الشمس ، فنزعت حذاءها
وتجردت من ثيابها وجرت فوق الرمال الساخنة على الشاطى . ثم غطست بهدوء في المياه ، فارتعشت للانتقال من السخونة إلى
البرودة ولكنها سرعان ما اعتالدت على برودة المياة واخذت تسبح حتى
تريح جسدها ، وفعلا نجحت لمسات الامواج في تخفيف توترها
وتشنجاتها ... واخيرأ خرجت ´انجريد~ من البحر كانها حورية . وكانت قطرات المياه تلمع على جسدها وخصلات شعرها . فتمددت
على الصخرة واغمضت عينيها وشيئا فشيئا تارجحت في حلمها
وهنا سمعت صوتأ رجاليأ يقول لها بينما كانت شبه ناعسة :
- كنت اعرف انني ساجدك هنا ...
ارتعشت اهداب `انجريد` وهى تشعر انها لا تزال تحلم ولكنها فقدت
خيط الحلم الرائع ، وجعلتها قطرات الماء التي شعرت بها على بطنها
تقفز في مكانها ، ففتحت عينيها لترى وجها كانه وليد خيالها وعندئذ اغمضت عينيها لثانية لتفتحهما من جديد ، وهنا سمعت صوت
ضحكة عالية ، فتمتمت قائلة وهي تبحث عن ثوبها لتخفي به جسدها.
- ´يانيس ` ...
فقال لها وهو يجلس بجانبها :
- هل تشعرين بالبرد ؟
- نعم ، قليلا .
وفجاة لاحظت انه هو ايضا عارمثلها ... وان ثوبها اختفى ! فسالها برقة :
- هل اخترت هذا المكان لانه يشبه ´عدن ` ؟
حاولت الفتاة الاحتفاظ ببرود اعصابها ولكنها كانت على وعي
بسرعة لدقات قلبها ونبضاتها .
_ من يعرف... على اية حال ، إذا كنت تفكر في القيام بدور ´ادم ` ،
فانا لا افكر في ان اكون ´حواء´ ، والأن كن لطيفا واعد لي ثوبي .
نهض ´يانيس ´ في مكانه وقرأت `انجريد´ في عينيه تعبيرات
الإعجاب وهو يتامل جسدها ، ثم ابتسم بطريقة موحية كانه يحاول تعذيب الفتاة ، واخيرا هب واقفا وهو يمسك بالثوب بين يديه .
اغمضت ´انجريد` عينيها وهو يقترب منها ليداعبها بالثوب ، ثم
امسك بكتلفيها بين يديه دون ان ينبس ببنت شلة ، فارتعشت الفتاة ولم تحاول الابتعاد عنه .
- من المستحيل ان ابقى بجانبك هنا لاجعلك ترتدين ملابسك بينما
اقصى امنياتي ان اجردك منها .
ارتجفت الفتاة وهي عاجزة عن النطق بكلمة واحدة ، جذبها `يانيس
نحوه والتصق بها وهو يقبلها ، فهمست ´انجريد` وهي تشعر
بالثوب ينزلق من جديد بعيدأ عنها :
- اه ، ´يانيس ´.
اخذ يقبلها برقة وهي تلف ذراعيها حول رقبته .
- لقد اتيت بحثا عنك يا ´انجريد` ...
كانت العاطفة تتاجج في عينيه ، فهاهو الأن قد قرر منح نفسه حق
تذوق الفاكهة المحرمة ، تركت `انجريد` نفسها بين ذراعيه سعيدة في
نفاد صبر وهو يقبلها بلهفه وحرارة .
كانت السماء والشاطئ والبحر تترنح حولهما . وكانت الشمس تضيء الشاطئ ببريقها وترسل اشعتها الرائعة حية مثل رغبتهما .
- `يانيس ` ، إنني ارغبك واريد ان اصبح امراتك ... ثبت ´يانيس ´ نظرته عليها لحظة وهو متردد بعض الشيء ، ثم
التصق بها فجاة كانه محارب قوي نعم إنها تحبه هكذا فخورا ،
ومتسلطا ارتعشت الفتاة عند تخيل ذلك وارتبكت لدرجة ان اغرورقت عيناها بالدموع وعندما لاحظ ´يانيس ´ تاثرها ابتعد عنها قليلا
ونظر إليها بعمق شديد .
كانت `انجريد´ مشرقة وجميلة اكثر من اي يوم مضى . وكانت لا
تريد التفكير في اي شيء ولكنها تريد فقط الإحساس والإنصات ! التنفس والاستمتاع ، كانت تريد ان تعطي وتاخذ ، همس ´يانيس
وعيناه تلمعان :
- إننى اريدك ... واريدك الأن ...
وفجاة استولت عليهما رغبة عارمة فالتصقا ببعضهما واستمتعا
باسعد لحظات حياتهما وكم فرحت ´انجريد´ كثيرأ بكونها اصبحت
امراة وساحرة .
شعرت ´انجريد´ ان كل شىء يترنح حولها وشعرت بسعادة `يانيس الذي كان يقطف احلى كلمات الحب من فمها العذب ...
بدا البحر كانه يقضي نحبه على الشاطئ.. وشيئا فشيئا استعادت ´انجريد` وعيها على صوت الامواج وفتحت عينيها .
- لقد تزوجنا حقا الأن ...
ظل ´يانيس ´ صامتا لفترة فانقبض قلب ´انجريد´ ونهضت قليلا
تنظر إليه .
- ولكن ذلك لايعني انني احبك .. على اية حال يمكنك ان تطمئني صديقتك العزيزة `جلاديس بوسورث ´ على شهرة العشاق
اليونانيين ...
- اتركني وحدي ، ارجوك ، اتركني وحدي ...
ورده قايين


################################3


رد مع اقتباس