عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09-28-2012, 12:46 PM
LORD غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 35
LORD is on a distinguished road
افتراضي

(الحلقة10)


دخل علينا الشيخ موسى وقال اسمع يا ابني انت قررت السفر وانا اردت ان اريك بأن من ارسلك اختار لك المكان الصحيح وان الخوارق اما معجزات للانبياء او كرامات للصالحين بعون من الله , او سحر و شعوذة بعون من الشيطان واتباعة , ولك الاختيار , ثم قال وكأنه علم بما في نفسي .

اعلم ان الكرامات يسبقها الايمان والإخلاص ويتبعها العلم والخلاص , ثم قال ان وجدت في نفسك الميل للايمان والاخلاص بالصبر فعد الينا فإما ان تجدني واما ان يسخر الله لك من هو احسن مني المهم ان تكون صادقا .

قررت السفر الى السعودية لترتيب بعض اموري والعودة في اقرب فرصة , وغادرت القرية وقد اصبح لي فيها اصدقاء واحباب اجتمعوا لوداعي , وتأخر الشيخ موسى ليكون اخر من يودعني وعندما حضنني اصبت بنوبة بكاء , شاركني فيها اغلب الحضور, اقترب الشيخ موسى من اذني وهمس قائلاً سوف تعود قريبا بأذن الله ولا تشغل بالك فهنا لن ينقصك شيء (المأكل والمشرب والسكن والزوجة ايضا ان رغبت في ذلك).

لا انكر انني احببتهم جميعا ولكن الشيخ موسى اخذ في قلبي الحيز الاكبر , وصلت الى جدة وانا محمل بكثير من الذكريات عن هذه الرحلة, مرت ايام واسابيع ليس لي حديث سوى عن الشيخ موسى , وكل ما اجد سوداني اختلق حجة للحوار معه , وبدون ان يشعر احول الحوار الى الحديث عن القرية واهلها , وعن الشيخ موسى الذي وجدت ان اناس كثير يعرفوه ويشككون في مقابلتي له , نظرا لمكانتة الدينية ولوقته الذي لا يصرفة الا في العبادة وحل مشاكل الناس .

وفي المقابل قابلت اناس شككو في الشيخ موسى واقسم بعضهم ان الشيخ موسى ليس الا مشعوذ من الدرجة الاولى , لذا زودني بعض الافارقة بعناوين بعض السحرة في السودان وتشاد , كما ان (ادريس فلاتة) الذي احضره لي صديقي عادل اعطاني عنوان شخص اسمه (ابو جعفر) تشادي مسلم يتحدث العربية وقال قابله قبل ان تقابل صديقك موسى وسوف يختصر عليك مسافة كبيرة .

وبعد ان زاد في قلبي الشوق للقرية وللشيخ محمد والشيخ موسى قررت السفر اليهم , فبعت سيارتي و بيتي في حي الجامعة , بهدف الهجرة الى السودان والبقاء حتى اصل لهدفي مهما كانت المدة سنة سنتين عشرة لن اتراجع حتى اعرف حقيقة الجن , هذا العالم المجهول الذي نسجت حوله كثرا من القدرات الخارقة .

وهذا ما حدث , بعت السيارة والبيت وخلال اقل من ثلاثة اشهر , عدت الى السودان محملاً بالهدايا (مصاحف ومسابح وماء زمزم وبعض الملابس البسيطة) وكنت في غاية الفرح عندما وصلت الى القرية , اقام لي السكان وليمة اجتمع فيها كل اهل القرية عدا الشيخ موسى , الذي علمت انه في خلوة ولن استطيع مقابلتة قبل عدة ايام , مرت تلك الايام بطيئة فقد كنت في شوق لمقابلة الشيخ موسى وكأنه ابي , واخيرا تم هذا اللقاء في مسجد القرية حيث سلمت الهدايا للشيخ موسى ليوزعها على من يرى وقد وزعها ولم يترك لنفسه شيء .

قضيت اكثر من شهر برفقة الشيخ موسى ولاحظت انه عبارة عن مجموعة من المتناقضات فهو يحفظ القران الكريم كاملاً والكثير من الاحاديث والروايات ويحضر للمسجد قبل الصلاة بوقت كافي ويبقى بعد الصلاة يحدث الناس ويحل مشاكل بعضهم , وفي نفس الوقت يقول بأنة ليس مكلف بالعبادة , وان الله رفعها عنه وانما هو يفعلها تطوعاً ,وانه يجلس مع الرسول عليه افضل الصلاة والسلام .



بعد وقت ليس بطويل غادرت القرية متجها الى تشاد او بالاصح لضواحي (ادري) لملاقات الساحر (ابو جعفر) وقد ابدى استعدادة من اول لقاء لي معه على تعليمي الخطوات الاولى للسحر خلال 3 اشهر كما انه سيأمن لي المسكن والمأكل والخدمة وانا اكمل الباقي واكد لي ان الموضوع ليس سهل ويعتمد على بالدرجة الاولى وكل ذلك مقابل (700) ريال في الشهر فوافقت دون تردد , بشرط ان يريني ما يثبت انه ساحر ( فما كان منه الا ان ادخلنا الى منزله وهو عبارة عن عشة مغطاة بسعف النخيل واخذ يردد عبارات فامتلاء المكان بالفئران كانت تخرج من كل مكان , ثم قال سأريك شيء اخر وكان لديه خزان ماء فرفع الغطاء وتركه فبقي معلق في الهواء . ثم اخذ يرفع الماء من الخزان بوعاء صغير فكان الماء يخرج في كل مرة بلون مختلف , قلت هذا يكفي .

وقررت البقاء والتعلم من (ابو جعفر) اساسيات السحر فحدد لي غرفة صغيرة قريبة من مسكنه مبنية من اغصان الشجر ومكسية بسعف النخيل وقال هذه صومعتك فإما تخرج منها ساحر واما ان تفقد عقلك . فقلت له وهل استطيع ان اصلي فقال جملة سيكون لها اثر كبير في مسيرتي في هذا الطريق قال (افعل ما تشاء فالدين ليس لة علاقة بما سوف تتعلم)

وقال سوف نبدأ بالقراءة القراءة فقط ثم فتح صندوق عندة واخرج لي كتاباً قديماً اسمه (العزيف )واسم كاتبه (الحظرد) مكتوب بخط اليد وقال يومياً تقرأ منة 10 صفحات وانا معك ثم سأتركك لتقرأ وحدك الى ان اعود اليك . فقلت موافق .

بدأنا القراءة ثاني يوم في صومعتي , كانت القرية بعد صلاة العشاء تكتسي بالظلام فيحل عليها سكون مخيف لدرجة انك قد تعتقد انها قرية اشباح فلا صوت ولا نور الا بعض الاضاءة البسيطة هنا وهنك على مسافات متباعدة وكنا نشعل شمعتين واجلس انا في احدى الزوايا كما امرني , وهو في الزاوية المقابلة وابدأ بالقراءة وهو يستمع الي .

كانت الصفحات الاولى من الكتاب تتحدث عن القبور والموتى وكيف يمكن ان تلتقي ارواح الموتى معنا ( اصبت بالرعب من الصفحة الاولى فكيف بقية الكتاب) اكملت الصفحات العشر بينما هو مشغول بالمسبحة يردد كلاما غير مفهوم , وعندما رفعت رأسي لارى ان كان سيذهب كما قال , فلم اجده , اختفى دون ان يترك اثر او يحدث صوت (استطيع ان اقول انني اصبت بحالة خوف لم اشهدها من قبل رغم كل تجاربي ) حاولت ان اغادر الغرفة فلم استطع حاولت ان اصرخ فلم استطع ( فتكومت في زاويتي ابكي من الخوف ) .

ورغم هذه الظروف الصعبة واصلت القراءة وكان(ابو جعفر) يأتي ويختفي ولم اعد اهتم لذلك ولا اخاف من حدوثه , اكملنا الكتاب وبدأنا في غيره وتوالت الكتب , فقضيت في تلك الغرفة اكثر من (7 اشهر) قرأت وشاهدت وسمعت مالم يكن ليدور في ذهني في يوم من الايام , وخرجت من تلك الغرفة بلا قلب فلم يعرف بعدها الخوف طريقه الى نفسي وخلال بقائي تلك الفترة والتي تلتها رأيت من ذلك الرجل قسوة لم ارها من اي انسان ولكن النتيجة كانت مذهلة وفي فترة بسيطة لم تتجاوز السنة والنصف استطعت ان اتعلم جزء كبير من علم السيميا الحرف والارقام والنجوم والرمل .

يتبع ...
رد مع اقتباس