(الحلقة 14)


كان يوم العيد بالنسبة لي هو المتنفس للخروج من هذه الاجواء الروحانية , استيقظت صباحا وتفاجأت بأن كل شي قد تغير فقد نصبت محال لبيع الالوان التي تشبة الدقيق وبكميات كبيرة ومنها عشرات الالوان , وكان كل شيء قد
اختلطت فيه الالوان الخيام والشوارع وملابس الناس بل حتى جلودهم كستها عشرات الالون , واغلب الكهنة ايضا نزعوا ملابس العبادة وارتدوا الملابس العادية التي تجعلهم متساوون مع بقية الناس , وبدأ الناس الكبار والصغار الرجال والنساء والعجائز الكل بدأ في تفريغ طاقته من خلال الرقص والغناء .

في جانب من هذا الكرنفال الملون شاهدت الاعدادات لاشعال النيران وعندما سألت قالوا في المساء يقوم الكهنة
الروحانيين بالسير على النار ليثبتوا انهم بلا خطايا , سألت عن كاهني العجوز هل سيشارك فأكدوا لي انه اول
المشاركين.

انتظرت فترة المساء بفارغ الصبر لارى هذا الحدث الغريب , وحل المساء واشتعلت النيران واصبحت عبارة عن ممر يشبه السجادة طوله اكثر من 8 امتار وقد يزيد وعرضه 1متر ولكن هذة السجادة من الجمر الخالص تحس بحرارة الجمر وانت على بعد عشرات الامتار منها ,اتى الكهنة من كافة الطوائف الهندوسية بعضهم حليق الرأس والشوارب والذقن والحواجب يشبهون البوذيين الى حد كبير, وبعضهم اشعث غزير الشعر لدرجة ان شعر شاربه الغزيز قد اختلط بشعر ذقنه الكبير وحواجبه كثيفة وغزيرة وشعر راسه اما مضفر واما مسدل ولكنه غزير, اشكالهم مخيفة فعلا , نظرت الى كاهني العجوز رقيق الجسم وقلت , اين سيذهب هذا الكائن البسيط بين هذه الوحوش الادمية , ثم اتى منشد الفدا كما اتذكر وذكر نشيد على ايقاع الطبول وكان النشيد حماسي شاركت فيه كل الجموع وكان معناه ان الروح الطاهرة الخالية من الاخطاء عندما تتعلق بالالهة لا يشعر الجسم بالالم , كان الهدف من الجمر ان يسير الكاهن على الجمر اما ان يجري (يركض) او يسير سريعا او يمشي بهدوء وطمأنينة كلا حسب قوة ايمانه وقلة اخطائه .

كانت البداية من نصيب العجوز الذي وقف على بعد مترين من الممر واخذ يردد بعض الكلمات من الكتاب المقدس , ثم تقدم بخطا بطيئة , (قلت في نفسي ان كان سيسير على الجمر بهذا البطأ فلا شك انني لن اراه بعد اليوم فسوف تلتهمة النيران ) ولكن العجوز اكمل المسير وقطع كامل المسافة بكل ثقة , وكأنه يسير على سجادة من الحرير الاحمر وليس الجمر , وكان في استقباله في الجهه المقابلة الكثير من الناس الذين اخذوا يقبلون اقدامه وهو يمسح بيده على رؤسهم , تتابع الكهنة في السير وكان امر من اغرب ما رأيت ثم بدأ الكهنة الاقل ايمانا حسب وصفهم فكانوا يمرون جريا وبعضهم كان يسير خطوتين فقط والبعض ثلاث كما ان البعض كان يغرق جسمه بالمياه المقدسة اولا , تقدمت من الممر الناري وقلت في نفسي لماذا لا اجرب فأنا لدي كل المؤهلات لذلك , وفعلا اقتربت من الممر وعلى بعد اكثر من 10 امتار شعرت بأن النار تحرق جلدي وملابسي فأجلت الفكرة على ان اقوم بها في المهرجان القادم ( الحقيقة انني لغيت الفكرة نهائيا ) ادركت بعد مرور سنين ان السر لا يكمن في الديانة ولا في الخطايا ولكن الحقيقة تكمن في التمرين على الامر مثل ممارسة التجلي الروحاني واليوغا وتدريب الاقدام على التحمل وليس كما يزعم رجال الدين خاصة ان هذه الممارسة اصبح يمارسها الهواة في هذا الوقت ولم تعد حكرا على رجال الدين كما كانت .

لا اخفيكم انني شعرت بالفخر بأن كاهني العجوز تخطى المرحلة بهذا الثبات , كما انني كنت مستعجل لانتهاء المهرجان والعودة الى مخيمنا لارى اقدام الكاهن وماذا حل بها , وقد اكتشفت انه لم يصب سوى ببعض الحروق البسيطة سبحان الله , حاول العجوز اقناعي بأن الروح لها علاقة , وتكلم عن الاله والسماء والنجوم ولكني لم اقتنع فقرر ان يرسل في طلب (اناجا) الساحر , الذي كان يحضر الحج لتقديم فقرات في العيد ضمن مئات السحرة , وبعد اقل من ساعة حضر اناجا وكان شكله مخيف للغاية وقذر جدا ورفيع جدا ولا يستره سوى قماش يلفه على وسطه وفي يده شمع ومبخرة وتمثال صغير لة اربع ايدي وكان الحضور انا وجونماتيو والكاهن واناجا فقام اناجا بوضع يديه على رأسي انا وجون وبدأ في ترديد بعض العبارات , سألت جون عنها فيما بعد فقال انه لم يفهم منها شيء , لحظات وسمعت جون يتكلم وينظر الى احدى الزوايا وقد اتسعت عيناه وبدا الخوف واضح على ملامحة , ورغم انني لم ارى ما يخيفه الا انني خفت من منظر جون الذي التفت الي وقال انه يقول سيحدثك عن الالهة (البراهمان) فلا تقاطعه الا عند الانتهاء فنظرت الى حيث ينظر جون ولكني لم ارى او اسمع شيء , فجأة بدا جون يتكلم عن بداية الخلق وكيف الاله اتى من السماء وجمع كل الصفات ليكون الاول والاخر والقوي العظيم مانح الحياة ومتحكم في الكون ثم انه شعر بالملل فأخذ يفكر وتولد عن تفكيره بيضة من الالماس وخرج من البيضة الاله براهما وفشنو وشيفا كل هذا الكلام وانا لا اسمع سوى جون يتكلم مع لا شيىء فالكل صامت انا والكاهن واناجا , كنت اتسائل ماذا حل بجون مع من يتحدث استمر الحديث اكثر من عشر دقائق , وكان كله عبارة عن خرابيط عن المعتقد الهندوسي الى ان اعلن الكاهن انتهاء الجلسة , فخرج اناجا ويقيت انا والكاهن وجون وعندما رأيت الكاهن مشغول في ممارسة طقوس التجلي , سألت جون مع من كان يتحدث فلم يصدق جون انني لم ارى او اسمع احد سواه في الخيمة , وعندما سألته ماذا رأى قال انه رأي التمثال الصغير وقد كبر وجلس امامنا وكان يتحدث معه وهو يترجم , قطع كلامنا الكاهن عندما قال لي يبدوا ان ما تعلمته اكثر مما قلتة لي , وعندما استوضحت منه قال لي ان سحر الوهم والتخيلات لا يقع الا على من يؤمن به ويخاف منه ويبدوا انك تجاوزت هذه المرحلة , ثم ناولني وعاء فيه ماء وقال امسح انت وجون رأسيكما واقدامكما وايديكما بالماء المقدس , لاريك ما جأت من اجله , وفعلنا فسمعت صوت مضحك لمجموعة من الهنود وكأنهم يتعاركون الى ان انتهى هذا الصراخ بصوت واحد وكانه صوت طفل مبحوح قال ماذا تريد فقال الكاهن نريد ان نسألك بعض الاسئلة كنت اسمع الصوت ولكني لا ارى احدا فسألت جون هل ترى احد فأكد لي انه لا يرى احد ولكنة يسمع الصوت فقط فسألت الكاهن الا ان ذلك الصوت قال بحدة , يجب ان تستأذن قبل مقاطعتي (صحيح انني كنت اسمع الترجمة لركيكة من جون ولكن كانت طريقة كلام ذلك الشيء تدل على صرامتة او غضبة او سعادتة) فعتذر الكاهن لذلك الصوت ثم بدأت اسأل


انا : من انت
هو : كيمانو
انا : من اي نوع من الجن انت
كيمانو : ماهي الجن
انا : من اي المخلوقات
كيمانو :من انت
انا : انا (فلان)
كيمانو :ماذا تريد
انا : اريد ان اعرف انت من اي المخلوقات
كيمانو :من افضلها
انا : افضل المخلوقات الانس فهل انت انس
كيمانو :انا (ببريليم) افضل من كل المخلوقات
انا : ولماذا لا اراك
كيمانو :انا لا ارى وهذا يجعلني افضل منك
انا :وربما لانك تخاف مني
ترجم جون كلامي فعمت الفوضى في الخيمة وتطايرت الاغراض وانقلبت المبخرة وكان هذا الصوت يصرخ ويردد كلمة واحدة وانا اسأل جون ماذا يقول واخيرا عرفت انة يقول بأنه لا يخاف (عندها شعرت بالخوف فعلا لاني لم امر بمثل هذة التجربة من قبل ) اقل من دقيقتين هدأت الامور فسألت هل غادر , فسمعت صوت فعلمت انه لا يزال موجود
كيمانو :لا تقل اني اخافك او انك افضل مني
انا : اخبرني عن عالمك
كيمانو :عالمي اجمل مما تتخيل فهو في السماء
انا : انا لا اراه
كيمانو :انا الان بقربك ولا تراني
انا : ولكن السماء ليس فيها الا الالهة والملائكة
كيمانو : من قال لك ذلك
انا : القران الكريم
كيمانو : وماهو القران الكريم
انا : كتاب من الله
كيمانو : من هو الله
انا : اله كل المخلوقات
كيمانو : من قال لك ذلك
انا : رسول الله محمد علية السلام
كيمانو : من اين تأتي بهذا الكذب
انا : لماذا تتهمني بالكذب لماذا لاتكون انت من يكذب
عمت الفوضى من جديد وبعد ان هدأت
انا :لماذا تغضب
كيمانو :لانني لا اكذب
انا : وكيف اعرف هذا
كيمانو :ضع احتمالات
انا : كيف
كيمانو :انا اعيش في السماء وهذا يعني انه يوجد احتمال بأني صادق اما من قال لك المعلومة اكيد كذاب لانه لايعيش في السماء .

انا : ولكن الذي ارسله هو من خلق السماء والارض وخلقك وخلقني وخلق كل شيء وخلق محمد عليه السلام كما انه ارسل اليه ملك من السماء قرأ علية القران واخبره عن الاله ثم انه ..... قاطعني وقال
كيمانو : اين هو محمد
انا : انه في الجنة عند رب العالمين
كيمانو :انا ايضا في الجنان لم اراه
انا : لو كنت في الجنة ما تركتها واتيت الى هنا
كيمانو :الملائكة تخرج من الجنة وانت قلت ان الملائكة هي التي علمت محمد
انا : دعك من هذا الان واخبرني ماذا تفعل في الجنة
كيمانو :انا اعيش هناك كما تعيش انت هنا
انا : انا هنا اعبدالله فماذا تفعل انت هناك .......


يتبع

في الحلقة القادمة نكمل الحوار مع كيمانو كما انني دخلت في تحدي اكبر مني ولكن التهور والفضول يدفع بالانسان الى الجنون فكونوا معي لنرى ماذا حدث مع كيمانو عندما تجسد في صورتي احساس مخيف لا اعلم كيف سأصفة لكم في الحلقة القادمة ولكني سأحاول , اكرر احترامي للجميع لا تحرموني من المتابعة والتواصل .