(الحلقة رقم 25)

اصيب اصحابي بشلل في اللسان وكافة الأعضاء على ما يبدوا حيث انهم لم يزيدوا على ان اشاروا لي بأن اصرف ذلك الجني فهم لا يحتاجون الى اثبات ولكني استرسلت وتوليت الحديث مع عبدالرحمن المزعوم نيابة عنهم فسألته عن الزئبق فأكد لي ان ملوك الجن على استعداد لشرائه بمئات الملايين , فسال لعاب اصدقائي الاثرياء , وبعد ان تأكدت بأن عبدالرحمن قد قام بما أريده صرفته وبدأت الأسئلة .

كيف نحصل على الزئبق وكم الكمية المطلوبة وكم سيكلف وكم سيحتاج من وقت , وقبل ان يواصلوا الحديث قاطعتهم وقلت بأنني الى الان لم اقابل الا ثلاثة من ملوك الجان وهم برهان واشوش وشمهروش(هذه الاسماء مشهورة ولكنها غير حقيقية) ولا زال هناك أربعة آخرين ولابد من حضورهم عند بيع الزئبق , ولكن اللقاء بهم مكلف جدا لان البخور المطلوب لحضورهم يكلف مئات الالوف كما انني لا املك المكان المناسب لاستقبالهم ولعمل الخلوات الخاصة , فكانت المبادرة الاولى من احد الحضور وهو من علية القوم وكان يدعى الشيخ س-ع الذي تبرع بدعم بمبلغ مليون ريال اما المكان فكان من نصيب ابو-ف الذي طلب مني ان اختار ايا من قصوره ولكني طلبت ان يكون لي استقلالية فطلب مني ان ابحث عن المكان المناسب لي ولشغلي وسوف يشتريه فورا .

خلال اسبوع كنت قد بحثت عن منزل في المحمدية وكان عبارة عن فلة كبيرة جديدة وجميلة وتم شرائها وتأثيثها من الشركة العالمية للاثاث , (اخواني اخواتي عندما اذكر هذة المعلومات ليس من باب التفاخر ولكن لتعلموا ان بيننا الكثير من السذج الذين ينصاعون لطلبات السحرة ويرفعون من شأنهم ) لم يمضى سوى اقل من شهر على انتقالي الى مسكني الجديد واذا بأبو-س يخبرني بأن هناك احد الشخصيات الكبيرة في الرياض توفي واثناء العزاء اصيبت زوجته البالغة من العمر50 عام بنوبة هستيرية انتقلت الى احدى بناتها البالغة من العمر 22 عام ثم الى ابنتها الأخرى البالغة من العمر17 عام ثم الى اخوهم الصغير البالغ من العمر11 عام , كل هذا حدث في نفس اليوم اثناء العزاء , وقد اصيب المعزون بالذعر, ثم احضروا لهم احد الرقاة الافاضل واكد لهم ان هناك من عمل لهم سحر وقرأ عليهم واعطاهم العسل والماء المقري عليه واخذ يتردد عليهم , ومر الان على الحادثة اقل من عشرة ايام , وبعد ان قام ابو-س بعمل الترتيبات اللازمة توجهت الى الرياض , وكان في انتظاري اثنان من افراد الاسرة , (الاخ الاكبر واحد اخوته لم يصابوا مثل الباقين كما ان لهم اخت كانت مع زوجها في الخارج لاجراء عملية لم تصب وفهمت من اخوانها انهم لم يبلغوها الى الان بوفاة والدها نظرا لحالتها الصحية الحرجة ).

اصطحباني الى قصر يدل على مكانتهم المادية والاجتماعية المرموقة , وصلنا وكان الوقت بعد المغرب دخلت وكان الراقي حفظه الله قد سبقني الى هناك فجلست انظر لما يحدث حيث كانت الام واحدى الفتيات إمامه وهو يقرأ عليهم القران الكريم ويكرر في ايات السحر والجن وكانت الفتاة تصرخ وتقول السحر يقطعني وكانت الام ترتعش ولا تصدر اي صوت بعد ان بقي الراقي اكثر من ساعة ونصف يقرا سمعنا صوت فتاة اخرى تصرخ من الاعلى فعلمنا انها الاخت الاخرى طلب الراقي ان يحضروها بينما هو سوف يستعد للصلاة وبعد الصلاة يكمل .

استغليت انسحابه واقتربت من الفتاة وسألتها هل الم السحر يزيد معك بالقراءة فقالت نعم فقلت اين تحسين بالالم فقالت في كل جسمي فكشفت عن ذراعها فكان طبيعي الا ان عروق يدها منتفخة قليلا , فسألت الام بماذا تشعرين مع القراءة قالت اشعر بالخوف الشديد واريده ان يوقف القراءة , فطلبت مقابلة الاخت الثانية فأنزلوها وكانت مصابة بشبه اغماء وتسير مثل المخمور بلا توازن فسألتها عن اثار السحر عليها فقالت بأنها تشعر بأن احد يكسر عضامها وان كل علامات السحر ظاهرة عليها فسألت عن الاخ الصغير فعلمت أنة نائم فطلبت منهم ايقاظه , فحضر وعندما شاهد امه واخواته بدأ في الصراخ , فطلبت من اخوها ان ندع فرصة للراقي ليكمل ما بدأ وليترك لي الفرصة غدا على ان يكون كل اهل المنزل موجودين بعد صلاة العشاء عدا الابن الصغير , ويكونوا جميعا على طهارة وان يجهزوا لي المبخرة والفحم والشمع وبخور لبان ذكر عادي ومسك , فأخبروني ان البنت الصغيرة ليست على طهارة فأضفت الى الطلبات متر قماش احمر جديد وغادرت الى الفندق وفي الطريق اشتريت قطعة قماش ابيض ومقص أظافر ومقص صغير وورق ابيض ومكرة خيط صغيرة حمراء كما ملأت يدي تراب من جانب الطريق وصعدت الى غرفتي وبدأت التحضيرات , قصصت أظافري وقصصت بعضا من شعر رأسي وكتبت بعض الخرابيط في الورقة البيضاء ووضعت الاظافر والشعر بداخلها ولففتها بطريقة محكمة وربطتها بالخيط الاحمر ثم وضعت الرمل في المغسلة وخلطته بقليل من الماء وبعد ان اصبح عجين مسحته على الورقة من الخارج وتركتها على الحوض لتجف , ثم استدعيت احد الجن واسمه (زعتار) واتفقت معه على مهمة الغد وكان هذا هو العلاج اذا كان ما اعتقده صحيحا .

اليوم الثاني وضعت اللفافة في جيبي واتاني اخوهم الى الفندق واصطحبني الى المنزل وقال ان كل شيء جاهز , وصلت وجمعت الكل في مجلس واحد , الام وبناتها , ووضعت قطعت القماش في الزاوية وطلبت من البنت الصغيرة التي لم تكن على طهارة الجلوس على القماش , وطلبت منهم ان يمسحوا رقابهم بالمسك , وولعت الشمع ووضعت البخور على الفحم واخذت اتكلم بكلام بعضة مفهوم واغلبه غير مفهوم وهو خليط من الأدعية ليست مهمة في الترتيب ولكن يجب ان يكون لها تناغم موسيقي رغم ان ليس لها اي علاقة بالجن ولكن لها اثر في الايحاء للحضور بأنهم يتعاملون مع ساحر مثل (اللهم بحق اسمك الاعظم المصان , افتح لعبدك ابواب البيان , وليدخل الشداد السمان , وليقيدوا مردة الجان , بالناروالحديد والصلجان , ملايين الملايين من كل مكان , يتبعون شمهروش ملك الجان , يا زعتار يازعتار , يا ذا السيف البتار ,احضر هنا في الحال , واطرد الاشرار , وانبأنا بمكان الاسحار , .........الخ ) كنت اردد وانا اجول في المجلس وفجأة توقفت امام البنت الكبرى وكانت اكثرهم تأثرا ووضعت يدي على رأسها وجعلت يدي مثل الكماشة وضغطت بشدة فبدأت تصرخ ثم فجأة ظهر صوت يقول امرك يا سيدي انا زعتار فتجمعت الاسرة كلها في الزاوية التي فيها اختهم الصغيرة , فقلت له ماذا حل بهذه الاسرة فقال لقد حل بهم سحر عظيم فقلت اخبرني في اذني لماذا سحروا , وسكت قليلا ثم اكملت حسنا اين هذا السحر فقال انه في الحديقة في الخارج فقلت دلني على مكانه فوصف لي شجرة في الحديقة فطلبت منه الانصراف وطلبت من الجميع الخروج معي الى الحديقة فخرجنا جميعا وتوجهنا الى الشجرة المزعومة فطلبت منهم ان يشتركوا جميعا في الحفر وكنت اقف خلفهم فمددت يدي الى جيبي وكومت اللفافة في يدي ثم طلبت منهم التراجع بعد ان حفروا قليلا , ومددت يدي في الحفرة وكانت اللفافة في يدي واخرجتها مع قليل من التراب وانا اذكرالله واقرأ ايات السحر ثم بدأت بفتحها فأصيب الجميع بالدهشة عندما رأو الشعر والاظافر وبدات اقرأ الورقة بصوت مسموع (اسس لمانا مممممممم يمن دراشا ططط اما .... الخ ) فطلبوا مني الترجمة ولكني طلبت منهم ان يذهبوا ويصلوا ركعتين لله حمدا على السلامة كما طلبت من البنت الاخرى ان تقرأ الفاتحة 32 مرة ذهبوا للصلاة وجلس الابن الاكبر معي وسألني عن فاعل السحر ولكني رفضت ان اخبره بحجة انها فتنة وانا اتعامل مع روحانيات مسلمة لا تفعل شيء يؤدي الى فتنة لذالك فهي لا تخبرني عن الفاعل وبعد ان صلوا ,طلبت المزيد من البخور وأمسكت بالمبخرة ولفيت على البيت بالكامل بحجة تحصينه وجميعهم كانوا يلفون معي كما امرتهم , ثم قلت لهم لا شك ان المتسبب يعرف نفسه ولماذا هناك من يريد ان ينتقم منه , فليتقي الله ليبارك له الله دينه وصحته وماله .

اخواني ان كل هذا ناتج عن الايحاء بما يتماشى مع قناعة الانسان فالاسرة كانت مقتنعة بأن الموضوع سحر وكان لابد ان يظهر هذا السحر ولا بد ان يدلهم احد الجن ليتأكدوا , لهذا طلبت من الجن ان يتكلم امامهم كما طلبت منهم الحضور معي لاستخراج السحر ليروه بأنفسهم كما ان موضوع القماش والبخور والطهارة والصلاة وكل الطقوس وحضور الجن كلها لم يكن لها داعي لهذا الامر الا من الناحية النفسية فقط كما انني بعد ان اخرجت ما اعتقدوا انه سحر طلبت منهم الصلاة حمدا وشكرا لله على فك السحر دون ان اسالهم عن النتيجة لاني اردت ان ازرع فيهم بأن الموضوع انتهى لكي لا يعود احدهم لنفس الحالة مرة اخرى , كما انني تكلمت عن المتسبب كلام عام ينطبق على كل انسان لذا فغالبا سيظن كلا منهم انه السبب نتيجة لمعصية ارتكبها وكلنا بلا شك ذنوبنا كثيرة , اسأل الله المغفرة لي ولكم ولكل المسلمين.

زرتهم اليوم الثاني وكان الكل في أتم الصحة والعافية وغادرت الرياض بعد ان سبقتني الاتصالات الى جدة تتكلم عن علمي وعن ثقتي في الله ثم في نفسي , وصلت جدة فستقبلني ابو-س بالأحضان (رحمة الله كان يفرح اذا شعر انه السبب بعد الله في مساعدة اي انسان ).

اتاني سماسرة الزئبق من كل مكان وكنت اخذ مقابل الكشف على الزئبق سواء كان صحيح او غير صحيح مبلغ لا يقبل المساومة وهو (11111ريال)و(11ذبيحة)و(11تولة من اجود انواع دهن العود والبنفسج والصندل واللوتس والياسمين ) وكان تبريري للرقم 11 ان فيه سر عظيم لا يعلمه الا من كان لة علم من الكتاب وقد ورد ذكره في القران الكريم في قولة تعالى {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }يوسف4 يعني المتحدث مجنون والمستمع ساذج ورزق الهبل على المجانين وكنت ادعي ان هذا المبلغ صدقات لا بد ان اخرجها , ولانصاف نفسي فأنني كنت فعلا اتصدق بكل الذبائح واهدي العطورات اما المال فكنت أضاعف به رصيدي في البنوك.

مع مرور الوقت اصبح بيتي مزارا لكبار القوم وأصبحت كلمتي مسموعة وشفاعتي لا ترد , تقرب مني الكثيرون لمصالح دنيوية فقد زارني اصحاب المناصب ودفعوا لي مبالغ طائلة لاهداف تافهة منها مثلا اتتني شخصية كبيرة وطلبت مني ان اتعهد لها بعدم كشف ماضيها مهما دفع لي من خصومها مقابل 2 مليون ريال رغم انني لم اكن اعرف المعلومة ولا اعرف الخصوم ولكني ادركت انهم من بين معارفي حتما , كما دفعت لي احدى السيدات مبلغ مليون ريال مقابل ان اوصل عنها معلومة لسيدة اخرى كما دفعت لي شخصية خليجية مبلغ كبير من المال مقابل مساهمتي في ابقائها في منصبها السياسي الكبير(الغريب انني كنت افشل احيانا وكان الناس يوجدون لي الاعذار والبعض يضع اللوم على نفسه بأنه اخطأ في تنفيذ تعليماتي حتى وان كان هذا غير صحيح) كما انهم أطلقوا علي الكثير من الأسماء فكان الذين يعرفون الحقيقة يطلقون علية (ابن الجن , ملك الجن , ابو الملوك , الاسطورة , وغيرها من الاسماء) اما الذين كانوا يجهلون الحقيقة فأطلقوا علية (كاشف الحق , الجوهر الثمين , الدرة , الولي , وغيرها ) واكتشفت مع مرور الوقت بأن الناس هي من تجعل الانسان يصاب بالكبر والغرور.

مرت الايام وتوسعت شهرتي في وسط معين وهو وسط الاثرياء وكنت اجد قبولا عند الناس غير عادي وكانت تصلني قصص عني لم اقم بها وبطولات لست اهلا لها , ولكن الناس هكذا عندما تؤمن بشيء تنسج حولة الخرافات (ابن هام الطيور الساحر اليمني الذي ذكرت اسمة من بين اسماء كبار السحرة سمي بهذا الاسم لان الناس تقول انة كان يسقط الطير من السماء بمجرد النظر الية وهذه كذبة ينكرها هو شخصيا ولكن الناس مستعدة ان تكذبه وتقول أنه تواضع منه وتصدق القصة التي اخترعتها),مع كل هذه المكانة حولني الناس من باحث عن الحقيقة الى ساحر ثم الى روحاني ثم الى ولي من اولياء الله الصالحين .

مما اذكره انني طلبت مرة من قبل شخصية كبيرة لحضور بيعة بقيمة 120 مليون وكان المطلوب مني اتمام الصفقة رغم انهم هم من اتوا بالزبون والبيعة تستاهل المبلغ وليس لوجودي اي داعي ولتوفيق الله اولا ثم لتوفر كل اسباب النجاح لتلك الصفقة فقد تمت وكان دوري فيها انني قلت كلمتين كان ممكن ان يقولها اي صاحب عقار او سمسار مبتدىء وقد كافأني صاحب الصفقة بخمسة مليون ريال وانتشر الخبر وهلل الكثيرون لهذا النجاح متناسين توفيق الله اولا وتوفر شروط النجاح ثانيا , بعدها ارتبط اسمعي بعالم العقار للصفقات الكبيرة , واصبح حضوري شرطا اساسيا في اكثر الصفقات وكنت في حال فشل الصفقة اخبر من احضرني سواء البائع او المشتري بانني قد علمت بأن هذه الصفقة ليست في صالحه ولذا تعمدت ان اجعلها تفشل وكان يشكرني وكان بعضهم يعطيني المكافآت على امانتي هذه . تطور الامر واصبحت شريكا في الصفقات الخارجية واصبح اسمي في الخليج مثل الطبل وكنت المستشار الخاص لاكبر الشخصيات واصبح منزلي مليء بالصور مع كثير من المسؤلين ورجال السياسة ورجال الاعمال وكم علمت من اسرار لو اننا مثل الغرب نكتب مذكراتنا للتاريخ لكشفت امورا يشيب لها الرأس ........

يتبع