وتسألني السماء عنك كل مساء
أين رحيق الورد وزهر الرمان
وأين النجوم وأين تلك الأقمار
أين الياسمين وأين عطر الريحان
أقول في جوف العيون اخبئها
أحميها برمش العين وأغطيها بالأجفان
ايتها السماء أجيبي كيف أخرجها
هل تريدي الوقوف والضياع للزمان
كيف أخرجها ولها عيون ساحرة
من سيرآها لن يكون بأمان
عيونها يسكنها الحب والعشق والغرام
تقوم لأجلها الحروب طول الأزمان
من يرى تلك العيون الجميلة
تختفي من حياته كل الأحزان
على صدرها بساتين ورود وعصافير
من يرآها سيتمنى أن يكون من السكان
والله لو شاهدتم ذالك الصدر
لأشعلت بداخلكم النيران
روحها جميلة بريئة ونقية
كم أبدع في خلقك الرحمن
لها شفاه ساحرتان مسكرتان
كلما قبلتها هرب كل شيطان
نهديها آه كالكرز مدورة ولذيذة
إذا قبلتها وأمتصصتها تدخل بهذيان
أيتها السماء أنا أسجنها بعيوني
لكي يبقى كل من لم يراها خسران
أنا أحميها وأفصلها عن ماء عيني
كما يفصل الياقوت والمرجان
في كل يوم افتح عيوني واخرجها
لكي تغرد قليلا وتنشد الألحان
تعزف لحن يطرب الإنس والجان
فإذا لعبت بأوتاري لم أعد إنسان
أطير في السماء وأحلق وأنا دائخ
وأسقط على كل زهور الأوطان
ويسألني الشعر هل مازلت يوسف
ايها الشعر أنا لم أعد كإنسان
أصبحت لبريق عيناها عنوان
كيف تجرء على سؤالي ايها الشعر
الا تراني بلبل ينشد على الأغصان
غديت بحبها مجنون تائه في الطرقات
وكتبت حبها بالقصائد وأصبحت سلطان
هي ملاك بهيئة إنسان وأنا مجنون بها
ودائما أكتب الشعر بها وانا سرحان
تشتعل بداخلي الحروب كلما اتت ببالي
وأكون خير مقاتل وأفضل الفرسان
وكلما اهدتني قبلة من شفتيها أذوب
وأجن ويصبح عقلي في نقصان
واعيد وأكرر من لم يرى ذالك الملاك
قسما بالخالق هوى الخسران