الموضوع: قصة وآية
عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 07-25-2017, 12:31 PM
الصورة الرمزية ايام عمري
ايام عمري غير متواجد حالياً
مديرة المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 14,945
ايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond repute
افتراضي

كانوا ثلاثة اخوة حينما توفى والدهم التاجر المشهور بالقاهرة ، شابان يافعان واخاهما الاصغر
فى طور الصبا.. اجتمع ثلاثتهم بعد ان انتهت فترة الحداد ومعهم ابونا الكاهن كنسيتهم الذى كان يرفع
قلبه بالصلاة لأجل ان تدوم محبتهم نحو بعض . وخرجوا من اجتماعهم هذا بقرار عادل يكفل لكل
واحد منهم قسمته من الميراث ، لكل منهم مبلغ 70 الف جنيه على ان توزع عليهم بعد مده ضمان
استثمارها فى مشروع معين ...
اقترح الاخان الاكبران ابرام عقد المصالحة يوقع عليه ثلاثتهم ومعهم قدس ابونا كشاهد..
وأما الاخ الاصغر فرفض فكرة العقد والتوقيع متعللا بانهم اخوة ليس بينهم الا الحب ،
وكلمه اللسان
هى خير ضمان بينهم خاصة وقد حضر اتفاقهم الاب الكاهن وكان شاهد عليه وهكذا انفض
المجلس بين فرح الجميع ..
ولكن عدو الخير مالبث ان لعب بعقل الاخين الاكبرين ، لمع بريق الاموال فى عينهما فخاطا مع
الاعوام خيوط عملية تزوير ضد اخيهما الذى تخرج من الجامعة اليوم واحتاج ان يبدأ حياته ،
ففوجئ باخويه يخبرانه : ليس لك اى حقوق عندنا ..كيف هذا .. ليس هذا حق ..هذا ظلم ،
افعل ما يحلو فى عينيك واعلى ما فى خيلك اركبه -كما يقولون- او اضرب راسك فى الحائط .
هذا هو نهاية الامر ، وليس لك شئ عندنا.
ذهب الشاب مسرعا الى ابونا وهو فى غاية الاضطراب ، فربت ابونا على كتفه مهدئا من روعه
واصطحبه حيث يوجد اخوته وهناك كانت المعركة رهيبة وقف امامها الشاب الصغير باكيا ،ليس
على نصيبه من الميراث لكن على المحبة التى فقدت والعداوه التى ولدتها الاموال
..كان واقفا فى ذهول يستمع الى الحديث الغضب والصوت العالى والكلمات القاسية وكان قلبه يبكى
ودموعه تجرى بغزارة تبلل وجهه وتمسح صدره الغض بحب المسيح الذى
رأه وسط هذه الدموع معلقا على صليبه لا ليرضى ذاته وحده بل ليشترينا بثمن غالى وثمين.
انتفض واقفا صارخا ليقطع صوت المعركة الاخوة بكلمات صارمة ملؤها الحب :
كفى كفى يا اخوتى.. المسيح اشترانا بدمه وصليبه ..وهو كنزنا ..انى متنازل عن حقى لكن دعنى يا ابى
المبارك اشترك فى صليب المسيح ولا ارضى ذاتى وحدى.. المحبة غالية
- كيف هذا ياابنى انه حقك ولابد ان تأخذه انى شاهد على جلستكم واتفاقكم
-ليس لى اى حقوق يا ابانا ،انى متنازل عنه ،صليب المسيح يلح على وهو امام ناظرى المسيح بدم صليبه
نعم سأشترى به السماء كما اشترانا المسيح بدم صليبه ..نعم سأشترى به السماء
قال هذا ثم اتجه نحو اخوته معانقا إياهم ودموعه غزيرة كلماته خافتة يتمتمها :
"سامحونى يا اخوتى سامحونى .."
عانقهما مقبلا ثم انسحب مغادرا فى هدوء ..
صباح الاحد التالى ، دخل الشاب الكنيسة باكرا، وقبل يد الاب الكاهن طالبا الحل للتناول
ثم همس فى اذنه : يا ابى المبارك لقد اتتنى امنا العذراء فى حلم هذه الليلة وقالت لى :
لقد تفوهت بكلمه سجلتها لك السماء ..لقد طلبت ان تشترى السماء بنصيبك من ميراث ابيك ،
اليس كذلك ؟لقد اجيب طلبك ولن ترد كلمتك ، لقد قبل ابنى ان تشترك فى صليبه وتشترى نصيبك
السماوى بما حملت من صليب معه .. اذهب باكر غد الكنيسة وتناول من الاسرار المقدسة وبعدها
ستكون السماء مستعدة لاستقبالك حتى تأخذ حقك فى الميراث الابدى حيث لايسرق سارق ولا
يفسد سوس (لو 33 : 12 )
احبائى ..لقد عاد الشاب من الكنيسة ورقد على فراشه وحينما فتح عينه لم يفتحها على عالمنا
الفانى بل فتحها فى عالم المجد فى السماء التى وعد بها واشتراها بثمن المحبة ..وحينما وقف ابونا ا
لكاهن يصلى صلوات التجنيز باحدى كنائس شبرا فى بداية سبعينات القرن الماضى.. كان يمسح دموعه
بجهد شديد وهو يقول لنا:
" اقرءوا معى هذا الانجيل المعاش هذا هو الشاب الذى حمل صليبه واشترى السماء بمال الظلم.."
" لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.." (عب 5:13)
__________________
رد مع اقتباس