استمرت محاولاتي وبعد اقل من عشرة ايام نجحت واندهش ابو جعفر عندما قلت له ان التمرة لا تختفي الا عندما احس من شدة تركيزي عليها اني لا ارى شيء سواها وكل ما حولي قد اختفى وكلما بدأت التمرة في الاختفاء كلما لاحظت ان كل ما حولي يعود للظهور فتختفي التمرة وتظهر بقية الاشياء , كان ابو جعفر سعيد لنجاحي ولكنه لم يمهلني والزمني ببعض التجارب الاخرى لن اسردها حتى لا اطيل عليكم .

بعد ان تجاوزت الكثير من التجارب قال لي ابو جعفر الان سنقوم بأصعب تجربة وهي انني سأحضر لك شخص يجلس معك وسنبعد التمرة عنه الى ان يصبح يراها بصعوبة وستجلس انت مقابل هذا الشخص مغمض العينين والتمرة بينكما وهو سوف ينظر للتمرة بينما انت ستتخيل انك تراها وانت مغمض العينين , واثناء هذا ستحاول ان تركز عليها في خيالك حتى تخفيها كما كنت تفعل , واذا شرد ذهنك عن التمرة افتح عي*** واعد التجربة , ومهما اخفيتها في مخيلتك فلن اعتبرك نجحت حتى يقول هذا الشخص انه لم يعد يراها .

ظننت في البداية ان الامر مستحيل , كما يعتقد بعضكم الان , وبعد محاولات كثيرة , قال الرجل انه لم يعد يراها , فتوقعت انه يكذب , استمريت في المحاولة الى ان نجحت كما قال لي ابو جعفر لاني اصبحت افتح عيناي واركز على التمرة وخلال ثواني يعلن الرجل انه لم يعد يراها , حتى وان كانت قريبة منة جدا , واخر المحاولات كنا نقلل البخور , ونزيد في عدد الشمع , ومع مرور الوقت خطوت في هذا الباب خطوات ممتازة بعد ان مررت بتجارب كثيرة , وبعد مرور اكثرمن سنة ونصف في تشاد اصبحت اجيد اضافة الى ماسبق سحر الدوامة والبرجل والكثير من سحر التخيلات , وانكشف امامي باب كبير من الحقيقة التي كنت اجهلها وهي ان ليس كل ما يقال عنة سحر يستعان فية بالجن , ورغم كل هذا التقدم كان لا يزال عندي الكثير من الاسئلة .

كان ابو جعفر بعد كل نجاح احققة يحاول ان يأتي بصديقة كهيال او غيره , واذا حضر يعلن ابو جعفر بأنني لا زلت في حاجة الى تعلم المزيد , الى ان اتى يوم وحاول ان يحضر اصدقاءه في حضوري فلم يستطع , كرر المحاولة اكثر من مرة دون جدوى .

عندها اخبرني انني لن استطيع ان اتعلم منه اكثر مما تعلمت , كما انه اكد لي ان تجاوزي لكل تلك المراحل يعد تقدم كبير , وحذرني من العودة الى السودان ومقابلة الشيخ موسى او اي روحاني حتى وان ظهرت عليه كل علامات التقى والصلاح ومهما ادعى انه يتعامل مع الجن العلوي المسلم او الملائكة او قرين الرسول علية الصلاة والسلام , وكأنه كان يعلم مايدور في نفسي .

اخيرا خرجت من تجربة سنة ونصف تقريبا بمعلومة لم اكن اعرفها , بل ربما كنت اعرف عكسها تماما , وقد ذكرت بعضها في بعض ردودي , وسأحاول ان ارتبها عسى ان تعم الفائدة وهي كالتالي :

ان هناك لبس عند اكثر الناس لانهم يخلطون بين سحر الانس وسحر الجن :
1- سحر الانس (السحر غير الحقيقي وهو الشعوذة):

*- السيميا (سحر غير حقيقي) ومنه (البيان والارقام والرمل والحرف والكف والفنجان والدق والفلك والطالع والورق والتنبأت والودع وما يدخل في هذا النطاق) .
*- الشعوذة (سحر غير حقيقي) ومنة (التخيلات والوهم والدوامة والبرجل والمد).

وعليه فإن سحر السيميا والشعوذة ليس لهما اي علاقة بالجن بتاتا مهما كثرت الاقاويل واختلفت التسميات , وكل مايحدث من طقوس انما هي للتهيئة وليست لتحضير الجن كما يدعي الممارسون .

كما اكتشفت ان هناك امور كثيرة سمعناها ومع مرور الوقت صدقناها وهي غير صحيحة بينما الحقيقة هي :
1- لاعلاقة للدين بطقوس تعلم (سحر الانس) بنوعية الاول والثاني , فليس مهما ان تكون مسلم او مسيحي او يهودي او ملحد وكل ما قيل عن تدنيس القران الكريم او اي كتاب سماوي ماهو الا كذب لم اشهدة بعيني في هذين النوعين .
2- ليس للسن اي علاقة بهذا العلم .
4- الشفافية هي اساس هذا العلم .
6- الشجاعة والتركيز مطلب اساسي .
7- الصبر الصبر الصبر مهم جدا ويعني ان تدرك ان لكل شخص قوة لايتم اختراقها مالم يسلمك نفسه ,وغالبا هو سيفعل ذلك اذا مارست عليه الضغط من خلال سحر البيان وهو الكلام او الترهيب بسحر التخيلات جزئيا لايصاله الى الايمان ومن ثم السيطرة عليه كليا .
8- الذكاء وسرعة البديهه
9- استغلال هموم الناس والامهم وضغوطهم النفسية والاجتماعية وفضولهم لاكتشاف المجهول .
10- ان تحريم تعلم هذة الانواع رغم عدم اتصالها بالجن مبني على ما لها من مفاسد في عقائد الناس وادعاء ممارسيها بعلم الغيب للماضي والحاضر والمستقبل كما ان فيها اتكال على غير الله من قبل الناس البسطاء الذين يجعلون رجائهم في هذا الساحر, ولا يعتمدوا على الله الخالق ويصبرون على البلاء والامتحان .
11- لايمكن اصابة اي انسان بسحر التخيلات مالم يكن هو والساحر في نفس المكان .