عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-12-2015, 10:41 AM
الصورة الرمزية حمام
حمام غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 10,814
حمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud ofحمام has much to be proud of
افتراضي

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://img24.eu/h-pnposkzh.gif');border:4px groove purple;"][cell="filter:;"]


[align=center][align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://img24.eu/h-3aml4zrk.gif');border:1px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]

[align=center][tabletext="width:90%;background-color:black;border:4px groove burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]
السرّ الثاني من أسرار الحزن
جلد الربّ يسوع بالسياط


فقالَ لهُم بيلاطُسُ: "وماذا أفعَلُ بيَسوعَ الّذي يُقالُ لَه المَسيحُ؟"
فأجابوا كُلُّهُم: "إصْلِبْهُ ! " : قالَ لهُم: "وَأيَّ شَرٍّ فَعلَ؟"
فاَرتفَعَ صياحُهُم: "إصْلِبْهُ ! "
فلمَّا رأى بيلاطُسُ أنَّهُ ما اَستفادَ شيئًا، بلِ اَشتَدَّ الاَضطِرابُ،
أخذَ ماءً وغسَلَ يَديهِ أمامَ الجُموعِ وقالَ:
"أنا بَريءٌ مِنْ دَمِ هذا الرَّجُلِ! دَبِّروا أنتُم أمرَهُ"
فأجابَ الشّعبُ كُلُّهُ: "دمُهُ علَينا وعلى أولادِنا ! "
فأطلَقَ لهُم باراباسَ، أمَّا يَسوعُ فجلَدَهُ وأسلَمَهُ ليُصْلَبَ .
كلّ جلدة على جسد يسوع هي صرخة تقلق راحة ضميرنا اليوم. جلد المسيح ما هو حدث حصل في الماضى وانتهى. جلد المسيح يتكرّر كلّ يوم، نكرّره دون شفقة ولا رحمة. جلد المسيح هو جلد بريء اليوم. ألم الوحيد الفقير المتروك وحيداً، يغطّي أنينه ضجيجُ عالمنا هو تكرار لجلد المسيح البريء.
صراخ الأرملة الوحيدة دون معين، تسعى لملء بطن أولادها الجياع دون جدوى، هي كصراخ السوط على جسم يسوع، ينهشه، يشوّهه، ينتزع اللّحم عن الجسد النقيّ ويسيل دماء الطهر والنقاء على أرضنا الشرهة لابتلاع دماء أبنائها.
آلاف الأطفال يُقتلون كلّ يوم في حروب عبثيّة، يقطفهم الموت كورود نضرة ضعيقة، هي جلد لمسيح أحبّ الأطفال، احتضنهم، أحبّ برائتهم ورأى فيهم صورة الملكوت. أطفال ينمون على قرع طبول الحرب، يلهون ببنادق ويجمعون عن الأرض طلقات فارغة زرعت الألم فحصدت الموت، يطال أجسادهم سوط الأنانيّة والوصوليّة، يُستعملون، يجنّدون، تُداس طفولتهم.
نبكي ونتألّم ونتأسّف حين نفكرّ في جلدات السياط القاسية، وننسى أنّنا شركاء في جلد المسيح: كم من مرّة جلدناه بخطيئتنا، كم من مرّة جلدناه بكبريائنا، كم من جلدة وجّهناها لجسمه بجلدنا باللسان إخوة لنا ضعفاء، خطأة. كم من مرّة سلّطنا عليهم سهام نميمتنا لنخفي نقائصنا، أخطاءنا وخطايانا.
جلدناه بخطيئتنا، وبحبّ الخطيئة وبالإصرار عليها. أعطينا لذاتنا حججاً ودوافع تخفيفيّة، ولمنا الرّب على تقصيره. أهَنّا محبّته لنا، دنّسنا هيكل روح قدسه، جسدنا. بعنا ذاتنا للعدوّ، رمينا هوّيتنا في مزاد الخطيئة العلنيّ، نحن، أبناء الملك، جعلنا أنفسنا عبيداً في أسواق الزنى والحقد والكبرياء والطمع والجشع. ألم نجلد نحن المسيح؟
لقد وثق بنا المسيح، فماذا فعلنا؟ أوكلَنا بناء الملكوت، فماذا حقّقنا؟ أعلن لنا بدمه إنجيل الحبّ، فلماذا امتلأت حياتنا حقداً؟ وهبنا رسالة الغفران، فلماذا نحقد ونبتغي الإنتقام؟ لقد أحبّنا يسوع حتى الموت، فأوشكنا أن نقتله مرّة ثانية، إذ طردناه من قلبنا، من عائلتنا، من عالمنا. ألم نجلد المسيح نحن أيضاً؟
يا مريم، يا من قاست جراح الألم، يا معلّمتنا في احتمال آلام الجلد كلّ يوم حبّاً بالمسيح، يا من تتلمذ يسوع الإنسان في مدرسة التضحية بين يديك، تلك الجلدات القاسية على جسده كانت تنطبع على قلبك واحدة واحدة: هذا هو معنى الحبّ: أن لا نهرب من التضحية، هذا هو معنى الفداء، أن ندفع بحبّ ثمن خطايا الآخرين. في مدرستك تعلّم يسوع الإنسان، وفي مدرستك علّمينا كيف يكون الجلد الّذي نقبله كلّ يوم قبلات حبّ تنطبع على جسد المسيح.
آمين.
حمــــــــــ من القلب ـــــــــــــــام
12/7/2015
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][/align]
[/cell][/tabletext][/align]

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________

رد مع اقتباس