الموضوع: الصبار الشوكي
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-24-2015, 02:42 PM
محمد سعد غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: انى يكون الله فتم وجودي
المشاركات: 180
محمد سعد is on a distinguished road
افتراضي

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.al3shek.com/vb/backgrounds/17.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
من وحي فاكهة الصبار .. . من اين أتت بعض التسميات
كلما حل إبان ورواج فاكهة الصبار والتي تسمى في معجم الثقافة الشعبية ب" كرموس النصارى" كلما أثارت لدي هذه التسمية زوبعة من التساؤلات ، وأول ما أفكر فيه دائما هو لماذا سميت فاكهة التين ب" كرموس المسلمين" وسميت فاكهة الصبار ب" كرموس النصارى" ؟ هذه الزوبعة حفزتني على التوسع أكثر في مجال الحياة الاجتماعية والفنية الشعبية فاستحضرت مقطعا من اغنية لحميد الزاهير يقول " كان في الاول حب زوين يجمع ما بين القلبين وفي الأخير رجع نصراني" واستحضرت مقطعا من اغنية شعبية اخرى يقول " واش أنا عدوك ولا نصراني " ، كما أننا إذا اردنا أن نصف شخصا فظا غليظ القلب فلا نجد أبلغ من وصفه ب" النصراني" .
وعندما جمعت بين تسمية"كرموس النصارى" والحب"الزوين" الذي تحول الى" نصراني"، وأضفت المقطع الذي يربط بين العداوة وفظاظة القلب والنصراني ، استنتجت أن الذاكرة الشعبية المغربية اتفقت على ربط كلمة " نصراني "بكل ما يلحق الأذى والمكروه بالانسان ، ففاكهة الصبار تلحق الأذى بشوكها وصعوبة جنيها ، وقد تسبب عدة مشاكل على مستوى الجهاز الهضمي إذا أفرط المستهلك في تناولها ،في حين أن التين تمت تسميته بكرموس " المسلمين" لأنه سهل التناول ولا يشكل أية خطورة على الجاني أو المستهلك ، ولأن المسلمين في الثقافة الشعبية مقترنون بالسلام والاطمئنان وسهولة الاخلاق ، كما أن حميد الزاهير عندما غنى " كان في الاول حب زوين وفي الاخير رجع نصراني" فقد وصف الهجران وانقطاع الوصال بين المحبين بالسلوك النصراني ، وكذلك الحال بالنسبة لمقطع " واش أنا عدوك ولا نصراني" واقتران الفظاظة بالنصراني **** لم أتوقف عند هذا الاستنتاج فواصلت تحري الاسباب التي جعلت الذاكرة الشعبية المغربية تربط بين النصارى وكل ما يلحق الأذى بالإنسان مستشيرا التاريخ المغربي لأصل الى أن هذا الاستنتاج هو تراكم عداء وكراهية قديمة للمسلمين ضد النصارى عندما ضعفت الدولة العربية الاسلامية بالاندلس وتقوت شوكة المسيحية لتنطلق عملية ابادة المسلمين بالاندلس ومحاكم التفتيش وتهجير الموريسكيين الى المغرب ، وزادت هذه الكراهية تكريسا لدى الذاكرة الشعبية المغربية مع المد الكولونيالي الاستعماري الاسباني والفرنسي بالمغرب وما رافق ذلك من تعذيب وتنكيل للشعب المغربي ، لذا اعتقد أن ربط كلمة " النصارى " بإلحاق الأذى والظلم له مبرر تاريخي وعلاقة بما ألحقه الاوروبيون بالشعب المغربي المسلم من أذى سواء بالاندلس او المغرب ******* لكنني عندما رجعت قرونا الى الوراء وبالضبط الى تباشير البعثة المحمدية وجدت أن النصرانية كانت عنصرا داعما للاسلام ، ولم يكن النصارى قط اعداء للعرب او الاسلام ، ويكفيني نموذجا على هذا المعطى الراهب " بحيرا"الذي لاحظ علامات وسمات النبوة على محمد ( ص) وهو شاب تاجر في طريقه الى الشام ، فأوصى مرافقيه بالحغاظ عليه وحمايته ، والنموذج الثاني هو ورقة بن نوفل النصراني الذي لعب دورا هاما في دعم البعثة المحمدية خلال المخاض العسير لظهور الاسلام ، انطلاقا من تزويجه بخديجة بنت خويلد الى الدعم المادي والمعنوي ، كما أن هناك نموذجا آخر نعيشه في أيامنا الحالية والمرتبط بالعدوان الاسرائيلي على غزة ، حيث التحق طبيب متطوع جراح نصراني نورويجي بغزة لإسعاف الجرحى ، كما فتح الرهبان والآباء كنائس غزة لايواء المنكوبين ، كل هذه النماذج تؤكد بالملموس أنه لا وجود لعداء او كراهية للنصرانية او النصارى ، بل العداء كل العداء للحيف والظلم والعدوان ، ويبقى الاستنتاج المركزي من خلال ما سلف هو قوله عز وجل *** " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون "
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
رد مع اقتباس