خــــليفة:
مسيرة غياب ..
كنت وحدي
والآخرون يلتفتون خلفي
مرتاحون كوني غائب
وسعيد كوني حرا عن أي دعوة لقاء
مؤجلة
لن تأت ..
ذاك رثائي
ولن يطرق الباب أحدا (حريتي)
الانتصال من أي حفل عابر لست مدعو له انتصار
ذاك فرحي أن لا التباس في اسمي على بطاقة الدعوة يراجعها المسؤول الأمني على الباب
فيحرجني ،أو يسألني عن اسمي لتأكد
(أاسمي هش لا يقرأ أم اختبار صدق !)
أنا وحدي على البار أحتسي زجاجة الفودكا
بلا صديق يراقب تحركات الخيال في خيالي
ولا عدو ينتظرني لأن أثمل ليجهز علي
ولا حتى امرأة جاهلة تنتظر خارج البار لتصلب جسدي
على سريرها وتدميني إثما
أنا وحيد
حتى في النص لا قارئ |ولا شخص فضولي
ينتابه الرغبة لأكمال القصيدة
هذي القصيدة
التي لا هدف لها ولا فلسفة سوى الفراغ
جريمة عند نهد امرأة
الشعر والادب
وقد كبرت ياصغيرتي
بين النهد والنهد
والشفة الملساء في ليل القبل
بين حليب وشهد
وشخت باكرا فلا توجعيني
تناثرت الأحلام أول الفجر
بين قدميك
وكبرت على إيقاع الموتى يشيدون الأغاني
رثاء للأحياء
لا اتقياء
شقي أنا مذ تعثرت بإشارة استفهام
على القميص القرمذي
مخلوع الأزار ووضوح العالم خلفه
لا تلمسي القلب بإبهام الأيد
الجرح لازال يتقيء
بطرف مسله شرحتي صدري
ومشيت عارية الصدر محتفيه بالانتصار
على حطامي
مسيرة النهد
للنهد
وارتفع فوق الغيم اشلاء اسمي
قبل خطوتك الأولى
فهل ترجعين دقائق
تجهزين علي ..
من أنا في زحمة هذا الغياب ..
الشعر والادب
اقرضني وجودا
ملني الهشاشة
والعيش المشترك على الحواف
تخيفني حوافر الخيل على الجبال
تخيفني رعشة القلب قرب السؤال
من أنا في زحمة هذا الغياب ..!
اقرضني وجودا
ربما أزعجك إن استرحت من عناء الحمق ساعة
ولكني بحاجة بكل ما أوتيت من ضعف وهشاشة
إلى البكاء حد البكاء على آثري
على ماملكت البارحة
على ما لا أملك الآن
إلى التقاء التراب قرب التراب على التراب
يغسلني وأصرخ
من أنا في زحمة هذا الغياب ..!
اقرضني وجودا
-حبا بالله-
سأحاول قدر الإمكان على الصمت
أعتدت عليه ..فصار أنا في كل فراغ
لن أثرثر كثيرا عني
سأسقط التكلفة بيني وبين نفسي حينا
سأقول ملء نفسي
اشتقت لحواسي قبل التيه
بعد التيه ، وفي الزنازين الصماء
وفي الشوارع الخالية من أي كلام عابر
عن عاشق وحمقاء
عن ماء وشتاء
عن شاعر وقصيدة عذراء
اقرضني وجودا
لا لأعيش في زحمة هذا الخراب
فقط لأسال روحي الثكلى علها تجبني
من أنا في زحمة هذا الغياب ..!