غدر الأيام
_________
وَ افتَرَقنَا وَ ضَنَى البعاد قد أَرهَقَنَا
وَ سَيْف ُ الْوَقْت قد قَطََعَ مِنَّا أَوصَالَنَا
...وَتَمَزَّقنَا مِنْ أَرَقِ السُّهادِ حُزْنَاً وَحَريقُ
الوَجْد في القُلوبِ بِلَهيبه الحَرَّاقِ يَطَالَنَا
وَسِهامُ البُعْد قد سَدَّدَتْ عَلَيْنَا رَمْيَهَا
فَأَصابَتْ مِنَّا روحَينَا وَبَدَّدَتْ أَحْلامَنَا
طالَ النَّوى و استَعَرَتْ نيران الهَوَى
تَلْسَعُ قَلبَينَا وَتَكوي بِلَظَاهَا أضلاعَنَا
يا وَيحَ قلبي مِنْ شَرارَةِ الحُبِّ اللئيمِ
صَعَقَتْ مُهْجَتَانا وَأجَّجَتْ فينا نيرانَنَا
مِنْ سَعيرِ الشَّوقِ اشتَعَلَ فينا الحَنِين
وتَلَظَّى الفؤَادان بِنيرانِ الحُبّ فَقَتَلَنَا
يادارَاً حَضَنَتْ في أركانِها قِصَّةَ حُبّنا
وَأَخْفَتْ في كُلِّ زاويَةٍ فيها لوعَةَ حَنينَنَا
سَلَكنا دروبَ الهَوَى مَعَاً جَنبَاً إلى جَنْبٍ
فَبَاعَدَتْ بَيْنَنا الأيَّام نَشكو فيها مُصابَنا
اغتيلَتْ فينا الأحلام ودارَتْ فيما بَيْنَنا
رَحَى الأيَّامْ فَأَدْمَتْ مِنَّاعَبَرات قُلُوبَنَا
يا دوحَةَ الآلام طَيِّبي فينا ثَرَى وَجْدَنَا
وَ نُّوحِي عَلَيْنَا فَالحُبُّ قد هَاجَرَ حَيّنَا
وَانْكَوَينا مِنَ الدَّمعِ الحَرَّاقِ في عُيُونِنَا
وذابت الرُّوحُ في الضُّلوعِ يا حُزنَنَا
وتَبَاعَدَتْ أيدينا وما التَصَقَتْ أَكُفّنَا
وَبُتِرَ الحُبُّ وتَدَاعَتْ مِنَّا أَركَانَنَا
فَمَا بَلَغْنا في الحُبِّ حَدَّ نِصَابَنَا
وعَزَّ بِنَا الشَّوق فَعَزَّ مَعَهُ لِقاءَنَا
وَعَزَّ بِنَا الدَّمعُ وَ عَزَّتْ الدُّنيا عَلَيْنَا
ضِحكَتها وأسْرَفَتْ ظُلمَاً وكَتَمَتْ أنفَاسَنَا