على وقْعِ بياضُ الثَلْج

~..{ على وقْعِ بياضُ الثَلْج } ..~
بُقعةُ دمْ .. ضَبابٌ وهمسْ ..أصواتُ حفِيفْ الشجرْ ..
تَرقبْ وخوفْ بصمتْ ..
صرير البابْ يدلجُ معه ظلْ .. ثُم غموضْ .. ثُم لا شيء..
عند الشَفقْ.. قبل العتمة والمحقْ.. كانت على صخرةٍ صَماء..تحت ظل شجرةٍ مقفرة ..
كانت بين ذكرى الأمس ووُجومْ اليوم ..بين أسَرِِ الكلمة وعشق اللحن ..
بخوفٍ بصمتْ يتبعهُما سُكون ..
حنايا الشوق وشَجنْ الرياحِ أوقضا فرائصها..
لتغمض عينيها .. وتبحر في أمْسها..

~..{ قصة الأمـــس } ..~
حين أمسكَتْ بغُصنِ بانٍ .. زحْزحتْ عن طريقها تلك الكُتلةِ البَارِدة من بَياضِ ذاك الثَلْجِ الصَقيعْ ..
وقَفَتْ مَشْدُوهَة أمام ما رأتْ ..
شَادِنٌ جَريحْ .. أصْفادٌ مُكَلبَة .. وحدةٌ داميه .. أنينٌ يبحثُ عنْ عِناق .. ولهفةٌ بادية من عينيه ..
طار لُبها .. أسرعت لترى شُفُوفَ جِراحه ..
كانتْ لـهُ تِرْياقْ ..
أدْركَتها الصَبابَه فحنتْ عليه ..
أشْجاها ما تَراهُ منْ رِيْنِ معشُوقها .. فقد رأتْ زَوبعةْ الألمْ من دواخِلِ مُعتقَلِ صمْته..
أشاحتْ بوجهها كي تسمعَ صوت اللدَمِ من شُجونِ الأفُقِ البعيد..
أدْرَكَهُمْ الدَيْجُورْ والعَتمة ..
فحاولتء أن تصدِفْ إلى فَيافِي الصَمتْ البعيده ..
فأدركتها صفوة الآمِـاقْ الذي تَنهَد به ..
ونَشْوةٌ أبتْ الا ان تدعْثِرَ كيانها ..

~..{ خَوفٌ .. ثٌمَ احتِضَان .. فشغَبْ } ..~
صوت أعاصيرٍ وعَواصِفْ .. فحيحْ من نوعْ آخِرْ .. ضَبابْ يُحاصِرْ كُل الأرْجاء
كان منها قاب قَوسين أو أدنى ..
أحتضنها مِنْ رُعبِ تِلكَ اللوحَةِ الدَامِيه ..
لَمسَ بِيديهِ شَفَتاها اللتَانِ بدتا مِثلِ الفِرصَادْ من شِدةْ البَرْد ..
رعْشَةٌ سَرَتْ بِدمها .. ودفْأٌ غَريْبْ رُغمَ صَقيعْ الآجواء
احِتِضَانْ فَتعمُقْ في غياهِبْ الشُعُورْ .. ودهاليزْ الإحسَاسْ ..
شَغَبْ طُفُولي .. مشاعِرْ مسْعُورة .. بَريقٌ يلْمعْ مثل لُجينِ همْسهِ وأعزُوفةِ لحنهِ ..

~.. { خُضُوعْ وألمٌ ثُمَ سُهَادْ } .. ~
كلِماتْ عَاقِرة .. ووُجُومْ عَقيمْ ..
يعْشَقُ أن يَعْزِفَ على حَرائِرْ شَوقِها ..
ألبسها سِربالْ الجُنونْ .. وأهداها وِشاحْ الألمْ ..
أضْواها بفَتِيلْ جِراحِهْ .. و أدْماها بأسْطُورةِ أمْسهِ ..
أركسها إلى شِعَابِ مفْترقِ ذاكَ الطريق..
أجادَ الحِياكَة على أنْوال مُتعدِدة ..مُمَاذِقٌ في أقْوالِهْ ..
أَرْوَدٌ بِمشاعره الغاشِيه ..
اكتنفها بمَقْنُودِ حدِيثه .. فطال سُهادُها في كنفِ بحوره ..

~.. { صقيعٌ آخرْ .. فَمَشْقٌ ثُمَ رحـيلْ } ..~
فَلقَ الُصبحُ .. ولاحتْ الشمسُ مُستترةٌ خلف مُزُنٍ هامِعة ..
لتُعلنَ عن سُقوط صقيعٌ آخر ..
بعد أعاصير الأمس .. بعد ليلة تحمل في ثناياها شُجوا القلب..
واحتواء الأثير.. وغُمُوضْ الكُلُومْ ..
تحت وقعِ المطر .. آفاقآ مِنْ تلك المشاعر المسعورة ..
أمضَها ذاك الشادِنُ ثُمَ امْتَشَقَ مُسرعاً إلى الأفُُقِ البعيد ..
دون أن يلتفِتَ إلى ما خلفتْهُ جِراحهُ في نفسِ تلكَ الحائرة ..

~.. { أنينٌ خافِتْ .. وبينَ الهَدْبِ دمعه } .. ~
أزاحتْ خُصلات شعرها المُبِللة عن عينيها الناعستين ..
قَشعريرة سرتْ بَدمها من بُرودة الألمْ ..
أنين خافِتْ .. دموعٌ اختلطتْ بقطراتْ المطرْ حتى بدتْ مثلَ نَدى الوَردْ في صباحِ النيروز ..
أشاحت بوجهها إلى المدى البعيد .. لتنظر إلى بقايا طيفه ..
ودَعتْهُ بِصمْتْ ..ثُمَ ما لبستْ أن رسمتْ على وجهها قِناعْ البسْمَةِ الصفراء ..
لتتحول بعدها إلى قهقهة ساخرة من بردِ صفْعة القَدرْ ..
تُخفي خلفَ ضحكتِها مزيداً من الشُجُونْ وحِكاية الأْلمْ السقيمْ ..
نظرتْ حولها ..لعلَ أحداً يُسَلِي خُلْوة جِراحها المُنسكبة على بياضِ ذاك الَثَلجْ ..
خَنقَ جِيدها دمعة الوله .. ولهفةُ الحنين والشوق المُشمَعلْ ..
أيُ جُنونٍ أصابها .. وأي هِيامٍ اكتسحَ معالمَ برائتها ..
دموع خلف أسوار الأهدابْ .. أبتْ أن تُدفأ وجنتيها المُتَورِدتانِ من شِدة البرد ..

~ .. { ومْضَةُ فَـــجْر } ..~
فَتحتْ عينيها ..
لِترى إصرار الفجر للإنْبِلاجْ بالضياء ..
لِتسمعَ صفيرْ العَنادِلْ بالغِناء ..
انفَرجَتْ أسارِيرُها لقطيعٍ من الآرآم البيضاء القانيه .. تنحدر من الأفق القَريبْ .. لِتُعانِقْ بسمتُهمْ النَدية ويسلُوا قلبها الشَجيُ بِهِتافِ ضِحكاتهمْ ..
نعمء تَضَعْضَعتْ .. لكن آن اوآن الانِدْلاقْ .. وآن لحُزنِها أن ينجليَ إلى عالم اللآعودة .. خلفض أستارٍ مُدْلَهِمَة ..
فِوَعادُ الماضي يبقى في سُطور الزَمنْ مُجَردْ ذكرى ..

~..{..مخرج
قَوَارِيرٌ يَعْشَقْنَ النَشِيجْ مع نَشوةِ الكَلِمةَ ..
ويَسْكُرْنَ مع خَمْرِ نَهَابِرْ الهوى ..
لَتَنُوءَ بعدها بِقَلبٍ واجفْ .. وَنبضٌ يَهيمُ كُلَماَ وَهُجَ طيفهُ ..
هذا ما خَلَفَتْهُ رُفاتْ العِشقِ الظَاميء .. ورَميمُ الهوى ..

:n200673::n200673::n200673: