#1
|
||||
|
||||
![]()
الجواب الصامت
![]() ذهبت الحياة بين ألسنة الشهب المعتمة ، ونامت الأنهار على ظلال الأشجار العالية ، وسكنت الينابيع كي لا تزعج الحياة النائمة . وبقي هذا النائي في مسارح الحياة الغامضة ، يناجي بآهة من رف أناته الباكية ، ليستند على فراش الأرض القاسي يُحرك شفاهه منادياً : " أين أنا من هذه الحياة البائسة " .. ولا مجيب غير صدى صوته الحالم ونسمات هواء حانق على جسده ! رأى أثناء تقلب عينيه في الفضاء سحابة قادمة نحوه يدقق النظر ليراها تصغر ، كلما اقتربت يُبصرها تنحل وتضعف ، تُحلقُ بين قسمات وجهه فيرى مخلوقاً هانئاً بسعادة الأزهار و رياحين عطرها .. تلك الفراشة !! رفع كفه بهدوء لتطمئن لها ، وتهبط عليها ، جعلها تسير بين أصابعه ، فيبتسم لها ويتمتم قائلاً : " ليتني مثلك وليتني بجانبك ، أسير معك حيثُ ذهبتِ .. ألاعبك بين الأزهار ، وأبقى لكِ الصديق الحبيب !" هنا وجدها تسارع في الذهاب والابتعاد عنه ! فقفز من موضعه يناديها : " خفتِ ، الصديق أم الحبيب ، أم كلاهما خائن في هذا الزمان " بعد أن إبتعدت ، مسح بكفه دمعاً أحرق عينيه !! ... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|