#1
|
||||
|
||||
شموخ وطن
يااااااااه ، تشنف الآذان معزوفة ود ، وتترنم الدواخل بموالات فرح ، وينشد الوجدان ويعيش ملحمة حب أسطوري خالد .. وعبر الكلمات تنبلج بانوراما صور متجذرة في الأصالة والعز والشموخ والرفعة ، وتنتشي الروح بفعل المشاركة في كرنفال فرح يتم من خلاله التعالي على كل الأتعاب ، والآلام ، والمعاناة ، والأحزان .. يااااااااه ، أخيرا يعود للحرف جماله ، وللكلمة وقعها ، وللمعنى بهاه ، وللصورة تأثيرها ، لكن لا غرو فهذه الدواخل المسكونة بالخير تمطر صدقا ووجدا .. ها هنا مهرجان حب وجمال ، ها هنا فرصة لاحتضان الفرح ، والاحتفاء بالابداع الرباني والانساني .. في الأجواء عبق ورود وأزهار ، دفء وصدق مشاعر ، بوح وجدان ، شاعرية انسان ، وفي الأنحاء يتدفق ضوء وحب كأزهار اللوز في الربيع .. ها هنا ، كلمات من نور ، وأحرف من ضياء ، كالرؤيا تتغلغل بنا في ثنايا الأصالة والعراقة والأرض البكر .. ها هنا ، ملامسة وجدانية لمخزون حضاري ، لإرث انساني ، عودة الى الأماكن القديمة ليرتد شباب الروح والجسد معا ، ها هنا ، من المضامين يهب الحنين في القلب موال عشق وترنيمة فرح ووجد .. من اشراقة هذه الكلمات وأثناء التجول في المكان العبقري الملهم ترتد الروح الى الذات ، ويشعر الانسان بالقوة مثل متسول يعي فجأة أصوله المجيدة التي تحدر منها ، وتعود للروح شفافيتها ، يرتد الكبير طفلا يحلو له المشي تحت غشقات المطر ، حافي القدمين ، يسند على كفيه وزنديه الصغيرين السماء ، يناظر في الأفق قوس قزح وخيوط الشمس المنسابة خلل ندف السحب المكتنزة ما تزال خصبا .. ترتج الدواخل انتشاء وجذلا وتفاعلا مع جلال التنهيدة ، وتسمو بفعل روعة الاهداء ، ويحلو السفر في رحلة الحنين والتذكر ، الى روعة الزمان والمكان ، الى الوطن الصغير ، الى مهوى القلب ، وتندغم الروح في هذه اللوحة بانورامية الجمال ، الرائعة حد الفتنة ، لينطق الحرف زهواً بشموخ الجبال ، يتغنى بخضار الأشجار ، يطرب بفعل تفتح الورود والأزهار ، ينبهر بفعل تطاير الأطيار أخاذة الجمال ، ينتشي لوقع صوت المطر كأنه تعاتيب خلان ، وينشج بكاء فرح على توقيعات الناي ، وينشده بتأثير تواؤم روح الحبيبين ، وينفتن بجمال ما اليه تحولا .. يا الله ، كم هو غال وعزيز هكذا وطن .. الذي أينما رحلت تجده بانتظارك ، يستوطنك ، يبسط سيادته على حواسك وخواطرك وردات فعلك ازاء الأشياء ، الذي تمضي صوب النسيان فتجد نفسك بفعل انسان على قارعة الوعي وصدق وحميمية الحنين والتذكر .. يا الله ، كم هو يستحق أن يبقى مغروس في الدواخل .. يا الله ، كم هو جدير بالحب ، بالتضحية ، بالفداء ، بالعطاء ، بصدق الانتماء .. يا الله ، كم هي رائعة هكذا قصة عشق خالد .. يا الله ، لا أظنك أتحت كل هذا الثراء لايلام الزوار أمثالي ساكني منذ عمر المدن الاسمنتية ، المترحلين أبدا بالقرية في أعماقهم أنى رحلوا ، ولذا لا يسعني الا ان اطلقها ترنيمة وجد وفرح .. آه من كلمات أوقدت الجمر من جديد في القاع .. وشكرا بشموخ هكذا وطن ورفعة هكذا انسان ..
__________________
|
|
|