|
#1
|
||||
|
||||
![]() الفصل الثاني
لم لتشعر "انجريد" بالهدوء الا عندما اغلقت باب حجرتها على نفسها ثم اخنذت حماما ساخنا تاركة جسمها تحت المياه كانها لمسات رقيقة لمدة لدقائق طويلة . عقدت بعد ذلك برنس الحمام حول جسدها واخذت تمشط شعرها طويلا لتعيد إليه مرونته ولمعانه قبل ان ترفعه في `شنيون ` اعلى راسها لتبدا ماكياجها . وبسرعة شديدة ، بدات الفتاة تزين وجهها بطريقة جعلته يبدو صارما ومملوءأ بالانوثة . إنها لا تريد ان تفكر في اي شيء ... عبثا إنها لم تنس ابدأ نظرات عينيه اللتين تلمعان بوقاحة .. وقد لاحظت انها تشعر نحو هذا الرجل الذي تكرهه بإحساس غامض لم تتوصل إلى وصفه . لكن لابد لها من طرد صورته من مخيلتها ولابد لها من نسيان ان هذا الاحتفال سيكون الاخير بسبب هذا الرجل ! ارتدت `انجريد` ملابسها بسرعة ، ثم وضعت حذائها قبل ان تنظر إلى نفسها في المراة نظرة ناقدة وعندئذ شعرت بالشفقة على نفسها وارتبكت بشدة عندما تذكرت هذه الأعوام السعيدة التي قضتها في ´بيلوود هاوس ` ، فلمعت عيناها ببريق غريب كانه النار ، نار كبرياء عائلة ´كندريك ´ التي ستقودها وتساعدها في تخطى هذه الصعاب ... وعلى اية حال لن تترك ارتباكها يسيطر عليها خلال هذه الامسية . رسمت ´انجريد´ ابتسامة على شفتيها وخرجت من حجرتها شامخة وواثقة فى نفسها لتتوجه إلى حجرة الصالون لاستقبال الضيوف . وفي الممر اوقفها والدها وجذبها نحو حجرة المكتبة ثم اغلق باب الحجرة بعنف . - `انجريد´ انت حقا ابنتى العزيزة ولكنك تتصرفين بطريقة غريبة ! هل تعرفين انك بذلك تخاطرين بإفساد كل شيء بسبب وقاحتك هذه.. لقد كنا على وشك توقيع العقد مع السيد `اندروبولوس ´ ! اجابته الفتاة في تحد : - أذن لقد وصلت في الوقت المناسب ، لا يمكنك بيع ´بيلوود هاوس ´، على الاقل لرجل مثله نظر السير ´فيليب ` إلى ابنته بحزن وحدة ثم اطفأ سيجارته التى كان قد اشعلها لتوه وكانت يداه ترتعشان بعض الشئ . - إننا لا نملك الخيار الآن وانا اسف حقا على تصرفك بهذه الطريقة ! من المؤكد انني كنت ضعيفا نحوك لعدم إخبارك ببعض الحقائق من قبل . هزت ´انجريد´ راسها ، بعض الحقائق ! إنها خدعة هذا العام ! قالت الفتاة باحتقار : - اعتقد ان هذا اليوناني الوقح وملايينه من الدولارات هما جزء من هذه الحقائق التي اخفيتها عني ! من المستحيل ان يعيش هذا الرجل في القصر . - انا ايضا اراه حقيرأ ياعزيزتي ولكن مهما كان الامر لابد من إتمام الصفقة ولذلك اريد منك التصرف بطريقة طيبة مع السيد ´اندروبولوس ` ، فسيتناول عشاءه معنا هذه الليلة وسيشرفنا بحضوره الاحتفال معنا . عضت `انجربد´ شفتيها الما والدموع تملأ عينيها فقد كانت صدمتها شديده فتمتمت قائلة : - تريد .. تريد ان تقول إنك دعوته ؟ إنك ستقدمه لاصدقائنا . شعرت الفتاة ان دعوة `يانيس اندروبولوس ´ ووجوده لديهم سيسببان لها الألم الشديد وكانهما يوجهان السباب للاسم الذي تحمله . - هل يمكنك ان تخبريني يا عزيزتي ´انجريد` بالسبب الذي يمنع `اندروبولوس ` من مشاركتنا الحفل أ إنه رجل محترم ونجح في تنمية الامبراطورية التي تركها له والده . - تريد ان تقول رجل وصولي يعتقد ان كل شيء يمكن شراؤه ! إن غزو ´بيلوود هاوس ` يمثل له النسب الكريم فهو مجرد ابن غير شرعى - لو كانت الذاكرة قد خانتك وهذا ما يدهشني اريد ان اذكرك انه إذا لم تكن ´انجريد كندريك ` الاولى قد حملت سفاحأ - الطفل غير الشرعي كما تقولين من ارتباطها بالامير الوصي على العرش انذاك ... ما كانت اسرتنا قد نجحت في الوصول إلى "بيلوود هاوس ".. والأن اتوقع منك تصرفا طيبا مع ´يانيس اندروبولوس ´ وليكن بتقديم اعتذارك له في البداية . اجابت الفتاة : - هل تريد مني ان اركع امامه طالبة العفو! - `انجريد` ، انا لست في حالة تمكنني من الضحك ، انا اعرف ان الموقف عصيب ولكن هل بعض الاحجار القديمة وبعض الاساطير تستحق تمزيق عائلتنا بهذه الصورة ؟ فكرت ´انجريد` إن والدها على حق ، ولكن انتزاعها من هذا القصر يعتبر كان روحها تنزع من جسدها. جففت `انجريد` دموعها ثم وجدت في حضن ابيها الراحة التي تشعر بالحاجة إليها الأن ، لقد تعبت كثيرأ في هذه الساعات الاخيرة والأن لابد من تهدئة اعصابها المتوترة إذ إن هذا الحفل يمكنه ان يمتد حتى الفجر ولابد لها ان تبدو إنسانة فاضلة . تركها السير `فيليب ` ، فقد حانت الساعة الثامنة وهو لم يرتد ملابسه بعد . ثم قال لها الرجل بصوته العميق الدافئ الذي تحبه كثيرأ : . إلى اللقاء يا ´انجريد´ . ردت الفتاة بصوت خافت : . إلى اللقاء . ################################################## مكثت الفتاة في حجرة المكتبة قليلا وهي تتحسس بيديها الكتب الثمينة وقطع الخزف الرائعة واللوحات الإنجليزية ذات المناظر الطبيعية ... كل هذه الأشياء مكانها هنا في `بيلوود´ وليس في اي مكان اخر . لقد اصبح الحب الذي تكنه لهذه الارض حبا خرافيا ، وفكرة بيع هذا القصر لابد من التعليق عليها وفكرت الفتاة و بخاصة عندما يكون البيع لهذا الرجل ويكون الاحتفال الاخير مع هذا اليوناني الثري المجهول النسب . ما من شك ان الجميع سيتربصون بها خلال الحفل لملاحظة المها وخضوعها بسعادة . غادرت "انجريد" المكتبة وهي تقسم بالا تترك اي انطباع يظهر عليها و بخاصة احتقارها لهذا السيد المقبل للقصر . كان البهو يبدو براقا وكانت الليدي `كندريك ´ ترتدي زيا اسود اللون وتقف في انتظار المدعوين لتناول العشاء الذي يسبق الاحتفال المقام في الحديقة . مكثت الفتاة دقائق في حضن والدتها ثم توجهت بعد ذلك نحو حجرة الرسم الخاصة بها وملاذها الوحيد . وما إن دخلت الفتاة من باب الحجرة حتى تراجعت بسرعة إلى الوراء وشعرت بقلبها يعتصر الما بداخل صدرها فقد كان `يانيس اندروبولوس ` واقفا بظهره في منتصف الحجرة يتامل صورة مؤسسه هذه العائلة المالكة ´انجريد كندريك `. وكان يرتدي سترة `سموكن سوداء اللون ورائعة ويبدو ضخمأ عن ذي قبل ، هل تدخل إلى الحجرة ام تذهب قبل ان يراها ؟ ولكن `يانيس ` لم يترك لها الخيار فقد شعر بوجودها دون ان يلتفت نحوها على الرغم من صمتها ووقوفها على بعد عدة امتار منه . - تفضلي يا انستي وحدثيني عن جدتك الجميلة ... كان صوته دافئا ويسبب الاضطراب . كان امام الفتاة دقائق قليلة لتعي حلو عبارات "يانيس اندروبولوس" ولتعرف ايضا انه يتحدث بلغة `شكسبير` . تقدمت ´انجريد` ببط ء محاولة تهدئة نفسها وعندئذ احتواها `يانيس ` بنظرة طويلة لم تستطع فهمها ثم استدار ثانية لينظر إلى الصورة وهو يقول بصوت خفيض : - `انجريد : كندريك `... بشعرها الاحمر وعينيها ووقاحتها ... تماما مثلك .. استدار `يانيس ` ونظر إليها بجدية لاول مرة وهو فخور ومتكبر ويرسم على وجهه نفس الابتسامة غير المحتملة ... - وهذا الثوب وهذه الافكار التي توحي بها ... عجزت `انجريد` عن النطق بكلمة واحدة ، فخفضت عينيها وشعرت بالخوف والاضطراب يسيطران عليها و بخاصة عندما لمس الرجل كتفي الفتاة العاريتين بيديه النحيلتين ، وفجاة فهمت الفتاة ان وجود هذا الرجل ضروري بل وخطير . وبجانب غضبها منه شخصيا شعرت بالغضب من نفسها ايضا . فهزت راسها في ضحكة عالية مرعبة . - لم يسمع احد بهذه الملاحظة منذ عصر جلالة الملك . رفع الرجل كتفيه بوقاحة وقال : - منذ بدء الخليقة لم يجد اي رجل ما يمنعه من رؤية اية امراة جميلة ... شعرت `انجريد´ بالحمرة تكسو ملامح وجهها ، فهو ليس من طراز الرجال الذين يمكن مضايقتهم بكلمة جافة او وجه عابس ، لابد لها ان تتذكر ذلك دائما . تماسكت الفتاة وقالت له : - هل تريد ان احدثك عن صورة ´انجريد كندريك ` الاولى ؟ - وعن الحب العنيف الذي كنه لها الامير في قلبه ، إنه هو الذي طلب رسم هذه اللوحة لها ، اليس كذلك ؟ - اعتقد انك تعلم الكثير ولست بحاجة إلى اية معلومات جديدة ولكن هذه اللوحة ليست للبيع يا سيد `اندروبولوس ´ ، فشراء منزل لا يعني شراء تاريخ اسرة وماضيها . ابتسم الرجل ابتسامة هادئة . - إن مايهمني فقط هو الحاضر والمستقبل وعلى كل حال انا لم اشتر `بيلوود هاوس ´ بعد . بلعت `انجريد ` ريقها وقالت : - إذا كان ذلك بسبب الكلمات السيئة التي نطقت بها لتوي ، ارجوك ان تقبل اعتذاري فانا حقا اسفة . قال لها في شك : - حقا ؟ كان اعتذارها صادقا ولكنه مقتضب مقتضب جدأ هذا ما فكرت فيه الفتاة ولابد وان ´يانيس اندروبولوس ` يقدر ندمها ، حاولت الفتاة الا تذل نفسها اكثر من ذلك فابتسمت ابتسامة تصالح وقالت . - ربما يمكننا عقد هدنة . - لنشرب نخب ذلك مثلا . ودون ان يترك لها فرصة التفكير ، توجه نحو المنضدة الصغيرة واحضر الكوبين واعطاها احدهما وكانت يد الفتاة ترتعش لدرجة انها كادت تكسر الكوب وعندئذ قال `يانيس في هدوء : - نخب `انجريد` و `بيلوود هاوس ` ! كانت عيناه تلمعان ببريق غريب ففضلت الفتاة ان تخفي اضطرابها بالنظر إلى الصورة بينما تابع `يانيس ` حديثه قائلا : - حدثيني عن نفسك وحدثيني عنها وعن البارون المسكين `كندريك ´ ، لقد سمعت انه كان يرزح تحت كاهل ديون ضخمة بسبب اللعب وانه بدون خيانة زوجته وكرم الامير الوصي على العرش كان على وشك الموت وهو مفلس تماما... هل كان سئ الحظ مثل والدك ؟ كانت ملاحظته قوية لدرجة ازعجت الفتاة كثيرأ وجعلتها تخرج عن وعيها . - إنها مسالة لا اود الحديث عنها معك ! - لقد ذكرت ذلك بالمناسبة واذا كان والدك رجلأ غير تافه فى مجال الاعمال ما كان اضطر لبيع قصر اجدادك ... وما كنا تقابلنا ابدأ . كان صوته مشوبا بنبرة سخرية فقالت له بغضب : - ليكن فى علمك إنه انتصار متواضع جدأ يا سيد ´اندروبولوس ` . امسك ´يانيس ´ بالكوب من يد ´انجريد´ ووضعه على المدفاة ثم امسك كتفيها بين ذراعيه فاغمضت الفتاة عينيها للحظة كما لو كانت تحت تاثير شعور عنيف لثم نظرت إليه بعد ذلك بتحد . ######################## - لقد كانت الهدنة لوقت قصير جدأ .. ولكنني استمتعت بها ياانسة `كندريك ` ، إن حدسي يخبرنى انك لن تقاوميني كثيرأ . - وحدسك لم يخطئ ابدأ بالتاكيد ! - نادرأ و بخاصة عندما يتعلق الامر بامراة يجعلها الغضب جميلة إلى هذه الدرجة . تحررت الفتاة من قبضته وهي تستعد لمواجهته ، ثم قالت كاذبة : - احب ان اطمئنك ... ان كلماتك تصيبني بالبرود اعتقد ان الاموال والفتيات هما افضل الموضوعات لديك ؟ مر بريق صدق في عيني ´يانيس ´ : - لنقل مثلا إن شخصا دخيلأ مثلي يراك رائعة في هذا الثوب وأنه مستعد لدفع اي شئ مقابل ان ينجح فى نزعه عن جسدك ... اجابته بسرعة : - وأذا وافقت هل تعيد ألينا `بيلوود هاوس ` ؟ كان السؤال مفاجاة له فقال : - كلا . شعرت ´انجريد` عند سماع صوته البارد انها ارتكبت خطأ كبيرأ ولكن الوقت قد تأخر كثيرأ للتراجع . - في هذه الحالة ، عرضك لا يهمني ، وها انت تحرم نفسك من هذا الامر يا سيد ´اندروبولوس ´ . مرر ´يانيس ´ اصابعه بين خصلات شعره الأسود وابتسم بخبث قائلا : ~ لا تعتمدي على ذلك ياعزيزتى ´انجريد´ ... عند هذه الكلمات ، امسك `يانيس ´ باصابع الفتاة وقبلها برقة شديدة كانها لمسة رياح هنا شعرت ´انجريد` انها تحلم ولكن دقات قلبها المتزايدة اكدت لها ان ما حدث لم يكن سرابا ، ثم انحنى نحوها ونظر إليها بثبات نظرة جعلت مشاعر كثيرة تستيقظ داخلها .. هل هو الخجل ، الخوف ام تأثير جاذبيته ؟ من الصعب جدأ عدم الوقوع تحت تأثير جاذبية هذا الرجل ... تراجعت `انجريد´ إلى الخلف ثم خرجت مسرعة من الحجرة ، وعندما وصلت إلى حجرة الصالون اضطرت لاستقبال المدعوين وهي ترتجف بشدة فاستندت على الحائط والافكار المختلفة تعصف براسها. اسرعت نحوها "اشلي بوسورث " وهي تقول : - "انجريد" اين كنت ؟ اين تختبئين ؟ - انا لم اكن مختبئة .. إنني سعيدة جدأ برؤيتك. كان صوتها مختنقا وهي على وشك البكاء وعندئذ جذبتها `اشلي بعيدأ . - نسمع شائعات كثيرة عن القصر ، لقد سمعنا ان والدك ينوي بيعه إلى ملياردير يوناني ... ولكنني لا اصدق ذلك . - يجب ان تصدقي ونحن نتمنى إتمام هذه الصفقة . كان لابد لـ `اشلي` ان تفكر قليلا قبل ان تستوعب حديث صديقة طفولتها . - كلا انا اعرفك جيدأ يا `انجريد` .. ستفعلين كل ما في وسعك من اجل إنقاذ `بيلوود هاوس ´ . هزت الفتاة راسها وقالت بهدوء : - للاسف، ليس في يدي شيء ... لقد دمرنا تماما وعلينا الافتراق عن القصر ومع ذلك افضل ان ارى هذا المكان محترقا بدلأ من رؤيته ملكا لـ`يانيس اندروبولوس ` ... إنه رجل رهيب وكريه لدرجة انني لم ار مثله من قبل ! قالت `اشلي` بخبث : - لا اعتقد ان رجلا ثريا مثله يمكن ان يكون بهذا الوصف ! - ´اشلى´ ، انا لا اهتم بتعليقاتك , كما إنني معكرة المزاج جدأ هذا المساء واود ان تفهميني . - واشفق عليك ايضا إذا كان ذلك يريحك ! ولكن اخبريني ما شكل هذا الملياردير ! انتظري قليلا دعيني اخمن .. إنه اصلع ويضع نظارة وتسمعين صوت طاقم اسنانه بمجرد ان يفتح فمه! عضت `انجريد` شفتيها لتكتم ضحكتها وقالت بصوت جميل : - كلا ، كلا . لابد انه جذاب جدأ في نظر بعض الفتيات .. ولكن ليس فى نظري على اية حال ! اسرعت `انجريد` بقول هذه الجملة الأخيرة لتؤكد رايها . - يمكنني ان احكم بنفسى إذا قدمتني له ، هيا لنراه قبل ان تأتينا حماتي .. واطمئني تماما .. لقد وعدت والدتي الا تتناول نقطة شراب واحدة وان كنت اشك في قدرتها على المقاومة ! كان `يانيس اندروبولوس ´ يقف على بعد عدة امتار منهما ويبدو كأنه مهتم جدأ بفتاة شقراء ترتدي ثوبا قصيرأ وتبدو ايضا مهتمة به ... إنه حقا شخص رائع بكبريائه الواضحة ، وهنا اشارت `انجريد عليه عندئذ كادت `اشلي´ تقذف بالكوب من يدها وقالت : - جذاب ... إنه `ابولون ` الحقيقي ... كانت ´انجريد´ تود ان تعترف بأن يانيس اكثر جاذبية فى عينيها و... انه لم يتركها هكذا دون ان يؤثر عليها حتى لو رفضت ان تعترف بانها تأثرت به كثيرأ منذ ان تقابلت معه في الحديقة . وفي حجرة الصالون ، تعلقت عيون جميع السيدات به وحده ... واولهن ´اشلي´ ، فالمال والقدرة من اكثر الحاجات التي تثير الشهوة ، هذا ما فكرت فيه الفتاة وهى تعض شفتيها ندما ، ومع ذلك حتى لو كان فقيرا .. من المؤكد ان جاذبيته لن تنقص من شانه . ولاول مرة ، تساءلت ´انجريد` ترى كم عدد القلوب التي نجح في تحطيمها ، لابد وان القائمة طلويلة وطويلة جدأ ! ولكن الفتاة اقسمت بينها وبين نفسها وهي ترسل اليه ابتسامة مشرقة لتجيبه على ابتسامته الرائعة : - لن تحصل على قلبي ابدأ ... وبعد قليل ، وجدت `انجريد` نفسها تجلس فى مواجهته في حجرة ورده قايين الطعام حول المائدة البيضاوية . . فحاولت ان تهدئ نفسها وان تتجنب النظر إليه محاولة التركيز على الضيوف الذين يحيطون بها . وللاسف كانت باقة الأزهار الحمراء الضخمة والشمعدان الفضي الكبير الموضوعان على المائدة يفصلانها عنه وكانهما حاجز ضخم يحول دون بريق نظراته التي يوجهها إليها ، وهكذا كانت الامور اصعب كثيرأ مما كانت تتخيل ... ######################### مرت فترة تناول الطعام ببط شديد جدأ وفي مناسبات اخرى كانت ´انجريد´ تحسن تذوق الطعام النوع تلو الأخر ولكن هذا المساء، كانت معدتها متقلصة تماما وكان وجود `يانيس اندروبولوس ` يسد شهيتها عن الطعام وكان مجرد حديثها عن الطعام او حديثها عن إقامتها فى `نيويورك اشبه بعقاب شديد فرض عليها ... وهو يعرف ذلك جيدأ ! وفى النهاية ، بدات ´انجريد` تسمع الاحاديث المختلفة دون ادنى اهتمام . وهنا شعرت `جلاديس بوسورث ` بالقلق عليها فقالت لها بصوتها الحاد : - ´انجريد` هل انت بخير ! هل يمكنك العودة معنا إلى الواقع ؟ قفزت `انجريد´ في مكانها ، وكانت حماة ´اشلى´ لم تستطع الوفاء بوعدها وكان احمرار وجهها يؤكد ذلك . وهنا اعترضت ´انجريد´ فى ابتسامة مرتبكة قائلة : - ولكنني هنا ! رفعت `جلاديس ` كاسها في اتجاه `يانيس ` . - هكذا ستصبح ياسيد ´اندروبولوس ` سيد القصر الجديد ... قل لنا إذا كانت `انجريد` قد نجحت في إقناعك بالتخلى عن اسم عائلتك والارتباط باسم `كندريك ´ بدخولك هذا المكان ! حاولت `انجريد´ السيطرة على نفسها حتى لا تنفجرفي وجه الخائنة ´جلاديس ´ وفجاة سيطر الصمت الكئيب على الحجرة واكتسى وجه `انجريد` بالحمرة فخفضت عينيها ولكنها القت نظرة سريعة وكئيبة نحو `يانيس ´ . وهنا اجاب ´يانيس ´ بصوت هادى: - انا لم افهم جيدأ عن اي شيء تتحدثين . قهقهت `جلاديس ` قائلة : - كيف ؟ الا تعلم كل شيء بعد ؟ الكل يعرف ان `انجريد` العزيزة اقسمت بالبقاء في ´بيلوود هاوس ` وبالإبقاء على اسم عائلة `كندريك ` ، والرجل الذي يقبل الزواج منها عليه الإذعان لرغباتها ! أنني دهشة جدأ لانها لم لتجرب حظها معك ... ابتسم `يانيس ` ابتسامة واسعة فتماسكت `انجريد´ وقالت ببراءة مصطنعة : - هذا في حالة إذا ما كنت غير متزوج . وعند سماع هذه الكلمات ، تشنجت ملامح وجه ´يانيس ´ بعض الشيء ونظر اليها بحدة قائلا : - كلا ... وفي هذه اللحظة تمنت انجريد ان تجد نفسها في الطرف الآخر من العالم وبذلت مجهودأ عنيفأ حتى تستطيع البقاء على المائدة ولكن راسها كاد ينفجر وقلبها كان يعتصر الما ، وعندما فكرت في التحدث وفى توضيح الامور وفى إظهار ان ما قالته لم يتعد المزاح ، شعرت ان صوتها يعجز عن الخروج من فمها . عندئذ نجح السير `فيليب ` فى تهدئة الموقف ببعض الكلمات المازحة ، كما نجح ´جيرالد بوسورث ´ في تهدئة زوجته ، اما `يانيس اندروبولوس ` فبدا غير مكترث بالامر وغير منزعج من كلمات `جلاديس الكريهة والحق ان الموضوع بالنسبة له كان مجرد حادثة انتهت . وهنا بدات الاحاديث المختلفة كما بدا المدعوون في الحضور والدخول إلى الحديقة وانتهزت `انجريد` هذه الفرصة لتتمكن من مغادرة حجرة الطعام . وعلى الرغم من انزعاجها وارهاقها ، إلا انها بدت مضيفة ممتازة واستطاعت المزاح ايضا . ولحسن الحظ لم يحاول `يانيس اندروبولوس ` متابعتها وتاه وسط حشود الزوار وهو يمسك في يده ذراع الليدي كندريك ` . كان منظر الحديقة باضوائه البراقة المختفية فى الأشجار منظرأ خرافيا . وعندئذ توقفت ´انجريد´ وهي مرهقة وتعى تماما ان هذا الاحتفال سيكون الاخير والتقطت زهرة رقيقة واخذت تتشمم رائحتها الرائعة قبل ان تضعها بين خصلات شعرها . كاد الوقت يقترب من منتصف الليل وفي الحق كانت ´انجريد` لا تريد المشاركة في الاحتفال التقليدي الذي يتم من اجل تكريم صاحبة القصر الحقيقية ´انجريد كندريك ` الاولى´ فهذه الليلة هى نهاية المملكة ... اختفت ´انجريد´ عن العيون وتاهت مع افكارها والدموع تملا عينيها وذهبت لتستند على الشجرة فقد كانت في حاجة إلى ان تختلي بنفسها كما انها في حاجة إلى هذه الظلمة حتى تحتفل على طريقتها بهذا المكان الذي عليها مغادرته ، ثم قالت بصوت عال : - نخب ´انجريد´ ، نخب ´بيلوود´ . وهنا سمعت صوتا من ورائها يقول : - نخبنا جميعا ونخب ´بيلوود´ . تقلصت الفتاة في مكانها وتمتمت قائلة : - انت ... ! وعندئذ حاولت الهروب من امامه الهروب من نظراته البراقة ، من نظرات `يانيس اندروبولوس ` . - لقد جئت لا ستاذن بالانصراف منك يا انجريد´ العزيزة . فوجئت الفتاة بهدوء صوته وكان عليها الانتظار حتى تتمكن من استعادة هدوئها . - إذن ستتركنا ياسيد ´اندروبولوس ` ؟ كانت تريد ان تبدو لطيفة ولكنها لم تستطع . - اليس هذا ما تتمنينه منذ ان رأيتني هنا في اثناء الظهيرة بالقرب من هذه الشجرة ؟) ولكن اطمئني ساعود ثانية ... إن هذا المكان يعجبني كثيرأ . كانت عيناها تلمعان بالغضب والعزه ومع ذلك نظرت إليه بثبات - حقا ؟ - لابد وان ´بيلوود` يمثل شيئا فريدأ بالنسبة لك حتى تكني له كل هذا الحب ... لقد استمعت بانتباه الى اعترافات هذه المراة الوقحة التي يبدو انها تعرفك جيدا ... إن كبرياء عائلة `كندريك ` وكبرياء الاسم الذي تحملينه تكاد تخنقك وتعمي بصرك يا عزيزتي `انجريد´ ! اجابته الفتاة وهي تبتعد . - وكيف يمكن لرجل مثلك ان يفهم ذلك ؟ امسك بها فشعرت الفتاة بيديه كانهما قبضة جليدية تضغط عليها وكانت عيناه تبرقان كانهما عاصفة سوداء مما جعلها تخفض عينيها. - لانك تعتقدين بالتاكيد مثل كثير من الناس انني مغتصب وانني غير جدير بالاسم الذي احمله ! اجابته الفتاة بعد تردد : - لم اقل ذلك . - هل انت متاكدة ؟ - اتركني ، انت تؤلمني .! الا تكتفي ب`بيلوود هاوس ` ؟ - نعم لا اكتفي، فانا اريدك اريدك انت ايضا يا انجريد كندريك `... - انت ! انت تهذي . - كلا بالتاكيد . شعرت `انجريد` فجاة بالخوف من نظراته التى تلغي اي تبجح واضح في كلماته ثم ابتسم `يانيس هذه الابتسامة الساخرة التي تجعله مزعجأ ... وجذابأ . - اتركني ! تركها فبدات ´انجريد` تدلك موضع قبضته المؤلمة . - احب من يقاومني .. ولكنك ستكونين لي وبموافقك... - هيا إذن ! - اذا كنت تريدين برهانا على ذلك ... وقبل ان تفهم ما يعنيه ، وجلدت نفسها ملتصقة بجسد ´يانيس ، ثم وجدته يقبلها بعنف على فمها وعندئذ استجابت الفتاة لقبلته وبدا جسدها يرتجف بين يديه فزعأ وهنا فهمت انها ترغب هذا الرجل , ولكنها قالت لنفسها أن ذلك رد فعل طبيعي لاقترابه منها 00 وأن هذه الأثارة الرائعه التي تشعر بها لاتؤكد أبدا انها ترغبه بقوة 0 وفجأة تركها , فقالت له ووجهها مكسو بحمرة الخجل وأنفاسها لاهثة : - هذا كل ماتستطيع أن تصل اليه 0 - - هل أنت مقتنعه بذلك يا أنجريد كندريك ؟ - كانت تود ان تقول له لا , ولكنها شعرت كأن النار تمسك بجسدها وتكاد تحرقها 0 - - نعم 0 ازدادت دقات قلبها سرعه ولم تستطع ان تسيطر على نفسها , وعندئذ قال لها : - ستعرفين أنني محق فيما أقوله 0 ثم تركها تائهة وابتعد بسرعه في هدوء كأن شيئا لم يحدث , وضعت أنجريد ظهر يدها على فمها وهي ترتجف , انها اول قبلة لها في حياتها ولكنها لم تلتق أبدا مثل هذه الصدمة العنيفة لمجرد لمس رجل ما لها 0 ورده قاييــــن ####################### |
#2
|
||||
|
||||
![]()
الفصل الثالث
استيقظت `انجريد` في الصباح والألم يعتصر راسها ، وشعرت كانها قضت الليل في مكان اخر ... فالاحلام لم تدعها تستريح لحظة
واحدة ولكنها احلام حقيقية ومزعجة وجميع الأشخاص الذين راتهم في الحلم كانوا يشبهون `يانيس اندروبولوس ` ... تمطت `انجريد` في الفراش ثم نظرت بعينين حزينتين إلى حجرتها المغمورة بضوء الشمس الرقيق . كانت حقائبها مغلقة كما هي وكان ثوبها على الارض ويبدو مكرمشا. إن الله وحده هو الذي يعلم كنه المعركة التي كانت تخوضها في اثناء النوم . كان كل شيء مشوشا فى ذهنها .. `بيلوود` .. قبلة "يانيس " .. وفجاة اخفت `انجريد` وجهها بين الوسادتين ثم نهضت بعد ذلك مرة واحدة ، فإذا كان امامها ايام قليلة يمكنها ان تقضيها في ´بيلوود هاوس فعليها إذن استغلال هذه الفرصة جيدأ . شعرت الفتاة بالهدوء بعد ان اخذت حمامها مع إن الام رأسها كانت لا تزال تسيطر عليها ولكنها تلاشت تماما بعد ان تناولت فنجانا من القهوة وقرصين من الاسبرين . مشطت ´انجريد´ شعرها الذي بدا يجف تحت تاثير هواء النافذة المفتوحة . كان الجو يبدو حارأ في هذا اليوم ، لذلك فضلت ´انجريد` ارتداء ثوب خفيف من القطن الاحمر . وبعد ان نظرت إلى نفسها في المراة ، رفعت شعرها فوق كتفيها وخرجت من الحجرة . كان الخدم يتحركون بسرعة خارج حجرتها مما جعل انجريد´ تكاد تقذف رغما عنها بالصينية التي تذهب بها الطباخة "سالي بارسون " إلى سير`فيليب القابع في مكتبه ، وعندئذ ذهبت ´انجريد´ وراءها وما إن وضعت الفتاة راسها بين فتحة الباب حتى نظر إليها سير ´فيليب ` من فوق نظارته ومن وراء اكوام الملفات المكدسة امامه . وضعت ´سالي´ الصينية على المائدة واختفت بسرعة ، وهنا قال سير ´فيليب ´ ساخرأ : - صباح الخير يا `انجريد´ ، اننى سعيد باستيقاظك مبكرأ ... لقد اختفيت مساء امس سريعا . حاولت `انجريد´ ان تتحدث بصوت هادئ . - لنقل إنني لم اكن مهياة جيدأ للاحتفال معكم طوال الليل . مرر سير `فيليب ´ اصابعه بين خصلات شعره الرمادي ونظر إليها في حنان وهي تمسك بفنجان القهوة . - إنني افهم جيدأ ما تشعرين به يا عزيزتى .. ولكن صدقيني ، انا لا يمكنني فعل اي شيء اخر ... - اعرف ذلك يا والدي ولكن شيئا لم يحدث بعد واعتقد ان السيد ´اندروبولوس ` لا يزال في حيرة .. هذا ما لاحظته اثناء تناول الطعام . وكانت ´انجريد´ تراعي جيدأ الا تذكر اي شيء عما حدث في الحديقة . - لقد كنت اعتقد ذلك حتى الصباح ولكنه اتصل بي اليوم واكد لي رغبته في العرض ، وسيقوم السيد `بولتون ´ ووالدتك وانا بلقاء المحامين التابعين له خلال فترة الظهيرة في ´لندن ´ لكي ننتهي من تفاصيل البيع الاخيرة كما انني اشعر ان السيد `اندروبولوس ´ يريد توقيع العقد باسرع وقت ممكن . شعرت الفتاة باصابعها تتقلص على الفنجان ، إذن `يانيس اندروبولوس ` من طراز الرجال الذين لا يمكن لأي شيء ان يقف امامهم ويصلون بإصرار إلى غاياتهم . وفي هذه اللحظة ، تذكرت ´انجريد´ ملامح وجهه التي راتها في الحلم ، فقد كان وجهه مملوءا بالمرارة والحقد .. وعندئذ شعرت بالدم يتجمد في عروقها . لاحظ سير ´فيليب ´ شحوب وجهها . - ماذا بك يا ´انجريد´ ؟ ما الذي يحدث ؟ - كلا ، لا شيء ، مجرد صداع خفيف اطمئن اشعر فقط بحاجتي إلى الاسترخاء ولذلك اعتقد ان جو `بيلوود هاوس ´ يروقني كثيرأ ، بالمناسبة ، ساذهب في نزهة اثناء وجودكم في لندن . - فكرة ممتازة ، كنت اتمنى عرضها عليك ، كما ان السيد ´اندروبولوس ` سيكون سعيدا جدا عندما يشاهد بقية المكان بصحبتك . كادت `انجريد` تختنق . - معذرة ؟ - نعم ، إنه لم ير بعد بقية المكان وقد اخبرته لتوي في التليفون انك ستساعدينه في هذا الامر بكل سرور فلا احد هنا يعرف بيلوود هاوس مثلك . - ابي ! كيف تعده بشيء كهذا ؟ انا لا اريد رؤيته نهائيا وانت لا يمكنك ان تطلب مني هذا الطلب ! - ولكن ذلك شيء ضروري وهو يصر على ذلك ايضا لقد شرحت له والدتك قيمة ´بيلوود هاوس ` بالنسبة لك بعد ما قالته `جلاديس بوسورث ` والحق انه بدا متفهما جدأ . قالت الفتاة متنهدة . - اشك في ذلك ! ولكنني سارافقه - شريطة - ان تكون المرة الاخيرة 0 وساسافر غدا إلى ´لندن ´ ، فانا اعرفا ان مدير ال "ارت جاليري`" يبحث عن مساعدة له وساقوم بتاجير شقة صغيرة هناك ، فامامي متسع من الوقت لكي اؤكد وجودي بوسيلتي الخاصة . - لنر ذلك يا ´انجريد` ! انا اعرف انك تريدين الدفاع عن استقلاليتك ولكن عندما نبيع ´بيلوود هاوس ´ سيكون لدينا مبالغ كبيرة من المال تسمح لنا بشراء فيلا عند الـ `كوت دازور´ ، وانت تحبين ´فرنسا´ كثيرأ ويمكنك الحضور انذاك للإقامة معنا . - كلا يا ابي ، ساعيش حياتي كما يحلو لي .. فانا لم اعد صغيرة . اغرورقت عينا سير `فيليب ` بالدموع . - إن والدك لم يعرف ذلك إلا متاخرأ .. إن الوقت يمر بسرعة ... بعد حوالي ساعة ، كانت ´انجريد` تقوم بتوصيل اسرتها حتى محطة `وايتبري´ الصغيرة وكان هناك قطار يربط بين هذا المكان والعاصمة والحق ان ليدي `كندريك ´ كانت تفضل القطار عن السيارة . وفي طريق العودة شعرت `انجريد ` برغبتها في التوقف عند خيام ´لوبز´ لتخبر ´رينا´ بما حدث لها وماتعتقده فيما يتعلق بتنبؤاتها الكئيبة ولكنها تراجعت فضيفها على وشك الوصول ، وهنا عادت مسرعة إلى القصر . قالت ´انجريد´ وهي تصعد سلالم القصر : - في نخبنا معا .. ´يانيس اندروبولوس ` ! امسكت ´انجريد` بعصير البرتقال في يدها وذهبت لتضع مقطوعة ´بورسل ´ لتسمعها عندما دق جرس التليفون> فتركت الاسطوانة وجرت لترفع السماعة وهي تتمنى من كل قلبها ان يكون ´يانيس ` هو المتحدث ليخبرها عن اضطراره لتاجيل الموعد بسبب عائق يمنعه من الحضور . - الو ؟ كان صوتها ينم عن قلقها . - ´انجريد´ ؟ إنه انا .. ´اشلي` ! اين اختفيت مساء امس ؟ لقد بحثت عنك في كل مكان بعد العشاء ... امسكت ´انجريد´ التليفون بين يديها وذهبت لتجلس على حافة نافذة حجرة الصالون . - كنت مرهقة لذلك صعدت إلى حجرتي لانام وحدي اريد ان اؤكد لك ذلك ، هل اشبعت فضولك الأن ؟ بلدت محدثتها كانها فقدت جميع اسلحتها ، فتمتمت قائلة : - نعم .. ولكن ذلك لا يمنع ان `يانيس اندروبولوس ` من اكثر الرجال وسامة واذا كان لم ينجح في التاثير عليك إذن من يستطيع ذلك ، بالإضافه الى انه اعزب .! - اسمعي يا `اشلي` ، إنه على وشك الحضور هنا بين دقيقة واخرى ليزور المكان ويمكننى المرافعة عنك إذا اردت ذلك . - ارجوك ، كفي عن ذلك ! إنني اتحدث بالنيابة عنك ، نعم ، تحدثت "جلاديس " بفظاظة ولكنها قالت الحقيقة كما انك تستطيعين البقاء في بيلوود هاوس في حالة زواجك من " يانيس اندروبولوس " . كادت `انجريد` تغلق الخط في وجهها . - احتفظي بافكارك لنفسك ا فقدرتي على التضحية لها حدود حتى بالنسبة لـ ´بيلوود هاوس ´ . ردت `اشلي` : - التضحية ؟ انت تدهشينني ... فهو ليس فقط ثريأ ووسيما ولكن حدسى يؤكد لي ايضا انه يستطع ان يكون عشيقا رائعا ... في هذه المرة ، وضعت `انجريد` السماعة بعنف لتنهي المكالمة . من المؤكد ان `اشلي` تريد المزاح ، و ´انجريد` تعرف ذلك جيدا ولكنها خرجت عن وعيها رغما عنها ذلك لان `اشلي´ ترى الحقيقة ليس اكثر ... وفجاة عادت إلى ذاكرتها الكلمات التي قالها `يانيس اندروبولوس لها في الحديقة قبل ان يقبلها . `ستكونين لي مثل `بيلوود´ .. سمعت `انجريد` صوت إطارات السيارة تقف بعنف في الممر فتنبهت لقدومه المفاجئ وعندئذ توجهت لاستقباله دون ان تتحقق من هيئها عن طريق المراة الكبيرة الموضوعة في المدخل ، وفي الممر وضعت "انجريد" نظارة الشمس في حقيبة يدها مع بعض الملاحظات المدونه فيما يتعلق بالمكان . تبلغ مساحة ´بيلوود هاوس ´ حوالي ثلاثة الاف هكتار ومن المؤكد ان ´يانيس اندروبولوس ` يريد بعض الارقام الخاصة بالمكان بين ذراعيه ، فهي لا تريد ان ترى في الرجل الذي احتضنها بين يديه سوى مجرد رجل اعمال ... وهذا ما كانت ´انجريد` تردده لنفسها دائما وهي تهبط سلالم القصر . كان ´يانيس اندروبولوس ´ يقف في انتظارها مستندأ إلى باب سيارته الرائعة ماركة `استون مارتن ` ذات اللون الازرق البراق وكان يرتدي بنطلونا من الحينز وقميصا ابيض مفتوحأ يبرز صدره واخذ ينظر إليها وهي مقبلة عليه والابتسامة على شفتيه . - كاليميرا ... هيا رددي كا – ليـ - ميـ - را . رددت `انجريد´ وهي ممزقة بين الضيق والسعادة . - كاليميرا .. ما معنى هذه الكلمة ؟ - تعنى ببساطة `صباح الخير´ ، ها هو درسك الأول في اللغة اليونانية .. هل رايت انك تتعلمين بسرعة شديدة . - ولكنني لا انوي تعلم هذه اللغة ؟ - لا تقولي ذلك يا ´انجريد´ إن قصتنا مازالت في بدايتها . كان صوته رقيقأ جدأ ولكنه حازم وصارم . - في هذه الحالة سنتحدث عن الأمر فيما بعد والافضل لنا الأن ان نرحل . فانا اخشى ان تغيم السماء . - رائع ! سنرحل عندما ترغبين . وعند هذه الكلمات ، فتح باب السيارة وجلس خلف عجلة القيادة ثم اضاف قائلا قبل ان ينطلق في الطريق : - المهم انا لا اريد ارقاما او حسابات او إحصاءات ! لا داعي لكل ذلك فكل ما اريده هو ان ارى واكتشف `بيلوود هاوس ` من خلالك ، ومن خلال عينيك ، من خلال حبك لهذه الارض ... اومات `انجريد´ براسها واعادت الاوراق إلى الحقيبة ، ثم استراحت في مقعدها وهنا بدات الـ´استون مارتن ` الانطلاق في طريقها . ظل الاثنان صامتين طوال عدة كيلو مترات وكان ´يانيس ` يتخذ طريقا تشير إليه الفتاة بنفسها . كان الجو رائعأ والهواء معطرأ وهكذا تركت ´انجريد´ نفسها لأفكارها ومشاعرها بينما كانت تلقي نظرة خاطفة على ´يانيس ´ بين وقت واخر ، وكانت خصلات شعره قد تناثرت هنا وهناك بينما كان الضوء يلقي شعاعه على وجهه وكانت تراه في هذه اللحظة كانه ابو الهول بعينيه المنحرفتين بعض الشيء وملامحه المنتظمة بعناية . وعندما تلاقت نظراتهما فهمت `انجريد` انه يعطيها الفرصة بنفسه لكي تتفحص وجهه ويبدو انه كان يعي ذلك بسعادة وخبث ! هنا اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل .. نعم ، إن هذا الرجل يسبب لها الارتباك .. تساءلت الفتاة عما إذا كان يجب عليها استغلال هذه الهدنة التي فرضها عليهما الصمت لكي تتمكن من التعرف عليه عن كثب ولتعطيه الفرصة لكي يتحدث قليلا عن نفسه ، ولكنها تماسكت وفضلت الألتزام بدورها كمضيفة ودليلة له .. على اية حال هي لم تنطق بكلمة واحدة منذ رحيلهما من القصر ! بدات "انجريد" تسرد له تاريخ هذه الأرض التي يسكنونها الأن والتي تمتلى بالمنازل القديمة المصنوعة من القرميد الأحمر والمتناثرة هنا وهناك بجانب مزارع الخشخاش والحواجز القديمة التي تمتد بطول الافق فترسم لوحات رائعة . وكانت اسئلة ´يانيس ` الحادة وملاحظاته الرائعة تثير حماس الفتاة لان تتحدث عن ماضي `بيلوود هاوس ´ واحتفالاته وحتى مشاريعه القادمة التي تضعها في راسها وكانت تنوي تنفيذها إذا ظلت الأرض ارضها ... ########################## وهنا خانتها مشاعرها وتغير صوتها وهي تتذكر ايام طفولتها في كل قطعة من الأرض وكل شجرة من الأشجار وكانها تحتفظ بجزء من نفسها بداخل كل شيء هنا. وعندما انطلقا معا في طريق ضيق ، هدا ´يانيس ` من سرعته ثم استدار نحوها . - انت راوية ممتازة يا `انجريد´ ولكن اعتقد انه من الأفضل ان نتوقف هنا قليلا ما رايك في هذا المكان الرائع لنتناول طعام الغداء على الاعشاب ؟ انتفضت ´انجريد` في مكانها ونظرت إليه غير مصدقة . - وراء هذه الادغال ، يوجد ممر طويل يصل حتى البحيرة ... ويمكنك ان تتركني هنا فالقصر ليس بعيدأ وباستطاعتي العودة سيرأ على الأقدام . ابتسم ´يانيس ` ولاحظت ´انجريد´ وجود غمازتين صغيرتين على خديه ، وهنا اضاف قائلا دون ان يترك لها فرصة التعقيب . - المسالة لا تحتاج إلى نقاش ، لابد من ان نتناول طعامنا في البداية ، انا واثق انك تتضورين جوعأ . وبهدوء اتخذت الـ ´استون مارتن ´ طريقها في الممر ، والحق ان ´انجريد´ لم تكن قد تناولت شيئا منذ ليلة الامس ولكن فكرة تناول الطعام على الاعشاب لم تكن تروقها ابدأ فقالت بخجل . - إذا كنت تصر على ذلك يمكننا تناول الطعام معا في القصر . - ´انجريد´ لا تحاولي إقناعي بانك تكرهين النزهات ...إلا إذا كان وجودك معي يشعرك بالخوف . - مطلقا ؟ سرت رعشة في جسد الفتاة وما إن توقفت السيارة عن السير حتى تسللت ´انجريد` خارجها وتوجهت نحو شاطئ البحيرة . كان المنظر اشبه باللوحة الطبيعية المنحوتة وسط الصخور ، وحولها الأشجار الرائعة التي تتارجح بخفة فوق مجموعة من الازهار البرية . اختارت ´انجريد` مكانا هادئا في الظل للجلوس فيه محتمية من اشعة الشمس ، فاقترب `يانيس ` نحوها وهو يحمل سلة في يده وجلس بجانبها على الاعشاب ، ثم وضع مفرشأ امامهما من المربعات الحمراء والبيضاء واخذ يتامل بإعجاب ساقي الفتاة الطويلتين . وامام نظرات الفتاة المتسائلة ، قال ´يانيس ´: - في اوقات فراغي وخاصة بصحبتك اشعر كانني صاحب مزرعة من الطبقة العليا ثم مد يده نحو السلة وبدا يخرج منها الطعام الشهي . فقالت ´انجريد - هل تعتقد انني مجنونة حتى اصدق ان كل هذا بمحض الصدفة ؟ اخرج `يانيس ` كوبين من السلة وهو يجيب . - نهائيأ ، كنت اعتقد انك فهمت .. ماذا تنتظرين حتى تخدمي نفسك بنفسك ؟ كان الطعام يبدو كانه احتفال حقيقي وبعد ذلك هدات `انجريد قليلا وبدات تتناول السلمون المدخن والسلطة والفواكه الطازجة - كل ذلك و `يانيس ` ينظر إليها مازحا اثناء حديثه الرائع ... وتصرفاته الراقية ! وعندئذ فوجئت `انجريد´ برغبتها في فك ازرار قميصه الواحد تلو الأخر ثم لمس جسده الرائع باصابعها ... شعور غريب يسيطر عليها نتيجة لتناول الشراب ، ثم سرت رعشة غريبة في جسدها عندما تذكرت قبلة البارحة وهنا بدا جسدها يتحرق شوقا إليه لقد فجرت هذه القبلة بداخلها شعورأ رائعا وخاصة عندما لمس في نفس اللحظة جسدها وهو يمسك بالسلة ، فانتفضت الفتاة في مكانها ، وشعرت بانها حقأ مذنبة امام هذا الرجل اللطيف المبتسم ولكنها اعتبرته سيئا ومتسلطا فقط من اجل حماية نفسها . وعندئذ حاولت الفتاة نسيان هذه الافكار فقالت له عاتبة بصوت مازح . - شراب؟ اليس ذلك غير مناسب في مثل هذا الإطار ؟ لمعت عينا `يانيس ´ كالشرر . - متفاخر وسفيه ! هيا رددي ذلك لا تخافي . ما الذي يمكن ان تنتظريه من صحبة رجل دخيل ومحدث نعمة .؟ - لا تشوه كلماتي ... - إنها كلمات لا تنسى يا `انجريد` ، ولكن ربما تكونين قد نسيت انني اود إقامة احتفال ما . عضت `انجريد` شفتها بينما كان هو يهتم بمل ء الكوب . - انت مخطئ ، فانا لا انسى شيئا يا سيد "اندروبولوس " . - `انجريد` الا يمكنك التخلي عن هذا الموقف العدائى اثناء الحديث معي او حتى اثناء نطق اسمي ... لماذا لا تنادينني ؟ ´يانيس ´ فقط ؟ - اعتقد انه لا داعي لذلك حاليا . - حسنا كما تريدين والأن نخب ´بيلوود هاوس ´ ونخب المستقبل ! صدقيني سيكون لهذه الارض مستقبل ... ومعك . اضاف ´يانيس ` جملته الاخيرة بصوت اجش . صمتت أنجريد وهي ترتعش وعندئذ لاحظت ان كلمات ´يانيس تحمل معنى خطيرأ لذلك فضلت الصمت عن خوض مثل هذا الحديث . فقالت لتغير مجرى الحديث : - انت تتحدث الإنجليزية بطلاقة ، ترى اين تعلمتها ؟ تشنجت شفتا `يانيس ´ وقال : - في `اليونان ´ ولكن ليس في الوحل كما حكى لك ابن عمي ´ديمتريوس ` ... - انا ... - لقد قالت لي والدتك إنك تعرفينه عندما كنتما معا ايام الدراسة في ´اكسفورد´ وانا واثق انه كان سعيدأ جدأ وهو يؤكد لك انني سلبت إرثه المزعوم ووالدته وشقيقته ايضا منزعجتان جدأ لهذا السبب . ابتسمت ´انجريد´ وقالت : - يبدو لي ان ذلك رد فعل طبيعي ... فالمغتصبون لا يحظون غالبا بشعبية كبيرة . هنا انفجر `يانيس ` في الضحك على عكس المتوقع تماما . - كم احب صراحتك ! وعلى اية حال لن يغير ذلك من الصورة الرائعة التي كونتها عن الشابة `انجريد كندريك ` التي تتحدث عن ´بيلوود هاوس ` كما لو كانت امراة تتحدث عن الرجل الذي تحبه . اعترفت الفتاة متنهدة : - ربما .. فقد كنت اتمنى تدليل هذه الارض طوال عمري . - ولكنك يمكنك ذلك ... هزت الفتاة راسها وهي تلقي بخصلات شعرها الاحمر تحت ضوء الشمس وعندئذ اضاف `يانيس ´ بينما تلمع عيناه ببريق غريب . . ذلك بزواجك مني ... تركت انجريد الكوب من يدها ونظرت إليه دهشة . - إذا كانت هذه مزحة ، إذن فهي سيئة ! وضع ´يانيس ´ يده على كتفها. . هيا ، هدئي من روعك .. فانا جاد جدا 0 . كان وجهه قريبا من وجهها لدرجة انها شعرت بانفاسه على خدها وفجاة لاحظت انه يلمس رقبتها الرقيقة بيده فسرت الرعشة في جسدها وكان النار تمسك به ، وعندئذ ابتعدت عنه قليلا والحمرة تكسو وجهها . - ارجوك كف عن السخرية مني! كما اننا لا نعرف بعضنا جيدأ... توقفت ´انجريد` عن الكلام وهي دهشة من كلماتها هذه ، فلمس `يانيس ` ضفيرتها باصابعه . - حقا ؟ ولكنك امس كنت رقيقة جدأ معي ، هل انا مخطى في ذلك ؟ اجابته `انجريد` : - لقد قبلتني رغما عني .. و لكنني كنت باردة جدأ نحوك . - اه ، لم انتبه لذلك . - لقد فزعت جدأ من المفاجاة امام عجرفتك التي ... جعلتني عاجزة عن المقاومة ولكنها لم تكن رغبة على اية حال! نظر إليها "يانيس" بسخرية وكانه يعرف جيدأ خطا كلامها وكذب حججها. - ومع ذلك ، فوجئت برد فعلك ... لقد سالتني امس ما إذا كان يمكنني إعادة ´بيلوود هاوس ´ إليك ، واليوم اجيبك بنعم ولكنني ساضع الشروط بنفسي . همست ´انجريد´ قائلة : - إن طرقك في التصرف غير مقبولة .. كما انك لم تكن في حيرة ! - `انجريد´ ، لقد سالتني هذا السؤال . - لا اتذكر ذلك ومع ذلك اكرره عليك بكل سرور . - كما تريدين ، وانا ايضا اكرر عليك سؤالى ثانية . فهم ´يانيس ´ من نظرات "انجريد" انها لا تستسلم بسهولة .. على الأقل الأن .. وعندئذ جذبها نحوه دون ادنى اعتراض منها ووضع شفتيه على شفتيها ويديه على كتفيها وهو يبعد الثوب عنهما ويقبل رقبتها العارية . - `يانيس ´ .. انت لا .. تمتمت ´انجريد` بهذه الكلمات ثم اغمضت عينيها في انتظار حار اشبه بالعقاب الشديد . في هذه اللحظة تشنجت يداها على كتفيه العريضتين وتعلقت به كانها تريد ان تذوب فيه وفي خصلات شعره الاسود . وجدت ´انجريد´ على شفتي `يانيس ` سحر وجمال سنوات الطفولة سحر البراءة والإحساس . نعم إن فمه كانه في نظرها الجنة المفقودة نعم لقد مرا معا بهذه القبلة من خلال ابواب مملكة الاسرار حيث تتربع اللذة على العرش ... وفجاة حال المنطق والعقل والمسافة بينهما وكانا كالعاصفة الهوجاء التي لا مفر منها مثلها مثل القدر الذي لا يمكن لــ´انجريد` ان تحاربه . قربها ´يانيس ´ من جسده واخذ يتحسس جسدها بفمه ، ثم القى بها بين ذراعيه على الاعشاب والتصق بها ، فاحست الفتاة بشعر صدره على صدرها . وهنا بدا "يانيس " يتحسس جسدها كانه ينحت تمثالا شعرت ´انجريد´ بالسعادة وبدات تتعرف على مشاعر لم تعهدها من قبل ، نعم إنها تحب ملمس جسده وعطره الرجولي الغامض الذي يجمع بين رائحة البحر والشمس . فك `يانيس ` شعر `انجريد´ بسرعة شديدة ، فانسدلت خصلاته على كتفيها وكان دافئا ومعطرا تماما مثل جسدها ، ثم اخفى وجهه فى خصلاته واخذ يقبل شفتيها بتملك حتى شعرت "انجريد" كانها عارية تماما ومستعدة لأي شيء، وعندئذ بدات تتحسس كتفيه وظهره والتصقت به في نفاد صبر . - `يانيس ` ، اريدك ان تحبني ... نظر إليها مترددأ للحظة ورد عليها وهو يمسك بيديها العصبيتين ويرفعهما نحو شفتيه : - ليس هنا ، وليس قبل ان تقولي لي نعم . نظرت إليه `انجريد` وتاملت وجهه الجاد الذي يعلن عن رجولته واكتشفت فجاة انها اصبحت مرتبطة به ، واقتنعت ان هذا الرجل الغريب الغامض يمتلك كنوزأ تتمنى اية امراة ان تقضي بقية عمرها في اكتشافها واستحسانها . - نعم ، اريد ان اكون لك ... نهض ´يانيس ´ وهو يرفع حمالات ثوب "انجريد"على كتفيها ويساعدها في النهوض ، وعندئذ اصابها الياس وشعرت كان الصرخة تكاد تنطلق من فمها . فقالت له وهي لاهثة . - انا لا افهمك . - اعتقد انه من الافضل الانتظار حتى تاخذي قرارك بشان موضوع زواجنا ... ورده قايين ################################################# |
#3
|
||||
|
||||
![]() الفصل الرابع
القت أنجريد0نظرة أخيرة على نفسها في المرأة فقريبا جدا لن تصبح مجرد عروس شابه ولكن امرأة وأمرأة فقط وهاهي في طريقها نحو المجهول 00مرت عليها ساعات طويلة حتى تستطيع النوم 0 النوم المضطرب المملوء بالكوابيس والشكوك المفاجئة 0 أغمضت "انجريد " عينيها لترى وجه يانيس امامها بتعبيره الغريب عندما سألها عن رغبتها في الزواج منه 000تعبير رجل يحاول اتخاذ قراره بسرعة وجدية ولكنه غامض جدا 00 ومن جديد تجد انجريد نفسها وكأنا تستمع الى نصائح والديها المملة : - لايمكنك الارتباط بهذه الطريقة يا انجريد لايمكنك الزواج من يانيس اندربوليس - فقط لمجرد الأحتفاظ بـبيلوود هاوس ! كم من مرة حاولت الليدي كندريك ان تثني ابنتها عن عزمها خلال الأسابيع الثلاثه الماضية والدموع في عينيها 00 ولكن انجريد كانت تجيب بقولها : - انا لن اتزوجه من اجل القصر فقط ... - كلا لا يمكنك ان تقنعيني - انا والدتك - إنك تحبين هذا الرجل محدث النعمة ! من المستحيل ان تدعي لوالدتها انها تحبه وتعرفه جيدأ ، فحتى اليوم وقبل عقد الزواج بساعات قليلة تشعر ´انجريد´ ان مشاعرها مضطربة تجاه ´يانيس ´ ، إن تصرفات زوجها المقبل غريبة ولكنها موقنة من ان زواجهما سيكون زواج حب حتى لو لم ينطق احدهما بهذه الكلمة ولو مرة واحدة . وكل ما حدث هو انهما اتفقا معا على إشهار زواجهما مدنيأ في دار المحافظ الموجودة في القرية المجاورة .ورده قايين وقد تلقت الفتاة بسعادة خاتمأ على هيئة جوهرة ثمينة من الزمرد كهدية العرس وذلك خلال حفل العشاء الذي اقيم في القصر ولكنه لم يطلب منها وضع هذا الخاتم في اصبعها . وبعد ذلك ، وضعت ´انجريد´ الخاتم لديها ولم يعترض ´يانيس ` على ذلك ولم يدهش ايضا . والحقيقة انه كلما مر الوقت واقترب موعد الزواج كانت ´انجريد تشعر برغبة شديدة في تحديد علاقتها مع `يانيس ´ فعقب نزهة البحيرة بدا `يانيس ´ متحفظأ وحذرأ ولكن الفتاة لم تنس اي شىء من مشاعرها المرتبكة بين ذراعيه . ومع ذلك كان يبدو خاطبأ متفهما جدأ امام الناس ، ومن هذا المنطق لم يكن في استطاعة سير او ليدي ´كندريك ` الاعتراض على اي شىء ولكنهما دهشا كثيرأ عندما علما ان احدأ من اسرته لا يفكر في حضور حفل الزواج ، وكان `يانيس ´ قد اخبرهما - دون اية تفاصيل - ان ابن عمه ´ديمتريوس ´ وابنة عمه ايلينا´ والعمة ´صوفيا` لا يعتبرونه قريبا لهم إلا من ناحية الاسم فقط . ولكن ´انجريد´ دهشت كثيرأ عندما اخبرها ´يانيس ´ ان والدته ايضا لن تحضر حفل الزفاف ، واكد لها انها ستتقابل معها فيما بعد عندما يسافران معا إلى ´اليونان ´، وكانت الاسباب التي ذكرها لها واضحة جدأ لدرجة انها لم تستطع معارضته فمن المؤكد ان فلاحة فقيرة مثلها لن تشعر بالراحة امام برود واحتقار الليدي ´كندريك ´ تجاه امثالها من الطبقة المتواضعة . ولكن ما كان يشعر ´انجريد´ حقا بالقلق والضيق هو عدم حماس ´يانيس ´ تجاه زوجته المقبلة مع انه ياتي لزيارتها ويتصل بها تليفونيا كل يوم وحتى عندما اضطر للسفر في رحلات عمل كان يرسل لها باقة رائعة من الورود الحمراء ، ولكنه لم يفكر ابدأ في الاختلاء بها ، وعندما كانا يتنزهان معا في الحديقة كان يسير بجوارها وهو يمسك بيدها وكان يحافظ دائما على بعد المسافة بينه وبينها ولم تكن قبلاته دافئة ورائعة كما كانت منذ اسابيع قليلة . وعندما استقر `يانيس ` معهم في القصر كان يقيم في الحجرة الملاصقة لحجرتها وعلى الرغم من وجود باب يوصل الحجرتين ببعضهما إلا انه لم يحاول فتحه ابدأ . وكانت `انجريد` تسترق السمع احيانا لتراقب حركاته وكانت دقات قلبها تزداد سرعة في كل مرة تسمع فيها خطوات قدميه قريبة من هذا الباب ... ومساء البارحة توقف يانيس ` امام الباب المشترك بينهما ، فتوقفت انفاس الفتاة تماما وانتظرت بفارغ الصبر دخوله ولكن هيهات ... فقد ابتعد ´يانيس ` ثانية . وعجزت `انجريد` عن النوم واخذت تتساءل طويلا عن طبيعة علاقتهما معا وطبيعة إقامتهما معا ايضا فيما بعد .. من المؤكد ان `يانيس ´ يريد احترام التقاليد ، حاولت `انجريد´ ان تطمئن نفسها بهذه الفكرة واكدت لنفسها رغبته في الانتظار حتى تصبح زوجة له ... فتحت `انجريد` النوافذ على مصاريعها ، فغمرت الشمس الحجرة لتطرد الاحزان والأفكار السيئة التي سيطرت على راسها طوال ليلة البارحة . وفجاة شعرت الفتاة بالهدوء والسكينة عندما تذكرت ان حفل زفافها سيقام فوق هذه الارض العزيزة عليها وانها ستظل دائما تابعة لها . ورده قايين كان الوقت مبكرا لذلك فكرت `انجريد` في الاستحمام قبل تزيين وجهها بخفة فقد وضعت قليلأ من احمر الشفاة وقليلأ من `الماسكرا و طبقة رقيقة من البودرة الشفافة على وجهها ، كما ارتدت ثوبا يبرز كتفيها الرائعتين ثم رفعت شعرها ووضعت في اذنيها قرطا من الطراز القديم ، وذلك عندما سمعت فجاة طرقا على باب الحجرة فقد كانت ´ماري´ تريد مساعدة العروس في ارتداء ملابسها ... وعندما دخلت الخادمة اعجبت كثيرأ بجمال الثوب المصنوع من الساتان والدانتيل ، فاخذت تضبطه عليها بيد خبيرة ، وعندما استدارت ´انجريد´ لترى نفسها في المراة ، دهشت كثيرأ عندما لاحظت انوثتها الطاغية ، وكان وجهها خاليا تماما من الارق الضيق وكانت تبدو حقا امراة صافية ومشرقة وكانها فتاة سعيدة جدأ بارتباطها بالرجل الذي تحبه ... سمعت طرقا جديدأ على الباب ، وكان الطارق ليدي ´كندريك ´ التي تبدو منزعجة جدأ ، دخلت لتقبل ابنتها وتعلن لها استعداد والدها للذهاب معها إلى دار المحافظ ، وتبعت ´ماري´ الام والابنة حتى وصلتا إلى السير ´فيليب ´ الذي كان يرتدي سترة داكنة اللون ويقف في انتظار ابنته `انجريد ليصطحبها إلى السيارة ، بينما سبقهما ´يانيس ` . كان الطريق المؤدي إلى القرية المجاورة قصيرأ جدأ وعندما وصلوا إلى دار المحافظ الصغيرة ، تجمع حولهم جماعة من المتطفلين وكانت الشائعات قد سبقتهم إلى هناك ، فجاء البعض ليتاكد من صحة إتمام هذا الزواج . ######################### تقدمت ´انجريد´ وهي تمسك بذراع والدها نحو `يانيس ´، وما إن اقتربت منه وراته في سترته الرقيقة الرائعة ، حتى لاحظت تعبيرا غريبا على وجهه لم تستطع فهمه . وكان يقف بجانبه رجل مسن يبدو انه ´اندرو ماكري` المسؤول عن اعماله في ´إنجلترا` وهو على ما يبدو الشاهد الخاص به . وبسرعة شديدة تعرف الجميع على بعضهم ، وكان ´اندرو ماكري يبدو تماما مثله مثل اسرة ´كندريك ´ اوكانه لا يصدق إتمام هذا الزواج الرسمي جدأ . وبعد دقائق معدودة ، اعتبرتها `انجريد` من اهم الدقائق في حياتها ، انتهت مراسم الزفاف ، ووقع `يانيس ´ في السجل بسرعة شديدة وكانه رجل اعمال محترف يوقع على عقد بيع ممتاز ، وهنا شعرت ´انجريد´ بإحباط لبروده هذا ولكنها ابتسمت لكي تخفي الامها في قلبها . وخرجت الفتاة من دار المحافظ وهي تمسك بيد الرجل الذي اصبح زوجا لها وبعد ان قبلها وقبلته توجها معا نحو ´بيلوود هاوس ` . وخلال الطريق المؤدي إلى `بيلوود هاوس ´ ، شعرت `انجريد´ بشعور غريب وكان الخاتم الذي اهداه لها ´يانيس ´ يؤلمها في اصبعها بشدة ، اما ´يانيس ´ فقد ظل صامتا وهو يقود السيارة بسرعة ولم تستطع `انجريد´ ان تفهم معنى النظرة التى كان يختلسها نحوها من وقت إلى اخر . واخيرا قالت الفتاة وهما على مقربة من القصر : - سياتي بعض الاصدقاء لتهنئتنا واتمنى الا يزعجك ذلك . قطب `يانيس ` جبينه . - اهلا باصدقائك في منزلنا يا ´انجريد´ ولكنني اتمنى فقط الا يتاخروا كثيرأ لان امامنا وقتأ محدودأ قبل استقلال الطائرة . - اعرف ذلك ولم انس شيئا يا زوجي العزيز . الحق انهما كانا على وشك التوجه - إلى `اثينا` خلال فترة الظهيرة ، ثم يذهبان في نفس اليوم إلى ´تيرا`هذا كل ما كانت تعرفه ´انجريد´. والحق ان الرحلة التي تنتظر ´انجريد´ على متن اليخت الفخم الخاص إ´يانيس ´ كانت تسعدها كثيرأ بعد هذا الاحتفال المقتضب كما ان فكرة قضاء شهر العسل في البحر حقا فكرة تروقها كثيرأ ، فهذا يعكس الجانب الرومانسي في شخصية الزوج الغامض ، كما انها كانت تتحرق شوقا لرؤية الارض التي ولد عليها ´يانيس ` وترعرع فوقها . وهناك ، ربما تستطع التعرف عليه عن كثب . وعند عودتهما ربما يكون سير وليدي `كندريك ` قد غادرا ´بيلوود هاوس ` وذهبا للإقامة في `فرنسا` في الفيلا التي ينوي والدها شراءها فوق مرتفعات `نيس ` . وعندئذ فكرت ´انجريد´ وهي تهبط من السيارة ، ولكن `بيلوود هاوس ` سيكون لي في النهاية ... كان الاحتفال الذي اقامته عائلة كندريك ´ للعروسين احتفالا مناسبأ جدأ ، حيث تلقى العروسان احلى الامنيات بالسعادة ثم شكرا المدعوين على هدايا العرس . ورده قاييـن وكانت ´انجريد´ تفهم ان وراء هذه الابتسامات المتشنجة والكلمات المعسولة لومأ وعتابأ وان الجميع يظنون انها تزوجت ´يانيس اندروبولوس ` لانه اصبح المالك الجديد لـ `بيلوود هاوس ´ . حتى ´اشلي بوسورث ´ كانت تشك في نوايا صديقة طفولتها التي اصبحت الأن السيدة ´يانيس اندروبولوس ` . صعدت ´انجريد´ إلى حجرتها فور ان سنحت لها الفرصة ، فلابد لها من تغيير ملابسها والتاكد من حقائبها حتى لا تنسى شيئا من ادوات الرسم التي وضعتها في صندوق ضخم . وبعد حوالي ربع ساعة ، استعدت للنزول عندما دخلت عليها فجاة السيدة `جلاديس بوسورث ` دون ان تتحمل - على الاقل - عناء طرق باب الحجرة ، فقالت كانها تعتذر : - لقد وجدت الباب مفتوحا فدخلت عندما رأيتك وحيدة . نظرت إليها ´انجريد´ بشدة ، فالسيدتان لم تريا بعضهما منذ حفل العشاء الأخير واليوم ايضا لم يكن صوت `جلاليس ´ ينم عن الخير . - لقد نجحت جيدأ في اداء هذه اللعبة يا عزيزتي والأن سيظل `بيلوود هاوس ´ لاسرتك ...ولكن اعلمي ان ´يانيس اندروبولوس سيدفعك ثمن ذلك يوميا او بالاحرى كل ليلة ومع ذلك فالقصر يستحق ذلك . اجابتها الفتاة بلا مبالاة : - بالتاكيد ... ولم تكن ´انجريد´ تريد منح هذه السيدة اية فرصة لمضايقتها فنظرت إلى ساعة يدها لتؤكد لها انها متعجلة ، ولكن هيهات فقد جلست ´جلاديس ´ على حافة الفراش . - اتمنى لك الشجاعة ! ولكن هل تنوين تحويل هذا الفظ إلى رجل لطيف او ربما تفكرين في جعله متساهلا فقط ؟ - إلى الأن لم اخذ قراري بعد . تنهدت `جلاميس ` قائلة : - البرود الإنجليزي الشهير ! على اية حال حاولت ان تكوني مرنة ، فلن لتحملي وجوده طويلا ... واعتقد انه لن يمكث هنا طويلأ نظرأ لطبيعة اعماله ويمكنك إذن لعب دور سيدة القصر كما يحلو لك ! - يبدو لي ان ذلك تفكير ممتاز ... والأن اعذريني لابد لي ان استعد للرحيل . نهضت `جلاديس ´ من مكانها وسعلت `انجريد´ كثيرأ لانها نجحت في الاحتفاظ ببرود اعصابها حتى النهاية ، حتى لو كانت كل كلمة نطقت بها قد سببت لها الألم . - حسن ، ساتركك ، فانت تنجحين دائما في إدارة اعمالك ! ثم اضافت وهي على عتبة الباب : - واتمنى ان تحكي لي لدى عودتك كل شيء إذا ما تاكد لك ان زوجك جدير بالشهرة التي يتمتع بها اليونانيون بانهم من انجح العشاق ! اجابت `انجريد` وهي على وشك ان تفقد اعصابها : - لن انسى ذلك . جلست الفتاة وهي ترتعش امام المراة ، فلا يمكنها ان تنزل وهي في هذه الحالة ، اغمضت عينيها لمدة دقائق معدودة وتنفست بعمق بينما كان `بيتر` يقوم بإنزال الحقائب . وبعد ان تعانقت مع كل افراد اسرتها لحقت ب ´يانيس ´ فوجدته يقفه مستندا إلى باب السيارة ويبدو انه قد نفد صبره > ودون ان ينطق بكلمة واحدة فتح باب السيارة وعندما دخلت ´انجريد´ اغلق الباب بعنف ، فسرت الرعشة في جسدها . وانطلقا معا وسط دعوات الجميع وامنياتهم بالسعادة ، وظلت ´انجريد´ تلوح بيدها حتى اختفى القصر تماما عن الرؤية ... - لابد لنا ان نسرع إذا اردنا الوصول في موعدنا إلى مطار `كانتربري´ واللحاق بالطائرة المتجهة إلى ´لندن ` . - انا اتحرق شوقا لمعرفة إلى اين سنذهب . - إنها مفاجاة كما قلت لك يا `انجريد` . - لا اعرف هل ساستطيع الانتظار ام لا ... وهنا تحسست `انجريد` وجنة ´يانيس ´ برقة ثم تحسست شعره ، فتردد قليلا ثم لاح شبح ابتسامة على شفتيه . - من الضروري الانتظار . امسك يدها بحنان فاطمانت `انجريد` لهذا الدفء لقد تلاشى غضبه تماما لقد تاكدت من نلك عندما سمعت صوته الرقيق نعم يمكنها الانتظار . #################################### نظرت `انجريد´ إلى القرية السخية ´كنت ´ بحزن وهي تمر امام عينيها ، إن الحرارة تشتد كلما دخل الصيف ، واصبحت السماء زرقاء صافية براقة ، وكان التراب قد بدا يغطي الطرقات نعم عند عودتها من ´اليونان ´ ، ستقوم برسم هذا الجمال الرائع .ورده قايـين لقد كانت تشعر ان حياتها ايضا اصبحت رائعة وبراقة مثل الطبيعة فلا يمكن ان يكون هناك زواج اسعد من زواجها ومع نلك ... ومع نلك فالضيق يحوم حولها وتشعر بالقلق والارتباك انها من داخلها على ثقة من ان `يانيس ` يخفى عنها شيئا ، ولكنها ستستطيع الانتظار . بدات الألوان الصارخة التى تغطي الأفق تتحول إلى اللون الوردي ثم الازرق الداكن عند بداية الغروب . وبدت الباخرة ´تيرا´ على المياه الزرقاء الصافية على بعد . وقفت ´انجريد´ على الجسر تتطلع بحب شديد إلى بحر ´إيجة ` وهي تستقبل على وجهها الرياح الهادئة ، لقد كانت سعيدة ولكنها وحيدة على باخرة الاحلام ... إن ´يانيس ´ موجود حقا بين طاقم الباخرة ولكنه مختف تماما بعد ان عهد إلى `اندرولا´ الخادمة المبتسمة بالعناية ب´انجريد´ ، وبعد قليل سيتقابلان معا لتناول العشاء على متن `تيرا´ . توجهت `انجريد` إلى حجرتها وهي ساهمة ، لقد ظل `يانيس ملتزما جانب الصمت طوال الرحلة إلى ´اثينا´ وفي الطائرة ، قضى معظم الوقت وهو ينظر من النافذة وبدا متضايقا من فضول زوجته الذي يسيطر عليها من اجل معرفة كل شيد عن هذه البلاد الاسطورية . استرعت فخامة هذه الحجرة التى اختارها ´يانيس ` لقضاء ليلة الزفاف مع زوجته انتباه `انجريد` ، فتحسست الخشب الوردي للسرير الكبير ذي الفراش الحريري ثم لاحظت ان حقائبها قد فتحت ، لابد ان `اندرولا اهتمت بترتيب حاجاتها وكانت جميع ادواتها قد صفت في مكانها بعناية ، فكرت فى الاتصال ب`اندرولا لتعرف منها الحقيقة ولكنها تذكرت ان الخادمة الشابة لا تستطيع نطق كلمة واحدة بالإنجليزية . اما بالنسبة للغة اليونانية فقد اكتفت `انجريد´ ببعض الكلمات التي علمها `يانيس ´ إياها ! ترددت ´انجريد` كثيرأ في اختيار الثوب المناسب لهذه الامسية التي ستقضيها مع `يانيس ` لاول مرة واخيرا وقع اختيارها على ثوب ضيق حريري بنفسجي اللون يكشف عن محاسن جسدها وهو ثوب لائق جدأ لهذه المناسبة الخاصة بالنسبة لها .. على الرغم من انها لا تزال تشعر انه بعيد عنها ... وهي تعرف جيدأ ان هذا العشاء هو بداية ليالي حبهما وانه سيكون تجربة لإرادتهما ، وكان `يانيس ` قد قرر الا يقول لها اي شيء عن هذه الرحلة البحرية وعن وجهتها ولكن من المؤكد ان هناك اشياء كثيرة يمكن للرجل ان يتحدث فيها غير ذلك ... و `انجريد´ كانت تريد معرفة المزيد . وفي حوالي الساعة التاسعة إلا ربعا ، وجدته ´انجريد` في مقدمة الباخرة ، وسعدت كثيرأ عندما لاحظت تأثير ثوبها عليه ، فقد ظل يراقبها لمدة دقائق وهو مرتبك ثم مد يديه نحوها وكان يرتدي سترة زرقاء اللون رائعة مع قميص ناصع البياض ، وكانت النجوم تتلالا في السماء فوقهما كانها جواهر ثمينة . تمتمت ´انجريد´ منبهرة : - هل يوجد مكان اجمل من هذا المكان في العالم كله ؟ لقد انتظرت هذه اللحظة منذ وقت طويل حيث تبدو لي كل دقيقة اقضيها بعيدة عنك كانها الدهر ... انتظرت `انجريد` رد فعله ، ربما قبلة .. ولكن ´يانيس ` امسك بذراعها وغير مجرى الحديث . - هيا لاريك ´تيرا` .. منزلي الحقيقي . ومرا باليخت كله ، فصعدا وهبطا السلالم اكثر من مرة وفي كل مرة كان ´يانيس ´ يقترب منها ، كان يكتفي بمسك نراعها مع الاحتفاظ بمسافة كافية بينه وبينها . قالت الفتاة في هدوء : - جنة تختلف كثيرأ عن ´بيلوود هاوس ´ ... وبعد ان قاما بعمل الجولة الاخيرة لهذا القصر العائم ، ذهبا معا إلى الجسر الخلفي حيث كانت بانتظارهما المائدة المعدة . قال لها `يانيس ` وهو يناولها كوبأ من عصير الفواكه تقبلته `انجريد` بلطف : - لنجلس هنا قليلا . - حدثني عن نفسك يا `يانيس ´ بما انني لديك الآن ، لنتخيل اننا تقابلنا هنا على متن هذه الباخرة التي تقلنا نحو مكان مجهول اتفقنا !وردة قايين تردد ´يانيس ` قليلا بعد ان فهم الفخ الذي تحاول نصبه له ، فانفجرت الفتاة فى الضحك . - اعتقد لو تحدثنا عن انفسنا او عن الارض التي ولدت عليها ، سيخيم علينا الصمت بسرعة . - ولكن لماذا ! لو كنت حقا تقابلت معك هنا . من المؤكد ان اول شيء اود قوله لك إنك رائعة الجمال . - كم اقدر لطفك يازوجي العزيز ولكننى مصرة على ان اسمع حديثك عن نفسك فالرجل لا يتزوج المراة لانه يجدها جميلة فقط ! صمت `يانيس ` من جديد فاكتسى وجه `انجريد´ بحمرة الخجل . ##############################3 - `يانيس ´ اجبني .. انا احبك ومن المؤكد انني قلت لك ذلك . تقلص وجه ´يانيس ´ ،ثم امسك بكتفيها ونظر إليها . - ´انجريد` استمعي إلي ، إنها المرة الاخيرة التي تعطين فيها رايك في ، الم تعلني من قبل انني رجل عديم الضمير . ؟ - حقا ؟ ولكنني وافقت على الزواج منك ، كما انني احبك جذبها نحوه بعنف وقرب شفتيه من شفتيها مما جعلها ترتعش بشدة ، ثم همس قائلا : - نعم تحبينني ولقد اعترفت بنفسك انك عرفت المعنى الحقيقي لهذه الكلمة بين ذراعي . - لقد قلت لك ذلك عندما كنا في ´إنجلترا´ وها انا اكررها للمرة الثانية وانتظر كلمة واحدة منك كبداية . - ماذا تقصدين ؟ همست الفتاة قائلة : - هذا ما اقصده ... وقبل ان يفهم ´يانيس ´ معنى كلماتها ، كانت `انجريد´ قد اقتربت منه ووضعت نراعيها حول رقبته فتشنج قليلا ولكنه ترك نفسه لها، واخذت الفتاة تتحسس وجهه الرجولى الجذاب ، ثم وضعت شفتيها على شفتيه .. فتجمد `يانيس ` في مكانه من هول المفاجاة ... وكان لا يزال يمسك بالكوب فى يده وعندئذ استغلت ´انجريد الفرصة والتصقت به واخذت تتحسس خصلات شعره الأسود فبدا ´يانيس ` كانه يصارع رغبته . - ´انجريد´ ... ولكنها لم تترك له فرصة الاعتراض واخذت تقبله بطريقة مثيرة ، فاخذ يرتعش بينما كانت `انجريد` تلصق جسدها بجسده وفجاة شعرت الفتاة بالسعادة لتفوقها عليه ، نعم ، لقد نجحت فى إشعال رغبة `يانيس ` كما حدث في اول مرة تقابلا فيها . . ولكن هذه المرة هي التي اصبحت سيدة الموقف وهنا وقع الكوب على الارض ، لقد نجحت إذن ... ثم لف `يانيس ` ذراعيه حول خصرها واخذ يقبلها بعنف بينما كانت الفتاة تستجيب لرغباته ، وشعرت بالرغبة تستولى عليها فتركت نفسها له تماما ... وهكذا خرج الاثنان عن وعيهما واخذ ´يانيس ` يتحسس خصلات شعرها وهو يبتعد عنها قليلا حتى يتمعن من تامل وجهها ، ولكنه ما إن لاحظ نظرة الانتصار تلمع في عينيها حتى خفف قبضته عليها ، وكانت قطع زجاج الكوب المتناثرة تلمع على الارض . - انت متهورة جدأ ! - حقا انا كذلك .. فانا اشبهك ، وعندما اريد شيئا احصل عليه . - يبدو ذلك . - لا تنزعج منى ، فيجب ان اعرف ... - ما الذي تريدين معرفته! واكتفت `انجريد´ بالإجابة عن هذا السؤال باقترابها منه والتصاقها به ، ولكنه ابعدها عنه هذه المرة نعم لقد استعاد سيطرته على نفسه . - كلا ... فيما بعد .. يجب ان تتعلمي الصبر يازوجتي الجميلة . ابتسمت `انجريد` ابتسامة النصر إنها اول مرة يناديها بهذا اللقب . - والآن هيا إلى العشاء ، فـ `هاسيليز` يهتم كثيرأ بدقة المواعيد عندما يتولى الخدمة بنفسه . ضبطت ´انجريد` شعرها وامسكت بذراعه الذي مده نحوها . ثم قالت له بخبث : - ولكن هل انت واثق انك لا تخاطر كثيرأ ! - `انجريد ارجوك حاولي السيطرة على نفسك ، من المؤكد ان طاقم الباخرة لن يتركونا بعيدأ عن اعينهم بعد الذي حدث ... وعندما وصلا إلى الجسر المكشوف حيث المائدة الفخمة المعدة من اجلهما ، شعرا انهما ليسا وحدهما ولكن ´يانيس ´ لم يكن يهتم بذلك وكان يبدو متحفظأ وبارد الملامح ولكن هناك شيئا ما تغير حقا لقد عرفت من الأن فصاعدا نقطة الضعف ... - انت مرهقة ، لقد كان اليوم حافلا بالنسبة لك . عارضت ´انجريد` قائلة : - إنني على مايرام ، فانت لا تقدر جيدأ ثروات المراة التي تزوجتها. - نهائيا .. ولكن الوقت متاخر حقا ، هل نعود الأن إلى حجرتنا ؟ - تحت امرك ايها القبطان ! - اذهبي وحدك وسالحق بك ما إن انتهي من تسوية بعض الاعمال مع `يورجوس ` قبطان `تيرا` . شعرت الفتاة بالإحباط عندما عرفت انه سيتركها وحيدة للمرة الثانية وفجاة شعرت بالكسل الشديد يسيطر عليها ويمنعها من القيام بادنى حركة فمدت يديها نحوه . - إنني بحاجة إلى مساعدتك على ما اعتقد . ساعدها `يانيس ` في النهوض وهي تتارجح ، ثم اقترب منها وعندما وضع شفتيه على شفتيها ، بدت مستجيبة له ولكنه تماسك وظل جامدأ . فهمس فى اذنها : - إلى اللقاء ، لن اغيب طويلا . كانت ´انجريد´ تريد ان تجذبه نحوها ، ان تقبله ، ان تضع حدأ لهذا العذاب .. ان تتاكد من قدرتها وتفوقها عليه . هبطت الفتاة السلالم المؤدية إلى الحجرة ببطء شديد وهي منهكة القوى ثم جلست على حافة الفراش وهي تتحسس جبهتها وتغمض عينيها .وردة قاييــن وشعرت كانها تسمع `يانيس ´ يتحدث إليها وان كل شيء يدور حولها ، وارتعشت من شدة الدوار والإرهاق الزائد ، ثم تركت نفسها تماما . وحاولت للمرة الاخيرة محاربة هذا الدوار لتبقى مستيقظة ، ولكنها ترنحت واسترخت بهدو ء شديد ... ################################3 |
#4
|
||||
|
||||
![]() الفصل الخامس
فتحت `انجريد` عينيها وهي تتأوه ، ترى اين هي الأن ؟ وما الذي حدث على متن ´تيرا` ؟ و ´يانيس ` ؟ تمطت بحرص وهي تكاد تصرخ وكان جسدها يؤلمها مما يجعلها تتأوه عند كل حركة ، بالإضافة إلى ان الفراش الذي كانت تنام فوقه كان اكثر صلابة من الحجر . ادارت `انجريد´ راسها لتتجنب اشعة الشمس التي تدخل في عينيها، وعندئذ لاحظت انها تنام في غرفة تكاد تكون مجردة من كل شيء وليس بها من فخامة الباخرة ´تيرا` اي شيء . شعرت انها تتأرجح بعض الشيء ولكن السبب لم يكن من حركة الباخرة ، فهي تقفا على ارض صلبة الأن ، ولكن اين هى ؟ تفحصت الحجرة بعناية مما جعلها تتخيل الأسوء فلم يكن بالحجرة اية مفروشات إلا السرير الذي تنام فوقه ! وما هذا السرير إلا حشية موضوعة فوق صندوق ضخم اسود اللون والغطاء كان عبارة عن ملاءة من الجوت . لقد اختطفت إذن ومن خطفها جاء بها إلى هنا وحبسها كما تحبس الحشرات بين خيوط العنكبوت . ولكن ليس في يديها اية قيود ولم ينزع احد خاتم الزواج من اصبعها ... ولكن الخاتم هو الشيء الوحيد الذي تضعه الأن . بقيت ´انجريد` في مكانها وهي تحاول ان تتذكر الأحداث التي اتت بها إلى هذا المكان الغريب ولكنها لم تتذكر إلا انها ذهبت إلى الحجرة المخصصة لها في الباخرة ´تيرا´ وانتهى الامر . نهضت الفتاة من مكانها وهي تتالم وتوجهت بصعوبة نحو النافذة او بالاحرى الطاقة الموجودة فى الحجرة . وعندئذ تلقت صدمة جديدة فلم تجد امامها إلا ارضأ صحراوية تمتد على مرمى البصر تحت اشعة الشمس المحرقة مع وجود بعض اشجار الزيتون التي تقلل من حدة هذه الرتابة . كانت خطوات الفتاة على الارض الخشبية من السهل جدا سماعها . فتوجهت بسرعة نحو الفراش وهي تحاول ان تخفي جسدها العاري بالغطاء . - ´يانيس ´ ! حمدأ لله . لقد كنت في شدة الخوف ما الذي حدث ! وماذا نفعل هنا ! اختنقت الكلمات في حلقها ، فقد كان ´يانيس ´ عاريا إلا من سرواله وكان خداه داكنين لظهور الشعر بهما ، واخذ يتاملها قليلا وابتسامة السخرية على شفتيه ، ثم جلس على حافة الفراش . وضعت ´انجريد` الغطاء على جسدها وتمتمت قائلة : - نواياك ... هذا المشروب الذي جعلتني اتناوله ... ضحك ´يانيس ´ ضحكة تحد واومأ براسه . . - لم اكن واثقا من حسن تقديرك للمفاجاة التي ادخرتها لك بشان شهر العسل ... - ماذا! انا لا افهم شيئا ، فسر لي الأمر ! اين ´تيرا´ ! وماذا نفعل هنا في هذا ... الكوخ القذر ! - ´تيرا على بعد الاف الكيلو مترات من هنا الآن ، اما بالنسبة لما تعتبرينه كوخأ قذرأ وتنظرين إليه باحتقار ، لتعلمي إذن انه المنزل الذي ولدت به ... اجابت بسرعة : - اعذرني ولكنني لم اكن اتخيل وجود مثل هذا المكان! - كنت اتمنى فقط ان تعرفي ذلك ... نظرت إليه `انجريد´ في رعب والتصقت بالجدار الخشن وراءها . - معذرة .. ولكن ما معنى هذا المشهد ؟ - من السهل فهم ذلك ومع ذلك سانعش لك ذاكرتك بعض الشيء ، لقد تزوجت من رجل سفيه ومحدث نعمة وانا اريد ان اعرفك كيف تكون حياة زوجة رجل سفيه ومحدث نعمة ... اخفت ´انجريد` راسها بين كفيها ، بينما كانت عينا ´يانيس ´ تلمعان بالفغضب والكبرياء المهانه ... ترى هل يكرهها لانها احتقرته في يوم ما بهذه الكلمة ؟ ولكنها شعرت فجاة بالياس ، فالتصقت به ولكنه ابعدها عنه . - هذه مزحة ... الم اعتذر لك عن هذا اكثر من مائة مرة ! - ولكنني جاد جدأ يا ´انجريد` ولم اكن جادا بهذه الصورة طوال ايام حياتى . عارضت الفتاة قليلا قبل ان تنفجر في البكاء . - ولكنك لا تتخيل ابدأ اننى ساوافق على قضاء شهر العسل في هذا المنزل الحقير !ورده قايين - إنني انتظر منك اكثر من ذلك ... من الممكن ان يصبح هذا المنزل عشا رائعا ومريحا مع قليل من الإرادة والأن ساعتمد عليك في ذلك وسترين ، ستهتمين باعمال المنزل والمطبخ وتعتنين بالحديقة وتحلبين الماعز ، وستعتادين على ذلك بسرعة ... - ابدأ ! من المؤكد انك مجنون ! ؟ نني امرأتك ولست أمتك ! - لا تعتمدي على ذلك .. فاولا انت زوجتي ولست امراتى ، اتمنى ان تفهمي الفرق الدقيق بين الكلمتين ، وحتى تصبحي امرأتي ، يجب اولا ان تستحقي هذا اللقب . همست الفتاة بعد دقائق قليلة : - فهمت ، لقد تمت مراسم الزواج رسميا ، ولكن بيننا ... ######################### - ليس هذا فقط فيجب ان تعترفي ايضأ أنني إلى الآن مجرد فريسة سهلة لك وانا وثقت في صراحتك واحترمتها .. وللاسف لقد خدعت نفسك بنفسك ليلة زواجنا بكلامك مع `جلاديس ` ، لا تنكري شيئا لقد سمعت كل شيء... شعرت ´انجريد´ بالهلع وكادت دقات قلبها تتوقف من شدة الألم . - هذا خطا ! سافسر لك الامر ! ارادت ´انجريد´ ان تنهض من مكانها ولكن ذراع ´يانيس ´ الذي امسك بكتفها منعها من ذلك ولم يكن ذلك حنانأ منه ولكنه مجرد امر لها . وهو امر ، من المؤكد لا داعي لمناقشته . - لا اعتقد انك تعتبرينني ذا قيمة فى نظرك ، لقد تزوجتنى من اجل المنزل فقط والآن ها انا اهديك منزلا اخر اراه في نظري اروع من ´بيلوود هاوس ´... رجته الفتاة قائلة : - ´يانيس ´ ، الن تسامحني ابدأ أ إنني حقا في حاجة إليك ... - إذن اعتقد انه من الضروري إقامة الحداد للتعبير عن كلماتك ، لقد احضرت لك بعض الملابس هيا ارتدي ذلك واتبعينى حتى اشرح لك واجباتك التي انتظرها منك ! ولا داعى لان تحدثينى عن واجباتي لانا هنا السيد , انا فقط ! نظرت ´انجريد´ إلى الثوب البالى الذي اعطاه لها والحذاء المتعب ايضا . - هل تصر على ان ارتدي هذه الملابس المهلهلة .. ولكن إذا رفضت ! - إنني اترك لك الخيار ، ربما تفضلين البقاء عارية ! انت حقا رائعة ولكن هذا النوع من الجمال لا يهمني فكل ما يهمنى هو المشاعر والاحترام المتبادل وما غير ذلك لا يعني الارتباط في نظري . - ´يانيس ´ انا لم اقل غير ذلك ... - إذن يمكنك برهنة ذلك هنا ! - ´يانيس ´ ارجوك لا ترحل ! هل تزوجتنى حتى تنتقم مني !أ الا تشعر باي شىء تجاهي ! وقف ´يانيس ` صامتا وهوينظر اليها - إننا لا نعطي هذه الكلمات قيمتها الحقيقية ... انصحك الأن بالنهوض واللحاق بي اسفل ! قال `يانيس ´ جملته الاخيرة بصوت اجش . بعد مغادرة `يانيس ´ للحجرة ارتمت `انجريد´ على الفراش في ياس ما هذا الرجل الذي تزوجته ؟ بالتاكيد لا يمكن لومه على هذه التصرفات ، فالمظاهر كلها في صفه ضدها ولكن هل هذا سبب كاف لكي يعاملها بهذه الطريقة ؟ يجب ان تتحدث معه ان تفهمه عدم تقديره لمشاعرها ، ان تؤكد له رغبتها فيه وزواجها منه لانها تحبه . نظر إليها ´يانيس ثانية من فتحة الباب وقال لها : - الن تسرعي قليلا ؟ الا زلت مستاءة ! الازلت تحت تاثير الصدمة ! - لتعتبر ذلك كما تريده ، ولكنني لا انوي الاستماع إلى اوامرك او ارتداء هذه الملابس المهلهلة كما انني لا اعتقد انك ترغب فى سماع سخرية الناس من زوجتك . انفجر ´يانيس ` في الضحك . -لا داعي لاداء هذه اللعبة الصغيرة معي .. ثم عن اي ناس تتحدثين ؟ فلن تراك هنا سوى عينى ... - ماذا ؟ ولكن اين نحن! - في ´ليناكاريا´ ، جزيرة مهجورة فلم يات احد إلى هنا منذ سنوات ، كما انه من الضروري ان تكوني سعيدة الم تتمني ان نكون وحدنا هيا ارتدي ملابسك إلا إذا كنت تريدين مني ان اجعلك ترتدين هذا الثوب بالقوة ! - يالك من بخيل ا امسكت `انجريد` بالثوب الملقى على الارض وعلى الرغم من اعتراضاتها إلا انها ارتدته بسرعة . - ممتاز ولكن لا تعتمدي علي حتى اوصلك إلى المطبخ . - ياللاسف ... جذبها `يانيس ` نحو الباب . - انتبهى ، هناك بعض درجات السلم غير متينة فحذار من الوقوع - بالتاكيد لان ذلك لو حدث ، ستضطر لاصطحابى إلى المستشفى وهو بعيد عن هنا ، كما انك لا تريد ان تراني ميتة في هذا المكان - اعتقد انك ستبذلين جهدك حتى لا يحدث ذلك ، فأنا اعتمد عليك بعض الشيء والأن ستذهبين لتعدي لنا طعام العشاء في مطبخنا الصغير الرائع . ########################################## صاحت ´انجريد` عندما اكتشفت المطبخ وهو حجرة صغيرة مظلمة مثل حجرة النوم : - ماذا ! مستحيل ! - انت حرة ، يمكنك اختيار الموت جوعا ولكن ذلك لن يمنعني من إعداد بعض الوجبات الشهية لنفسي .. وفيما بعد ستفهمين جيدأ ان احدأ لا يستطع العمل وهو جوعان ومعدته خالية ... خرجت `انجريد´ مسرعة ، فاوقعت وهي فى طريقها كرسيأ - اجري نحو القرية إذا كنت تريدين ذلك ولكن كما قلت لك ، فلا احد يسكن هناك ولن يساعدك احد ... واذا كنت مكانك ما كنت اجهدت نفسي دون فائدة تحت اشعة الشمس المحرقة . والحق ان الحرارة كانت خانقة ولا يخفيها بالكاد إلا الرياح الهادئة ، ولكن `انجريد` كانت قد خرجت عن وعيها فلم تحاول ان تفهم اي شيء وجرت وسط الدجاج الموجود امام المنزل المهدم .. منزلها . ولكنها وجدت `يانيس ` في انتظارها عند المدخل وعلى شفتيه ابتسامة عريضة . - لقد اكد لي والدك حبك للاحجار القديمة فلم اخيب امالك ، إن كل شيء هنا ينم عن الاصالة . رفعت الفتاة كتفيها ونظرت بحزن إلى المكان المظلم الذي يسميه `يانيس ` المطبخ ، فالمكان يحتوي على منضدة صغيرة وكرسيين صغيرين وسخان وادوات مطبخ قليلة وبعض الفناجين الموضوعة على الرف الصدىء . جلست الفتاة على حافة الفراش الذي ربما يكون `يانيس ´ قد قضى ليلته فوقه وقررت لعب اللعبة ، فقالت في النهاية : - كل شيء رائع ! قصر حقيقي ! واعتقد ايضا ان البحر يحل محل دورة المياه ! قال `يانيس ´ : - في الصباح الباكر ! ولكنني اخشى الا يكون هذا المنزل قد اعجبك وسترين عندما اقوم بإصلاح النوافذ وطلاء الجدران كم انه منزل رائع . قالت `انجريد` وهي تضع الفنجان في الدلو المملوء بالماء قريبا منها. - لا اشك في ذلك ! ولكن كيف ستحل مشكلة المياه ؟ - انت غير مدركة للامر تماما . نزع ´يانيس ` الفنجان بعنف من يدها فوقعت المياه على الارض ثم قال لها: - لابد في البداية من غلي المياة لثم يمكنك تناولها بعد ذلك ، هيا لاريك البئر ، إنه خلف المنزل ، امسكي المنشفة والصابون فربما تحتاجين إليهما إذا فكرت في الاستحمام الأن . - ياله من لطف منك ! إنك تفكر في كل شيء . - لنقل إننى ابذل جهدي ... تبعته الفتاة فى صمت ولكنها لم تستطع منع نفسها من الاعجاب بجسده وكتفيه العريضتين وساقيه الطويلتين ، كان جسده كتماثيل اليونان . لابد ان ملمس جلده البرونزي ناعم جدأ ، اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل عندما فكرت بهذه الصورة . قال `يانيس ` . - إن المنظر ممل جدأ امام المنزل ولكنه مسل في الخلفية . فكرت الفتاة في نفسها : ياله من حكم متواضع ثم تاملت المنظر وكان عبارة عن حديقة مهملة وحشائش لونها اصفر تمتد حتى جدران المنزل ... ولم يكن هناك إلا بعض ازهار القرنفل التي تزين هذه الارض الجرداء . التقطت ´انجريد´ زهرة قرنفل وهي في طريقها ثم تبعت ´يانيس حتى وصلا إلى البئر الذي تخفيه شجرة تين . قال لها `يانيس ` وهو يضع قطعة الصابون على حافة البئر : - ساتركك ، إن الدلو يتدلى في البئر ويمكنك فقط ان تسحبيه . - هل اتجرا واطلب منك الانتظار لتساعدني في دعك ظهري ... - كم ان ´مينلوب ` ستسعد كثيرأ برؤية هذا المشهد ! تراجعت ´انجريد´ إلى الوراء عندما لاحظت تقدم عنزة صغيرة تتضور جوعا منهما . - لا تخافي يمكنك مناداتها باسمها ، فذلك يسعدها كثيرأ ، كما انني انصحك بمصاحبتها حتى يمكنك الحصول على لبنها لتضعيه على قهوتك ... تحسست ´انجريد´ ظهر العنزة بخجل . - ساستغنى عن ذلك ! - لا داعي لذكر ذلك الأن يا`انجريد` ، فيجب ان تتعلمي كيف تحلبين عنزة وكيف تجمعين الحطب للموقد ، وعندما اعود اريد ان اجد المطبخ نظيفا والمائدة معدة والنارمشتعلة ! - دقيقة واحدة ! في البلاد المتحضرة ، يتقاسم الزوجان كل الاعمال المنزلية ! - اعرف ذلك ! ولكن اطمئني فلا توجد هنا حانات اقضي فيها وقتى وذلك منذ زمن بعيد ، ولكنني اشغل نفسي بالتاكيد في الحصول على الطعام ! اتمنى ان تكوني ممن يحبون تناول السمك ... - وهل لدي اختيار اخر ؟ لم يستطع ´يانيس ` ان يمسك نفسه عن الضحك فابتسم ابتسامة سخرية بطريقة اخافت الفتاة . - اعتقد انك بدات تفهمين ... - ولكن لدي سؤال اود معرفة إجابته . - اتمنى ان يكون السؤال الاخير . - هل يمكن ان تشرح لي ما فائدة وجود هذه العنزة والدجاج هنا في هذه الجزيرة غير الماهولة ؟ - لقد اتيت بها خصيصا من اجلك ... جحظت عينا ´انجريد´ واومات براسها ، لثم قالت بإرهاق : - إذن فهمت جيدأ. فكل الديكور الموجود هنا لم يكن بمحض الصدفة . - لقد اعددت لك كل شيء في اليوم الذي قررت الزواج منك فيه والذي اخبرتني فيه بموافقتك على مشاركتى الحياة ، وانا حياتي هنا وستبقين هنا طالما اريد ذلك . وعند هذه الكلمات اختفى في الحشائش الطويلة تاركا الفتاة وحدها مع مصيرها الحزين . وبعد ان اخذت الفتاة حمامها عادت إلى المنزل يائسة بعد ان قررت فحص هذا المكان المنعزل بعناية . وقامت بجولة سريعة فلم تكتشف شيئا إلا بعض العلب المحفوظة التي اخفاها ´يانيس ` ، ولم تجد اي شيء يمكن ان يعزيها في هذا المكان ، وعندئذ فكرت بحنين في المكان السحري البعيد الذي يشبه الجنة المفقودة الا وهو ´بيلوود هاوس ´ ، فقد عرفت الاسوا الآن بصحبة زوجها `يانيس ` وكم تشك في انها لن ترى الافضل في اي يوم ... وضعت ´انجريد` خمارأ على راسها ليحميها من اشعة الشمس الحارقة وقضت طوال فترة الظهيرة تجمع الخشب الموجود على الجبل حيث اشجار الزيتون كما اهتمت بنقل المياه وتنظيف المنزل ، ولكن لا شيء , فعلى الرغم من جديتها في العمل وحماسها ، رفض الموقد العمل وكاد التراب يخنقها والتفت خيوط العنكبوت على المكنسة . ورده قاييـن جلست ´انجريد´ في ضيق على عتبة الباب والدموع في عينيها واخذت تتامل قرص الشمس البراق وهو في طريقه للقاء سطح البحر فتهدا القرية بمطاحنها ذات الاجنحة المتكبرة والكنيسة الصغيرة التي يغمرها الليل بهدوئه . مكثت الفتاة طويلا في مكانها وهي مشدودة بروعة المكان والوان السماء الزرقاء المتعددة . ####################################### نعم ، ´يانيس ` يشبه هذه الارض بصلابتها وقوتها ، وربما بعقوقها ايضا ، هذا ما فكرت فيه الفتاة بمرارة وهي تدلك قدميها المتالمتين بالاحجار . كان ثوبها قد تمزق ، كما دخلت الاشواك في يديها . نهضت الفتاة ببطء وهي تتالم لتترك الفرصة لـ`يانيس ` ليدخل عندما سمعته يقترب بينما لم يحمل ´يانيس ` نفسه على الأقل عناء النظر إليها ولكنه قال : - يالها من ربة منزل سيئة تلك التي تزوجتها . تقدمت `انجريد` نحوه دون ان تمسح دموعها التي تترقرق على خديها ، فقد اعجزتها قسوته عن النطق . اضاء `يانيس ´ المصباح ووضع السمكتين اللتين اصطادهما على المنضدة ، ثم قال بجمود : - انت لم تستطيعي عمل اي شيء ليديك هيا ساهتم بتحضير العشاء بنفسي ولكن غدأ ستكونين انت المسؤولة والأن عليك كنس هذه القاذورات . - `يانيس ` ، ارجوك ، نحن لا نستطيع الاستمرار هكذا .. إنني حتى لا اقوى على تناول الطعام . نظر إليها `يانيس ` فلم تجد `انجريد` في نظرته اي عطف او شفقة وعندئذ ظلت الفتاة تنظر إليه كالتائهة والمكنسة في يدها بينما ذهب `يانيس ` ليشعل الموقد وينظف السمكتين . - عليك تنظيف سمكتك ولكن احترسي فسن السكين حاد جدأ . - انا لا استطيع وانت لا يمكنك ان تجبرني على ذلك ! اطلب مني اي شيء ولكن ليس ذلك الا ترى في اي حالة يدي . رفع `يانيس ` كتفيه . - في هذه الحالة يمكنك إنضاجهما بنفسك . امسكت `انجريد´ السمكتين في ضيق ووضعتهما على النار بعد ان اضافت إليهما زيت الزيتون والبهارات ، وعلى الرغم من حرارة النار امامها ، كانت الفتاة ترتعش وهي تعلم جيدأ ان `يانيس ` يراقبها . قالت الفتاة بعد دقائق : - اعتقد ان الطعام تم إعداده . - حسن ، والأن ساريك كيف نعد السلطة . - انت لا تقدر مواهبي في الطبخ دعني اعدها بنفسي اعتقد انه لا فائدة لان اسالك من اين اتيت بهذه الكنوز ... - الحق ان لا شيء ينمو فى هذه الجزيرة فيجب ان تعرفي ذلك جيدأ ... اخذت `انجريد` تقطع الطماطم والخيار بهدوء ، ثم تضيف الزيتون وتضع الزيت وعندما عاد يانيس وهو يمسك بزجاجة في يده ، كانت المائدة قد اعدت فجلس امامها دون ان ينطق بكلمة واحدة ، ثم وضع في الكوب سائلأ اصفر اللون . - هيا تذوقي معي فالـ `رتسينا´ رائعة مع السمك . - إنني اتساءل إذا كنت فعلا ساتناول سم الشوكران عن طيب خاطر مثل `سقراط ` ... - ياله من تلميح سيئ ، ولكنني لا اريد ان اضع نهاية سريعة وجذرية لمحنتك يا عزيزتي `انجريد` . - - إن ذلك يدهشني من جانبك ، ولكن ترى كم من الوقت ستحبسني خلاله هنا ؟ - هذا يتوقف عليك وفي انتظار ذلك هيا تناولي طعامك ! التهمت ´انجريد` السلطة والسمك والعنب الذي احضره `يانيس بشهية مفتوحة ،ثم بدا ´يانيس ´ هادئا بعد ذلك على الرغم من كلماته اللاذعة . قالت `انجريد` وهي تتثاءب : - يالها من روعة ! لقد فقدت قدرتي على تحديد الوقت ولكنني اعتقد ان الوقت تاخر وحان موعد النوم . - إن ذلك قرار حكيم لان من غير المعقول ان تظلي في فراشك حتى الظهيرة غدأ كما فعلت اليوم . قالت الفتاة بصوت هادى: - اشك في ذلك . ثم اضافت بخبث وهى على السلم : - واعتقد انه لا داعي لان تاتي لتغطيني تصبح على خير ! - `كاليسبيرا` ... نزعت ´انجريد` ملابسها بسرعة شديدة في الظلام ، ولم تكن تريد في هذه اللحظة سوى شيء واحد : وهو ان تتمدد على الفراش وتنام ، تنام ... ثم تنفست الصعداء وتمددت على الفراش الذي يبدو مريحا جدأ في هذه اللحظة واغمضت عينيها وعندئذ استمعت إلى ضوضاء تاتي من المطبخ وعندما سمعت صوتأ ما على السلالم اعتقدت ان ´يانيس ياتي وراءها ، فاطفات النور وحاولت النوم ولكن كيف السبيل إلى ذلك وهي تشعر بالقلق والعصبية نتيجة لوجود هذا الرجل الغامض .. زوجها .. ومع ذلك هدات قليلا واستسلمت للنوم الرائع ... استيقظت الفتاة عند الفجر عندما سمعت صوت المطرقة العالي وكانت لا تزال نائمة فتسللت خارجة من الفراش ونظرت من الطاقة لتلاحظ ان الحرارة مرتفعة على الرغم من رطوبة الجو العالية مما يؤكد انها ستكون افظع من الامس . و ر د ه ق اي ي ن وكان `يانيس ` قد استيقظ واخذ يصلح باب المطبخ فحاولت `انجريد´ ان تنام ثانية ، فلم تكن قد نامت إلا ساعات قليلة ولكنها افاقت سريعا عندما لاحظت وجود كومة من الملابس المتسخة في وسط الحجرة ! وكان عزاؤها الوحيد في ذلك ان ´يانيس ´ قد كلف نفسه عناء إحضار ملابس اخرى لها . قالت الفتاة وهي تمسك بالثوب الذي جاء في يدها : - سينتهي بي الأمر إلى ان اقنع نفسي بوجود ملابس وخزانة ملابس هبطت انجريد´ السلالم بحذر وهي تمسك بالملابس المتسخة بين يديها ، ثم قالت بهدوء : - كاليميرا . - `كاليميرا` . ضعي هذه الملابس هنا يمكنك غسلها فيما بعد ، والآن اعتقد انك تستطيعين إعداد البيض الاومليت ، وإذا كنت تريدين لبنأ طازجأ ، يمكنك حلب `بينلوب . نظرت ´انجريد´ إليه نظرة غضب ، فقد كانت تتمنى استقبالا اكثر حرارة ، فوضعت الملابس واخذت تبحث عن البيض وبعد حوالي ربع ساعة من السباق الجنوني مع الدجاج نجحت `انجريد´ وعادت إلى المطبخ ومعها ثلاث بيضات في يديها ، اما بالنسبة للبن ، فقد تراجعت تماما عن الفكرة ويتبقى الأن امر الموقد ... واخيرأ وبعد عدة محاولات فاشلة ، نجحت في إشعاله . فقال يانيس ´ : - تهنئتي ارى بعض التقدم . لم تهتم ´انجريد´ بهذه الملاحظة واخذت تضرب البيض بنشاط ثم تضيف إليه البطاطس والفلفل والبصل والطماطم . صاحت `انجريد´ حتى يسمعها ´يانيس ` على الرغم من صوت المطرقة : - لقد اعد كل شيء ! وضعت ´انجريد´ البيض الاومليت في الطبق وعيناها تشعان سعادة ثم صبت القهوة فى فنجان `يانيس ´ وقطعت الخبز شرائح ، وبعد ذلك اخذت تنظر إليه وهو يتناول فطوره الذي تستحق الشكر من اجله وكانت لاتزال تقف بجانبه . واخيرأ قالت له بعد ان انتهى من طعامه : - هل كان جيدأ ؟ - معذرة ؟ - إنني اسالك هل اعجبك هذا الفطور ... اكتفى `يانيس ´ بان قال لها وهو يبتسم في سخرية : - عندما يكون الإنسان جائعا يجد كل شيء لذيذا ... - انت ظالم كريه كنت اريد مصالحتك ولكن لصبري حدود ! - اما انا فصبري لا حدود له ... واحب ان اذكرك انني السيد هنا وان الغسيل في انتظارك . - إنني امقتك ! نهض `يانيس ´ من مكانه وامسك بها . - حقأ ؟ فالتصقت `انجريد به لتشعر بحرارة جسده ولتسمع دقات قلبه ولتسعد بشفتيه القريبتين منها ولكنه دفعها بعيدا عنه . - هل سيتغير من الامر شىء إذا قلت لك نعم لاحظت الفتاة اضطرابأ شديدا فى عينيه . - ربما . سنتحدث عن ذلك فيما بعد عندما تنتهين من عملك . مر النهار دون ان تحاول ´انجريد´ التحدث اليه مرة ثانية ، وغسلت الملا بس المتسخة وجففتها تحت اشعة الشمس ونظفت المطبخ واعدت طعام العشاء وبين الحين والأخر كانت تراقبه خلسة وهو يصلح النوافذ كانت `انجريد` قد بدات تعتاد على هذا الجو ولم تعد المحن التي يعرضها لها ´يانيس ` غير محتملة كما كانت بالامس وعلى الرغم من كل شيء ، كان لهذه الحياة طابعها المميز والجذاب قالت له الفتاة عندما راته يهتم باعمال النجارة فوق السقالة . - اين تعلمت كل نلك ؟ - هنا وهناك ... - هل عملت بالنجارة من قبل ؟ - من قبل ماذا ! قبل ان اضع يدي على ثروة ´اندروبولوس ´ ! كلا لقد تعلمت اشياء كثيرة لاننى فهمت انه من الافضل ان يعتمد الأنسان على نفسه فى حياته ، كما ان والدتي لا تسطيع الاعتماد إلا علئ ... - ولكن فيم ينفعك ذلك ؟ لانك لست بحاجة إلى إثبات اي شيء الآن كما ان والدتك لا تعيش هنا -ثم بعد ؟ فها نحن نعيش هنا ! - اسلم بذلك ولكننا لن نبقى هنا فى هذه الجزيرة طوال العمر ! هبط ´يانيس ` من مكانه ونظر إليها بثبات . - ولم لإ ؟ - لانك بكل بساطة رجل اعمال وعليك العودة إلى الواقع إن اجلا ام عاجلا . - ولكن اليست هذه الجزيرة جزءأ من الواقع فى نظرك ؟ كما انني يمكن ان اكف نهائيا عن هذه الاعمال إننى افكر فى ذلك منذ سنوات طويلة ، فانا افضل البساطة . - انت تمزح ! - كلا يا `انجريد` إننى اتمنى ان يولد طفلي وينمو في هذه الجزيرة . ولكن الشىء الذي افكر فيه الآن هل حقا اتمنى ان تكوني انت ام طفلي ... ورده قايين ################################### |
#5
|
||||
|
||||
![]() الفصل السادس
وقفت `انجريد´ تتنفس بعمق امام الصخور التي تنحدر بطريقة شديدة حتى تصل إلى البحر وكان المكان خاليأ ويائسأ . وكما لو كان لا يمكن لاي شىء ان يوقفها او يمنعها ، تسللت `انجريد` نحو الخليج حيث تختفي الصخور اسفل النباتات الكثيفة القصيرة فتعطي اشكالا والوانا رائعة تميل إلى الاحمر والبنفسجي. كادت انفاسها تتوقف وتترقرق في عينيها الدموع ، صعدت الفتاة على الحافة الخشبية فوق الامواج ووصلت إلى حرفها وجلست تتامل الافق وهي تحاول ان تجد تسلسلا منطقيا لهذه الاحداث الاخيرة وتمني نفسها بالأمل مرة ثانية . . كان كل شيء مشوشا في راسها وفي قلبها وكانت كلمات ´يانيس ´ الاخيرة اشبه بالضربة القاضية . لقد وافقت على كل شيء حتى الآن وتحملت العذاب دون تمرد والأن يبدو لها الموقف واضحا وجليا . كيف عجزت عن ان تفهم نواياه! وفجاة ، بدا لها كحقيقة جلية ان `يانيس ´ لم يكن ينوي ابدأ الاعتراف بها كامراته . اغمضت عينيها وهي ترتجف ورفعت يدها نحو فمها لتكتم نحيبها، وفجاة وجدت نفسها وحيدة فوق هذه الحافة الخشبية التي تشبه الجسر العائم حيكث الهواء شديد وكانت قدماها عاريتين وعيناها زائغتين ووجهها احمر وهي ترتدي هذا الثوب البالي ، بينما كان شعرها يتناثر حول وجهها ... رات نفسها وكانها تائهة ومجنونة . لابد لها من التفكير والمواجهة وتخفيف حدة هذه الماساة . واهم شيء الأن ان تحتفظ ببرود اعصابها والا تترك الفرصة لمشاعرها ان تتحدث بدلا منها . ومن المؤكد ان `يانيس ´ سيمل هذه اللعبة القاسية التي يلعبها معها اجلا ام عاجلا وسيتركها ترحل بعد ذلك . فالمسالة مسالة وقت وصبر وقوة تحمل ليس اكثر وعلى الرغم منها ، تحسست ´انجريد´ خاتم الزواج فشعرت انه اكثر ثقلا من اثقل هلب في العالم . .. وظلت ساهمة بعض الوقت كانها تحلم وهي ترى احد الزوارق يمر امامها .. تقلصت يداها ، كلا إنها لا تحلم وليس ذلك سرابا ، إنه شراع ابيض يسير ببطء فوق المياه على الطرف الأخر من الجزيرة . اغمضت ´انجريد` عينيها بعض الشيء حتى تستطيع مواجهة ضوء الشمس المبهر فلاحظت وجود رجل على مقدم الزورق . من المؤكد ان احدأ لا يقيم في جزيرة ´ليناكاريا` ولكن الجزر المجاورة ماهولة بالسكان . لو كانت تنجح فقط في تاكيد وجودها فسياتي الزورق لنجدتها .: وسيتم إنقاذها ! لوحت ´انجريد´ بذراعيها في كل الاتجاهات وهي تصيح بصوت عال . - توقفوا ! ارجوكم .. هنا ! ولكن صوت الرياح اشتد وغطى صوتها بينما اختفى الزورق في الأفق . فقالت ´انجريد´ لنفسها في رعب . ` ياإلهي ، لقد انتهيت حقا هذه المرة ´ . نادت الفتاة بصوت عال للمرة الثانية وهي تلوح بيديها بقوة فاندفعت إلى الوراء بشدة وعندئذ صرخت ولكن الوقت تاخر ! فقد ارتخى الخشب فجاة محدثا صوتا شديدأ .. ووجدت `انجريد´ نفسها في الهواء ، فحاولت الإمساك بالحافة او المرسى الخشبي وهو ينكسر ولكن هيهات . اغمضت الفتاة عينيها وغطست في الماء براسها ... وفي هذه اللحظة بالضبط ، امسكت يدان قويتان بها ورفعتاها إلى اعلى وكانت الصدمة شديدة على ´انجريد´ مما جعلها عاجزة عن إدراك الموقف ولكنها شعرت بقدميها عاجزتين بينما وجدت نفسها فجاة فوق المرسى من جديد وهنا تنفست بعمق . ومع ذلك كاد قلبها يقفز من صدرها من جديد عندما رفعت عينيها ورات الرجل الذي يقف بجانبها ... وكان `يانيس ` لا يزال يمسك بها حتى يساعدها على الاحتفاظ بتوازنها . تمتمت الفتاة بصوت ضعيف : - انا .. اتركني .. - هيا اهدئي ! إياك وان تفعلي ذلك ثانية ! كان يبدو حقا مهتما بها وكان صوته يدل على قلقه المتحفظ ثم تركها وعندئذ ارتجفت الفتاة بشدة وتارجحت وهنا امسك بها ´يانيس من جديد والتصق بها ، فاغمضت `انجريد` عينيها وشعرت بان جسده يشع قوة ودفئأ لاول مرة تشعر بهما منذ زمن بعيد ، فهدات بعض الشىء . وبينما كان قلباهما يدقان بعنف حاولت `انجريد´ ترتيب افكارها حتى تستطيع السيطرة على نفسها . هل هي حقا بين ذراعي الرجل الذي كان يحتقرها منذ اقل من ساعة ؟ لابد لها من ان تكون حذرة . سالها برفق : - هل انت على مايرام ؟ ما الذي جعلك .. جعلك تقفزين ؟ نظرت إليه في دهشة : - اقفز ؟ انا كنت اريد فقط السباحة كما انني اعشق الغطس ، ولم اكن اعرف ان ذلك ممنوع ولا ان المرسى الخشبي يمكن ان ينكسر , قالت `انجريد´ جملتها الاخيرة في تهكم ملحوظ ، فاجابها بصوت اجش . - اعتقد ان هناك تفسيرأ اخر ، انظري إلى نفسك ... إنني اشك في انك كنت تنوين السباحة بكامل ملابسك . - ولم لا ؟ فملابسي التي اتيت بها إلي تجعلني اكره ارتداء ملابس البحر ! - وهل اخترت السباحة والغطس فوق هذه الصخور ايضا اعتقد ان الشاطئ اكثر ملاءمة وهو على بعد ..2متر فقط من هنا حيث الرمال الناعمة ... ###################### هزت الفتاة راسها في تحد : - هذه مسالة تخصني وحدي 0 قال لها وهو يضبط شعرها المتناثر إثر شدة الرياح : - يبدو انك تفضلين الحياة في ماساة . - اعتقد ان هذا التشبيه يليق بك اكثرمنى ايها الجبار العزيز ! وضع ´يانيس يده على رقبتها ليعيد راسها إلى الوراء وكانت عيناه تبرقان بالشرر . - انت تكذبين كثيرأ منذ ان حضرت إلى هنا ! فعندما وصلت إلى هنا ، كنت على وشك دك راسك فوق الصخور خفض ´يانيس ` صوته ، ثم تابع حديثه بحزن واضح : - كاد يكون الفرق فى التوقيت اقل من ثانية ، ولا اعرف هل حقا كنت سانجح فى إنقاذك فى عدم وجود هذا المرسى الخشبى ... كان `يانيس ´ شاحب الوجه يحاول إخفاء اضطرابه ، ولكن ´انجريد كانت كانها تتحداه فى هذه المرة . - لانك تعرف انني اريد وضع حد لحياتي بسببك ، بسبب كل ما تفعله منذ ان اصبحت تحت رحمتك ! يالها من اوهام ياعزيزي ، ولكن مهما فعلت ومهما قلت ، فلن تدفعني إلى العنف ثانية ظل ´يانيس ` صامتا ولكنه دهش جدأ فقد قالت ´انجريد´ هذه الكلمات بحدة كانها تعيش اهم لحظات حياتها و تتخذ اهم قراراتها ، وهنا خفف ´يانيس ´ قبضته عليها وخطا عدة خطوات على المرسى وهو يولي ظهره لـ ´انجريد´ ، ثم اغمض عينيه وقال كانه يوجه حديثه إلى السماء . - ´انجريد´ يجب ان تعرفي انني كنت قلقا جدا عليك عندما اختفيت في التيار ... - اه لكنني لم اشك في ذلك دقيقة واحدة ، فالسيد غالبا ما يشعر بالقلق على خادمه اذا هرب منه ! - كلا . لم ارد قول ذلك ، عندما تحدثت الأن . كنت اقصد ... لم تترك له الفرصة ليكمل جملته وقالت . - اسمعني ! اعترف انني فوجئت بتصرفك وقولك ، ولكن الشيء الوحيد الحقيقي هنا هو ذلك الكلام الذي قلته لي عندما تزوجتنى ! توقفت قليلا لتأخذ أنفاسها وتتمالك اعصابها وكان يانيس قد اقترب منها وهو لا يزال صامتا . - انا لا احتمل هذا الفراغ فيه الذي أعيش فيه وأريد ان أعود كما كنت , اريد ان اعرف ما هذا الذي يحدث بيننا وما الذي تشعر به نحوي ... اذا كنت حقا قادرا على ان تشعر بأحساس ما ؟ - احساس ما ؟ امسك ´يانيس´ بقبضة يدها ، ثم جذبها نحوه بعنف ، وفي هذه اللحظة سيطرت على ´انجريد´ الرغبة في معرفة الحقيقة ومعرفة المستقبل اكثر . من رغبتها فيه شخصيا ، فابتعد عنها ´يانيس´ . ومن الطبيعي ان تستخدم ´انجريد´ جاذبيتها كالعاده لتثنيه عن عزمه وتهدئ من حقده ولكن الآن هاهو ذا يقرأ التحدي في عينيها ويقرأ مطالبها ايضا ، لقد اضعف من نفسه امامها عندما تركها تشعر بتمسكه بها . ورده قايين ومن الآن فصاعدا ، ستمتلك انجريد السلاح الذي يجعلها تنجح في تغيير مسار المعركة ، وستنجح ايضا في جعله يتولى الدفاع عن نفسه . وبدا `يانيس ´ يشعر بذلك ولكنه يرفض الاعتراف به ، وهنا استخدم كل قوته ليلصق ´انجريد´ بجسده وهو يعلم جيدأ مدى خطورة هذه اللعبة . حاولت ´انجريد` الخلاص من قبضته فمجرد لمسه لجسدها النحيل كاف لان يفقدها اعصابها وعندئذ قبلها ´يانيس ´ بحرارة كانه يحارب نفسه , وعندما لمست شفتاه شفتيها شعر بمدى قوة الرباط الذي يجمع بينهما . وان هذا الرباط اقوى من انجذابه لها واقوى من الماضي واقوى من الحقد . شعرت ´انجريد´ انها تكاد تفقد إرادتها وان غضبها يتحول إلى رغبة جامحة ، فعجزت عن المقاومة والتصقت به وكان من السهل جدأ ان تنسى كل شيء فيما عدا إحساساتها المجنونة التي تولدت بداخلها... وعندما شعر ´يانيس ` برد فعلها ، كاد يفقد رشده وكادت شفتا ´انجريد´ تجعلانه ينسى جميع قراراته . ثم قال بهدوء وهو ينظر إلى عينيها اللتين تكشفان عن رغبتها والى خصلات شعرها المتناثرة : - إحساس ما ؟ هل اقنعتك هذه الإجابة ؟ - نعم ولا ... فانا لن اعرف الإجابة إلا إذا اصبحنا عشيقين . همست ´انجريد` بهذه الكلمات الصريحة وهي ترتجف بشدة . - هل انت متاكدة من ذلك ؟ هل تريدين ذلك حقا ؟ - نعم يا `يانيس ´ والآن ... وفجاة عادت جميع الصور التي يحاول طردها من ذاكرته إلى مخيلته ، نعم إنه لايزال يرغبها كما كان يرغبها منذ ان راها اول مرة .. رغبة مجنونة , إنه يريدها بين ذراعيه .. يريد ان يحبها .. ان يذوب بين ذراعيها ، وكانت `انجريد´ ترى هذه الرغبة واضحة في عينيه ، فشعرت بالانتصار لمدة دقيقة ولكن ´يانيس ` دفعها فجاة بعيدأ عنه . - لا تحاولي جعل الموقف اكثر تعقيدأ مما هو عليه ... لثم ارتسمت ملامح غريبة على وجهه وهو يهمس قائلا كانه يتحدث إلى نفسه : - نفس الطبيعة ، متهورة وقاسية كما عرفتك ، نفس القدرة على البحث عن العيب في الأخرين حتى تتمكنى من السيطرة عليهم . - ´يانيس ` ! امسكت ´انجريد´ يده بعنف ، فبدا كانه عاد إلى الواقع واخذ ينظر إليها فقالت له . - `يانيس ` ، الهذه الدرجة تكرهنى ؟ - انا لا اكرهك حتى لو كنت اريد ذلك ، ولكنني اطلب منك الصبر فقط والانتظارقليلا . - حسن ... وخلال هذه الفترة لا تنتظر مني شيئا غير ان اكون خادمة مطيعة .؟ - اطمئني .. انا لا انوي غير ذلك ... اجابها وهو ساهم وعيناه مسلطتان على إحدى يدي الفتاة ، ثم سالها وهو يقترب منها ليرى اكثر وضوحا : - لقد جرحت يدك ! - اعتقد انه لا خطورة في ذلك ولن يعوقني اي شيء عن القيام بعملي .. لقد جرحت في الخشب الذي يحتاج إلى أصلاح هو الأخر . - ربما ولكن من الضروري الأن تطهير الجرح لنعد إلى المنزل ، اعتقد انني احضرت معي بعض الضمادات والمطهرات ... عادا معا إلى المنزل وهما يسيران جنبا إلى جنب في صمت خلال الطرقات الضيقة للجزيرة المهملة ، وكانت ´انجريد` تجري بجانبه حتى تلاحق خطواته الواسعة ولكن عندما لاحظت ان المسافة تطول بينهما قالت له في ضيق : - الا يمكننا ان نسير بهدوء بعض الشىء ؟ وهنا لاحظ ´يانيس ` الامر واستدار نحوها وهو يبتسم في سخرية . ثم مد ذراعه نحوها ليساعدها ، لكن ´انجريد´ تجاهلت هذه الدعوة لعلمها ان مجرد لمس جسده يسبب لها تدميرا كاملا ثم سارا معا ببطء قليل وفي صمت تام . وضعت ´انجريد´ يدها على مائدة المطبخ واخذت تفحصها . - هل تؤلمك ؟ هزت الفتاة راسها : - كلا دعني اهتم بنفسي ، فيمكنني عمل ذلك وحدي . ########################################## ابتسم `يانيس ´ قائلا : - استطع ايضا ان اكون رقيقا ! امسك يانيس يدها واخذ ينظر إلى الجرح ، فهو عميق حقا ، ثم بدا يطهره بهدوء ووضع عليه ضمادة بطريقة محترفة . وعندئذ لم تستطع ´انجريد` ان تمسك نفسها عن التأثر بهذه الرقة غير المتوقعة ، ياله من شخصية متناقضة هذا الرجل احيانا مزعج واحيانا قاس ، واحيانا لطيف ، واحيانا عاشق ، إنه يسبب لها حيرة دائما ... واخيرأ قال بصوت دافئ بعد ان انتهى من وضع الضمادة . - ها هي ذي ، اعتقد ان عليك الانتظار لمدة ايام قبل ان تذهبي للاستحمام . ابعدت ´انجريد´ المقعد ونهضت من مكانها ، فنظر `يانيس ` إليها نظرة قاسية مما جعلها تشعر بالضيق فقد اصبح الأن اكثر تهديدأ واكثر حزما عما كان عليه منذ ساعات قليلة ، تراجعت الفتاة إلى الخلف بخجل ثم غادرت الحجرة بسرعة شديدة . وفي الايام التالية ، لم تحاول ´انجريد´ ان توجه إليه كلمة واحدة او ان تخترق عازل الوحدة الذي فرضه كل منهما على نفسه ... فهذا الرجل الذي تزوجها ، هذا الرجل ، الذي لم تعد تعرف إن كانت تريده ام لا ، عزلها عن العالم كله . وعلى عكس ما كانت تتوقع ، لم يحاول الاقتراب منها ولو لمرة واحدة . وردة قايين وفي المناسبات النادرة التي كانت تجمع بينهما كان البرود والحقد يسيطران عليه ... تجرعت الفتاة هذه الألام بصبر ، ولحسن الحظ كانت اعمال المنزل تشغلها دائما وكانت تجد في ذلك سلواها طوال اليوم فذلك افضل من ان تجلس تندب حظها . وبعد محاولات عديدة طوال الاسبوع ، نجحت اخيرأ في حلب ´مينلوب ` ، واصبحت `انجريد` تاتي باللبن منها كل يوم وشيئا فشيئا اصبحت تشفق على هذه العنزة الهادئة وتكن لها الحب . وفي كل يوم ، بدات الفتاة تكتشف الجديد في مواهبها كسيدة منزل وظلت العلب المحفوظة التي اتى بها ´يانيس ليستعملاها في اليوم الذي يفشل فيه في الصيد في مكانها كما هي دون استعمال . وتبقت امامهما مشكلة عويصة وهي مشكلة الخبز ... وكان على ´انجريد` عمل خبز الـ´بيتا ولكنها فشلت في ذلك وعجزت عن الحصول على هذا الخبز ، فتارة تضع دقيقا كثيرأ وتارة تضع ماء كثيرأ وتارة تنسى الخبز فيحترق ولكن مع الإصرار ، نجحت بعض الشيء ووصل بها الامر إلى انها اعتقدت ان نجاحها في صنع هذا الخبز متعلق بخروج `يانيس ` عن عزلته هذا إذا ما نجحت فعلا في صنع الخبز كما كانت والدته تفعل . ومنذ مشهد المرسى الخشبي ، لم يعد `يانيس ´ كريها كما كان ، كان يستيقظ في الفجر ويقضي معظم يومه في الخارج ، وفي الصباح قبل ارتفاع درجة الحرارة كان يهتم باعمال المنزل حتى اصبح للمنزل بريق نوعا ما وساعد في ذلك لون الجدران البيضاء . وبعد الظهيرة ، كان يختفي دون ان ينطق بكلمة واحدة ولم يحاول ابدأ ان يعرض على `انجريد´ فكرة الذهاب معه للصيد في زورقه التقليدي . اما في المساء عقب غروب الشمس ، فكان يعود إلى المنزل ويجلس ليتناول طعامه وحيدأ . اما `انجريد´ فكانت تصعد إلى حجرتها وهي عاجزة عن تحمل بروده وقسوته وخشونة فمه الذي يتناول الطعام بطريقة الية وجسده الذي يرفض منحها الحنان . وكم من الليالي بقيت الفتاة مستيقظة وهي تستمع إلى صوت انفاسه وحركاته ، ولم ينجح النوم ابدأ في بعث الهدوء والطمانينة إلى نفسها . ولم تعد تشعر انها مرعوبة او انها تتفق حتى مع نفسها وقد غيرتها كثيرأ الحياة في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس الحارقة للبحر المتوسط ، واصبح جسدها ينعم بالصحة واخذ جلدها الضعيف اللون الذهبي الجميل مما اضفى عليها جمالا اخاذا بجانب غموض عينيها الزرقاوين . نعم إن الإقامة في `ليناكاريا` كانت تضفي عليها إكسير الحياة على الرغم من كل شيء ... وكلما كان الوقت يمر كانت ´انجريد` تعتاد هذه الحياة وفي كل يوم يذهب فيه ~يانيس ~ كانت تبدا في اكتشاف الجزيرة من حولها ، ######################################3 فاكتشفت خلجانأ صفغيرة رائعة ذات رمال بيضاء وبدات تاخذ حمامها في احد هذه الخلجان ، كما كانت تجلس لتتامل الجزيرة الاخرى على الجانب الآخر التي كانت تبدو براكينها كانها تتحدى سماءها . ولكن هذه الجزيرة للاسف كانت خالية ايضا ومع ذلك من المؤكد ان الزورق الذي راته منذ فترة كان اتيا من جزيرة اخرى ولاحظت ´انجريد` وجود صخرة ملساء ، ياله إذن من مكان رائع حيث يمكن ان تجفف نفسها اسفل اشعة الشمس ، فنزعت حذاءها وتجردت من ثيابها وجرت فوق الرمال الساخنة على الشاطى . ثم غطست بهدوء في المياه ، فارتعشت للانتقال من السخونة إلى البرودة ولكنها سرعان ما اعتالدت على برودة المياة واخذت تسبح حتى تريح جسدها ، وفعلا نجحت لمسات الامواج في تخفيف توترها وتشنجاتها ... واخيرأ خرجت ´انجريد~ من البحر كانها حورية . وكانت قطرات المياه تلمع على جسدها وخصلات شعرها . فتمددت على الصخرة واغمضت عينيها وشيئا فشيئا تارجحت في حلمها وهنا سمعت صوتأ رجاليأ يقول لها بينما كانت شبه ناعسة : - كنت اعرف انني ساجدك هنا ... ارتعشت اهداب `انجريد` وهى تشعر انها لا تزال تحلم ولكنها فقدت خيط الحلم الرائع ، وجعلتها قطرات الماء التي شعرت بها على بطنها تقفز في مكانها ، ففتحت عينيها لترى وجها كانه وليد خيالها وعندئذ اغمضت عينيها لثانية لتفتحهما من جديد ، وهنا سمعت صوت ضحكة عالية ، فتمتمت قائلة وهي تبحث عن ثوبها لتخفي به جسدها. - ´يانيس ` ... فقال لها وهو يجلس بجانبها : - هل تشعرين بالبرد ؟ - نعم ، قليلا . وفجاة لاحظت انه هو ايضا عارمثلها ... وان ثوبها اختفى ! فسالها برقة : - هل اخترت هذا المكان لانه يشبه ´عدن ` ؟ حاولت الفتاة الاحتفاظ ببرود اعصابها ولكنها كانت على وعي بسرعة لدقات قلبها ونبضاتها . _ من يعرف... على اية حال ، إذا كنت تفكر في القيام بدور ´ادم ` ، فانا لا افكر في ان اكون ´حواء´ ، والأن كن لطيفا واعد لي ثوبي . نهض ´يانيس ´ في مكانه وقرأت `انجريد´ في عينيه تعبيرات الإعجاب وهو يتامل جسدها ، ثم ابتسم بطريقة موحية كانه يحاول تعذيب الفتاة ، واخيرا هب واقفا وهو يمسك بالثوب بين يديه . اغمضت ´انجريد` عينيها وهو يقترب منها ليداعبها بالثوب ، ثم امسك بكتلفيها بين يديه دون ان ينبس ببنت شلة ، فارتعشت الفتاة ولم تحاول الابتعاد عنه . - من المستحيل ان ابقى بجانبك هنا لاجعلك ترتدين ملابسك بينما اقصى امنياتي ان اجردك منها . ارتجفت الفتاة وهي عاجزة عن النطق بكلمة واحدة ، جذبها `يانيس نحوه والتصق بها وهو يقبلها ، فهمست ´انجريد` وهي تشعر بالثوب ينزلق من جديد بعيدأ عنها : - اه ، ´يانيس ´. اخذ يقبلها برقة وهي تلف ذراعيها حول رقبته . - لقد اتيت بحثا عنك يا ´انجريد` ... كانت العاطفة تتاجج في عينيه ، فهاهو الأن قد قرر منح نفسه حق تذوق الفاكهة المحرمة ، تركت `انجريد` نفسها بين ذراعيه سعيدة في نفاد صبر وهو يقبلها بلهفه وحرارة . كانت السماء والشاطئ والبحر تترنح حولهما . وكانت الشمس تضيء الشاطئ ببريقها وترسل اشعتها الرائعة حية مثل رغبتهما . - `يانيس ` ، إنني ارغبك واريد ان اصبح امراتك ... ثبت ´يانيس ´ نظرته عليها لحظة وهو متردد بعض الشيء ، ثم التصق بها فجاة كانه محارب قوي نعم إنها تحبه هكذا فخورا ، ومتسلطا ارتعشت الفتاة عند تخيل ذلك وارتبكت لدرجة ان اغرورقت عيناها بالدموع وعندما لاحظ ´يانيس ´ تاثرها ابتعد عنها قليلا ونظر إليها بعمق شديد . كانت `انجريد´ مشرقة وجميلة اكثر من اي يوم مضى . وكانت لا تريد التفكير في اي شيء ولكنها تريد فقط الإحساس والإنصات ! التنفس والاستمتاع ، كانت تريد ان تعطي وتاخذ ، همس ´يانيس وعيناه تلمعان : - إننى اريدك ... واريدك الأن ... وفجاة استولت عليهما رغبة عارمة فالتصقا ببعضهما واستمتعا باسعد لحظات حياتهما وكم فرحت ´انجريد´ كثيرأ بكونها اصبحت امراة وساحرة . شعرت ´انجريد´ ان كل شىء يترنح حولها وشعرت بسعادة `يانيس الذي كان يقطف احلى كلمات الحب من فمها العذب ... بدا البحر كانه يقضي نحبه على الشاطئ.. وشيئا فشيئا استعادت ´انجريد` وعيها على صوت الامواج وفتحت عينيها . - لقد تزوجنا حقا الأن ... ظل ´يانيس ´ صامتا لفترة فانقبض قلب ´انجريد´ ونهضت قليلا تنظر إليه . - ولكن ذلك لايعني انني احبك .. على اية حال يمكنك ان تطمئني صديقتك العزيزة `جلاديس بوسورث ´ على شهرة العشاق اليونانيين ... - اتركني وحدي ، ارجوك ، اتركني وحدي ... ورده قايين ################################3 |
#6
|
||||
|
||||
![]() الفصل السابع
شعرت ´انجريد` بان قلبها يتمزق فلم تقو على البقاء بجانبه اكثر من ذلك ، وقامت لتجري في طرقات القرية الخالية وعيناها مملوءتان بالدموع ودقات قلبها في تزايد مستمر . وعادت إلى ذاكرتها كل كلمة قالتها لها `جلاديس ` فشعرت كانها مجروحة وحزينة . ولكن `يانيس ´ لم ينس اي شيء ... فهو يحتقرها من البداية ويريد ان ينتقم منها ، وكانت تعتقد انه سيحبها بعد ان تمنحه نفسها وانها ستصبح بعد ذلك امراته ، والحقيقة انه لا يريد منها شيئا ولا يتمنى إلا ان تكون خليلته ليس اكثر... قادتها قدماها نحو ميناء `ليناكاريا` القديم ، وهناك جلست تندب حظها وامالها المفقودة . جلست تبكي وحدتها وسذاجتها التي جعلتها تصدق احاسيس هذا الرجل الذي تزوجها ولكن قلبه ، للاسف ، لا يزال كانه المملكة المحرمة . كان كل شيء يبدو كانه خطة محكمة للانتقام منها وان لحظات السعادة التي عاشتها الآن لم تكن سوى الخلاصة النهائية. سعادة واحتقار... ومع ذلك تحبه وتحبه بيأس , نعم إنها متأكدة من ذلك الآن ، إنها لا تريد ان تفقده , كاد الحزن يخنقها . جلست ´انجريد´ ساهمة ومتقوقعة على نفسها وهي عاجزة عن الخلاص من عاصفة الأفكار المختلفة التي تتحرك بداخلها , وكان إمامها عدة دقائق حتى تستطيع استيعاب وجود زورق يتوقف بجانب الجزيرة ، ظلت الفتاة صامتة وفجأة قفزت من مكانها وجرت نحو الزورق وقلبها يكاد ينفجر بداخل صدرها... ثم صعدت على متن هذا الزورق عن طريق الجسر المعدني, وعندئذ ألقت نظرة سريعة عليه لتتأكد من عدم وجود إي شخص على متنه ولا على الجسر الذي تركته لتوها ولا في كابينة الزورق. ولكن من المؤكد ان صاحب هذا الزورق الفخم ليس بعيدا عن هذا المكان , وهنا لم تتردد الفتاة في الدخول لتفحص عن قرب الخريطة التي لاحظت وجودها وفهمت ان ´لينا كاريا´ هي إحدى جزر كثيرة وسط مجموعة من الجزر أكبرها واحدة تسمى `كالناري´ . وفي لحظة واحدة, كانت قد اتخذت قرارها, لابد لها من مغادرة `لينا كاريا`، وهناك بعيدا عن هذا المكان .. بعيدا عن `يانيس ´ ، يمكنها محاولة النسيان , يمكنها بدء حياتها من جديد خاصة إذا نجحت في الحصول على حريتها ... من المؤكد ان صاحب الزورق عندما يجدها في هذه الحالة لن يتردد لحظة واحدة في مساعدتها للوصول إلى المدينة ، ومع ذلك ... ومع ذلك , تشك ´انجريد` في ذلك ... ألن يكون هذا الفرار وهميا ؟ وهذه الحرية ، ما قيمتها دون ´يانيس ´؟ إن غيابه عنها سيكون أصعب من السجن, وأكثر وحشية من العذاب نفسه وكأنه الوحدة الخالدة ... وفجأة اتخذت الحرية في نفسها مذاقا مرا . وتأكدت الفتاة من ان الفرار من هنا أشبه بالكذبة الكبيرة , من المؤكد ان لا شيء يبقيها هنا وإنها لم تشعر بمثل هذا اليأس طوال حياتها ولكن هناك رباطا ما غامضا وغير واضح حتى عن طريق الكلمات يجمع بينها وبين هذا الرجل منذ أول يوم رأته فيه . وكم مره حاولت ان تنكر ذلك ، ولكن إقامتها هنا في ´لينا كاريا جعلتها ترى هذه الحقيقة جلية وواضحة . ولو كان زواجهما وشهر العسل قد مرا على خير كما كانت تتمنى, فمن المؤكد انه كان سيفهم أنها تزوجته لأنها تحبه وليس لأنها تريد الاحتفاظ ´ببيلودد هاوس ´ . لقد كان يريد ان يلقنها درسا عندما أتى بها إلى هنا , وهي نجحت في التعرف على نفسها جيدا ونجحت في معرفة حقيقة شعورها ، ولكن الوقت تأخر كثيرا للأسف ..: وبهدوء ودون ندم غادرت `انجريد` الزورق وابتعدت عن الميناء ، وإذا كان إمامها فرصة يمكنها اقتناصها، فمن المؤكد أنها ليست فرصة الهرب. ولابد لها من التجربة مرة ثانية حتى تتمكن من إفهام ´يانيس ` أنها تحبه وإنها صادقة في مشاعرها وان `انجريد´ اليوم تختلف كثيرا عن الفتاة التافهة التي تزوجها , وإنها الآن على طبيعتها كما هي وكما يريدها ، وربما يصدقها ويرغبها من جديد . جففت الفتاة دموعها وتوجهت نحو المنزل ، وملأت إناء الماء من النافورة وما إن همت بالدخول إلى المنزل حتى لاحظت وجود رجل يرتدي ملابس بيضاء يظهر فجأة عند منحنى الطريق . خمنت ´انجريد` على الفور انه من المؤكد صاحب الزورق ، وكاد الإناء يقع من يدها عندما اقترب منها هذا الرجل ، وفجأة تعرفت عليه ، تعرفت على ابتسامته المتعجرفة ووجهه المتقلص، وهذه الحركات التي لا يمكن ان تنطبق إلا على `ديمتريوس اندروبولوس ` سألها الرجل وهو غير متأكد : - `انجريد` "انجريد كندريك "؟ هل أنت حقا ... هنا ؟ وضعت `انجريد´ الإناء ومدت يدها نحوه وهي تحاول ان تبدو هادئة . - صباح الخير يا ´ديمتريوس ` ، يالها من مفاجأة سعيدة ! لقد كانت أخر مرة تقابلت فيها معك في ´أكسفورد´ ، اعتقد في يوم تسليم الشهادة لك، أليس كذلك ؟ قطب الرجل جبينه وهو يتفحص الفتاة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها وتمتم قائلا : - بلى ... إنني لا اصدق عيني، إن هذه الجزيرة مهجورة منذ سنوات, ربما تعملين في مهمة متعلقة بالآثار ؟ هزت `انجريد` رأسها واكتفت بان تقول : - كلا 00 كلا 00 لنقل إنني أقيم في `لينا كاريا`... تردد ´ديمتريوس ´ قليلا قبل ان يتابع حديثه . - إذن أنت من رايتها منذ عدة أيام وهي تلوح من بعيد , كان ذلك منذ أسبوع تقريبا ، نعم هذا الشعر وهذا الثوب الأزرق ... ولكن دون ان تخفي شيئا , ما الذي حدث لك ؟ هل تعرضت لحادث غرق ؟ لم تكن "انجريد" تعرف هل كلماته حقا تتفق مع موقفها ، من المؤكد ان هناك صورتين يتخيلهما ´ديمتريوس ` : صورة الفتاة الإنجليزية الأنيقة, وصورة الفتاة ذات الملابس البالية التي تقف إمامه خجلي ومرتبكة على بعد ألاف الكيلومترات من بلدتها الحقيقية . - كلا , من الصعب تفسير الموقف ... - اعتقد ان الأمر سهل وسهل جدا . وفجأة قفزت ´انجريد´ و ´ديمتريوس ` من مكانهما عندما سمعا صوت `يانيس . ولم يكن احدهما قد لاحظ اقتراب " يانيس " وها هو ذا يقف مبتسما على بعد عدة أمتار منهما ، وقال ´ديمتريوس ` باحتقار قبل ان ينطق بعدة كلمات من اللغة اليونانية والتي لم تستطع ´انجريد´ فهمها . - ´يانيس ´ ؟ كان من الواضح ان الرجلين لم يريا بعضهما منذ فترة طويلة . ولم يكن ´ديمتريوس ` قد جاء إلى ´لينا كاريا´ لرؤية قريبه الذي يمقته من كل قلبه , والحق ان ´انجريد` لم تكن تستطيع فهم مغزى هذه الزيارة . - نعم يا ابن عمي العزيز، إنني هنا حيث موطني. تحرك `يانيس ` عدة خطوات نحو ´انجريد´ ، ثم تابع حديثه قائلا : - هيا يا عزيزتي , احكي لابن العم الشجاع `ديمتريوس ´ كيف ولماذا جئت إلى هنا, إنني واثق انه سيستمع إليك بإنصات شديد... ###################### شعرت ´انجريد` ان الكلمات تختنق في حلقها ، وحاولت ان تفهم إي شيء من تعبير وجه `يانيس ` حتى تطمئن , وكل ما استطاعت ان تفعله هو ان تمسك بذراع `يانيس ` ، وكان ´ديمتريوس ` لا يتركها لحظة واحدة بعيدة عن عينيه . - ولكن .. أنتما تعرفان بعضكما ؟ كنت اعتقد ان ... لم يكمل `ديمتريوس ´ جملته , واخذ ينظر بثبات إلى خاتم الزواج الذي تضعه ´انجريد´ في إصبعها والى الخاتم المشابه في إصبع `يانيس ´ أيضا . أجابت ´انجريد´ بهدوء : - لقد تزوجنا وها نحن نقضي شهر العسل هنا في `لينا كاريا`. شعرت `انجريد` بالسعادة عندما نطقت بهذه الكلمات على الرغم منها ، فشحب وجه ´ديمتريوس ` وابتسم ابتسامة خبيثة : - إنها مزحة ! إلا إذا كنت تغيرت حقا يا عزيزتي ´انجريد´ ... اما بالنسبة لك يا ´يانيس ` ... - كلا يا ´ ديمتريوس ´ ، أؤكد لك انحنى و `يانيس ` قد تزوجنا منذ 15 يوما بالضبط ! أليس كذلك ياحبيبي ؟ وعندئذ التصقت ´انجريد´ بـ ´يانيس ` في حنو , ولم تستطع في هذه اللحظة ان تمنع نفسها عن التفكير فيما حدث بينهما على الشاطئ ، في جسده , في نظرته إليها عندما أصبحت تابعة له ، في حنانه ... قال ´يانيس ´ بحدة لم تعهدها `انجريد´ في نبرة صوته من قبل : - ´انجريد´ وانأ تزوجنا فعلا ... لم يبتسم ´ديمتريوس ´ هذه المرة وبدا دهشا من هذا النبأ , ثم اعترض قائلا: - ولكن حدثا مثل هذا لا يمر مرور الكرام ، كما ان الصحافة لم تذكر إي شيء بهذا الصدد ... ثم إن احد في العائلة لم يسمع بهذا الخبر. تردد ´يانيس ´ قليلا والابتسامة على وجهه . - لقد أخبرت والدتي واعتقد أنها لم ترد الإعلان عن سرنا , فأنت تعرفها , من المؤكد أنها رأت انه ليس من واجبها هي ان تعلن هذا النبأ ، اعتقد انك أتيت من ´كالناري` ... جفف ´ديمتريوس ´ العرق الذي يندي جبينه قبل ان يجيب . - نعم كل العائلة مجتمعة هناك بجانب والدتك ولكنها كما هي غامضة واكتفت بان قالت لنا إن هناك مفاجأة للجميع , والأن اعتقد إنني فهمت ما تقصده من ذلك ... شعرت `انجريد´ بالارتباك في تفكير ´ ديمتريوس ´ فتجرأت قائلة . - هل هذا غريب يا ابن عمي ´«ديمتريوس ´ ؟ أرجو ان تسمح لي ان أناديك هكذا بما إننا أصبحنا نحمل نفس اللقب الآن ... تمتم ´ديمتريوس ´ قائلا وهو يوجه حديثه إلى `يانيس ´ : - نعم ولكن .. ماذا تفعلان هنا في ´لينا كاريا´ ؟ هناك أماكن كثيرة أكثر جمالا تصلح لقضاء شهر العسل فيها. أليس كذلك ؟ وأي رجل هذا الذي يطالب زوجته الجميلة بالإقامة في هذا المكان ؟ وأي امرأة هذه التي تقبل ذلك ؟ ... هزت `انجريد´ رأسها . - ´ديمتريوس ´ ، هل نسيت ان أكثر شيء يضايقني هي الأشياء التقليدية ؟ وعندما اخبرني ´يانيس ´ انه يريد تجديد منزل طفولته فوق هذه الجزيرة المهجورة ، وجدت الفكرة رائعة ومشوقة ، أليس كذلك يا عزيزي ؟ ثم قبلت ´يانيس ` قبلة رقيقة على شفتيه قبل ان تتابع حديثها قائلة : - لقد قمنا بعمل ممتاز, وخلال فترة وجيزة، سيكون هذا المنزل رائعا أتمنى استقبال أطفالي فيه... وعند هذه الكلمات ، شعرت `انجريد بيدي ´يانيس ` تضغطان على يديها , كما ارتسم على وجهه تعبير غريب ، وبدا متضايقا كما لو كانت ثقة ´انجريد´ العمياء فيه قد فاجأته , هذا مع شعوره بالذنب أيضا , ولكنه ابتسم وقبلها برقة إمام نظرات `ديمتريوس ´ الذاهلة . - يالها من قصة رائعة ! لقد فهمت الآن سبب سرعة هذا الزواج . أقدم لكما تهنئتي ! مرت دقيقة من الصمت الثقيل شعرت ´انجريد´ خلالها بانقباض في قلبها وذلك عندما تذكرت أنها ربما لا تحمل ابدأ طفل ´يانيس ´ . الم ، خوف ، تمرد : كان ذهنها مملوءا بعاصفة من الأفكار المتباينة , وبدت `انجريد´ على الرغم من هذه الآمال التي نطق بها لسانها قلقة ومرتبكة مثل ´ديمتريوس ´ نفسه . وعلى الرغم من هذه القبلة , إلا ان ´يانيس ` بدا غير مقنع ... واخيرأ قال ´ديمتريوس ´ : - آه . اعترف بروعة هذا المكان وان كان يبدو محبطا بعض الشيء... صراحة إنا معجب جدا بشجاعتك يا `انجريد´ ... ياله من تفان ! اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل ، وشعرت بضعفها ولكنها لا يمكن ان تعترف بذلك مهما كان وخاصة إمام ´ديمتريوس ´ ، فقالت وهي تبتسم ببرود : - إي تفان ؟ عموما أشكرك على اهتمامك يا ابن العم العزيز، ولكن `يانيس ` زوجي وأي مكان يذهب إليه أو يقيم فيه وأي قرار يتخذه أو ينفذه ، سأكون دائما بجانبه . ارتبك ´ديمتريوس ` كثيرا ، وقال بصوت عذب : - برافو يا ابن عمي العزيز ! فهمت الآن سبب احتفاظك بسر زواجك .. فأي رجل يتمنى الاحتفاظ لنفسه وبعيدا عن أعين الناس بزوجة تفيض حبا وطاعة مثلها ...ورده قايين ثم أشعل سيجارته قبل ان يتابع حديثه بهذه الجملة القاتلة : - ومع ذلك عندما رأيت `انجريد´ على المرسى في هذا اليوم, شعرت أنها كانت بحاجة إلى نجدة سريعة... ربما كنت مخطئا ؟ فوجئ `يانيس ` بهذه الجملة ولكنه تماسك . - يالها من فكرة غريبة ... قاطعته الفتاة قائلة : - شيء مستحيل ! إذا كنت قد لاحظت حقا إنني بحاجة إلى النجدة ، فمن المؤكد انك كنت ستأتي لنجدتي على الفور بما انك رجل شجاع . ####################################### حاول ´ديمتريوس ` البحث عن إجابة يخفي بها جبنه . - ها إنا اطمأننت عليك واعتقد انك تجيدين السباحة ، اعتذر لوجودي هنا مسببا لكما الإزعاج، ولكن متى تنويان المغادرة "ليناكاريا" ؟ - الأن وبعد ان اكتشف سرنا , اعتقد ان لا حاجة إلى ان نبقى هنا طويلا . ثم تابع ´يانيس ` حديثه بهدوء . - هل يمكنك ، بمجرد وصولك إلى `كاناري` ، إخبار والدتي بضرورة إرسال اليخت لنا حتى نعود ؟ - رغباتك اوامر يا ابن عمي العزيز ! ولكن هل تعرف والدتك انك تقيم مع ´انجريد´ هنا في هذه الجزيرة ؟ - كلا ، إنها لم تحاول معرفة المكان الذي نقضي فيه شهر العسل . فربما وجدت انه لا داعي لان تعرف المكان الذي انوي انا وزوجتي إخفاء حبنا فيه . اجاب ´ديمتريوس ´ بابتسامة ذات مغزى : - فهمت , ستكون مفاجاة رائعة لها ان تراك ثانية ! كما ستتعرف `انجريد` اخيرأ على والدتي "صوفيا" واختي ´إيلينا´ . وعند هذه الكلمات ذهب ´ديمتريوس ´ واختفى كما جاء , وعندما اختفى تمأما، بدا `يانيس ` يبتعد عن ´انجريد` ثانية واصبح وجهه قاسيا وباردأ من جديد , وانتظرت ´انجريد` اي كلمة منه تتعلق بها ولكن هيهات , واخيرأ قالت لتضع حدأ لهذا الصمت : - هل سنرحل حقا من هنا ؟ اجابها بصوت قاطع : - اعتقد انني كنت واضحا بما فيه الكفاية في هذه النقطة ، والأن لنعد إلى المنزل . تبعته ´انجريد´ وهي دهشه لهذا القرار , وكانت طوال حديثهما مع ´ديمتريوس ´ تلاحظ تعبير وجه ´يانيس , المشوب بالحذر والإنذار . ولكنها حاولت طرد هذه الفكرة من ذهنها , إنها حقا تحبه وكل ذرة في كيانها تؤكد لها حبه ايضا على الرغم منه . إن العاطفة التي اقتسماها معا لا يمكن ان تكون مصطنعة ، وعليها ان تحاول إيقاظ هذه العاطفة في اي وقت وفي اي مكان سواء ´ليناكاريا´ او اي مكان اخر ... وعندما عادا إلى المنزل ، كانت الشمس قد بدات في الغروب وهي تغمر المكان بضوء بضوء بني رائع . رفعت ´انجديد´ خصلات شعرها النحاسي إلى اعلى حتى تتمتع بصفاء الجو، وثبتت شعرها في `شنيون ´ مع ترك بعض الخصلات متنثرة حول وجهها . كان ´يانيس ` يتأملها صامتا كعادته ، والحق ان تصرف ´انجريد جعله يفكر كثيرأ وقد ملاه الشك بينما بدات `انجريد` تنظف المنزل وتحضر الفطائر كما لو ان شيئا لم يكن . - لا داعي لهذه الهمة يا `انجريد ، فلا احد يراك الأن . توقفت `انجريد´ عن إعداد العجين ، ثم قالت له بسخرية واضحة : - لقد تصرفت بطريقة مفاجئة وغير مقبولة اليس كذلك ؟ هنا انفجر ´يانيس ` في ضحكة عالية ثم اقترب منها وتحدث بجدية قائلا : - مطلقا ! ولكن ما يزعجنى هو عدم فهمي لما يحدث ولهذا السبب لم تستطيعي الاستفادة من الموقف . ولكن ما الذي جعلك تفعلين ذلك ، اقصد ما الذي جعلك تقومين بهذا الدور ! كان يمكنك ان تحكي كل شيء لـ`ديمتريوس ` ثم ترحلى معه ... لم اكن انوي الأمساك بك ومنعك عن الرحيل . امسك ´يانيس ` الفتاة بين ذراعيه واخذ يتامل وجهها المشرق للحظة قبل ان يحتضنها بقوة ، لقد كان ذلك جهنم ... والجنة في ان واحد . قالت ´انجريد` متنهدة : - لا اعرف ، ربما ما عشته هنا او ما عشناه معأ لا يمكن وصفه بالكلمات ، ثم إن حقدي ورغبتي في الانتقام اقل منك كثيرا... قبلها ´يانيس ´ على شعرها ولم ينطق بكلمة واحدة . وضعت `انجريد` راسها على كتفه واخذت تتشمم من جديد هذه الرائحة الدافئة لجسده ، وتدفقت إلى ذهنها الذكريات وكان ´يانيس ´ يمسك بين نراعيه ، منذ ساعات قليلة ، امراة سعيدة جدأ . نعم كان يمتلك جسدها ، وهنا التصقت `انجريد` به اكثر . - وعلى الرغم من كل شيء ، نحن معا ... اجابها `يانيس بصوت اجش : - نعم . قربها ´يانيس ` منه كثيرأ . فعرفت انه حقا يرغبها . ولكن عليه هو هذه المرة ان يتعلم الصبر .. وفجاة تخلصت ´انجريد´ من قبضته وقالت له وهي تشير إلى ثوبها البالي : - هل تنوي تقديمي لوالدتك واسرتك وانا بهذه الهيئة؟ تقلص وجه `يانيس ´ وقال : - كلا بالتاكيد ! وحتى إذا اصررت انت على ذلك . فلن اوافقك . إن حاجاتك هنا وكانت هنا من البداية . وبعد ثان معدودة ، عاد `يانيس ` من المطبخ وهو يحمل حقيبة ثقيلة في يده ، وهنا تعرفت ´انجريد` على إحدى حقائبها التي احضرتها معها على متن `تيرا` ولكن من المؤكد انه ممنوع الاستفسار عن المكان الذي خبا فيه ´يانيس ` هذه الحقيبة ، ثم ذهب ليضعها في حجرة ´انجريد´ . - يجب ان تجهزي نفسك ، فبمجرد وصول ´ديمتريوس ´ إلى ´كاناري´، سيرسل إلينا طاقمأ لعودتنا فورأ وسنرحل في نفس اللحظة . - حسن ... ولكن الن تفاجا والدتك بوصولنا إليها فجاة ؟ - من المحتمل ، ولكنني اعتقد انها ستتفهم الامر> لقد علمتما الحياة اشياء كثيرة ... عضت `انجريد´ شفتها ، الحقيقة انها منذ البداية تريد رؤية هذه المراة الغامضة ولكنها . تخشى الأن مقابلتها إن كل شيء يحدث بسرعة ... - نعم بالتاكيد ولكن لغتي اليونانية لازالت بدائية جدأ ، اتمنى ان نستطع التحدث معا بالإنجليزية .ورده قايين ظهر تعبير الغضب على وجه `يانيس ´ . - إذن هذا ما يزعجك انت تعتبرينها هي ايضا سيدة امية . احتجت ´انجريد` قائلة : - كلا . بالتاكيد ، انت مصر على تشويه كل عباراتي ! الم ادفع ثمن ما قلته بما فيه الكفاية وكذلك ايضا ثمن كلمات ´جلاديس بوسورث ´ الكريهة . ####################################### امسكها ´يانيس ´ بشدة . - للاسف اخشى ان ذاكرتى اقوى من ذاكرتك فهناك كلمات لا ننساها ابدأ وقد اكدت لك ذلك من قبل ... - `يانيس ` ارجوك ! كيف تفكر للحظة واحدة اننى اوافق على ماقالته هذه السيدة ؟ - انا لا اصدق إلا ما سمعته اذنى ، كما انك لم تحاولى إثبات العكس ابدأ او حتى معارضتها . شعرت `انجريد´ ان قلبها يكاد يقفز من صدرها . - هذا خطا وانت تعرف ذلك جيدأ ! وانا لم احاول معارضتها لاننى لم ارد إشعارها بالسعادة عندما ترانى غاضبة وعندما تفسد علي اسعد يوم لفي حياتى ، يجب ان تصدقنى ! راى ´يانيس ´ الدموع في عينيها الزرقاوين من جديد وكان بكاؤها قادرأ على التاثير في القلب الأكثر قساوة فقال لها ببرود: - معذرة ولكننى لا استطيع نلك ، ولنقل مثلا إن اخطاءنا مقسمة فيما بيننا ، وعلى سبيل المثال خطا مثل خطا زواجنا لا يمنعنا ابدأ عن مواصلة الحياة .. وعلى اية حال انا واثق ان الحل الذي ساعرضه عليك سيريحك كثيرأ . جففت ´انجريد` الدموع وتماسكت حتى تستطع ان تقول: - اي حل هذا ! - ساتركك في `بيلوود هاوس ` كتعويض لك بعد انفصالنا ... شعرت الفتاة بالارض تميد تحت قدميها ، واستولى عليها الرعب الشديد . ولكنها رفضت الخضوع وردت قائلة كما لو كانت الكلمات تختنق في حلقها - الانفصال . الانفصال؟ قال `يانيس ` بجمود - الانفصال بالتراضي ربما ينتهي زواجنا بهدوء شديد بخلاف اشياء اخرى كثيرة ... - ولكننا تزوجنا منذ فترة قليلة ! الا تشعر انت باي إحساس نحوي ؟ لقد اعتقدت لتوي ان ... اختنق صوتها بالبكاء . اضاف ´يانيس ´ قائلا في ندم : - نعم لنقل إنني لم استطع المقاومة وان المحاولة نفسها كانت كبيرة وهائلة ... اغمضت الفتاة عينيها وهي في شدة الارتباك . - ´انجريد´ ! ولكنها لم تجبه ، فاامسك بكتفيها واخذ يهزها برقة . - `انجريد` ! - كلا ! وحاولت إبعاده عنها . - لم يعد ينبغى لي اي شيء حتى الامل في انك قد تحبني في يوم ما همس `يانيس ` : - هيا ... لقد احببتك حبا فريدأ ورائعأ منذ اول يوم رايتك فيه . نعم لقد رغبتك بعنف رغبة كادت تصيبني بالجنون خفض `يانيس ´ صوته وتابع حديثه بحزن مفاجئ : - لقد فهمت في يوم زواجنا ان هذا جنون وانك لن تحبيني ابدأ . همست `انجريد` وهي تداعب خصلات شعره : - ´يانيس ´ ... حبيبي ! تراجع ´يانيس ` إلى الوراء . - كلا ! ابدأ ! انت لا تفهمينني ! انا اتمنى شيئا واحدأ .. شيئا واحدأ .. وانت .. اشعر بالإرهاق لتذكر الماضي . الماضي المدفون . هيا اذهبي لتعدي نفسك . لقد حان الوقت . صعدت ´انجريد´ السلالم ، ثم استجمعت قواها وواجهته . - اطمئن ، لن احاول تفسير ما حدث مرة ثانية بما ان الذكريات ترهقك ، ولكن ارجوك ان تسدي إلئ خدمة ... نظر إليها وهو يتمزق لصوتها الضعيف . - خدمة ! ما هي يا ´انجريد´ ؟ - إذا امكننا ترك الماضي وراء ظهرينا ؟ هل يمكنك ان تصبح صديقأ لي او حتى لطيفا معي ؟ او حتى اقل كراهية نحوي ... فحتى إذا كان من الضروري ان ننفصل عن بعضنا ، اعتقد انه ربما من الواجب ان نحافظ على المظاهر حتى امام عائلتك على الاقل ! نظر إليها `يانيس ´ نظرة لم تستطع فك رموزها . - اعتقد انه تصرف منطقي ، على الاقل في الوقت الحالي ... نظرت إليه ´انجريد` بثبات وجدية ، لم صعدت إلى حجرتها . ربما يكون الماضي قد انتهى ولكن المستقبل يبدو كئيبا جدأ . ورده قايين ################################### |
#7
|
||||
|
||||
![]() الفصل الثامن
بعد حوالي عشرين دقيقة وجدت ´انجريد´ `يانيس ` عند الباب رماها بنظرة متسائلة عندما لاحظ إشراقة وجهها في ثوبها الحريري الاخضر الذي يكشف عن كتفيها المتناسقتين . وكانت تضع في رقبتها عقدأ من الذهب ، مع قرطين غاية فى الجمال . - انت رائعة .. اليس كذلك يا ´الكسيس ؟ ابتسم الرجل العجوز الذي يقف بجانبه ، وشرح لهما بلغته الإنجليزية الركيكة ان اليخت في انتظارهما . وتبادل يانيس معه عدة كلمات ، ثم ذهب ليأتي بالحقيبه من الداخل واغلق نوافذ المنزل . كانت حرارة الجو عالية وكان الهواء المعبق بالروائح المختلفة يطير شعر ´انجريد´ وهم في طريقهم إلى الميناء . ولم تدر `انجريد` راسها لتنظر ورائها ولا لمرة واحدة فعلى الرغم من كل ما قاسته في ´لينا كاريا´ ، وفي هذا المنزل ، إلا ان قلبها يعتصر الما لفكرة انها لن تعود هنا ثانية وان هذه الصفحة من حياتها قد طويت تماما .. كان ´يانيس ` واقفا عند مقدم اليخت وكانت ´انجريد´ تسترق النظر نحوه من وقت إلى اخر فكان يبدو وسيما وحاسما تحت اشعة شمس الغروب التي تتلاعب فوق لون جسده البرونزي وكانت تحاول بشتى الطرق البحث في ذاكرتها لتعيد إلى مخيلتها صورة الرجل الذي كان يشع سعادة منذ ساعات قليلة وهو يضمها بين ذراعيه لتمنحه نفسها . هذا الرجل الذي لا ينفصل ابدأ عن توتره الداخلي الممزوج بالحزن . فيظهر هذا التعبير على ملامح وجهه حتى عندما يبتسم مثلما حدث في هذه اللحظة ... وهنا ادارت ´انجريد` وجهها بحزن لتراقب المنظر الطبيعي حولها ، فقد اصبح شاطئ ´ليناكاريا´ بعيدأ الآن وكان الهواء شديدأ لدرجة تسمح لها بالكاد بسماع صوت موتور اليخت . ولم تستطع الفتاة ان تنسى ابدأ انها على وشك مقابلة والدة `يانيس ´ ، وحاولت عبثا تخيل هذه المراة التي لا تعرف حتى اسمها . كما حاولت ان تتذكر ما قاله ´يانيس ` عنها وفي الحقيقة انه على الرغم من انه ذكرها عدة مرات إلا انه كان يبدو كتوما جدأ في هذا الصدد . ولكن يبدو من حديثه انها امراة ذات سلوك متميز ويبقى الأن تخيل طريقة استقبالها لزوجة ابنها ، وكم كانت ´انجريد´ تخشى هذا لاستقبال ... وحتى تبعد ´انجريد` عن مخيلتها هذه الافكار التي تؤرقها حاولت ان تستغرق في تامل الطبيعة وسطح المياه وجزيرة `كاناري` التي بدات تظهر في الأفق . وبعد حوالي ربع ساعة ، وصل اليخت إلى الميناء الكبير وتوقف بجانب مركب ´ديمتريوس ` الشراعي وسط عدد كبير من مراكب الصيد كان الميناء مملوءأ بالمنازل الصغيرة البيضاء ، وكانت معظم الأبواب مفتوحة ويجلس على اعتابها اشخاص مسنون بينما يجري الاطفال هنا وهناك . هنا يجلس رجل يدخن ، وهنا تجلس سيدة تعمل في صناعة الشبك ، وهناك الباعة الجائلون يعرضون الازهار ، وفي الطريق كان الجميع يلوحون بالسلام إلى `يانيس ` وهو سائر بجانب زوجته وكان البعض ياتون لتقبيله وتبادل بعض الكلمات معه بينما ينظرون باستغراب إلى `انجريد´ التي تقف مبتعدة قليلا . وفكرت الفتاة وهي تتقدم على رصيف الميناء المرصوف بالاحجار الضخمة انهم لا بد يقولون لقد عاد ابن المدينة ومعه امراة مجهولة وكانت طريقة ´يانيس ` في السلام والتحية تخص شخصأ مختلفأ عنه في السن والطبيعة وتختلف ايضا عن طبيعة هذه الامبراطورية المتحمسة ، وكان ذلك في نظر ´انجريد` يعبر عن الوجه الأخر لشخصية ´يانيس ` . وهنا في هذه الجزيرة . يبدو ان التفكير في احداث الايام القليلة الماضية مجرد ذكرى سيئة وتجاعيد مرسومة على سطح محيط الحياة ... وهكذا ياتي الماضي والمستقبل ليتخذا مكانيهما في خضم هذه الحياة الجديدة بصورة غير واضحة وغير اكيدة . صاحت `انجريد´ مهللة بينما كان `يانيس ` يفتح باب السيارة الواقفة على بعد عدة امتار من الميناء : - إن كل شيء يبدو مختلفا هنا ! ولكن `يانيس ` اكتفى بقوله : - والدتي تسكن في الناحية الاخرى من الجزيرة . استقل الزوجان السيارة معا وانطلقا في هدوء عبر طرقات القرية ، وكانت الشوارع ضيقة ومتعرجة وتتخذ في بعض الاحيان شكل السلالم حتى تتلاءم مع طبيعة الارض . وكان جانبا الطريق محاطين باشجار الفواكه والخضراوات مما يجعل الطريق ضيقا ، وكانت طرقات المدينة حافلة في هذا الوقت بالتجار والمشترين وكانت الضوضاء شديدة جدأ . وترى هنا وهناك الملابس ذات الألوان المتباينة متروكة لتجف في النوافذ ، وهناك يفوح عطر `اليونان ´ والرائحة المميزة لاشجار الفواكه والخضروات وزيت الزيتون والتوابل بجانب رائحة البحر ايضا . وفجاة اوقف ´يانيس ` السيارة بسرعة ليتفادى احد الحيوانات الاليفة وتبادل مع صاحبها عدة كلمات . وهنا انفجرت ´انجريد´ في الضحك ، فنظر إليها ´يانيس ´ نظرة مقتضبه - في بعض الاحيان اظن انني لو لم اولد في هذا البلد ، لاصبحت يونانيا ايضا...ورده قايين وحاولت ´انجريد´ ان تعلق على حديثه ولكنها لم تجرؤ ثم تابعا طريقهما الطويل بينما كانت المنازل تتناقص اعدادها شيئا فشيئا . وكانت الوان الاشجار الخضراء الزاهية تختلف كثيرأ عن لون الارض الجرداء المنعزلة لجزيرة `ليناكاريا` ... وعندما اوقف ´يانيس ´ السيارة امام سور من الحديد تظهر من ورائه اشجار البرتقال كان الغروب قد هبط على المدينة . ####################### وكانت فروع الاشجار العالية تفوق ارتفاع الجدران العالية التي تحمي المنزل الضخم . - لقد وصلنا . ثم منح ´يانيس ` ذراعه للفتاة باناقة حتى يساعدها في نزول درجات السلالم الحجرية التي تؤدي إلى الفيلا وكان الممر كله محاطأ باشجار الليمون وكانت الاشجار المختلفة تعبق الجو برائحتها المعطرة وهنا اكتشفت `انجريد´ الفيلا في مجملها .. إنها سحر حقيقي . كان المنزل واسعا جدأ ولونه ابيض ومحاطا بالشرفات والنوافذ . وكان يطل من ناحية على البحر ويتصل به مباشرة عن طريق خليج صغير ذي مياه شفافة . وكانت هناك سيدة تقف في انتظارهما في إحدى الشرفات المطلة على البحر، ترى هل هذه السيدة التي لا تزال صغيرة في السن هي والدة ´يانيس ` ام تراها `إيلينا` ؟ على اية حال ، فهي لا تشبه الفلاحة التي ذكرها ´ديمتريوس في اي شيء ... كانت السيدة تبدو محترمة وجمالها كانه ينتمي إلى عصر اخر مثل الذي ينتمي إليه ´يانيس ´ نفسه . وعلى وجهها تبدو اثار وجذور اليونانية القديمة ، ويبدو شعرها اسود اللون مع وجود عدة شعيرات تميل إلى اللون الفضي ، وكان مشدودا إلى الوراء فيظهر وجهها مشرقأ وعيناها واسعتين ، وعلى اية حال كأن هذا الوجه ليس غريبا بالنسبة لـ´انجريد` ... وفجاة شعرت ´انجريد´ بالتردد وتساءلت كيف يكنها تحية هذه المراة ، ولكن هذه المراة تقدمت بسرعة نحو ´انجريد´ وهي تفتح ذراعيها لاستقبال الفتاة وقبلتها على خديها ، ثم وضعت يديها على كتفي الفتاة وابتعدت عنها قليلا لتتاملها ، ثم قالت كانها سرت كثيرأ بما رات : - حسن ! اهلا بك في عائلتنا يا صغيرتي، لقد اصبحت ابنتي منذ الأن شعرت ´انجريد´ بوجهها ساخنا إذن فوالدة ´يانيس ` تجيد اللغة الإنجليزية ، لقد فهمت الآن انها رات من قبل هذا الوجه وهذه الابتسامة ، نعم راته اكثر من مرة وهنا تمتمت ´انجريد : - ايرين لاسكوز´؟ هل انت والدة ... ؟ نظرت المراة بغضب نحو `يانيس ´ . - الم يقل لك ابني شيئا ؟ تبدين مذهولة ... وقفت ´انجريد´ في دهشة ، هل هي حقا ´ايرين لاسكوز´ الممثلة المعبودة من كبار المخرجين في ´هوليوود´ التي تركت حياة التمثيل وهي في اوج عظمتها ، هل هذه المراة هي والدة ´يانيس ` ؟ - ´يانيس ´ ، لماذا لم تخبرها بشيء ؟ الم تكتف بإخفائك هذه الفتاة الرائعة عندما اخبرتني انكما على بعد الاف الكيلومترات من هنا ، ولكنك اخفيت عنها ايضا حقيقة شخصيتي ... لماذا بحق السماء ! كان صوتها مملوءا بالعتاب . - الحقيقة انا لا اعرف اي شيء ، واتمنى كشف هذا الغموض . قالت المراة وهي تنظر بإعجاب إلى جمال `انجريد´ : - لقد فهمتك .. ولم اكن اتوقع رؤية كل هذا الجمال ، ولكنك تبدين مصدومة ! - كلا ، لا شيء يا سيدتي . لا بد ان هناك سببأ منع ´يانيس ´ من قول الحقيقة ... هل تعرفين انني رايت كل افلامك . شكرتها ´ايرين ` بابتسامة رائعة فهدأ الجو قليلا . - انت تتملقينني يا ´انجريد´ ، لقد اعتزلت التمثيل منذ حوالي عشرين عاما... ناديني `ايرين ` ! لثم احاطت السيدة كتفي الفتاة بإحدى ذراعيها بطريقة حانية واحاطت كتفي يانيس بالذراع الاخرى وهي تنظر إليه بخبث ، ثم جذبتهما نحو حمام السباحة وهنا شعرت ´انجريد´ بالهدوء قليلا ، واستطاعت ان تجد ابتسامتها على الرغم من الحزن الذي يسيطر عليها لاكتشافها خداع ´يانيس ` لها ... - اتمنى الا تكوني قد تاثرت كثيرا بإقامتك في ´لينا كاريا` إنني احزن كلثيرا لرؤية ´لينا كاريا´بهذه الصورة ، لقد كانت فيما مضى جزيرة رائعة و نابضة بالحياة ، وكنت اذهب إلى هناك دائما لقد تحولت هذه الارض المهملة إلى ارض حزينة ... تنهد `يانيس ´ قائلأ : - سياتي اليوم الذي تستعيد فيه `ليناكاريا´ روعتها ثانية اعدك بذلك 0 - عندما تعد بشيء ، اعرف انك تفي به دائمأ يا بني ´انجريد` .. لقد تزوجت اكثر الرجال عنادأ على وجه الارض . اجابت الفتاة متنهدة : - لقد لمست ذلك بنفسي 0 - عندما كان طفلا لم يكن احد يستطيع ان يثنيه عن عزمه إذا قرر شيئا ، اعتقد انه اخذ هذه الصفة عن والده والآن من المؤكد انه كان سيفتخر به كلثيرأ وسيسعد جدأ لرؤيته اخيرأ رجلا متزوجأ ... اومات ´انجريد` براسها وهي عاجزة عن الرد وتابعت ´ايرين حديثها : - انا لا اعرف السبب الذي يجعلني اذكر لك كل هذا ، ولكن من الضروري ان تعرفي كل شيء ومن المحتمل ان يكون سبب تاخيركما عن الحضور سببأ وجيهأ في انكما اردتما إخفاء حبكما عن اعين الناس ، فعند الزواج ، تكون هناك اشياء كثيرة جدأ لا بد ان تقال .. ###################################3 اكتفت الفتاة بابتسامة على وجهها ، فلم يكن هناك اي وجه شبه بين ما قالته والدة زوجها عن شهر العسل وبين ما عاشته هي بنفسها في ´ليناكاريا´ ! وعلى اية حأل بدا `ديمتريوس ` كتوما جدأ بشان ما راه وشعر به اثناء زيارته لهما في الجزيرة ، ولا بد ان تعترف له ´انجريد` بهذا الجميل وايضا ´يانيس ` . قال `يانيس ` وهو يجذب السيدتين نحو الفيلا . - اعتقد ان الآخرين سيشعرون بالملل إذا استمررنا في الحديث هنا وتاخرنا عنهم . - اتمنى ان ينال منزلي إعجابك لقد اصبح منزلك الأن ، واريد ان تشعرا بانكما فعلا في منزلكما يا صغيري . دخل الجميع القاعة الواسعة للفيلا ذات الاعمدة المصنوعة من الجرانيت الرمادي اللون . ومروا في طريقهم على حجرة المكتبة الفخمة ذات الديكور الرائع ، وكان بها كرسي ضخم من الطراز الفيكتوري وكان يشغل مكان الصدارة امام المكتبة المملوءة بالكتب المختلفه ، كما توجد لوحات ذات جمال رائع تزين الجدران بينما يخفي ´ساتر` من البرنيق الصيني درجات سلالم وراءه ، إنه حقا قصر . .. وعندما دخلوا حجرة استقبال الضيوف الواسعة ، كانت قبيلة اندروبولوس كما كان يسميهم ´يانيس ´ في انتظارهما . وتعرفت ´انجريد` على `ديمتريوس ` على الفور وهو يقف وراء الاريكة التي تجلس عليها سيدتان تتحدثان . وعندئذ اسرعت اصغرهما سنا نحو يانيس وكانت ترتدي تاييرأ ابيض اللون وتضع جواهر رائعة . - ´يانيس ` يالها من سعادة ان اراك ثانية .! لابد انها ´ايلينا´ ، ولابد انها قريبة جدأ من ابن عمها ويمكن تاكيد ذلك من القبلة التي وضعتها على شفتيه بمجرد ان راته ... وتقدم `يانيس ` ليعرف ´انجر يد´ على الجميع وهو متضجر بعض الشي ء ثم قال بعد تردد : - ´ايلينا´ ، هذه ´انجريد` ، إنها ... زوجتي . وعندئذ بدا الاستياء على شفتى الفتاة ، وحيت الفتاتان بعضهما بعضا بتحفظ شديد وكل واحدة منهما تراقب الاخرى بوضوح . وكانت `ايلينا´ تضع عطرأ من النوع الذي يترك اثرأ واضحأ . وفهمت ´انجريد` على الفور من نظرات الفتاة انها تحب ابن عمها ´يانيس ´ بشدة . ولاحظت ´ايرين ´ ارتباك زوجة ابنها ، فجذبتها من ذراعها وقدمتها للعمة ´صوفيا´ التي مدت يدها ذات الاصابع الطويلة الاظفار الصارخة نحو الفتاة .، كانت السيدة فى حوالي الخمسين من عمرها . وكان وجهها يحمل تجاعيد الزمن واضحة على الرغم من طبقة كريم الاساس الكثيفة عليه . ´والحق ان طريقة تصفيف شعرها وكمية الماكياج الكثيفة كانت تعطيها صورة اردا من صورتها الطبيعية . وكانت ملابسها وجواهرها تؤكد انها سيدة ثرية جدا ولكنها سوقية .. وهذا على النقيض تماما من شخصية ´ايرين ´ ! ووقفت انجريد تتلقى التهاني والامنيات السعيدة بينما تقدم منها ديمتريوس ليعطيها كوبا من العصير , وعلى الرغم من استغراقها معه في حديث طويل ، إلا ان `انجريد` ظلت تراقب ´يانيس ´ و ´ايلينا وهما يتحدثان معا . ولم تستطع بالتأكيد فهم مغزى الحديث فيما عدا عدة كلمات نطق بها ´يانيس ` باللغة ألانجليزية مثل . - سافكر في الأمر انا ايضا .. وعندئذ إدارت وجهها بعيدا عنهما حتى لا تراهما معا وحتى تبعد عن نفسها هذا الشعور بالاحتقار . ورده قايين وشعرت ´انجريد´ ان `ايلينا´ تعتبرها منافسة لها وفي مقابل ذلك كانت عجرفة `يانيس ` ولا مبالاته تبتعدان تماما عن كونه رجلا متزوجا ... وتساءلت ´انجريد´ بحزن كم من الوقت ستقضيه بين جدران هذا المنزل ، وقررت تجنب ´ايلينا´ بقدر المستطاع . انتفضت ´انجريد´ فى مكانها عندما جذبتها ´ايرين ´ بعيدا . وقالت لها مطمئنة : - اعرف باي شيء تشعرين , واعتقد انني لم اكن على حق عندما دعوتهم واتذكر اليوم الذي تقابلت معهم فيه اثناء القضية وكانت هذه اول مرة اراهم , كان يوما رهيبا ! كانت صدمة حقيقية بالنسبة لي . - ومع ذلك لابد انهم كانوا يعرفون من انت ، فانت امراة مشهورة ، ولابد انهم راوا افلامك ... - كثير من الناس يعرفون `ايرين لاسكوز´ ، ولكن هذا اسم الشهرة والحق انني ادعى ´ايرين كريستوفورو` ، وهو الاسم المدون في شهادة ميلاد `يانيس ´, وفي كل وثائق وملفات القضية . - لابد انه كان وقتا عصيبا بالنسبة لك . - خاصة بالنسبة لذكرى المسكين `تيو´ ... ومنذ ذلك الوقت وانا احاول النسيان ويحاول ´يانيس ´ إعطاءهم اموالا كثيرة حتى تسكت احقادهم . وهنا تدخل ´ديمتريوس في الحديث قائلا : - شيء رائع ان اتقابل معك هنا ، إن العالم صغير حقا يا ´انجريد´! كان التوتر يبدو واضحا في كلماته ، وفي هذه اللحظة , دخلت الخادمة لتعلن موعد العشاء ، فتعلقت `ايلينا بذراع `يانيس ` وجلست ايضا بجانبه حول المائدة , بينما جلست `انجريد´ بين `ايرين و`ديمتريوس ´, ولسبب غير واضح ، لم تشاركهم العمة ´صوفيا الطعام . ولكن حديث والدة زوجها وحنانها جعل ´انجريد´ تشعر بالهدوء , وكان ´يانيس ´ يبتسم لها من وقت إلى اخر , وكانت ترد عليه بابتسامة ايضا حتى لا تصيبه بالإحباط . #################################3 واثناء تناول الطعام اهتمت `ايرين ´ بخدمة ´انجريد` , واعجبت الفتاة كثيرا بالطعام المكون من الاسماك المختلفة فهي لم تتناول اي طعام منذ البارحة . وبعد تناول القهوة , تحججت ´انجريد` بالإرهاق نتيجة السفر وتركت المكان . وهنا اصرت ´ايرين ´ على مصاحبتها لتريها حجرتها بنفسها بينما قام `يانيس ´ وقبلها على جبهتها كما لو كان زوجا عطوفا ، اما `ايلينا فقد ابتسمت لها برقة وحياها ´ديمتريوس ´ بقبلة على يدها ثم همس ´يانيس ´ في اذن زوجته : - سالحق بك يا عزيزتي , هل تشعرين بالضيق ؟ - كلا ، نهائيا , كل ما في الامر انني متعبة قليلا ، كما انني اسعد كثيرأ لرؤيتك متفاهما مع اسرتك ، والبداية تبدو طيبة مع ايلينا´ ... وفجاة شعرت ´انجريد` بتوتر ´يانيس ´ وكانه قد فوجئ بسخريتها منه . وقالت ´ايرين ´ : - نعم يا `يانيس ` ، زوجتك محقة ، لقد تاخر الوقت كثيرأ , ويمكنك الاهتمام باقربائك بينما اصحب انا ´انجريد´ إلى حجرتها . - سمعا وطاعة ... كانت الحجرة التي خصصتها ´ايرين ` لابنها وزوجته جناحا رائعا يليق بعروسين , فكان كل شيء ابيض اللون وكانت للحجرة شرفة تطل على البحر . قالت `انجريد` مبهورة بالمكان : - يالها من روعة ! - إنني سعيدة لان الحجرة نالت إعجابك , واعتقد انه لم يعد ينقصك شيء الأن فيما عدا ´يانيس ` بالتاكيد , سارسله لك فورأ . والحق ان حنان ورقة `ايرين ´ جعلا `انجريد´ تشعر بالدموع في عينيها ، فقالت لها : - اشكرك واتمنى لك ليلة سعيدة . - وانت ايضا يا بنيتي اتمنى لك السعادة دائما ، وليحم الرب حبكما وطفلكما الذي سياتي إلى الدنيا في يوم ما ... اغلقت ´انجريد` باب الغرفة وهي ساهمة ، ثم نظرت إلى الفراش الابيض ... ونزعت حذاءها وتمددت عليه لعدة دقائق , واخذت تتامل اللوحات التي تملا الجدران والأثاث الفخم الذي يملا الحجرة . ولأول مرة منذ وصولها إلى هذا البلد , تشعر ´انجريد´ بالهدوء والاطمئنان ... وبالتاكيد كان لهدوء هذا المكان ودفء معاملة ´ايرين تأثير كبير . ثم قامت `انجريد` وتجردت من ملابسها وذهبت لتاخذ حماما ، فوجئت بروعة المكان وحداثته وفخامة السراميك الأزرق 0 وكان يوجد ايضا نبات اخضر يجعل المكان كانه حلم . وعلى الرف 0 توجد زجاجات ذات أشكال وألوان متعددة بجانب مساحيق التجميل المختلفة 0 تمددت الفتاة في البانيو لتنعم بدفء المياة على جسدها 0 وأخذت تدلك جلدها بالصابون المعطر والشامبو الرائع حتى شعرت كأنها عادت الى الحياة من جديد 00 ولكن على الرغم من هدوء جسدها , الا ان رأسها لايزال عاصفا بالأفكار المتباينة 0 حتى على الرغم من أنها مقتنعه انها لاتنتظر أي شئ من يانيس 0 نعم , انه يمسك بخيوط مصيرها بين يديه , للأسف كانت كل كلمة قالتها الغجرية صحيحة 00 وهنا شعرت بالضيق والرغبة في التمرد , انها لاتستطيع تحمل مثل هذه التصرفات الكريهة دون ان تفقد احترامها لنفسها ان كرامتها في خطر , ولابد ليانيس ان يستمع اليها عندما يلحق بها الآن 00 انتهت انجريد من حمامها وجففت جسدها بشدة قبل ان ترفع شعرها وترتدي ثوب النوم الذي اعدته " ايرين " من أجلها وعندما عادت الى الحجرة كان يانيس جالسا بظهره وهو ينظر نحو الشرفة 0 توقفت " انجريد " في مكانها صامته تحاول تجميع أفكارها وشجاعتها وهي تنظر اليه 0 ولكنه قال بهدؤ دون أن يستدير نحوها : - لقد قالت لي والدتي انك تنتظرينني . - لا اعتقد انني نطقت بهذه الكلمات ... إن والدتك تظن ان علاقتنا علاقة رومانسية . استدار `يانيس ´ نحوها والصدق واضح في عينيه ، وانتهزت `انجريد´ هذه الفرصة لتقترب من الفراش ، ثم جلست فوقه وغطت نفسها جيدأ قبل ان تتابع : - `يانيس ´ ، لابد وان تنتهي هذه المهزلة . لابد ان نخبرها بالحقيقة ، واعتقد انه كلما اسرعنا ، كان افضل ... قطب يانيس ` جبينه . - من المحتمل ولكنها تجدك رائعة ، وحقا كنت ممتازة في اداء دورك ... - ولكنني لم اقل ما يخصك , في الحقيقة انت و ´ايلينا` تمثلان زوجا مثاليا ، واعتقد انها ستكون سعيدة جدأ عندما تعلم انك ستكون حرا قريبا ! ابتسم ´يانيس ´ بسخرية . - لم افكر في ذلك من قبل ولكنها فكرة جيدة ، وعندما اتزوجها ، ساتخلص نهائيا من الدين المزعوم الذي اسدده لأسرتها . اجابته الفتاة بعد لحظة تردد : - حسن جدأ ، ساتحدث غدأ مع والدتك ، اترى , إنني احاول تسهيل مهمتك عليك ، والأن اتركني , فانا مرهقة واريد ان انام . اطفا يانيس ´ النور ، وبدات ´انجريد´ تسمعه وهو ينزع ملابسه . - ´يانيس ´ لقد طلبت منك ان تتركني . قال ´يانيس ´ بهدوء وهو يمسك بيدها : - اتركك ، ولكن اين اذهب ؟ اجابته في ارتباك : - لا اعرف ، ولكن من المؤكد ان في المنزل حجرات كثيرة مهياة لاستقبالك ، ولتبدا بحجرة ايلينا0 - ´انجريد´ , يبدو من حديثك انك لا تعرفين شيئا عن السيدات اليونانيات وتقاليدهن ! انا لا يمكننى مشاركة `ايلينا´ الفراش إلا بعد الزواج منها ، وحتى يحين هذا الوقت ، انت زوجتي ويجب ان انام هنا ... جذبها ´يانيس ` برقة نحوه وهمس بصوته الاجش : - انت لا تعرفين ماذا تقولين . تخلصت `انجريد´ من قبضته وجلست على حافة الفراش وهي ترتعش . - إذا لم ترحل من هنا ، سانام على الكرسي 0 ضحك `يانيس ` بمرارة . - شيء مؤكد ! ولكنه حذر لا داعي له ، فسانام معك في نفس الفراش . - بجانبي , إذن افضل توضيح الامور اكثر من ذلك ! وهنا اضطرها ´يانيس ´ للنوم ثانية وتمدد بجانبها ، فشعرت بجسده الدافئ قريبا منها ، وبدا قلبها يسرع في دقاته . ثم همس `يانيس ´ إليها برقة : - تصبحين على خير 0 - فاغمضت انجريد عينيها محاولة كتم صرخاتها وبكائها وحزنها 000 ورده قايين ########################################### |
![]() |
الكلمات الدليلية |
المنتقم, العاشق, رواية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|