ساعتزم الرحيل

عندما كنت طفل في كل مرة أشتري علبة ألوان
ارمي القلم الابيض جانبا وحين تسالني امي لماذا
أقول لها : لا يلون والآن بعد أن كبرت ايقنت جيدا
لماذا الأبيض لا يلوّن
لانه صادق ونقي لا يزيف الحقائق ولا يعطيها لون سوى لونها الحقيقي
ولو كنت اعلم بذلك ما فرطت فيه ابدًا ولكن بعد كل تلك الاعوام
لم اعلم اننى احتاج الى قلمى الابيض من جديد
لكى اصبغ به بعض القلوب التى تعانى مراره الالوان القاتمه
لكنى هكذا انا دائمأ لا اعلم مدى احتياجى للاشياء الا بعد ضياعها منى
لذلك قررت واعتزمت ان ارحل عن هذه الدنيا الجباره التى تاخذ منا بطريقه او باخرى
اعز ما نملك تبا لكى ايتها الدنيا المغروره تبا لمن يتشبث فيكى
نعم اعتزمت الرحيل ساحزم حقائبى الملم زكرياتى التعيسه معى ساستقل قاربى القديم المتهالك ذو الشراع المتهلهله من
فعل بنى البشر بها وارفع مرساتى ابحر فى بحور اليأس والحيره والمراره انتظر اول
موجه عاتيه لتنهى حياة رجل مهزوم اصرت الحياة دائمأ ان يعيش بين دروبها مهزوما منكسرا
فلتاتى ايتها الموجه بسرعه البرق لعلى اتنفس اخر انفاسى وانا فى احضانك ايتها الموجه لقد مللت الحياه بمن فيها بمن يسكنوا دروبها
وان لم تاتى ايتها الموجه ساستمر فى ابحارى هذا ساذهب الى جزيره بعيده جدا عن كل عيون البشر اعيش فيها منفردأ
بين دفاترى واشعار رجل مغلوب على امره لا اريد ان ارى وجه احدأ من هؤلاء
الذين ابكو عيونى بمراره وتلززوا لمرارتى وخفقان قلبى بين ايديهم
سارعل بعيد عنك تاركأ لكى زكرى الامى واحزانى
سارحل تاركا بعض اشعارى المتبعثره بين ربوع قلبك
سارحل تاركا لكى قلبى الذى ملكتيه
وعقلى الذى احتلتيه وكاينى الذى تفننتى فى تعذيبه
سارحل رغم حبك الفاتك بفؤادى
سارحل لاعبر من بحورك الى بحور اخرى لا يكون فيها سوى بعض السكون
والصمت الرهيب
سارحل تاركا لكى قيثارتى تعزف باحزن واتعس الحان الغرام
ساسكن جزيرتى الجديده مع زكريات حبك الجميله لن ازكر لكى سواها
اخوض فى زكرياتى تلك على استطيع العيش من جديد
انتظر هبوب عاصفه قويه تهلكنى مع زكرياتى الجميله لن ازكر لكى
كل ما هو محزن لن ازكر جروحك لى الامى على يديك
لن ازكر تفننك فى تحطيم قلبى
ليتنى احتفظت بقلمى الابيض كى الون من جديد بعض الوانك
اصبغها كى تتنعم بصفاء الابيض نعم لقد كانت امى على حق تام ليتنى اصغيت الى
كلماتك
لكنى قررت واعتزمت الرحيل
............يوميات رجل مهزوم ..............عمااااااااد