إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2010, 01:48 PM
الصورة الرمزية ايام عمري
ايام عمري غير متواجد حالياً
مديرة المنتدى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 14,945
ايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond reputeايام عمري has a reputation beyond repute
"ما ملكت أيمانكم"

"ما ملكت أيمانكم": عن أحوال المرأة المتأرجحة بين الأصولية والحداثة


يتصدى مسلسل "ما ملكت ايمانكم" للمخرج نجدة أنزور لعدد من المسائل والإشكاليات التي يشهدها العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، والمسلسل، الذي يصور حاليا وينتمي الى ما يسمى بـ "الدراما الاجتماعية المعاصرة"، يتخذ من دمشق مسرحا لأحداثه الرئيسة بحيث تكون نموذجا لما يجري في مدن عربية أخرى.
وتبدو حكاية المسلسل، التي كتبتها هالة دياب، فلسفية للوهلة الأولى، إذ يشير الملخص الى ان هذا العمل يبحث في ثلاثية (الروح، الجسد، العقل) لتمثل الروح "الخط الأوسط، ذلك ان الجسد بدون روح تتحكم بغرائزه وضعفه يمسي جثة متحركة وهشة، وكذلك العقل بدون روح تشرف عل طموحه وخباياه يمسي أداة مادية بحتة يفقد مع الوقت غرضه كأداء لتقوية الجسد وقيادته".
لن نتوقع من هذا المسلسل، بالطبع، ان يغرق في هذه الطروحات الفلسفية المعقدة، فالدراما التلفزيونية التي توجه الى الملايين، وتحل ضيفا في كل بيت، تسعى الى تبسيط الأمور، ودائما ضمن قالب قصصي جذاب، ومشوق. هذا ما يؤكده أنزور، إذ يقول بان مسلسه هو "بمثابة إضاءة لجوانب من أزمة المجتمعات العربية عبر مناقشة هموم وقضايا وهواجس ثلاث نساء تختلف طباعهن وتطلعاتهن وثقافتهن وفقا للظروف الاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية الدينية"، ويوضح أنزور في حديث لـ "الحياة" ان "المسلسل يهدف الى شرح معادلة تفيد بان هيمنة أي ضلع من اضلاع المثلث على حساب ضلع آخر تحدث خللا، ونحن نركز على فضيلة الاعتدال التي تمثله الروح لضبط التطرفَين: الانحلال "الحداثي" الأخلاقي من جهة، والأصولية "السلفية" المتزمتة من جهة أخرى".
وعنوان المسلسل في ذاته يختزل الكثير من أجوائه، فهذا التعبير المستمد من القرآن الكريم، والذي ينطوي على أبعاد ودلالات دينية معروفة حول "الجواري، والإماء، وتعدد الزوجات"، يؤول، هنا، على نحو رمزي للتدليل على واقع المرأة المتأرجحة بين صورتين متناقضتين بشكل فاقع: صورة الحداثة، والتمدن التي تصل، أحيانا، حد الانفلات، والصورة المغايرة الأخرى التي تتمثل في المرأة المغيبة خلف حجب سمكية من الإرث والعادات والتقاليد والتفسير الأصولي الخاطئ للدين، كأن "يقام الحد" على إحدى شخصيات المسلسل وهو ما يتناقض مع جوهر الدين.
صورتان تتجاذان المرأة، وأنزور، الذي ينتج العمل كذلك، يسعى الى رسم لوحة صادقة لمجتمع ممزق لا يستطيع التحرر من عبء الإرث الثقيل، ولا يستطيع الاستغناء، في الآن ذاته، عن آخر الابتكارات التكنولوجية، لنكون، والحال كذلك، إزاء واقع ساخر، مليء بالمفارقات. وينأى أنزور، كما يؤكد، عن أي نوع من "التبشيرية أو الوعظية، فالواقع مغاير للطموحات والتمنيات"، ويرفض إتخاذ موقف داعم لطرف ضد آخر، بل يبذل جهدا لتقديم صورة دقيقة، وموضوعية عما يحدث في المجتمع، إذ يكتفي برصد هذا الواقع المتشابك، المتداخل بكل تفاصيله تاركا للمشاهد العثور على المقولة النهائية عبر أسئلة تتوالد مع كل حلقة جديدة.
مدير الانتاج عصام الداهوك يقول بان "التصوير سيتم في عدة دول وهي، فضلا عن سورية، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا"، وينفي داهوك الانطباع السائد بان "الدراما المعاصرة لا تستلزم امكانيات انتاجية ضخمة"، إذ يقول بان تكلفة استئجار "فيلا" حديثة تفوق، أحيانا، تكلفة بناء موقع تاريخي جديد للتصوير، بينما يقول مدير التصوير والإضاءة المصري محمد حبيب، الذي جمعته مع أنزور تجارب درامية سابقة عديدة، يقول بان "تكنيك الصورة والإضاءة يختلف من مسلسل الى آخر، ذلك ان مهمة مدير التصوير تتمثل في الاهتمام بالمشاهد واللقطات وزويا التصوير بحيث يخدم فكرة العمل"، لافتا الى ان "النقل الاخباري المباشر للمشاهد واللقطات يضعف من بنية الحكاية الدرامية، لذلك فإن كل مسلسل يتطلب بناء مشهدية بصرية مقنعة، تسهم في إيصال محتوى العمل ومضمونه".
الفنان فايز قزق يقول بان دوره ثانوي في المسلسل، فهو يجسد شخصية أستاذ جامعي مثابر ودؤوب. لكنه "يخضع في لحظة ما لنزوة عابرة تتسبب في سقوطه كمثل أعلى لطلابه"، وإذ يعرب قزق عن استيائه من هذا السؤال التقليدي حول دوره في مسلسل ما، فإنه وجد في هذا اللقاء فرصة لشن هجوم عنيف على التلفزيون، إذ اعتبره "الجنين القذر للثورة الصناعية الكبرى، أما المسرح فهو نتاج طقس إنساني ذي جذر ديني رحيم"، ويضيف قزق بان "التلفزيون أداة اعتقال للشعوب، وخصوصا في دول العالم الثالث، ففي حين لا تستطيع الأنظمة بناء سجون ضخمة للمجتمع برمته، فانها تحول كل منزل إلى سجن للأسرة، وتحول الغرف الى (زنزانات منفردة) حيث يصعب على كل فرد التواصل مع الآخر".
وردا على سؤال حول سبب مشاركته في الأعمال التلفزيونية طالما أن التلفزيون "مخرّب الى هذا الحد"، يرد قزق "أنا ممثل، وإنْ كنت قادما من الخشبة، ومن الغباء أن أتجاهل حقيقة أن ما أتقاضاه من عمل عشرة أيام في مسلسل تلفزيوني يفوق ما أتقاضاه خلال سنتين من التدريس في المعهد المسرحي أو الوقوف على الخشبة".
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.10 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
حميع الخقوق محفوظة © لـ منتديات العاشق 2009 - 2022