ماجدة أبو راس لـ"سبق": السعوديات يعيش حالياً "العصر الذهبي"

ماجدة أبو راس لـ"سبق": السعوديات يعيش حالياً "العصر الذهبي"

بعد حصولها على جائزة القيادات العربية النسائية للبيئة
ماجدة أبو راس لـ"سبق": السعوديات يعيش حالياً "العصر الذهبي"



حوار: دعاء بهاء الدين – سبق – جدة: عبَّرت نائب المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية المكلف، الدكتورة ماجدة أبو راس، لـ"سبق" عن سعادتها بحصولها على جائزة القيادات العربية النسائية للبيئة عام 2011، التي تتوج مسيرتها في خدمة البيئة من خلال عضويتها الشرفية في المنظمة الفيدرالية الدولية لسيدات الأعمال وصاحبات المهن المميزة، والتي تُمنح عادة لرؤساء الدول والحاصلين على جائزة نوبل.

وقد خصَّت أبو راس "سبق" بهذا الحوار، الذي كشفت من خلاله عن رغبتها في عضوية مجلس الشورى لخدمة البيئة، وطموحها من أجل توحيد مشروع عربي يهتم بالبيئة، وأكدت أن المرأة السعودية تعيش أزهى عصورها في عهد خادم الحرمين - حفظه الله -.

وقد تمنت أبو راس من خلال "سبق" أن يُطبَّق مشروعها البيئي على نطاق عربي، وأعربت عن طموحها أن تُسجَّل جدة بوصفها منطقة تاريخية بمنظمة اليونسكو.


تخصص نادر

* في البداية حدِّثينا عن تخصصك الدقيق ودوره في خدمة المجتمع.

حصلتُ على الدكتوراه في التقنية الحيوية للملوثات الهيدروكربونية، وهذا التخصص النادر يخدم البيئة السعودية باعتبارها من الدول المنتجة والمصدِّرة للبترول، وهذه التقنية تعمل على معالجة التلوث الناتج من مخلفات البترول قبل وصوله للمياه الجوفية؛ للحفاظ على مكونات التربة، ويمكن تطبيقها في دول الخليج.


المبادرة الخضراء

حدثينا عن فكرة البرنامج الوطني للتوعية "بيئتي"

هذه الفكرة تهدف إلى الاستفادة من الأبحاث والاستبيانات من خلال الاحتكاك بالمجتمع، ونطمح في الفترة القادمة إلى دعم الفكرة؛ لأنها ستساهم في رفع وعى المجتمع داخل السعودية.



*ما دور البيئة التعليمية في تفعيل برامج البيئة؟

بالفعل يمكن مشاركة البيئة التعليمية من خلال جمعية البيئة السعودية، التي وضعت (من عمر 4- 18 سنة)، تتمثل في إعداد برامج تثقيفية تفعَّل داخل النشاط اللامنهجي، وهناك المبادرة الخضراء، وجارٍ العمل على تنفيذها بالتعاون مع جهات دولية؛ لتقدَّم بطريقة ترفيهية مبسَّطة، تقوم الجمعية من خلالها بتدريب المعلمين والمعلمات داخل الوزارة على محاولة غرس الفكر البيئي في نفوس وأذهان الجيل الصاعد. وقد انبثق من ذلك مدارس الحس البيئي، التي تهدف إلى تحويل المدرسة لبيئة صحية من خلال زيارات للمدارس، وتدريب مشرفة بيئية على إعداد برامج تخدم البيئة المدرسية. وبالفعل يمكن مشاركة البيئة التعليمية من خلال جمعية البيئة السعودية، التي وضعت برامج للأطفال.


جدة في منظمة اليونسكو

* ما أهداف حملة جدة التطوعية؟

هذه الحملة تهدف إلى التوسع في مجال العمل البيئي التطوعي، ومشاركة الجهات الحكومية من خلال وضع أهداف استراتيجية للجمعية، تعمل على رفع مستوى الإيمان بالعمل التطوعي لدى شباب وشابات الوطن، بتوجيهات من المقام السامي، وذلك بتسجيل المنطقة التاريخية في جدة منطقة تاريخية دولية في منظمة اليونسكو، وهذا عن طريق خطة لنظافة مناطق جدة التاريخية، والمساجد الأثرية، وتشجير الحدائق؛ لتصبح متنفساً بيئياً.



مشروع استثماري

*أنتِ عضو في المركز العربي لسيدات الأعمال، هل فكرتِ في مشروع استثماري لخدمة البيئة؟

بالفعل لدي مشروع استثماري رائع، يضم القطاعَيْن الحكومي والخاص، وهو إنشاء المركز الوطني للتدوير. وقد عرضت المشروع على أكثر من جهة، لكنه يحتاج إلى مزيد من التشجيع، وإشراك أكثر من جهة في دعمه؛ لتفعَّل بعض القوانين من الأجهزة الحكومية، ودعم الاستثمار من القطاع الخاص. هذا المركز يعمل على القضاء على بطالة شباب وفتيات هذا الوطن، العمل على زيادة الدخل القومي.

وهذا المركز يتم من خلاله: الفصل بين النفايات، الاستفادة من المخلَّفات المختلفة، بيع هذه المنتجات الجديدة؛ ما يدر عائداً مادياً على الدولة. وفي هذا الصدد أحب أن أذكر أن الشركة الإفريقية الفرنسية عرضت عليّ الشراكة في هذا المشروع والاستفادة على نطاق عالمي منه، لكني لا أهدف من وراء مشروعي مكاسب مادية بل أفضل خدمة بلدي من خلال تطبيق هذا المشروع فيه أولاً، ثم تستفيد منه باقي الدول كيفما تشاء فيما بعد.



الارتقاء بالوعي البيئي

*حدِّثينا عن البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة.

من خلال هذا البرنامج وضعت الخطط لمعالجة قضايا البيئة، مثل: بيئة بحرية، إدارة بيئية، التسوق البيئي، استخدام أشياء صديقة للبيئة، ترشيد الاستهلاك. ويعمل هذا البرنامج على الارتقاء بالوعي البيئي، وقد طُرح في مجلس الشورى، وتمت المطالبة باعتماد مبلغ مالي من أجل تقديم هذا البرنامج المتميز للبيئة العالمية.


حديقة خاصة للنساء

* حدِّثينا عن أفكارك الجديدة للاهتمام بالبيئة.

هناك قيد الإنشاء مركز البيئة والإنسان، الذي يحوي برامج توعوية ومعرضاً دائماً لموضوعات البيئة والتقنيات البيئية، إضافة إلى تبني مواهب الأطفال من خلال برنامج علماء البيئة "الصغار"، كما يوجد أيضاً قيد الإنشاء حديقة للأطفال، يجهَّز فيها جزء خاص بذوي الاحتياجات الخاصة؛ لدمجهم في المجتمع. وقد أطلقنا في يوم الأرض، بالتعاون مع أمانة جدة، أربع حدائق بيئية، تُعتبر بمنزلة متنفس للشباب لممارسة الرياضة، وهناك إمكانية لإنشاء حديقة خاصة بالنساء.


حلم مجلس الشورى

* بعد قرارات خادم الحرمين الشريفين الأخيرة بعضوية مجلس الشورى إلى ماذا تطمحين؟

بالطبع أطمح إلى عضويتي بلجنة الصحة والبيئة في المجلس، وهذا شرف لي لخدمة وطني، وتفعيل مشاريعي البيئية ومتابعتها، وما يؤهلني لذلك دراساتي الجامعية وتخصصي النادر وخبرتي العملية وإسهاماتي البحثية في مجال البيئة.



أول مبادرة عربية

*هل تطمحين إلى تعميم مشروعك لخدمة البيئة العربية؟

بالطبع أحلم بعد تطبيقه في السعودية برفعه لجامعة الدول العربية؛ ليفعَّل من خلال أول مبادرة عربية لخدمة قضايا البيئة.


العصر الذهبي للمرأة

* كيف تنظرين إلى مشاركة المرأة السعودية في التنمية؟

لا شك أن المرأة السعودية أثبتت وجودها في شتى ميادين العمل المجتمعي؛ فنحن – بحق - نعيش في العصر الذهبي للمرأة في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين؛ فهي تجول في مضمار العلم والثقافة والاقتصاد، وبانتظار ما تحمله الأيام القادمة من نساء مشرقات في سماء وطننا الحبيب.


أفكاري إلى العالمية

ماذا بعد جائزة الريادة العربية؟

أسعى حالياً إلى تفعيل البرنامج الوطني للتوعية البيئية لخدمة وطني في المقام الأول، ولا شك أن اهتمامي بالبيئة المحلية والعمل على تقدمها يخدم وطني، ومن ثم يرتقي إلى العالمية.