سقوط الدول العربيه

بدأت الحكومات العربية بالتهاوي دولة تلوى الدولة، وكان سقوط هذه الحكومات بدون انقلابات عسكرية أو غزو من قبل دولة معادية، وإنما كان بخروج الشعب ضد هذه الحكومات في مظاهرات سلمية تطالب بتغيير النظام وتنحي القيادات وكانت بدون أسلحة بل كانت فقط باللافتات التي تعتبر عن عدم الرضى عن سياسة الحكومة وتطلب تغيير الرئيس فوراً. والآن هنالك مظاهرات في دولة ليبيا التي يتولى رئاستها معمر القذافي الذي يعتبر أقدم حاكم على وجه الأرض والذي استمر حكمه أكثر من 42 عاماً، وكذلك هنالك مظاهرات في دولة اليمن التي يتولى قيادتها الرئيس علي عبدالله صالح لأكثر من 33 عاماً.
الأهم في هذه القضية .. ماذا حدث لهذه الشعوب التي كانت تخشى أن تعارض هذه الحكومات بل كانت تظهر لها الولاء والمحبة لمدة طويلة؟! .. ومن جعل هذه الشعوب تظهر في مظاهرات جماعية تجاوزت في بعض الدول عدد المليون متظاهر .. من كسر حاجز الخوف لدى هذه الشعوب وجعلها تطالب برحيل رؤسائها بشكل علني وإجماع شبه عام .. البعض يقول أن الظلم الذي تعرضت له هذه الشعوب هو السبب والدافع وراء هذه المظاهرات المطالبة بالتغيير!!.. ولكن هذا الظلم لم يكن مستحدثاً، بل كان لفترة طويلة استمرت كما ذكرنا قرابة الربع قرن من الزمان!!.. والبعض يقول أن ما حدث في دولة تونس هو ما دفع بالشعوب إلى نهج سلوك الشعب التونسي الشقيق في تغيير الحكومة، أي كان بمثابة الطريقة المجدية للتغيير الرئاسي ..

.. أرى أن الإعلام هو الدافع الأساسي في إنجاح سقوط الدول التي قام شعبها بمظاهرات تندد بإسقاط حكوماتها!! .. وما جعلني أقول هذا السبب هو أن المظاهرات كانت موجودة منذُ فترة طويلة، أي أنها غير مستحدثة في كثير من الدول العربية ولكن كانت لا تحظى باهتمام إعلامي في السابق سواء كان هذا الاهتمام عربي أو دولي، أما في الوقت الراهن فالإعلام أصبح أكثر شفافية وأكثر انتشاراً مع وجود عدد كبير من القنوات الإخبارية، وكذلك اتساع حجم الحرية في هذه القنوات التي لا تتبع لحكومات .. وكذلك زيادة الوعي لدى الشعوب التي استفادت من وجود تقنية الإنترنت لإيصال ما يدور في هذه المظاهرات وإيصال مطالبات الشعوب للعالم الدولي من خلال المواقع الإلكترونية العالمية.

وأيضاً الاستنجاد بالدول الأوروبية والأمريكية في حالة تعرض شعوب هذه الدولة أو تلك إلى العنف والقمع من قبل أفراد النظام في مظاهراتها التي تدعو إلى تنحي وتغيير الرئيس.

في الأخير أتمنى أن يعم الأمن والأمان على جميع الدول العربية عامة وأن تكون الحكومات والشعوب يداً واحدة، ويكون الاهتمام بالشعوب من قبل الحكومات هو الشاغل الأكبر لها