خيانة زوجية

مبروك يا مسعود... هي الكلمة التي ترددت على السنة الحضور الذين جاءوا لتهنئة مسعود بمناسبة زفافه إلى سلمى الفتاة التي أحبها منذ الصغر.. والحقيقة إن هناك مناسبة اخري يستحق مسعود التهنئة بها وهي حصوله على وظيفة جديدة كحارس ليلي على احد المنشآت الحكومية.
وتمضي الأيام سعيدة على كلا الزوجين .. حيث كان مسعود يعود في كل صباح الى بيته فيجد زوجته سلمى بانتظاره متهيئة له كل وسائل الراحة والألفة الزوجية.
غير أن هذا الأمر قد تغير وذلك عندما ظهرت سارة في حياة مسعود. وسارة هذه امرأة متزوجة من رجل يعمل هو الآخر حارس ليلي على احد المصانع, وقد شاءت الأقدار ان تسكن سارة في بيت مجاور للمنشئة التي يحرسها مسعود. وقد بدأت العلاقة بين مسعود وسارة عندما طلبت منه الأولى إصلاح التيار الكهربائي الذي انقطع فجاة .. وكان لصديقنا مسعود خبرة كبيرة في هذا المجال..ثم تطورت العلاقة بينهما شيئا فشيئا حتى وصلت الى اوجها وهي الخيانة الزوجية, حيث كان مسعود يتسلل إثناء الليل إلى غرفة نومها ويقضيا معا ساعات طويلة .
بدورها سلمى زوجة مسعود لاحظت بعض التغيرات على تصرفات زوجها مسعود و حيث كان يعود متعبا .. وأصبح عصبي المزاج, ولكنها كانت تلمس له العذر بانه يعمل طوال الليل من اجل توفير سبل المعيشة لها ولا بنها القادم الذي تحمله با أحشائها.
وذات ليلة... وعندما كان مسعود غارقا في لهوه مع جارته سارة... ضرب جرس هاتفه الجوال... كان رقمآ غريبا.. لم يكن محفوظا في ذاكرة هاتفه.. امسك مسعود الهاتف :
الو... نعم .... مين معي" .... كان المتصل رجلا قال انا فاعل خير ... أود إخبارك يا مسعود أن زوجتك سلمى قد خرجت قبل قليل مع رجل... ومن ثم عادت برجل اخر معها الي الشقة وهما الآن داخل الشقة... ثم أغلق سماعة الهاتف.
نهض مسعود مسرعآ ...وارتدى بعض ملابسه بطريقة عشوائية..ثمر كب دراجته النارية وتوجه مسرعآ إلى بيته والأفكار السوداء تحوم فوق رأسه... زوجتي تخونني... تخرج مع رجل .. وترجع مع رجل آخر .. ياللعار.. أترى ان هذا الجنين الذي تحمله في أحشاءها ابن من فينا... ثم امسك هاتفه الجوال واجرى مكالمة مع احد إخوته وطلب منه ان ينتظره أمام العمارة التي تقع فيها شقته...
وصل مسعود العمارة وكان بانتظاره ا خيه " ماذا وراءك يا مسعود.. لما ذا طلبت مني الانتظار هنا" أجاب مسعود غاضبآ" زوجتي عاهرة.. هناك رجل مع زوجتي الان في غرفة نومي .. اريد ان نقتحم عليهم الشقة.... أريد ان اقتلهما معآ... ثم دخل مسرعآ... فلحق به أخيه وامسك به... انتظر يا مسعود لا تتهور..ربما علينا ابلاغ الشرطة وإبلاغ احد اخوتها ليكون شاهد بعينه على خيانته اخته... استحسن مسعود الفكرة ولا سيما فكرة ابلاغ احد اخوتها فطلب من اخيه الاتصال بالشرطة وقام هو بالاتصال مع اخوها احمد.. الووو ... احمد اريدك ان تأتي فورآ...
- هل أصابك مكروه.... هل انت في مكان عملك..
- لا... انا في البيت ... تعال الي بسرررعة
عندها ضحك احمد..وقال ..كيف تقول انك في بيتك ولا اراك .. الاتعلم أني أنا الآن في بيتك مع أختي سلمى... عندها اشار مسعود بيده الى اخيه ان يوقف الاتصال مع الشرطة.. ثم اكمل احمد حديثة قائلا" لقد تعبت اختي سلمى فأصطحبها اخي محمد الي الطبيب .. وقد عادا قبل قليل وطلب مني اخي محمد ان أرافقها الي البيت وأبيت عندها هذه الليلة حرصا على سلامتها... سلمى طلبت منا أن لا نخبرك كي لا تقلق عليها..... عندها وقع الهاتف من يد مسعوود ونظر الي اخيه مذهولا.... مابك يا مسعود .. هل نقتحم الشقة ....لا لا لا اجاب مسعود.. زوجتي ليست عاهرة.. زوجتي طاهرة... ان من يمكث معها الان ليس رجلا غريبآ .. هو اخوها احمد... غادر هذا المكان....عندها فتح الباب واذا بأحمد ومن خلفه سلمى قد ظهر على وجهها علا مات الإعياء... نظرت الي مسعود ثم اسرعت اليه..
" مسعود حبيبي .. هل اصابك مكروه.. اين قميصك.. ينتبه مسعود الى نفسه فيجد انه قد نسي القميص في غرفة نوم ساره... حبيبي مسعود.. ما هذا الاحمرار الذي على وجهك.. هل انت خائف علي.. اطمئن يا حبيبي انا بخير... ولكن من الذي اخبرك انني مريضة...تمسك بيده وتدخله الي داخل البيت وتعد له حمامآ وملابس جديدة.. تدخل معه الحمام لتساعده على الاستحمام...فينظر الى يديها الطاهرتين وهما تدعكان قذارته وتزيلان آثار خيانته... يخيم الصمت على المكان... يسمع صوت يناديه " مسعوود ..... مسعود... استيقظ يا حبيبي... يفتح عينه .. فيرى وجه زوجته سلمى تبتسم له.. استيقظ يا حبيبي لقد اقترب موعد ذهابك للعمل...
يبتسم ابتسامه عريضة ثم ينظر الى السماء ويشكر الله ان ما رآه كان حلما.