العودة   منتديات العاشق ~ عشقا بلا حدود > الأقــســـام الــعـــامــة > منتدى الشريعـة الاسلاميـة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2011, 02:55 PM
الصورة الرمزية ربيع العمر
ربيع العمر غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 759
ربيع العمر will become famous soon enough
وظائف الملائكة وأسمائهموخاصيتهم: وردت في القرآن الكريم آياتكثيرة تد عوا إلى الإيمان




وظائف الملائكة وأسمائهموخاصيتهم:
وردت في القرآن الكريم آياتكثيرة تد عوا إلى الإيمان بالملائكة، والتصديق بوجودهم،و قدرتهم بالتشكل بصور البشر عندما يرسلهم الله إلى رسله وأنبيائه وبعض الأولياء الصالحين لتبليغهم أمرا من الأمور قد قضاه الله في علمهلحكمة لا يعلمها إلا هو. وسنرى بعض الأمثلة المتعلقة في هذه الخاصية ضمن موضوع هذاالفصل.
من أهم وظائف الملائكة حمد اللهجل علاه، وتقديسه، وتسبيحه على الدوام، والنزول بأمر الله بالوحي على الرسلوالأنبياء، والأولياء الصالحين، وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وعدد الملائكة كثير لا يعلمه إلا الله. قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:" فيكل موقع قدم من السماء ملك ساجدا يسبح لله تعالى". من الملائكة من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة أجنحة، ومنهم من لهأربعة أجنحة، ومنهم من له ستمائة جناح كجبريل عليه السلام. فقد رآه رسول الله محمدصلى الله عليه وسلم في فضاء مكة عند غار حراء، وله ستمائة جناح. وهذا بحسب ماتقتضيه مهمة كل ملاك. ويزيد الله بعض مخلوقاته على بعض في صفة خلقها، وفي القوة،وفي الحسن، وفي زيادة الأعضاء، وحسن الأصوات، ولذة النغمات،وقدرته تعالى تأتي علىما يشاؤه، ولا يستعصى عليه شيء.
ذكر اللهتعالى في كتابه الكريم القرآن صفات ومهمات الملائكة، وأسماء بعضهم، وكذلك ذكرهمرسوله محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، كما ورد ذكرهم في سير الصحابةوالتابعين، وفي سير أنبياء بني اسرائيل.
قد يحيط الله ملائكته في بعض الأمور، وهم على الدوام يطيعون أمرهولا يعصونه أبدا. فعندما أراد تبارك وتعالى خلق آدم عليه السلام أحاطهم علمابالأمر، كما في قوله تعالى:(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالواأتجعل فيها من يفسد فيها وبسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم مالا تعلمون) البقرة:30. يقول الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: اعلم يامحمد أني قلت للملائكة: سأخلق بشرا يخلفني في الأرض في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم،فقالت الملائكة عليهم السلام : يا رب أتجعل فيها من يرتكب المعاصي ويسفك الدماء، أييفسد كما فعل الجان وقد خلقهم الله من قبل، حيث كانت الجن خلقها الله تعالى قبل آدمففسدوا في الأرض، فأرسل الله عليهم الملائكة فطردوهم إلى الجزر والجبال. لما خلق الله آدم عليه السلام، أمر الملائكةبالسجود له، أما إبليس فقد أبى السجود له كما جاء في قوله تعالى:(وإذقلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) البقرة:34. هنا سجد كل الملائكة، إلا إبليس لم يسجد تكبرا وغرورا، وكان خاتمة أمرهأن غضب الله عليه وطرده من الجنة.
و منالملائكة:جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت "عزرائيل"، ورضوان خازن الجنة،ومالك خازن النار، ورقيب، وعتيد، ومنكر، ونكير. ومنهم حملة العرش،و منهم جنود الله لنصرة رسله والمؤمنين، و الحفظة الكرامالكاتبين. كذلك من الملائكة إسرافيل الملك الموكل بنفخ الصور " القرن أو البوق" فهوالذي ينفخ النفخة الأولى" نفخة الفزع"، والنفخةالثانية " نفخة الصعق"، والنفخة الثالثة " نفخة البعث"، و كذلك عزرائيل وهو ملكالموت، يقبض الأرواح عندما يحين أجلها.
جبريل عليه السلام:
منالملائكة العظام، الشداد، وهو الذي ينزل بالوحي على الرسل والأنبياء. له ستمائةجناح، كل جناح يغطي الأفق كما جاء في الحديث، ووصفه الله تعالى في قوله:(علمه شديدالقوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى) النجم:5. أي ذو قوة، وعلى خلقحسن وبهاء وسناء. كان جبريل عليه السلام يأتي إلى رسول الله محمد صلى الله عليهوسلم في صفات متعددة ، فتارة يأتي بصورة رجل اسمه دحية بن خليفة بن فضالة، من صحابةالمدينة، وتارة في صورة أعرابي، وتارة على صورته التي خلقه الله عليها. وجاء في وصفجبريل أيضا قوله تعالى:(إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثمأمين) التكوير:5. أي له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله تعالى، وهو مطاع فيالملأ الأعلى، ذي أمانة عظيمة ولهذا كان هو رسول الله إلى الأنبياء والرسل عليهمالسلام. لقد رآه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على حقيقته مرتين، مرة عند نزولأول الوحي عند غار حراء في مكة، ومرة عند سدرة المنتهى في ليلة الإسراء والمعراج. وقوله تعالى:( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرىللمسلمين) النحل:102. ووصف الله جبريل عليه السلام في مواضع أخرى، بأنه الروحالأمين، وأنه روح القدس، إلى غير ذلك من الصفات، وأنه هو المعلم لرسول الله محمدصلى الله عليه وسلم. إنه أفضل الملائكة الكرام، وأقواهم وأكملهم، بل هو من أعظممخلوقات الله تعالى . إنه جوهر قائم بذاته، وليس خيالا في نفس النبي صلى الله عليهوسلم، كما يزعم بعض الفلاسفة.
قال رسولالله:"رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتشر من ريشه التهاويل الدرّ والياقوت". رواهمسلم . قال الله تعالى:(والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى،إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى، وهو في الأفق الأعلى، ثم دنافتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى،أفتمارونه على ما يرى، ولقد رآه نزلة أخرى، عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، إذيغشى السدرة ما يغشى، مازاغ البصر وما طغى، لقد رأى من آيات ربه الكبرى) النجم:1- 18. وجاء في تفسير قوله تعالى:(ما كذب الفؤاد ما رأى) رأى رسول الله جبريل علىصورته عند سدرة المنتهى، وله ستمائة جناح ورغم مكانة جبريل وعظم خلقه قال للرسولعليه الصلاة والسلام عند سدرة المنتهى: "تقدم أنت يا رسول الله، لو تقدمت أنالاحترقت". وسدرة المنتهى كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسلمقال:" ثم ذهبت إلى سدرة المنتهى وإذا أوراقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالهلالفلماّ غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها منحسنها". أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم" جسدا وروحا" من المسجد الحرام بمكة المكرمةإلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، فقال تعالى:(سبحانالذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريهمن آياتنا، إنه هو السميع العليم) الإسراء:1. قال رسول الله:" فصليت ركعتين ثم خرجتمنه فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، قالجبريل:أصبت الفطرة. قال رسول الله:" ثم عرج بي إلى السماء الدنيا ثم السماء الثانيةثم الثالثة فالرابعة فالخامسة فالسادسة، حتى السماء السابعة. لقيت في تلك السماواتكل الأنبياء، آدم و يحيا وعيسى ويوسف وإدريس وهارون وموسى و إبراهيم في السماءالسابعة مستندا إلى البيت المعمور . قال رسول الله: ثم ذهب بي جبريل إلى سدرةالمنتهى . ووصف رسول الله سدرة المنتهى فقال:" يسير الراكب في ظل الغصن منها مائةسنة". سميت سدرة المنتهى؟ كما قال ابن عباس: "أن الأعمال تنتهي إليها وتقبض منها" رواه مسلم. وقال الضحاك كما جاء في الحديث: "إليها ينتهي ما يفرج به من الأرض فيقبضمنها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها".
ولما تأخر الوحي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال لجبريلعليه السلام: "ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ فقال له جبريل: لا نتنزل إلابأمر الله" فنزلت الآية كما في قوله تعالى: (وما نتنزل إلا بأمر ربك، له ما بينأيدينا وما خلفنا وما بين ذلك، وما كان ربك نسيا) مريم:64. قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم فال جبريل عليه السلام:" كل ما أمامنا من أمور الآخرة وما خلفنا من أمورالدنيا، وما يكون في أي وقت إلى قيام الساعة، إلا يعلم الله بها جميعا، واعلم أنربك لم يكن تاركا لك بتأخير الوحي عنك" وقال جبريل عليه السلام للنبي محمد صلى اللهعليه وسلم على لسان ربه:(ما منا إلا له مقام معلوم، وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحنالمسبحون)الصافات:164-166. يقول جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منا نحن معشر الملائكة أحد في السموات إلا له موقع محدد يعبد الله فيه لايتجاوزه، وإنا ننزه الله عما لا يليق به من قول أو عمل، فسبحان الله عما يصفون. وقدخص الله تعالى جبريل عليه السلام بإلقاء الوحي على الرسل من قرآن، وتوراة، وإنجيل،وزبور بأمره على من يشاء من رسله. كذلك كان الله يكلف جبريل عليه السلام بعقاب كثيرمن الأمم الكافرة، وذلك لقوته وشدته، وقدرته على الإهلاك والتدمير، كما ذكر في قصةقوم لوط، وشعيب، وفرعون وقومه. و كما ينزل جبريل عليه السلام بالوحي على رسل الله،فهو ينزل كذلك لنصرة المؤمنين على أعداء الله من الكفرة والمشركين. فقد نزل هووميكائيل عليهما السلام في معركة أحد على هيئة رجلين عليهما ثياب بيض عن يمين وعنشمال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يدافعان عنه، ويقاتلان مع المسلمين. كذلكأمره الله بتدمير قرى قوم النبي لوط عليه السلام لما كفروا بالله وعملوا الخبائث،حيث رفع جبريل تلك القرى بما فيها أربعمائة ألف نسمة إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلىالأرض،كما جاء في قوله تعالى:(فلما جاء أمرنا جعلنا عاليهاسافلها) هود:82. كذلك أمر الله تعالى جبريل عليه السلام بإهلاك قوم شعيب لما كفروابدعوته بالتوحيد لله، كما جاء في قوله تعالى:(ولماجاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة،فأصبحوا في ديارهم جاثمين) هود:94. لما جاء أمر الله بإهلاكهم صرخ جبريل صرخة قويةفماتوا وهم باركين على ركبهم. كذلك أغرق فرعون في البحر لما حاول اللحاق ببنيإسرائيل عند خروجهم من مصر متوجهين إلى أرض سيناء، حيث ضرب جبريل فرعون بأحد أجنحتهوهو على فرسه فأغرقه في البحر، وفي هذه اللحظة الحرجة أحس فرعون بقرب موته فأعلنإيمانه،كما جاء في قوله تعالى:(حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذيآمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فاليومننجيك ببدنك لتكون لم خلفك آية) يونس:90-92.
الملك ميكائيل:
هو الملكالموكل بالمطر والنبات وهما العنصرين الأساسين الذين يخلق الله منهما الأرزاق فيالدنيا، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه. يصرفون الرياح والسحاب كما يشاءالرب جل جلاله. و قد روي أنه ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقررها فيموضعها من الأرض. ومن مهمات ميكائيل أيضا أنه ينزل على الرسل، فقد نزل على سيدناموسى في عهد بني إسرائيل، ونزل لنصرة الرسول والمؤمنين على أعداء الله من الكفرةالمشركين، في معركة أحد،حيث كان هو وجبريل عليهما السلام على هيئة رجلين عليهماثياب بيض يدافعان عن يمين وعن شمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقاتلان معالمسلمين.
إسرافيل:
أما صفةإسرافيل عليه السلام فهو أحد حملة العرش، وهو الذي ينفخ في الصور" القرن أو البوق" بأمر ربه نفخات ثلاث يوم القيامة:
أولها: نفخة الفزع.
الثانية:نفخةالصعق.
الثالثة:نفخةالبعث.
والصور هو قرن ينفخ فيه، كل دائرة " محيط النفخ" فيه كما بين السماء والأرض، وفيه موضع أرواح العباد" البرزخ " حينيأمره الله بالنفخ للبعث تخرج الأرواح تتوهج فيقول الرب جل وعلا:وعزتي وجلاليلترجعن كل روح إلى البدن الذي كانت تغمره في الدنيا فتدخل الأرواح الأجساد فيقبورها فتدب فيها الحياة فتحي الأجساد وتنشق عنهم القبور، فيخرجون منها مسرعة إلىمقام الحشر. قال رسول الله محمد صلى الله عليهوسلم:" كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينظر متىيؤمر" قالوا: كيف نقول يا رسول الله قال:" قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على اللهتوكلنا " رواه أحمد. فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي فقال لهم:" قولوا حسبنا اللهونعم الوكيل". وقال رسول الله:" فأكون أول من رفع رأسه، فإذا موسى آخذ بقائمة منقوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي أم كان ممن استثنى الله". وقد ورد في الحديثالذي رواه مسلم، قال صلى الله عليه وسلم:" أن الله سبحانه ينزل المطر بعد الصعقةالأولى فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ في الصور مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون" ثميقال: يا أيها الناس هلمإلى ربكم. وقوله تعالى: (واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق، ذلك يوم الخروج) ق: 41-42. يوم ينفخ إسرافيل بالصور"القرن أو البوق" النفخة الثانية من على صخرة بيتالمقدس، وهو أقرب موضع من الأرض إلى السماء، ويقول: " أيتها العظام البالية،والأوصال المتقطعة، واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة، إن الله يأمركن أن تجتمعنلفصل القضاء" فيستمع الخلق كلهم لنداء إسرافيل فيخرجون من القبور مشدوهين حائرين. وقوله تعالى: (ونفخ في الصور، ذلك يوم الوعيد)ق:20. ينفخ الملك إسرافيل النفخةالثالثة وتلك علامة البعث، وهذا يوم رهيب على الكفار، لأنه علامة عذابهم. وقولهتعالى: (فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر) القمر:6. حيث يدعوا إسرافيل الموتىإلى القيام من قبورهم، بأن ينفخ بالصور يوم الحساب، فيخرج الأموات من قبورهم فزعين،وهو يوم تنكره الناس لشدة وقعه على نفوسهم . وقال تعالى: (ونفخ في الصور فصعق من فيالسماوات ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) الزمر:68. ينفخ إسرافيل بالصور"القرن أو البوق" النفخة الأولى وهي" نفخة الفزع" فيموت من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله من "الملائكة، والحور،والولدان، والشهداء" ثم ينفخ النفخة الثانية وهي" نفخة الصعق" فإذا جميع الخلائقالموتى من إنس وجن وحيوان ، قيام ينتظرون ما يفعل بهم . بين النفختين أربعين سنة،ثم النفخة الثالثة وهي"نفخة البعث".
عزرائيل:
فليس مذكوراسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة، وقد جاء تسميته في بعض الآثار "بعزرائيل" والله أعلم وقوله تعالى:(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) الزمر:11. يقول الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قل للكفار من أهل مكة إن اللهقد وكل ملكا للموت مهمته قبض الأرواح، فهو يقبض أرواحكم، ثم ترجعون أحياء إلى ربكمفيجازيكم على أعمالكم. ولهذا الملك أعوان يستخرجون روح العبد من جسده حتى تبلغالحلقوم فيتناولها ملك الموت بيده فإذا أخذها لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين،فإما تأخذها ملائكة الرحمة، أو ملائكة العذاب.
والمعلوم أن ملائكة الموت يأتون الإنسان على حسب عمله، إن كانمؤمناً أتاه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، كأن وجوههم الشمس، وإن كان كافراً فيرىالضد من ذلك. ومما ورد من رأفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين، أنه نظرإلى ملك الموت وعند رأسه رجل من الأنصار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:أس" ياملك الموت أرفق بصاحبي فهو مؤمن فقال ملك الموت: يا محمدّ طب نفساً وقر عيناً فإنيبكل مؤمن رفيق". والملائكة عليهم السلام بالنسبة إلى ما هيأهم الله تعالى أصناف:
حملة العرش:
كما في قوله تعالى:(الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهمويؤمنون به) غافر:7. وقوله تعالى:( وترى الملائكة حافين من حول العرشيسبحون بحمد ربهم،وقضي بينهم بالحق)غافر:75. وقوله تعالى:(والملك على أرجائها،ويحمل عرش ربك فوفهم يومئذ ثمانية) الحاقة:17. أي الملائكة تسبح على جوانب السماء،ويحمل عرش الله يوم القيامة عندما تقوم الساعة ثمانية من ملائكة، وقيل ثمانية منصفوفهم، والله أعلم بعددهم. وقال تعالى:(ويوم تشقق السماء بالغمام، وتنزل الملائكةتنزيلا، الملك يومئذ الحق للرحمن، وكان يوما على الكافرين عسيرا) الفرقان:25-26. ذلك الغمام الذي ينزل الله فيه من السماء السابعة، فتنفطر له السماوات وتشقق وتنزلالملائكة كل سماء يوم القيامة، فيقفون صفا صفا، أما صفا واحدا محيطا بالخلائق، وإماصفا في كل سماء، يكونون صفا ثم السماء التي تليها صفا، وهكذا. القصد أن الملائكةعلى كثرتهم وقوتهم ينزلون محيطين بالخلق مذعنين لأمر ربهم لا يتكلم منهم أحد إلابإذن من الله.
في ذلك اليوم يحكم اللهبين الخلائق ولا يظلم أحدا مثقال ذرة. يكون هذا اليوم صعبا على الكافر، ويمر علىالمؤمن بيسر وطمأنينة، ويتساوى في ذلك اليوم الملوك ورعاياهم والأحرار والعبيدوالأشراف. ويكون (الملك يومئذ) أي، يوم القيامة، الحق للرحمن الذي وسعت رحمته كلشيء. وقوله تعالى:(هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة، أو يأتي ربك، أو يأتي بعضآيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبتفي إيمانها خيرا، قل انتظروا إنا منتظرون)الأنعام:158. ما ينتظر المكذبون إلا أنتأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم، أو يأتي عذاب الله، أو تأتي العلامات الدالة على يومالقيامة. يوم يأتي بعض آيات الله، وهي طلوع الشمس من المغرب كما ورد في حديثالصحيحين:" لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا، أيلا تنفعها توبتها، فما عليهم سوى انتظار هذه العلامات،والله، ورسله والمؤمنونسينتظرون كذلك حتى يظهر الحق.
ملائكةالشفاعة:
الشفاعة لله تعالى كما في قوله:( أم اتخذوا من دون الله شفعاء، قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون، قل للهالشفاعة جميعا، له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون) الزمر:44. فالله هو وحدهمختص بالشفاعة يوم الحساب، فلا يشفع أحد غيره إلا بإذنه، سواء من الملائكة، أو منالرسل أو من الأنبياء، أو من البشر، كما في قوله تعالى:(وكممن ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن شاء وارتضى) النجم:26. أي في السموات عدد كثير من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله، ولا يشفعونلأحد من العباد إلا بإذنه تعالى ولمن ارتضى الله له منهم،كما في قوله تعالى:( ولايشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خشيته مشفقون)الأنبياء:28. ومعلوم أنه لا تكونالشفاعة من أحد منهم، إلا بعد أن يأذن الله له فيها كما في قوله تعالى:(من ذاالذي يشفع عنده إلا بإذنه، بعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمهإلا بما شاء)البقرة:255. وقوله تعالى:(أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمنبضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون) السجدة:23. لا شفيع يوم الحساب غير الله،فماذا يرجوا الكفرة والمشركون من أوثان كانوا يعبدونها من دون الله. فهي قاصرة لاقدرة لها على التشفع لهم عند الله، وإنقاذهم س عذابه وانتقامه منهم، وأن جهنم هيمستقرهم. يوم القيامة يقوم جبريل عليه السلام، و جند الله من الملائكة صفا، والخلقفي صمت سكوت لا يتكلمون، ينتظرون ما ذا سيفعل في كل واحد منهم. فلا يتكلم إلا منيأذن له الله تعالى في الكلام، ولا يتكلم إلا إذا كان صائبا في قوله، كما في قولهتعالى:(يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) النبأ:38. وقوله تعالى: (ثم استوى على العرش، ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلاتتذكرون) السجدة:44.
الملائكة العابدون :
يعمرون السموات السبع عبادة دائمة ليلاً،ونهارا، كما في قوله تعالى:(وله من في السماوات والأرض، ومن عنده لا يستكبرون عنعبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) الأنبياء: 19-20. منهمالقائم، والراكع، والساجد على الدوام، والذاكرين لا يفترون عن فعل ذلك ولا يتهاونونفي عبادة الله. يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " أني أرى ما لا ترونوأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء، أي صوتت وحجت، وحق لها أن تئط . ما فيها موضع أربعأصابع إلا عليه ملك ساجد . لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، ولاتلذذتم بالنساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الطرق الصعدات تجأرون إلى الله" أيتتضرعون . وقوله تعالى:(ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ويرسل الصواعق فيصيببها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال)الرعد:13. يسبح الرعد وهو ملكموكل بالسحاب يسوقه ملتبسا بحمد الله أي يقول: "سبحان الله وبحمده". وكذلك يسبح للهالملائكة الآخرين إجلالا لله وهيبة منه، ويرسل الله النار من السحاب، فيصيب بها منيشاء ممن ينكر عبوديته. نزلت هذه الآية في رجل بعث إليه النبي محمد صلى الله عليهوسلم من يدعوه فقال: من رسول الله ؟ وما الله ؟ أمن ذهب أو من فضة أم نحاس ؟ فنزلتبه صاعقة فذهبت بقحف رأسه!
ملائكة البيتالمعمور:
يتعاقبون جماعات بعد جماعات، إلىالبيت المعمور. يحج إليه كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه،ثم تعقبهم جماعات أخرىغيرهم، وهو في السماء لو وقع منه حجر لسقط على الكعبة المشرفة، وقد رآه رسول اللهصلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، وكان سيدنا إبراهيم عليه السلاممسنداً ظهره إليه، وهو في السماء السابعة، على امتداد الكعبة، يزوره كل يوم سبعونألف ملك بالطواف والصلاة، ولا يعودون إليه أبدا، يتناوب بعدهم آخرون يوما بيوم إلىيوم القيامة .
الملائكةالحفظة:
موكلون بحفظ بني آدم، كما في قولهتعالى:(سواء منكم من أسر القول ومن جهر به، ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار لهمعقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)الرعد :10-11. لا يخفى على اللهشيء من أقوال الإنسان أو أفعاله في سره أو في علنه. فالله قد وكل ملائكة حفظة وكتبةلكل انسان يسجلون اقواله وأفعاله ويحفظونه بأمر الله من نز غات وهمسات الشياطين. قال عكرمة عن ابن عباس: يحفظونه من أمر الله: قال: "ملائكة يحفظونه من بين يديه ومنخلفه فإذا جاء قدر الله خلوا عنه". ومن الموكلين من يحفظ أعمال العباد، كما في قولهتعالى:(إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبعتيد) ق:17-18. وقوله تعالى:(وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون) الانفطار: 12. قال رسول الله: " أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عندإحدى حالتين الجنابة والغائط وإذا اغتسل أحدكم فليستتر بحذم حائط أو بعيره أو يسترهأخوه ". حديث رواه البزاز. وقوله تعالى:(إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بينيديه ومن خلفه رصدا) الجن:27. مع اطلاع الرسول على ما شاء من معجزات له، يجعل اللهوييسر من بين يديه ومن خلفه ملائكة يحفظونه حتى يبلغ الوحي عن الله، بأن الرسل قدبلغوا رسالته والله محيط بكل شيء وعالم بخفايا الأمور .
و قال تعالى: (ن والقلم وما يسطرون) القلم:1. "ن": أحد حروفالهجاء، الله أعلم بمراده به، و"القلم": الذي كتب الله به الكائنات وأرزاقهم فياللوح المحفوظ، و"ما يسطرون": الملائكة التي تسطر وتخط عمل الإنسان من خير وصلاح أوشر وإثم . وقد ورد في الحديث من مخاطبة العبد ربهيوم القيامة يقول:" يا رب ألم تجرني من الظلم قال:يقول بلى قال: فيقول:" فإني لاأجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرامالكاتبين شهوداً، قال: فيختم على فيه فيقال: لأركانه أنطقي قال: فتنطق بأعماله قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام قال: فيقول: بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل" رواهمسلم. ومنهم من يتعرض للمؤمنين الصالحين عند خروجهم من المساجد، خاصة بعد صلاةالفجر في الطرق يسلمون عليهم. وقوله تعالى: (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) ق : 21 . أي تأتي كل نفس يوم القيامة إلى الحشر ومعها ملك يسوقها وملك يشهد عليها بعملها،وهو ما عملته الأيدي والأرجل والجلد وغيرها من أعضاء البدن . وقوله تعالى: (ما يلفظمن قول إلا لديه رقيب عتيد) ق:18. أي ملك حافظ يلازمه على الدوام . وقولهتعالى:(وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموتتوفته رسلنا وهم لا يفرطون) الأنعام:61. الله مستعليا فوق عباده ويرسل عليهم ملائكةتحصي أعمالهم، وإذا قرب أجل أحدهم تتوفاه الملائكة الموكلون بقبض الأرواح وهم لايقصرون فيما يؤمرون به.
الملا ئكةالمبشرين:
وقد يبعث الله الملائكة أمامبشرين، كما في حالة نبي الله إبراهيم، عندما بشروه وزوجته سارة بأن سيولد لهماإسحاق، ومن بعده يعقوب، قال تعالى: (ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالواسلاما، قال إنا منكم وجلون، قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم، قال أبشرتموني علىأن مسني الكبر، فبم تبشرون، قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) الحجر:51-55 . وقوله تعالى:(فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، قالت يا ويلتى ءألد وأناعجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب، قالوا أتعجبين من أمر الله، رحمت اللهوبركاته عليكم أهل البيت، إنه حميد مجيد)هود:70-73. بشرت الملائكة ابراهيم بأنزوجته ستلد ابنا يسمى إسحاق، يلد ابنا يسمى يعقوب وتعيش حتى ترى حفيدها. قالت كيفألد وأنا إمرأة عجوز، حيث كان عمرها تسع وتسعون سنة، وزوجها إبراهيم شيخ كبير كانعمره مائة وعشرون سنة، وهي تتعجب كيف يولد ولد لهرمين. و كذلك النبي لوط أتتهالملائكة على صورة بشر، ليخبروه أن الله أرسلهم لإهلاك قومه الذين كانوا يعملونالخبائث، قال تعالى:(قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، فأسر بأهلك بقطع منالليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، إنه مصيبها ما أصابهم، إن موعدهم الصبح، أليسالصبح بقريب) هود:81. وأرسل الله ملكين إلى النبيداود في صورة بشر لاختباره بعد أن تزوج من امرأة أحد قادته لما كان في مهمةحربية،كما جاء في قوله تعالى: (وهل أتاك نبأ الخصم، إذ تسوروا المحراب،إذ دخلوا علىداود ففزع منهم، قالوا لا تخف خصمان بغى بعضهم على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشططواهدنا إلى سواء الصراط، إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقالاكفلنيها وعزني في الخطاب، قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، أن كثير من الخلطاءليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وقليل ما هم، وظن داود أنمافتناه فاستغفر ربه وخر ساجدا وأناب، فغفرنا له ذلك، وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) ص:21-25. يخبر الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليهوسلم فيقول جل علاه: حاول اثنان من الملائكة اختبار داود عليه السلام بقضيةافتعلوها على سبيل الفرض لتنبيه داوود إلى ما وقع منه، فأرادوا الدخول عليه فيمسجده فلم يسمح لهما الدخول عليه من الباب، لانشغاله بالعبادة، فتسورا المحراب. كانلداود تسعة وتسعون امرأة، وتزوج عليهن امرأة أحد قادته ليس له غيرها ودون علمه. لمادخل الملكان عليه قال أحدهما لداود: إن أخي هذا على ديني، وأشار إلى صاحبه له تسعوتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة، فرغب بضم نعجتي إلى نعاجه فرفضت في بادئ الأمر، ولكنغلبني بحجته وجداله فوافقت على رغبته.جئنا نطلب منك الحكم بيننا في هذا الأمر. قالداوود عليه السلام:لقد ظلمك صاحبك بضم نعجتك إلى نعاجه، وهذا في الغالب يؤدي إلى أنيبغي بعض الشركاء على الآخر لتخالط الأموال، إلا من آمن منهم وعمل صالحا، وهذا قليلأن يكون . لم يقتنع الملكان بحكم داود فسلما عليه وغادرا المسجد، فسمع داود الملكانيقولان وهما صاعدين في صورتيهما إلى السماء: " قضى الرجل على نفسه" ! فتنبه داوودوأيقن أن الله أوقعه في هذا الاختبار، أي الفتنة بمحبته وزواجه بتلك المرأة دون إذنمن زوجها، فاستغفر ربه وخر ساجدا وتاب إلى الله عن فعل ذلكالأمر.
وأرسل الله تعالى جبريل عليهالسلام في صورة آدمي جميل الطلعة إلى مريم ابنة عمران ليبشرها بأن الله بعثه إليهالتحمل بعيسى عليه السلام، كما جاء في قوله تعالى:(فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لهابشرا سويا، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لكغلاما زكيا) مريم:18-19. وقوله تعالى:(فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتكسريا وهزي إليك بجعذ النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) مريم:24. إذ كانت مريم فوق ربوة،وهو المكان المرتفع المستوى ببيت المقدس، وكان فيها الماء الجاري، فناداها جبريلعليه السلام في ساعة الوضغ وكان أسفل منها، وقال لها بألا تحزن، وأن تهز النخلةلتسقط الرطب فتأكل منها، وكانت النخلة يابسة فجعل فيها الله الحياة بأمره ، وأنتشرب من ماء النهر الجاري، وقد كان منقطعا قبل ذلك فأجراه الله بقدرته جل علاه . وقوله تعالى أيضا في حق مريم ابنة عمران أم عيسى عليه السلام في خطاب الملائكةلها:(وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علىنساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)آل عمران:42-43. وقوله تعالى في إخبار مريم عليها السلام بتسمية مولودها باسم اختاره الله له:(إذقالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ابن مريم وجيها فيالدنيا والآخرة ومن المقربين) آل عمران:45
وقد تنزلت الملائكة على زكريا عليه السلام، كما جاء في قوله تعالىفي استجابته لدعوة زكريا(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أ ن الله يبشركبيحي مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين) آل عمران:39. وقد تتنزلالملائكة بالوحي على الأمم للإنذار والإعذار من الله تعالى لأهلها، كما في قولهتعالى:( والملقيات ذكرا، عذرا أم نذرا) المرسلات:5- 6. وقوله تعال:(فذكرإنما أنت مذكر، لست عليهم بمصيطر، إلا من تولى وكفر، فيعذبه الله العذاب الأكبر) الغاشية:21-24.
ملائكة الرحمة "الجنة":
منهم الملك رضوان، وملائكة آخرينيعينونه، ويفعلون ما يأمرهم. كما جاء في قوله تعالى:(وقال لهم خزنتها سلام عليكمطبتم فادخلوها خالدين، وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منالجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) الزمر:73-74. يدخل المؤمنون يوم القيامة الجنةفيستقبلهم خزنتها ملائكة الرحمة بالتحية الطيبة ويقولون لهم:هذا مقامكم الكريم،فالجنة مستقر لكم خالدين فيها، لكم فيها ما تشتهي أنفسكم، فيحمدون الله على ذلك . وقوله تعالى:(ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود)ق:34. يقول ملائكة الجنة للمؤمنين: ادخلوا الجنة سالمين، أي ادخلوها باطمئنان، فهذا يوم الدوام في الجنة، لكم فيها ماتشاءون من طعام شهي وشراب لذيذ وحوريات حسناوات عذارى، وراحة دائمة . ومنهمالموكلون بالجنان، وإعداد الكرامة لأهلها، وتهيئة الضيافة والإقامة الكريمةلساكنيها في دار الخلود والسلام، كما في قوله تعالى:(والملائكة يدخلون عليهم من كلباب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) الرعد: 23-24.
ملائكة العذاب "النار":
وهم الزبانية، وعددهم تسعة عشر وخازن النار هو: مالك وهو مقدم علىجميع الخزنة، وقد ذكر اسمه في قوله تعالى:(ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكمماكثون) الزخرف: 77. ونادى الكفار"مالك" خازن جهنم، ليمتنا الله ويريحنا من هذاالعذاب ! فيرد عليهم بعد ألف سنة: إنكم مقيمون في العذاب إلى أن يشاءالله. و الملائكة الزبانية هم المذكورون في قولهتعالى:(عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) التحريم:6. خزنة جهنم وعددهم تسعة عشر ملكا غلاظ القلوب، شداد في البطش، لا يعصونأمر ربهم. وكذلك في قوله تعالى: (سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تدرلواحة للبشر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلافتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا) المدثر:26-31. يقول الله تعالى: سأدخل هذا الكافر، وهو" الوليد ابن المغيرة " منكبار أهل مكة الذي كفر بالله، وكذب دعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سيدخلهجهنم التي لا تبقي على لحم، ولا عصب، ولا عظم إلا أهلكته، يحرسها تسعة عشر ملكا وهمخزنتها .ما جعل الله عدد هؤلاء الملائكة إلا ضلالا للكفار، حتى يتساءلون: لم كانواتسعة عشرة ؟ وليستيقن اليهود صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كون ملائكةالنار تسعة عشر، وهو العدد الذي يوافق ما ذكر في التوراة وليتأكد الذين آمنوا مناليهود أن هذا العدد المذكور قد جاء في التوراة، وبذلك لا يكون هناك اختلاف في عددهؤلاء الملائكة بين ما جاء في القرآن، و ما ذكر في التوراة من قبل، وهذا تصديقلنبوة محمد صلى الله عليه وسلم . وفي قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) ق: 24. يلقي خزنة النار الكافر بالنار بأمر ربهم. وقوله تعالى: (تكاد تميز من الغيظ، كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها، ألم يأتكمنذير) الملك:8. تغضب النار على الكفار، وكلما ألقي فيها جماعة منهم تسألهم ملائكةالنار، وهو سؤال توبيخ: ألم يأتكم رسول من الله ينذركم ؟ فيقولون : نعم ! قد جاءنارسول فكذبنا، فيقول لهم ملائكة النار: لقد كنتم في ضلال كبير . وفي قوله تعالى: (خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) الحاقة:30-32. هذا خطاب مو جه من الله إلى خزنة جهنم من الملائكة الأقوياء الأشداءيأمرهم الله بأن يجمعوا أيدي الكافر إلى عنقه في الأغلال يوم القيامة، ويرمونه فيالنار المحرقة، ثم إدخاله بسلسلة طولها سبعون ذراعا، أي بطول ذراع ملك الجحيم، بعدإدخاله في النار. و قال تعالى: (وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم، يتلون عليكمآيات ربكم، قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها، فبئس مثوى المتكبرين) الزمر:71-72. يسأل ملائكة النار الكفار: ألم يأتكم من يقرأ عليكم القرآن فتعتبروا بآيات اللهالواضحة البينة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر؟ فاليوم لا تجزون إلا جهنم فهيمكان إقامتكم إلى ما شاء الله. قال تعالى: (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون،في الحميم ثم في النار يسجرون) غافر:71-72. يضع ملائكة النار السلاسل في أعناقوأرجل الكفار فيسحبونهم فيرمون بهم في جهنم . وقال تعالى:(الذينتتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء، بلى إن الله عليمبما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين) النحل:28. فيعدد الملائكة أجمعين يقول الله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو) المدثر:31. أي: وما يعلم عدد الملائكة وقوتهم إلا الله تعالى.
ملائكة التعاقب:
هم منيتعاقبون بالليل والنهار، ويجتمعون بالمساجد في صلاة العصر وصلاة الفجر. قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعونفي صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم بهم كيفتركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون . رواهالبخاري.
ملائكة الأرواح:
ملائكة تنزع أرواح الكفار عند الموتبشدة، وملائكة تسل أرواح المؤمنين برفق وتسبق بها إلى الجنة. ومنهم من ينزل لتدبيرأمور العباد بأمر الله لعمل لا يعلمه إلا هو، كما في قوله تعالى(والنازعات غرقا،فالسابقات سبقا، فالمدبرات أمرا)النازعات:1- 5.
ملائكة الأرزاق:
تقسمالأمر الرباني وتدبره بأمر الله، وتمنح الأرزاق، وتوزع الأمطار بين البلدان والعبادمن بشر ودواب وطير، في البر والبحر والجبال. فكل منهم قد جعله الله على تدبير أمرمن أمور الدنيا والآخرة، لا يتعدى ما حد له وقدر، ورسم، ولا ينقص منه، كما في قولهتعالى):فالمقسمات أمرا) الذاريات:4
الملائكة الصافات:
وهيالتي تصطف في العبادة، أو تصف أجنحتها في السماء تنتظر ما يأمرها الله به من عمل،كما في قوله تعالى:(والصافات صفا)الصافات:1.
الملائكة الزاجرات:
وهيالتي تسوق السحاب لتمطر بأمر الله على ما يشاء من بلدان وأراضي، كما في قولهتعالى):فالزاجرات زجرا) الصافات:2.
ملائكة الجمعة:
قال صلىالله عليه وسلم:" إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبونالأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يسمعون الذكر" كما في قوله تعالى: (و قرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهوداً) الإسراء:78. تشهده ملائكة الليل وملائكةالنهار.
ملائكة العلم :
وهم أهل العلم، ففي الحديث:" ومن سلكطريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت منبيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمةوحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ". قال تعالى:(شهدالله والملائكة، وأولي العلم، قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) آلعمران:18. وقوله تعالى:( لكن الله يشهد بما أنزل إليك،أنزله بعلمه والملائكة يشهدون، وكفى بالله شهيدا)النساء:166.
الملائكة جنودالله:
لنصرة عباد الله المؤمنين في الحرب،وقد ورد ذلك في كتاب الله عزّ وجل، منها قتال الملائكة مع المسلمين في موقعة بدر،كما في قوله تعالى:(إذ نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فاتقوا الله لعلكم تفلحون، إذتقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلى إنتصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) آلعمران: 123-125. نز لت هذه الآية في المؤمنين تذكيرا لهم بنعمة الله لما نصرهم علىالكفار في معركة بدر، وهو موقع بين مكة والمدينة، وكانوا قلة بالسلاح والعدد. فقدقال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم للمؤمنين تطمينا لهم:هل يكفيكم أن يعينكمالله بثلاثة آلاف من الملائكة إن تصبروا على لقاء العدو، وإن تتقوا الله ولاتخالفوه في مواجهة عدوكم وعدوه فإنه يمددكم بخمسة آلاف من الملائكة. وقد صبروافأنجز الله وعده بأن قاتلت معهم الملائكة على خيل بلق" فيها سواد وبياض" عليهمعمائم صفر أو بيض أرسلوها على أكتافهم، وما جعل الله هذا الإمداد إلا بشرى للمؤمنينبالنصر، ولتسكن قلوبهم وتطمإن فلا تجزع من كثرة العدو وقلتهم (وما النصر إلا من عندالله العزيز الحكيم)آل عمران:126. وكذلك في معركة أحد قاتل الملائكة مع المسلمين،وعلى رأسهم جبريل، وميكائيل عليهنما السلام كانا عن يمين وعن شمال رسول الله محمدصلى الله عليه وسلم، كانا على هيئة رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتالما رآهما أحد قبل ولا بعد، وكان ذلك القتال على حسب المعتاد، وإلا فأدنى حركة منالملك توجب هلاك الدنيا إذا أذن الله تعالى ذلك. قال تعالى:(وأنزل جنودا لم تروها،وعذب الذين كذبوا وذلك جزاء الكافرين) التوبة 26. في معركة حنين "واد بين مكةوالطائف" حيث قاتلت قبيلة هوازن المسلمين، وذلك في شهر شوال سنة 8 من الهجرة. أنزلالله الملائكة لنصرة المسلمين فقتلوا المشركين وأسروا منهم عددا كثيرا . كانالمسلمون اثنا عشر ألفا والكفار أربعة آلاف، وقارب أن ينهزم المسلمون ولم يجدوامكانا يطمئنون إليه لشدة ما لحقهم من الخوف، فولوا مدبرين لما أحسوا بالهزيمة، ولكنالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ثبت على بغلته البيضاء، ولم يبقى معه غير عمه العباسوأبو سفيان. فنادى العباس المقاتلين بالعودة إلى ساحة القتال بإذن من رسول الله،بعد أن انزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين، بأن أمدهم بالملائكة تقاتل معهم،وانتصر المسلمون على قبيلة هوازن . قال تعالى:(فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنودلم تروها)التوبة:40. قال تعالى:(ورد الله الذينكفروا بغيظهم، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا) الأحزاب:25. ردالله الكفار عن مرادهم من الظفر بالمؤمنين، وأيد المؤمنين بالريح الشديدةوالملائكة، ونصرهم على كفار بني قريظة من يهود المدينة.
الملائكة المصلين على النبي والمؤمنين:
الله جل علاه يصلي على المؤمنين، وهذا رحمة منه على عباده، وكذلكملائكته يصلون عليهم، وهذا من لطفه جل جلاله، كما في قوله تعالى:(هوالذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجنكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) الأحزاب:43. ومنهم من يصلي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كما في قولهتعالى:(إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلواعليه وسلموا تسليما) الأحزاب:56 .
ألملائكة المستغفرون:
وهم من الملائكة الذين يستغفرون لمن في الأرض عامة من بشر مؤمنوكافر، وحيوان كما في قوله تعالى:(تكاد السموات يتفطرن من فوقهن،والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض، ألا إن الله هو الغفور الرحيم) الشورى:6. ومنهم من يستغفر للمؤمنين، ولأزواجهم، وذريتهم يوم القيامة، أي يشفعونلهم عند الله، فيقولون: "يا الله: وسعت رحمتك كل شيء، ووسع علمك كل شيء فاغفرلعبادك الذين تابوا من الشرك، والذين اتبعوا دين الإسلام، وقهم عذاب النار،واجعللهم إقامة طيبة في جنات عدن التي وعدتهم، واجمع زوجاتهم معهم وأبناءهم". وقولهتعالى:( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به، ويستغفرون للذينآمنوا، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذابالجحيم، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهمإنك أنت العزيز الحكيم، وقهم السيئات، ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته، وذلك الفوزالعظيم)غافر:7-9. الملائكة يقولون: سبحان الله وبحمده، ويؤمنون بالله ببصائرهم، أييؤمنون بوحدانيته، ويقولون: ربنا وسعت رحمتك، ووسع علمك كل شيْ، فاغفر للمؤمنينوجنبهم عذاب النار يوم الحساب، وأدخلهم الجنة التي وعدتهم ومن آمن بك من آبائهموأزواجهم وذرياتهم.
ملائكةالرحمة:
تتنزل الملائكة على المؤمنينالموحدين عند الموت وتطمئنهم ألا يخافوا من الموت وما بعده، وألا يخافوا على ماخلفوا من أهل وولد، فالملائكة تخلفهم في ذلك، ويبشرونهم بالجنة التي وعدهم الله بهاكما في قوله تعالى:(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، تتنزل عليهم الملائكةألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فصلت:30. وقوله تعالى: (هلينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك، كذلك فعل الذين من قبلهم، وماظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) النحل:33. يقول الله تعالى لرسوله محمد: هلينتظر كفار مكة نزول الملائكة عليهم لقبض أرواحهم، أو أن يأتي عذاب الله، أوالقيامة المشتملة عليه، فإنهم يفعلون مثل ما فعل من سبقهم من الأمم قبلهم، فقدكذبوا رسلنا فأهلكناهم، وما ظلمناهم بإهلاكهم، فقد ظلموا أنفسهم بكفرهم بناوبرسلنا. وقوله تعالى:(الذين تتوفاهم الملائكة ظالميأنفسهم، فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء، بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون) النحل:28. إن الذين تتوفاهم الملائكة في لحظات الموت من الكفار، قد ظلموا أنفسهمبالكفر، وينقادوا ويستسلموا عند الموت قائلين: ما كنا مشركين، فتقول الملائكة لهم: بلى لأشركتم بالله وهو عليم بأفعالكم فسيجازيكم عليها.
عبّاد الملائكة: لقد تلاعب الشيطان ببعض الناس وأضلّهم، فزيّنلقوم عبادة الملائكة فعبدوهم بزعمهم، ولم تكن عبادتهم في الحقيقة لهم، ولكن كانتللشياطين فعبدوا أقبح خلق الله وأحقهم باللعن والذم. قال الله تعالى:(ولايأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)آلعمران:80. لا يامركم الله أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من دونه، كما اتخذتالصابئة الملائكة، واتخذت اليهود عزيرا، والتخذت النصارى عيسى ين مريم. ا علموا أنالله لا يرضى لكم بالكفر بعد أن أصبحتم مسلمين. و قال الله تعالى:(ويوم يحشرهم ومايعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل) الفرقان: 16-17. وهذا التحذير عام لكل من عبد غير الله. وقال مجاهد فيما رواه ورقاء، عن ابنأبي نجيح قال: هذا خطاب لعيسى والعزير والملائكة. وقوله تعالى:(ويوم يحشرهم جميعاًثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون، قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم، بلكانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) سبأ: 40-41. يوم يحشر الله المشركين في جهنميسأل الملائكة هل هؤلاء كانوا يعبدونكم من دوني؟ يقولون سبحانك إننا ننزهك عنالشريك وأنت ولينا، بل هؤلاء كانوا يعبدون الشياطين، أي: يطيعونهم في عبادتهمإيانا، فأكثرهم كانوا يصدقون فيما يقولونه لهم الشياطين. وقوله تعالى:(قالوا سبحانكما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكروكانوا قوماً بوراً) الفرقان: 18. ومعنى الآية: يا رب ليس للخلائق كلهم أن يعبدواأحداً سواك، لا نحن ولا هم فنحن ما دعوناهم إلى ذلك، بل هم فعلوا ذلك من تلقاءأنفسهم من غير أمرنا ولا رضانا ونحن براء منهم ومن عبادتهم، كما جاء في سورة القصصعلى لسانهم:(قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غويناتبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون) القصص:63. أي بقولهم: لا يصلح لنا أن نعبدونتخذ آلهة فكيف نأمرهم بما لا يصلح لنا ؟ ثم ذكر المعبود سبب ترك العابدين الإيمانبالله تعالى.
قال ابن زيد في" تفسير ابنكثير": ينادي مناد يوم القيامة، حين يجتمع الخلائق: (مالكم لا تناصرون) الصافات:25. يقول من عبد من دون الله لا ينصر اليوم من عبده والعابد لا ينصر إلهه (بل هم اليوممستسلمون) الصافات: 26. فهذاحال عبدةالشيطان يوملقاء الرحمن، إذا سمعوا النداء كما في قوله تعالى:(وامتازوا اليوم أيها المجرمون،ألم أعهد إليكم يا بنى آدم لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين).يس:59-60. وقولهتعالى:(ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيهأخرى فإذا هم قيام ينظرون) الزمر:68. أي ينفخ إسرافيل النفخة الأولى فيموت كل من فيالسموات والأرض إلا ما شاء الله من الملائكة والشهداء والحور والولدان،ثم تنفخالنفخة الثانية بعد أربعين سنة، فيقوم جميع الخلائق الموتى عراة ينتظرون ما يفعلبهم. في ذلك اليوم تشرق الأرض وتضيء بنور ربها حتى يتجلى الله لفصل القضاء، ويوضعكتاب الأعمال للحساب، ويحضر الملائكة والنبيين والشهداء، أي بمحمد رسول الله وأمتهيشهدون للرسل بالبلاغ، ويقضي الله بينهم بالعدل، وهم لا يظلمون شيئا.
أذكار الرحمن - د. صالح حسن العسافالفضالة – الفصل السادس - غلاف- الناشر: دارالتوحيدي للنشر والتوزيع والأعلام- الرباط – المغرب. 2006 -


منقول للافادة
جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-12-2011, 07:35 PM
الصورة الرمزية الا حبيب الله محمد
الا حبيب الله محمد غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,519
الا حبيب الله محمد will become famous soon enoughالا حبيب الله محمد will become famous soon enough
افتراضي

الملائكة: خلق من خلق الله عظيم – طبعهم الله على الخير – مطيعون لأوامر الله سبحانه مسبحون عابدون لا يسأمون ولا يفترون.
استشعار لعظمة الله سبحانه وقدرته جل جلاله ـ فدقة المصنوع تدل على عظمة الصانع ـ وعظم خلق الملائكة دليل على عظيم سلطان الحق سبحانه

شكرا ربيع العمر
سلمت يداااك
موضوع جميل

__________________
لاتشكي من الايام فليس لها بديل
ولاتبكي على الدنيا مدام آخرها الرحيل
واجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل
وتوكل على الله حق التوكل فإنه على كل شي وكيل
واستغل حياتك في ذكر وشكر الله تجد كل مافيها جميل
واكثر من الاستغفار فإنه للهموم يزيل

أمـَي لآ تُقـدّر بثمَـن .♥. وأبـَي لن يُڪَرره الزمَـن
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.10 Beta 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
حميع الخقوق محفوظة © لـ منتديات العاشق 2009 - 2022