أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2011, 12:18 PM
الصورة الرمزية فلسطيني حر
فلسطيني حر غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 681
فلسطيني حر is on a distinguished road
افتراضي مفاهيم الحبّ ومدلولاته لغة العيون


لغة العُيون في طَوْقِ الحَمامةِ:-
قد يعجب القارىء من شيخ تقدمت به السّن امثالي، شارف على الستين، وحج واعتمر، ولا يترك فرضاً ولا نافلة إلا ويقوم بها طواعية وقُرباناً له في آخرته.. ويزول العجب عندما يعلم القارىء أنّ فقيهاً وشيخاً وفيلسوفاً قد كتب رسالة في هذا الموضوع ضّمنها في كتاب طويل أسماه «طوق الحمامة». وصاحب هذا الطوّق «ابن حزم» فقيه الأندلس وشيخها وفيلسوفها.
بوّب هذا الطوّق ثلاثين باباً.. منها عشرة في أصول الحُبّ وإثنا عشر في أغراض الحبّ وصفاته المحمودة والمذمومة، وستة في الآفات الدّاخلة عليه، ثم بابان ختم بهما طوق الحمامة: باب في قُبح المعصية وباب في فضل التعففّ.
والتراث العربي حافل بأمثال طوق الحمامه، منها: «روضة المحبّين» لابن قيّم الجوزية، «ومصارع العُشاق» لابن السرّاج، وديوان الصبابة، لابن أبي حجلة، وكتاب الزهرة، للمفكر العراقي ابن داود الظاهري.
وعلى أية حال فهذا الموضوع معنى ومضموناً، وشكلاً وسلوكاً، وطريقة وتعبيراً، يختلف عن ذاك الذي هو في زماننا، بعد أن أصبح فنوناً وألواناً، وأشكالاً وأحجاماً، وأطيافاً.. يُعرض على الشاشات، ويُمارس في بعض المحافل والبارات، حتى أفرغ من مضمونه.. وشوهت ملامحه، وديست معانيه وأهدافه السّامية. وهذا ما يتّضح لنا من طوق الحمامة، وسلوك بني عُذره، وفلسفة ابن سينا، وأخبار جميل وبثينه، وقيس ولبنى.
نفكّ طوق الحمامة لندخل إلى أبواب:
- الاشارة بالعين ومدلولاتها
- مفاهيم الحبّ ومدلولاته
- أنواع المحبة وعلاماتها
- الوحدانية في الحبّ..

الإشارة بالعين ومدلولاتها:
إشارات العين لها رموزها ومدلولاتها:
- فإن كانت بمؤخرّ العين الواحدة.. فإنّها نهي عن الأمر
- وتصغيرها.. إعلام بالقبول
- وإدامة نظرها دليل التوجع والأسى
- وكسر نظرها آية الفرح
- وإطباقها دليل على التهديد
- وقلب الحدقة إلى جهة ثمّ صرفها بسرعة تنبيه عن مُشار إليه
- والإشارة الخفيّة بمؤخر العينين معاً.. سؤال
- وقلب الحدقة من وسط العين إلى موقعها بسرعة، شاهد المنع
- وترعيد الحدقتين من وسط العينين.. نهي عام
وكل ذلك لا يدرك إلاّ بالمشاهدة..
ولا يُعرف إلاّ بالتجربة.. وتجربة العاشقين في حل هذه الرّموز أعظم تجربة. ومن هذه الاشارات والمدلولات التي ترجمها شعراء العرب شعراً خالداً على مدى الأزمان.. وشذى يعبق بالعطر في كل مكان قولهم:
جُننّا بليلى وهي جُنّت بغيرنا
وغيرها بنا مجنونة لا نريدها

ومنها قول الشاعر:
أليس وعدتني يا قلب أني
إذا ما تبتُ عن ليلى تتوب
فها أنا عن حبّ ليلى تائبٌ
فما لك كلّما ذكرت تذوب!!


وللّه درّ أبي الطيب المتنبي في قوله:
يا عاذل العاشقين دع فئة
أضلّها اللّه كيف ترشدها
بئيس الليالي سهدتُ من طرب
شوقاً إلى من يبيت يرقدُها


وهو نفسه الذي أبلاه الهوى وألهبه النّوى ونحُل جسمه، حتى كاد لا يُرى مصوّراً ذلك بالأبيات التالية:
أبلى الهوى أسفاً يوم النّوى بدني
وفرّق الهجر بين الجفن والوسن
روحٌ تردّد في مثل الخلال إذا
أطارت الريحُ عنه الثوب لم تبن
كفى بجسمي نُحوُلاً أنني رجلٌ
لولا مخاطبتي إياك لم ترني

ولم أرَ بياناً أبلغ وأروع من بيان المتنبي.. ولم أتذوّق شعراً كشعر أمير البيان المتنبي.. أكاد أجزم أنه الدّهر المنشد على طول الزّمان وفي كل مكان. تذوق معي الأبيات التالية:
قبلتها ودموعي مزجُ أدمُعها
وقبلتني على خوفٍ فماً لفم
قد ذقتُ ماءَ حياة من مُقبلها
لو صاب ترباً لأحيا سالف الأصم
ترنو إليّ بعين الظّبي مُجهشةً
وتمسحُ الطلّ فوق الورد بالعنَم


اعذروني أيها القراء الأعزاء.. إن تلمست لواحظ العيون وأهدابها.. في سكونها وحركاتها من خلال أبيات المتنبي التالية:
رأيت وجه من أهوى بليل عواذلي
فقلتُ نرى شمساً وما طلع الفجرُ
رأيت التي للسحر في لحظاتها
سيوفٌ ظباها من دمي أبداً حُمْرُ
تناهى سكون الحُسن في حركاتها
فليس لرائي وجهها لم يَمُت عذْرُ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدليلية
مفاهيم, الحبّ, العيون, ومدلولاته


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.10 Beta 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
حميع الخقوق محفوظة © لـ منتديات العاشق 2009 - 2022