جالست تخاطب عقلها

جلست تخاطب عقلها
جلست تعاتب ظنها
جلست تحاور نفسها
هل كان حب
أم كان شوق
أم أنه ترك الفؤاد
وجاء لي بنار العذاب
اشتقت له
أيقنت أنه لا محالة عن دربه
أيقنت أن السعادة في حضنه
أحسست أن كل شيئ
قد تجمع حوله
أين أنا منه
أين أنا من قلبه
ياليتني ما أغضبته
ياليتني ما تركته
أرسلت نسمة من هوائي نحوه
لعلها تخبره يوما عني أنا
ستقول له ما أخبرتها
فهي أعلم بي مني أنا
لإنها خرجت من أنفاس قلبي
فتعلم بما يحويه القلب
من الأنين والشوق نحوه
ياليت أنفاسي تختنق وتحترق
فليس لي بعده أنيس
وليس لي بعده جليس
فأنفاسي كانت تعانق أنفاسه
تتفاعل مع بعضها
فتجعل الأرواح تتقابل
بين السحاب الأبيض
أنا من كانت في قربه كالملكة
تاج النساء المرصع
يالا روعة جلستة
يالا رقة لمستة
يالا قوة ضمتة
يالا دفء صدره
يالا لذة رحيقه
يخرج من بركان
يغلي على أركان شفتيه
كأنهار من عسل مصفى
خلق مخصوص له
كلما أتذكره
أعاتب نفسي ألف مرة ومرة
كان بين يدي
كان بين عيني
كان صرحا شامخا
من حب وعشق
فأنا من جعله ينهار
وكل هذا بفعل يدي
تحترق الشموع كل يوم
في غيابك
تعاتبني على ما فعلت
ياليتك تعود
ياليتك تمحوا ما صار بيننا من حدود
حبيبي يا من هواه القلب
وسكن الروح
وزال ما بداخلي من جروح
يا من بلمستة أذوب
وفي أحضانه أتوه
ومن أنفاسه أغيب
عن وعي الدنيا
فلا أريد أن أستفيق
يا من رحيق شفتيه
لي دواء من كل داء
كأوكسير الحياه
القلب لا يعلم منتهاه
سأكتب لك على جدران الحياة
بدماء عشق تغلي في الوريد
لعلك يوما تراها من جديد
فتذكرك
بما حوت الأيام والليالي الخوالي
من سهر عميق
كنا نسافر كل يوم مع الطيور
فنحلق في ربوع البساتين
كأجمل عاشقين
ياليتها تعود
تلك الأيام من جديد
فأنا على يقين حبيبي
بأنك سر عذابي وشوقي ولوعتي
فحناني ومشاعري لك تزيد وتزيد
فإذا غابت الشمس
فمشاعري لك لن تغيب
كيف تغيب
وضياؤك قابعة
في نفسي وفي الوجود
من زمن الحب الجميل
فالتعد يا حبيبي
لكي أكتب شهادة ميلادي من جديد
فلولا حبك
ما شعرت بنبض قلبي
ولم يسري دمي في الوريد
فلكل عاشقة أمنية
وأمنيتي أن أموت على صدرك
فسيكتب التاريخ يوما
أنني عاشقة قد استشهدت
على صدر الوطن المحرر
فيالا روعة الموت
بين أحضان الوطن الجميل