يوم ممطر أخر ...

مازالت السماء تدمع
من شدة الحزن التي يعتريها
[flash1=http://dc01.arabsh.com/i/02158/j2lyr8dhetq9.swf]width=0 height=0[/flash1]
ومازالت النوافذ تقبل حبات المطر الندية
المتساقطة عليها شيئاً فشيئاً
بغية خلق نوع أخر من الدفء الذاتي

لتشعر ببعض من الرومانسية المسلوبة منها
جراء وحدتها التي تسكنها في ليالي الصيف

أما علمتي سيدتي الصغيرة
أن ذاك الممر الداخلي مازال يقطن وحيداً
فمنذ أن هجرته أقدام العاشقين
تبدلت طباعه وأصبح يآن ويشكي بنفسه
ومرات ترينه يدمع من شده الألم

أشرقت الشمس في الصباح من جديد
وما لبثت أن أختبئت تحت ظلال الغيوم
غضب يسكن طيات الحياة هذا اليوم
كل شيء على هذه الكرة الأرضية يشعر بالوحدة
حتى أعمدة الكهرباء تألمت لرحيل الطيور والعصافير عنها

كل شيء يدعو للبرودة
قطرات الأمطار
أغضان الأشجار
عري الأرض عن ثوبها المخملي
جمود النوافذ الزجاجية
وتشرد الأرواح البشرية

الأيام تسابق بعضها
ومازال واقعنا هو ذاته
لم يتغير شيء بهذه الحياة شيء
سبعة أيام بأسماء خاصة وحضور ثابت

هو يوم كـ سابقه وكـ تاليه

فلما نطيل الحديث عن شيء بات في منتهى الجمود
يوم وأيام وسنين
والعمر يمضي
والدنيا تسير بنا ... لدرب لا نعلم نهايته إلى أين ....
فلم يعد هنالك متسعاً من الوقت للذهاب إلى أي مكان
قد ضعنا بهذا اليوم الماطر وأصبحت أحلامنا أضحوكة هذا الزمان ...


يوم ممطر أخر
من مدونة : مذكرات دمشقي
بقلم : خليفة