إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-14-2010, 10:39 PM
الصورة الرمزية الا حبيب الله محمد
الا حبيب الله محمد غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,519
الا حبيب الله محمد will become famous soon enoughالا حبيب الله محمد will become famous soon enough
افتراضي شخصية المرأة المسلمة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع سيكون مخصص لشخصية المرأة المسلمة بعون الله

أولا : علاقة المرأة المسلمة بربها

ثانيا : علاقة المرأة المسلمة بنفسها

ثالثا : علاقة المرأة المسلمة بوالديها

وآخر هذا الحديث أخوتى فى الله وهو علاقة


المرأة المسلمة مع زوجها

أولا : المرأة المسلمة مع ربها :

مؤمنة يقظة

فإن من أبرز ما يميز المرأة المسلمة إيمانها العميق بالله وعقيدتها النقية الصافية التي لا تشوبها شائبة من جهل أو خرافة أو وهم ـ فعندها يقينا جازما بأن ما يجرى في هذا الكون من حوادث وما يترتب عليه إنما هو بقضاء الله وقدر ـ وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يسعى في طريق الخير ويأخذ بأسباب العمل الصالح في دينه ودنياه متوكلا على الله حق التوكل مسلما أمره لله موقنا أنه فقير دوما لعونه وتأييده وتسديده ورضاه.

وهذا الإيمان العميق يزيد شخصية المرأة المسلمة قوة ووعيا ونضجا فإذا هي ترى الحياة على حقيقتها دار ابتلاء واختبار ستعرض نتائجها في يوم آت لا ريب فيه.

قال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية 26)
وقال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون 115)

ولن يعزب عن رب العزة والجلال في هذا اليوم مثقال حبة من خردل

قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء 47)

فإذا تأملت المرأة المسلمة معاني هذه الآيات أقبلت على ربها إقبال الطائعات المنيبات الشاكرات وتعد لآخرتها في هذا اليوم ما تستطيع من الأعمال الصالحات.

• عابدة ربها:
لا بد أن تقبل المرأة المسلمة الصادقة على عبادة ربها بهمة عالية ـ لأنها تعلم أنها مكلفة بالأعمال الشرعية التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة ـ ومن هنا فهي تؤدى فرائض الإسلام وأركانه أداء حسنا لا ترخص فيه ولا تساهل ولا تفريط

• تشعر بمسئوليتها عن أفراد أسرتها:

لا تقل مسئوليه المرأة المسلمة عن أفراد أسرتها أمام الله عز وجل عن مسؤولية الرجل ـ بل قد تكون مسؤولية المرأة في بعض الجوانب أكبر من الرجل لما تعلم من خفايا حياة أولادها الذين يعيشون معها وقت أطول وقد يطلعونها على ما لا يطلعون عليه الأب ـ فالمرأة المسلمة الواعية تشعر بهذه المسؤولية كلما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته فكلكم راع ومسؤول عن رعيته)

• همها مرضات الله تعالى:

فهي تطلع دوما في أعمالها إلى مرضات الله عز وجل وتزنها بهذا الميزان الدقيق ـ فما رضي الله عنه فعلته ـ وما لم يرضى الله عنه أعرضت عنه وكرهته وإذا وقع التعارض بين ما يرضى الله عز وجل وما يرضى الناس فإنها تختار مرضات الله بلا تردد ولو أسخط الناس ـ مستهدية في ذلك بهدى الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: (من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ـ ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ).

• تعمل على نصرة دين الله عز وجل

فمن أجل الأعمال التعبدية التي تقوم بها المرأة المسلمة هو نصرة دين الله ونشر علم التوحيد والشريعة والعمل على تطبيق منهجه في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، فهي تشعر في أعماقها بل حزن إذا هي قصرت في هذا الجانب الحيوي من حياتها وحياة المسلمين جميعا ـ إذ به يتحقق الهدف الكبير الذي خلق الله الجن والإنس من أجله ـ وهو إعلاء كلمة الله في الأرض والذي به وحده تتحقق عبادة
البشر لله (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)

• ولاؤها لله وحده:

فالمرأة المسلمة لا يكون ولاؤها إلا لله لا لأحد غيره ولو كان زوجها أو أبيها وهم أقرب الناس إليها ـ ونجد قمة هذا الولاء في صنيع أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضي الله عنها ـ عندما زارها أبوها وهم بالجلوس فما راعه إلا إن راءها وثبت على الفراش فختطفته وطوته عنه ـ فقال يا بنية ما أدري أرغبتى بي عن هذا الفراش أم رغبتي به عنى ؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى اله عليه وسلم وأنت رجل مشرك فلم أحب إن تجلس عليه.

• تقوم بواجب الأمر عن المعروف والنهى عن المنكر:

وهذا من تكريم الإسلام للمرأة عندما كلفها بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فقد بوأها مكانه اجتماعيه وإنسانيه عالية ـ إذ جعلها لأول مره في التاريخ آمره وما كانت تعرف في غير دين الإسلام إلا مأمورة

وقال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة 71).

- علاقة المرأة المسلمة بنفسها

بدأنا في هذه السلسلة بعلاقة المرأة المسلمة مع ربها، واليوم نتكلم عن
علاقة المرأة المسلمة مع نفسها:لقد حض الإسلام المسلمين أن يكونوا شامة في الناس - متميزين في زيهم وهيئاتهم وتصرفاتهم - ليكونوا قدوة حسنة تجعلهم جديرين بحمل رسالتهم العظمى للناس.

ففي حديث الصحابي الجليل ابن الحنظلية أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأصحابه، وكانوا في سفر قادمين على إخوانهم: "إنكم قادمون على إخوانكم. فأصلحوا رحالكم وأحسنوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" (رواه أبو داود في كتاب اللباس).
- وإذا كان الإسلام قد حض المسلمين بعامة على أن يكونوا شامة في الناس، فقد حض المرأة المسلمة بخاصة على أن تكون شامة بارزة ظاهرة متميزة في شكلها ومظهرها وهيئتها. لأن ذلك ينعكس على حياتها وحياة زوجها وبيتها وأولادها.

- ومن هنا لا تهمل المرأة نفسها، ولا تغفل عن مظهرها الحسن النظيف في غمرة شواغل البيت

وأعباء الأمومة، بل تحرص على أن تكون حسنة المظهر من غير سرف ولا مبالغة. وعنايتها بمظهرها الحسن ينبئ عن فهمها لشخصيتها ويدل على ذوقها ودقة نظرتها لمهمتها في الحياة وسلامة تصورها لشخصية المرأة المسلمة السوية التي لا ينفصل مظهرها عن مخبرها.
- فالمرأة المسلمة الذكية هي التي توازن بين مظهرها ومخبرها، وتدرك أنها مكونة من جسم وعقل وروح فتعطي لكل حقه مستهدية في هذا التوازن بهدي الإسلام الحنيف.
فكيف تحقق المرأة المسلمة هذا التوازن بين جسمها وعقلها وروحها؟

1- جسمها:

- معتدلة في طعامها وشرابها:

تحرص المرأة على أن تكون صحيحة البدن قوية البنية نشيطة، غير مترهلة ولا ثقيلة الوزن، ولذا لا تقبل على الطعام بشره ونهم وإسراف، بل تصيب منه ما تقيم به صلبها ويحفظ عليها صحتها وقوتها ولياقة جسمها، مستهدية بقول الله تعالى (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31)،



ـ نظيفة الجسم والثياب:

والمرأة المسلمة المتدبرة هدي دينها نظيفة جداً في جسمها وثيابها، مستجيبة في ذلك لهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي حث على الاستحمام والتطيب وخاصة يوم الجمعة: (اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنباً وأصيبوا من الطيب) (البخاري).

وتتعهد المرأة المسلمة فمها فلا يشم منه أحد رائحة تؤذيه، وذلك بتنظيف أسنانها بحيث تغدوا أنفاسها زكيه معطرة، وقد كانت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ شديدة العناية بأسنانها كما جاءت بذلك الروايات الصحيحة في البخاري ومسلم. ففي صحيح البخاري عن مجاهد عن عروة ـ رضي الله عنه ـ: (وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة...).

ـ لا تنزلق كثيرأ إلى التبرج والإفراط في الزينة:

فهذه العناية بالمظهر لا تنزلق بالمرأة المسلمة إلى التبرج وإبداء زينتها إلى غير زوجها ومحارمها، ولا تميل بها إلى المبالغة والإفراط بحيث تخرجها عن حد التوازن الذي أقام الإسلام عليه تشريعاته جميعاً،

2- عقلها:

- تتعهد عقلها بالعلم:

لا يغيب عن المرأة المسلمة الصادقة أن تتعهد عقلها بالعناية كما تعهدت جسمها، ذلك أن العناية بالعقل لا تقل أهمية عن العناية بالجسم،

المرأة المسلمة مكلفة كالرجل وعليها طلب العلم الذي ينفعها في دينها ودنياها، وهي إذ تقرأ قوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طـه: 114)

وتسمع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) تدرك أن هدي القرآن والسنة يشمل الرجل والمرأة على حد سواء، وأنها تساوي الرجل في علوم فرض العين وعلوم فرض الكفاية منذ وجد العلم في المجتمع الإسلامي.

ولقد أدركت المرأة المسلمة قيمة العلم منذ الأيام الأولى للإسلام فقالت نساء الأنصار للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (اجعل لنا يوماً من نفسك نتعلم فيه فقد غلبنا عنك الرجال، فقال لهن: "موعدكن دار فلانة"، فأتاهن فيها فوعظهن وذكرهن وعلمهن) (البخاري).

فالمرأة المسلمة كانت مقبلة على طلب العلم لا تستحي من السؤال عن أحكام دينها لأنها تسأل عن الحق والله لا يستحي من الحق، وقد وردت نصوص كثيرة توضح سؤال المرأة عن غسل المحيض والجنابة والاحتلام وغير ذلك.

- ما ينبغي للمرأة المسلمة تعلمه وإتقانه:

إن أول ما ينبغي للمرأة المسلمة أن تتقنه علم العقيدة وكتاب الله تعالىو تلاوة وتجويداً وتفسيراً، ثم تلم بعلوم الحديث والسيرة وأخبار الصحابيات والتابعيات من أعلام النساء، وتطلع على ما يلزمها من أبحاث الفقه لإقامة عباداتها ومعاملاتها ومعرفة أحكام دينها على أساس قويم.


- روحها:

فلا يفوت المرأة المسلمة الداعية هدي دينها أن تصقل روحها بالعبادة والذكر وتلاوة القرآن في أوقات محددة دائمة فكما عنيت بجسمها وعقلها تعني أيضا بروحها وتدرك أن الإنسان مكون من جسم وعقل وروح وأن كلاً من هذه المكونات الثلاثة له حق على المرء وبراعة الإنسان تبدو في إحكام التوازن بين الجسم والعقل والروح بحيث لا يطغى جانب على جانب.

ـ تلزم العبادة وتزكية النفس:

فالمرأة المسلمة التقية تستعين دوماً على تقوية روحها وتزكية نفسها بين دوام العبادة والذكر والمحاسبة واستحضار خشية الله ومراقبته في أعمالها كلها. فما أرضاه فعلته وما أسخطه أقلعت عنه، وبذلك تبقى مستقيمة على الجادة لا تجور ولا تنحرف ولا تظلم ولا تبتعد عن سواء السبيل. فالمرأة المسلمة التقية قد تخطئ وقد تقصر وقد تذل بها القدم ولكنها سرعان ما تنخلع من زلتها وتستغفر الله من خطئها وتتوب من ذنبها، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الأعراف: 201).

ـ تختار الرفيقة الصالحة وتلزم مجالس الإيمان:فللرفيقة الصالحة أثر كبير في استقامة أمر الفتاة المسلمة وتحليها بالعادات الحسنة والشمائل الرفيعة فالرفيقة القرينة في الغالب صورة مماثلة لها في أخلاقها وسجاياها.

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وتحرص المرأة المسلمة على حضور المجالس التي تدور فيها الأحاديث عن الإسلام والالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه والإقبال على طاعته، فبمثل هذه المجالس ترقى النفس وتزكو الروح وتخشع الجوارح ويسمو الإنسان وتخالط قلبه بشاشة الإيمان.

ـ تكثر من ترديد الأذكار والأدعية المأثورة:

فمما يعين المرأة المسلمة على تقوية روحها وربط قلبها بالله ـ عز وجل ـ: حفظها بعض الأدعية المأثورة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كل عمل من الأعمال التي تثبت أن للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها دعاء. فالمرأة المسلمة الحريصة على جلاء روحها تقبل على تعلم طائفة من هذه الصيغ المأثورة تأسياً بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبه الأبرار وتواظب على تردادها في أوقاتها ومناسباتها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وبذلك يبقى قلبها موصولاً بالله عز وجل وتزكو روحها وترهف أحاسيسها ويزداد إيمانها.
علاقة المرأة المسلمة بوالديها
- بارة بهما:

إن من أبرز ما تتميز به المرأة المسلمة الراشدة برها بوالديها والإحسان إليهما، ذلك أن الإسلام حض على بر الوالدين في كثير من النصوص القاطعة من كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكل مسلمة تطالع هذه النصوص لا يسعها إلا الالتزام بهديها، والمسارعة إلى بر والديها مهما تكن الظروف ومهما تكن العلاقة بين الفتاة ووالديها.

- عارفة قدرهما وما يجب عليها نحوهما:

تدرك المرأة المسلمة من خلال تلاوتها لكتاب الله ـ عز وجل ـ المرتبة العالية التي رفع الله إليها الوالدين، وإنها لمرتبة ما عرفها البشر إلا في هذا الدين إذ جعلها تلي مرتبة الإيمان بالله والعبودية له، فقد تتابعت آيات الله الكريم واضعة مرضاة الوالدين بعد مرضاة الله ـ عز وجل - وجاعلة الإحسان إليهما رأس الفضائل بعد الإيمان بالله، قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (النساء: 36).

ومن هنا كانت الفتاة المسلمة ـ الواعية هدي دينها ـ أبر بوالديها من أي فتاة أخرى، إذ لا يتوقف برها لوالديها عند انتقالها إلى عش الزوجية حيث يكون لها عالمها الخاص المستقل الشاغل اللاهي، بل يستمر برها بوالديها ما تنفس بها العمر وامتدت بها الأيام عملاً بهدي القرآن الكريم وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبخاصة عندما يصلان إلى مرحلة العجز والضعف والهرم ويحتاجان إلى الخلق الراقي والبسمة الحانية والكلمة الودود.

قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء: 23- 24).

فالمرأة المسلمة التقية الداعية التي استنارت بصيرتها بنور القرآن الكريم تتلقى دوماً مثل هذا الإيقاع الرباني الجميل، كلما تليت الآيات الموصية بالوالدين تزداد براً بهما وإحساناً إليهما وإقبالاً على خدمتهما وتفانياً في التماس رضاهما.

لقد جعل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم - المربي العظيم بر الوالدين بين أعظم عملين في الإسلام: الصلاة على وقتها والجهاد في سبيل الله، والصلاة عماد الدين، والجهاد ذروة سنام الإسلام، فأي مقام كريم هذا؟

فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: "سألت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي العمل أحب إلى الله"، قال: "الصلاة على وقتها" قلت: "ثم أي؟"، قال: "بر الوالدين"، قلت: "ثم أي؟"، قال: "الجهاد في سبيل الله" (متفق عليه).

وفي قصة جريج العابد عبرة بالغة في أهمية بر الوالدين، والمسارعة في طاعتهما، إذ نادته أمه وهو يصلي فقال: "اللهم أمي وصلاتي" واختار صلاته، ونادته الثانية فلم يجبها، واستمر في صلاته، ونادته الثالثة فلم يجبها واستمر في صلاته، فدعت عليه ألا يميته حتى يرى وجوه المومسات.

وقد استجاب الله دعاء أمه عليه، فادعت عليه امرأة بغي الزنا بها، وكاد أن يقام عليه الحد، لولا أن تداركته رحمة الله فأنطق الغلام ببرائته، وورد في بعض الروايات أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لو كان جريج عالماً لعلم أن إجابته أمه أولى من عبادة ربه".

ومن هنا رأى الفقهاء أن المرء إذا كان في صلاة النفل وناداه أحد والديه فعليه أن يقطع صلاته ويجيبه.

ولقد وقر في قلوب المسلمين والمسلمات وجوب بر الوالدين، فسارع الأبناء والآباء إلى برهما في حياتهما، وبعد مماتها، والأخبار والأحاديث في ذلك كثيرة منها:

(أن امرأة جاءت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: "إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟" قال: "نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء) (البخاري).
وجاءت أخرى فقالت: "إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها؟"، قال: "صومي عنها"، قالت: "إنها لم تحج أفحج عنها؟"، قال: "حجي عنها".


- شديدة الخوف من عقوقهما:

وبقدر مسارعة بر المرأة المسلمة بوالديها تخشى من الوقوع في جريمة عقوقهما، ذلك أنها تدرك فداحة هذه الجريمة التي تعد من الكبائر، وتعرف الصورة السوداء المعتمة التي رسمتها النصوص الصحيحة لكل عاقة لوالديها باقتران العقوق بالشرك بالله كما اقترن البر بهما هناك بالإيمان بالله، فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث، قال: "قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" ـ ثلاثاً ـ قلنا: "بلى يا رسول الله"، قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" (متفق عليه).
- تبر أمها ثم أباها:

جاء هذا في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاءه رجل فسأله: "يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟" فأجابه: "أمك"، قال: "ثم من؟"، قال: "أمك"، قال: "ثم من؟"، قال: "أبوك".

ففي هذا الحديث تأكيد من الرسول الكريم على أن بر الأم مقدم على بر الأب، ولقد استثار القرآن الكريم مشاعر البر والعرفان في نفوس الأبناء، فوصى بالوالدين وخص الأم بالفضل بسبب الحمل والرضاعة ومما تكابد من مشاق ومتاعب في هاتين المرحلتين من مراحل الحياة في صورة لطيفة حانية توصي بالبذل النبيل والحنو المطلق

(وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان: 14).
وهذا ابن عمر يشهد رجلاً يمانياً يطوف بالبيت الحرام يحمل أمه ويقول: "إني لها بعيرها المذلل، وقد حملتها أكثر مما حملتني أتراني جزيتها يا ابن عمر؟" فأجابه: "لا، ولا بزفرة واحدة".
- تحسن أسلوب برهما:

فالمرأة المسلمة تختار أقل الطرق وأرقى الأساليب في مخاطبتهما ومعاملتهما، وتخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ولا يصدر عنها كلمة تضجر أو تأفف أو ضيق منهما، مستهدية دوماً
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء: 23- 24).

وقد يكون الوالدان أو أحدهما في انحراف عن جادة الحق والصواب، فواجب الفتاة المسلمة البارة في مثل هذه الحالة أن تسلك معهما مسلك الرفق والتؤدة والتلطف والإقناع، ولا تخرج عن دائرة الأدب وسلاحها في سبيل الوصول إلى هدفها بالصبر والكلمة الطيبة والبسمة الودود والحجة القوية والأسلوب المهذب الحكيم


التوقيع


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية
المرأة, المسلمة, شخصية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.10 Beta 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
حميع الخقوق محفوظة © لـ منتديات العاشق 2009 - 2022