المـصباح المـــظلم

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة وسلام على سيد امرسلين سيدنا محمد

وعلى اله وصحبه اجمعي
أمـا بعد : نسئل الله ان ينفعنا بما علمنا ويرزقنا علما ينفعونا أميـن
***********************
خرج من داره ليلا وســار في الطريق المؤدي إلى الجامع الذي يعمل فيه إمـامـا وخطيبا يرشد الناس إلى مـافيـه صلاح دينهم ودنياهم .
ومـا هي إلا دقــائق حـتى رأه رجل من الـجهة ألمعاكسه فلما إقترب منـه .أي من الشيخ بادرقائلا .
السلام عليكم .أيها الشيخ أجاب الشيخ وعليكم السلام ورحمته وبركاته . قـال الرجل وبـدون تمهيد أرجو أيها الشيخ الاتغضب مني فـأني أقـول لك بـصراحة ان الله حرمني من معظم الاشياء ولم يغدق على شيئأ من نعماته وكرمه فـأنـا فقـير معدوم وفي حـالة يرثى لها من العوز والفاقة والحرمـان . ولهذا السبب فأنني لا أحمد
ولا اشكره. كما لم ولن التزم بنواهيه .. وهنا صمت الشيخ بـرهة وشـعر ان الموقـف مع الرجل يتطلب الـصبر وضبط النفس وان المحاججة معه وسط زحـام الناس وعلى رصيف الشارع سوف تخلو من اللياقة والتأدب ,
فـأسر في نفـسه امرا . فقال للرجل في شيء من اللطف وللين ...
أراغب أيها الاخ المسلم ان ترافقني في الطريق بعض الوقت . أجـابه الرجل بكل سرور أيها الشيخ . وساربه
الشيخ مسافة ألى (عمود كهرباء) فيه مصـباح مطفأ فوقف وقال للرجل أنظر إلى المـــصباح المعلق فوق عمود الكهرباء هذا أتراه مضيئأ أم مظلما؟ فقال الرجل اني اراه مظلما . فقال الشيخ وهذه القوة الكهربائية أوما (نسميه التيار الكهربائي ) هل ترى انها تصل الى هذا المصباح ؟ أجاب الرجل وكان متعلما . نعم ان التيار الكهربائي يسري الى هذا المصباح عن طريق السلك الذي يحمله عمود الكهرباء والمتصل با امصباح فقال الشيخ فما السبب في انه لا يضيئ أبــــدا ؟ أجـاب الرجل لانه عـاطـل ومحترق فهو مظلم فا رتسمت ملامح الارتياح على وجـه الشيخ فقال للرجل بنبرة الواثق الصادق وكذلك قلــــبك مظلم مطفأ للخلل الذي أصـابـه بسبـــــب أعراضك عن ذكر الله هذا مع العلم ان (التيار الالهي) بـما فيه من نعمة ورحـمة وكرم وعطاء يصل اليك لكنك لا تحس بهـذا لآنك احرقت قلـبك وعطلته عن تقبل هذه النعم فصار كالمصـــــــباح المظلم هذا الذي امامك فما عليك الا ان تستبدل مصـــباح قلبك المظلم بمصـــــباح منير . وهنا انتبه هذا الرجل الى هذه الحقيقة الواضحة الناصعة فغمره الخجل والحياء واحس في قرارة نفسة انه أذنب كثيرا وحاد عن جـادة الحـق والـصواب فقال للشيخ لكم كنت جاهلا غافلا أثما ظالما , فيا لمصير قلـبي الاسود المظلم وإلا فكيف تصلني رحـمة الله وتسعني وتنير قلــبي وقد جحدت نعمه وانكرت فظله ونسيت ذكره وعصيت أمره ؟ أجابه الشيخ اللبيب . لا تيأس واستغفر الله تعلى عمـا بدر منك فـأنه غافر الذنوب قـابـل التوب وستجد بعـد حين مصــباح قلبك وقد غمرته أضواء الايمان من كل مـكان أنك لن تحياج لسوى تبديل مصبــــاح قلــــــبك المنـــطفئ بمـــصباح جديـد منير ...

***********************
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه انك انت الوهاب